13 ديسمبر 2017

محمد سيف الدولة يكتب: العواقب الخمسة عشرة للقرار الأمريكى

Seif_eldawla@hotmail.com
 ماذا يعنى القرار الأمريكى بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها؟
يعنى اطلاق رصاصة الرحمة على ما يطلقون عليها هم "عملية السلام" وما يجب أن نسميها نحن بـ "أوهام السلام" الذى خدعت الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية نفسها وشعوبها بها منذ صدور القرار 242 عام 1967.
فنحن بصدد اعلان امريكى اسرائيلى مشترك، بأنه لا دولة فلسطينية على حدود 1967، ولا انسحاب اسرائيلى من اى ارض محتلة فى الضفة الغربية، ولا توقف عن بناء المستوطنات الاسرائيلية، و بالمختصر المفيد، انه ليس لدينا شيئا لنعطيه لكم، وليذهب الشعب الفلسطينى ومعهم كل العرب الى الجحيم.
انها اوهام السلام التى تذرع بها الحكام العرب منذ حرب 1973 ومعهم السلطة الفلسطينية منذ 1993 لتبرير انسحابهم وهروبهم من مواجهة الكيان الصهيونى التى ليس لها سوى طريق وحيد هو طريق المقاومة والكفاح المسلح فلسطينيا، والقتال والحرب عربيا.
فحين يأتى الرئيس الأمريكى ليعترف بكل صفاقة بأن الحكاية على امتداد نصف قرن لم تكن سوى كذبة أمريكية صهيونية كبيرة لخديعة الفلسطينيين والعرب والمسلمين والعالم كله، صدقها السذج منهم وتواطأ معها بعض الحكام العرب والقادة الفلسطينيين، فاننا يجب أن نتوقع أن زلزالا عنيفا سيضرب المنطقة قد تترتب عليه عواقب وتحولات كبرى نستعرض أهمها فيما يلى:
1)  اعادة الاعتبار لخيار المقاومة والكفاح المسلح، وانخراط افواجا جديدة من الشباب الفلسطينى والعربى فى حركات ومنظمات المقاومة، لتتعاون وتتسابق جميعها فى توجيه الضربات الموجعة (لاسرائيل).
2)  وتضافر الجهود الشعبية العربية والاسلامية والاقليمية لاختراق وكسر الحظر المفروض على توريد الأموال والسلاح لحركات المقاومة الفلسطينية، واحياء حركات الدعم الشعبى العربى للشعب الفلسطينى وانتفاضاته على غرار ما تم مع انتفاضة عام 2000.
3)  سقوط نظرية السادات وخلفائه وحلفائهم من أن حرب أكتوبر هى آخر الحروب. وعودة خيار"المواجهة العسكرية العربية لاسرائيل"، الذى دم دفنه بعد حرب 1973، الى قائمة المطالب السياسية والشعبية، والى كتابات المفكرين وخطابات قادة الرأى العام، والى اجندات مراكز الابحاث الاستراتيجية والعسكرية، مما سيصنع ضغوطا حقيقية على دوائر صنع القرار.
4)  عودة العمليات الاستشهادية فى الضفة الغربية وفى الداخل الفلسطينى 1948، بعد ان كانت قد شهدت تراجعا كبيرا منذ عام 2005.
5)  عودة الضربات ضد المصالح الغربية والاسرائيلية خارج الارض المحتلة، مثل عملية ميونخ 1972 واكيلى لاورو عام 1985 وعمليتى مطارى روما وفيينا عام 1985، وتانزانيا ونيروبى عام 1988 والظهران بالسعودية 1996 والمدمرة كول باليمن عام 2000 وغيرها.
6)  عودة العمليات العسكرية ضد المصالح الامريكية والاسرائيلية فى البلاد العربية مثل تنظيم ثورة مصر ومحمود نور الدين فى مصر و تفجيرات بيروت ضد القوات الامريكية عام 1983.
7)  ناهيك عن نمو واتساع دوائر التطرف والعنف والارهاب، خارج مجال المقاومة والتحرير، كرد فعل عشوائى وهستيرى ضد التجبر الامريكى والدولى والصهيونى والعجز العربى والاسلامى والاستبداد والتواطؤ الرسمى.

8)  انكشاف الدول العربية التى تهرول اليوم للتطبيع مع اسرائيل، وتلك التى وقعت معها معاهدات سلام، وثبوت وتأكيد خيانة وبطلان هذه المعاهدات وما آلت اليه من تفريط وضياع للحقوق الفلسطينية وتهديدها للامن القومى العربى، مع سقوط ما تبقى من شرعيات الانظمة العربية والحكام العرب والنظام الرسمى العربى، على غرار ما حدث بعد نكبة 1948 وانتصار القوات الصهيونية على الجيوش العربية مجتمعة، مما سيمهد على المدى المتوسط لسلسة من الانتفاضات الشعبية او الثورات الجماهيرية او الانقلابات العسكرية.
9)وما سيصاحب ذلك من اتساع قاعدة المعارضات السياسية العربية وارتفاع اسقف مطالبها وتجذيرها وتقدم وصعود الاتجاهات والاجنحة الاكثر راديكالية منها، مع اكتساب الدعوة الى ثورات جديدة، مزيدا من المصداقية، على غرار ما حدث بعد الغزو الامريكى للعراق عام 2003، حيث لم يتطلب الامر أكثر من 8 سنوات حتى يتمخض غضب الشعوب عن ثورات قامت باسقاط اربعة حكام عرب.
10)مع احتمالات كبيرة لحدوث حالات من الرفض والتذمر داخل عدد من المؤسسات العسكرية العربية نتيجة الحرج الشديد التى ستواجهه امام شعوبها بسبب عجزها وصمتها وحيادها تجاه ما يحدث من اعتداءات وتجبر امريكى واسرائيلى، رغم ما يفترض فيها من واجبات حماية المصالح الاستراتيجية العربية، ومن صلاحيتها وحدها فى حمل السلاح لحماية الامن القومى .
11)سقوط نهائى وبات لمشروعية السلطة الفلسطينية ما لم تعترف بخطاياها وتعلن انسحابها من اتفاقيات اوسلو وتسحب اعترافها باسرائيل وتشارك فى تنظيم اعمال المقاومة ضد الاحتلال. فان لم تفعل فسينتهى بها الحال الى ان تتحول بشكل رسمى وصريح الى احد أدوات الاحتلال الاسرائيلى، وهو ما سيضعها فى معسكر العداء الصريح للشعب الفلسطينى جنبا الى جنب مع قوات الاحتلال.
12) تصحيح البوصلة السياسية لغالبية القوى الوطنية العربية، وعودتها الى سابق عهدها حين كانت تضع مواجهة المشروع الامريكى الصهيونى على راس اولوياتها وبرامجها.
13)مع حدوث عملية فرز واستقطاب حاد داخل المجتمعات والدول العربية، ولكن حول قضية وطنية وقومية وتحررية هذه المرة، لتتراجع العديد من الصراعات التى عصفت بالامة فى السنوات الاخيرة كالصراعات الطائفية والدينية والمذهبية.
14) عودة قوية ودائمة لحركات المقاطعة الشعبية التى كانت قد نجحت فى توجيه ضربات موجعة لعدد من المنتجات الامريكية قبل ان تضعف وتتوقف و تختفى منذ ما يزيد عن 10 سنوات.
15)سقوط نهج ما يسمى بالاعتدال العربى، دولا وسياسات واستراتيجيات وتحالفات، وبزوغ وصعود تحالفات عربية واقليمية ودولية جديدة على قاعدة العداء للولايات المتحدة واسرائيل.
*****
القاهرة فى 13 ديسمبر 2017

12 ديسمبر 2017

زهير كمال يكتب: حزب الله وجامعة الرؤساء العرب


يتصدر اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل مجمل المقالات والتحليلات في العالم العربي . ولوم ترامب على ما فعل كأن يضع الإنسان رأسه في الرمل كالنعامة هرباً من الحقيقة. ولا شك أن تعامل ترامب مع تهديد جدي من كوريا الشمالية يعطي المثل في كيفية التعامل مع الأقوياء وكيفية التعامل مع الضعفاء ، فهو يستعين بالروس والصينيين للتوسط مع الكوريين بينما يعامل الأنظمة العربية كالعبيد والأجراء لديه. فهل نلوم ترامب أم نلوم أنفسنا؟ 

لم تكن المعادلة بهذا الوضوح مثلما هي الآن ، أنظمة الحكم العربية المتحالفة مع إسرائيل علناً مقابل الجماهير العربية تتقدمها المقاومتان اللبنانية والفلسطينية.

فلمدة طويلة استطاعت هذه الأنظمة وبمكر ودهاء لا مثيل لهما خداع الجماهير العربية بالقول إنها تقف في صفها وأن هدفها تحرير فلسطين أو على الأقل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يرجع الحقوق الى أصحابها.

والمواطن العربي صابر يعيش على هذا الأمل ، ففي قرارة نفسه ثقة أننا أمة كثيرة العدد وأننا نستطيع توفير ما يلزم من الجند ونحن نمتلك الذكاء اللازم لمواجهة تحديات العصر ونرى بأم أعيننا نجاح وتفوق أفرادنا عندما يهاجرون وتتاح لهم الفرصة لإثبات تفوق العقل العربي ثم إن الله تعالى قد حبانا ثروة طائلة من الطاقة يحتاجها العالم ولا يسير إلا بواسطتها.

وللمواطن العربي الحق في أن يرتاح وينام مطمئناً فهذه المقومات لا تتوافر للشعوب الأخرى، ولسان حاله يقول ما هي إلا بعض العثرات التي يجب التغلب عليها وأهمها اتفاق الرؤساء بعضهم مع بعض .

عند كل قمة عربية كان هذا المواطن يحدوه أمل كبير في اتفاق زعمائه متمنياً وحدتهم وعملهم معاً لحل المشاكل العربية ، وفي اعتقاده أن كل هذه المشاكل ثانوية وأن عليهم التفرغ والعمل بجد لحل القضايا الأساسية . أما شيوخ المساجد من المحيط الى الخليج فكانت دعواتهم صادقة أن يهدي الله زعماءنا لما فيه خير أمتنا. وعند كل قمة عربية كان الأمل يتبخر شيئاً فشيئاً حتى وصل الى الصفر بعد اكتشاف المواطن أن العمل العربي المشترك مزحة كبيرة.

ولتسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة ولتوخي الدقة فيمكننا أن نطلق على الجامعة العربية اسم جامعة الرؤساء العرب ، أما مجلس التعاون الخليجي فهو مجلس تعاون أمراء الخليج، وهكذا باقي أشكال العمل العربي المشترك . وبهذا نضع الأمور في نصابها وتاريخ الجامعة يشهد بذلك، فقد طردت دولة بأكملها مثل مصر لأن رئيسها في ذلك الوقت غنّى على هواه دون استشارة أقرانه أو شعبه، ثم تم إرجاعها لأن رؤساء الجامعة رضوا عن رئيسها الجديد رغم أنه لم يغير الخط أو السياسة التي اتبعها سلفه!

ثم طردت دولة سوريا لأن الملك السعودي يكره الرئيس السوري ويستطيع توظيف باقي الرؤساء لطرده من النادي. ( يبدو الأمر كذلك ولكن المسألة تتعدى ذلك فهناك مخطط كبير تقوم البيادق العربية بتنفيذه) .

إذاً فطرد دول بأكملها من الجامعة مسألة في منتهى السهولة مثلها مثل تغيير الدساتير ، إن وجدت، بجرة قلم لتلائم رغبة الرؤساء، أما القضايا الجانبية مثل فتح الحدود بين دولتي الجزائر والمغرب والمغلقة لمدة تزيد على ربع قرن فهي مسألة معقدة ، مثلها مثل رؤية السودان ينقسم الى دولتين ، فالرؤساء لا يمتلكون الاهتمام أو القدرة بل كان بعضهم يغذي هذه الصراعات المدمرة . ولهذا فمن حق المواطن العربي أن يفقد الأمل ، فطيلة هذا التاريخ لم يكن هناك سوى بيانات التأييد أو الشجب والاستنكار أما العمل فلا غالب الا الله. 

في المؤتمر قبل الأخير لوزراء خارجية جامعة الرؤساء العرب ، أصدر المجتمعون قراراً يصم حزب الله بالإرهاب. وبهذا القرار انضم الرؤساء العرب رسمياً الى إسرائيل وأصبحوا في جبهة واحدة ضد حزب الله . وهي بلا شك جبهة عريضة على رأسها أمريكا وفي ذيلها داعش وأخواتها صنائع المخابرات الغربية والموساد.

وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لرؤساء الجامعة هي انهيار داعش في سوريا والعراق بعد أن كان المخططون يمنون النفس ببقائها فترة طويلة تعيث في الأرض فساداً لتظل شعوبهم المغلوبة على أمرها مطية سهلة لا ترفع رأسها. ولكن لعب حزب الله دوراً محورياً في قلب المعادلة وإفساد مخطط تقسيم هاتين الدولتين الى دول صغيرة متناحرة تلجأ الى الشقيقة الكبرى إسرائيل.
لمحة تاريخية مختصرة:

في سوريا كان الجيش السوري على وشك الانهيار بعد انشقاق عدد كبير من الضباط والجنود في كافة قطاعات الجيش ، وقد تبين فيما بعد وجود تسعيرة وضعها النظام السعودي لكل انشقاق حسب أهمية المنشق وتأثيره. وعندما يفقد الجيش ضباطه فإنه يحتاج وقتاً طويلاً ليستطيع امتلاك القدرة على الحركة ثانية ، وفي هذا الوضع الحرج استطاعت القوات المعادية للنظام السيطرة على سوريا ما عدا بعض البؤر الصغيرة وهي بعض المدن والعاصمة، ومن هنا بدأت مقولة يتم ترديدها حتى هذه اللحظة ، أن أيام الأسد أصبحت معدودة، كادت هذه المقولة أن تتحقق لولا التدخل المباشر والقوي لحزب الله الذي حقق انتصارات صغيرة في جبهات كثيرة كانت مفتوحة في مختلف أنحاء سوريا كان من أهمها معركة القصير، فاستطاع الجيش التقاط أنفاسه وبناء نفسه من جديد ، وأدرك الروس أن الكفة ستميل لصالح النظام فتدخلت قواتهم ، هذا التدخل الذي قصر عمر الصراع بشكل دراماتيكي.

في العراق شهدنا انهيار الجيش العراقي بعد احتلال داعش للموصل ، خمسون الفاً فروا تاركين أسلحتهم وعتادهم ولم يستطيعوا الصمود أمام عدد من جنود داعش لا يتعدى ألفين أو على أقصى تقدير ثلاثة آلاف. وكانت بداية انقسام العراق فعلياً الى ثلاث دول على أساس عرقي طائفي. وهنا تدخل حزب الله في تشكيل ودعم المنظمات الشعبية المقاتلة التي لعبت دوراً هاماً في دحر داعش وإنهاء مخططات التقسيم.

والتحليل المنطقي يقودنا الى أن حزب الله هو الذي حقق الانتصارات المتتالية في سوريا ، ولكن لم يشهد التاريخ نكراناً للذات مثلما نجد في حزب الله ، فهو يعلن عن ضحاياه وتسجل الانتصارات باسم الجيش السوري ثم حلفاءه. ومن المؤكد أننا سنقرأ مستقبلاً مذكرات هؤلاء الذين يعاصرون أحداث هذه المرحلة وما حدث على الأرض فعلاً، ما يؤكد هذه النقطة.

ما يحدث الآن ضخم بكل المقاييس ، فنحن نشهد بوادر انهيار مشروع الشرق الأوسط الكبير ، لقد نجحت المنطقة في وقف الانحدار نحو الأسوأ ، وليس أمامها سوى التقدم الى الأمام ، ولا شك في أن الخسائر كبيرة ولكن لا بد من تسجيل بعض الأرباح التي تحققت ومن بينها فضح الأنظمة الحاكمة أمام الجماهير العربية وفضح تحالفاتها السرية مع أعداء الأمة وكذلك سقوط التقسيم الطائفي في المنطقة بعد أن كاد ينجح ، بخاصة عند بدء تدخل حزب الله في سوريا وتصوير الأمر على أن الشيعة يقتلون السنة.

ولا شك أن غباء اللاعبين على الأرض قد ساهم مساهمة فعالة في تغيير المزاج العربي العام، فقد عملوا على شيطنة حزب الله والمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس ، وهكذا يتبين للجماهير كل يوم أن خلق أعداء وهميين إنما يهدف الى حرف الأنظار عن العدو الرئيسي المتمثل في إسرائيل. 

هل يمكن لأحد أن يقف مكتوف اليدين أو أن ينادي بسياسة النأي بالنفس أو أن يقول (إحنا ما لناش دعوة) أمام مشروع ضخم كهذا ؟ للأسف نعم ، فبعض الساسة الذين لا يرون أبعد من أنوفهم يرددون هذه الأقوال كالببغاوات، ولا يضعون في حسبانهم الحكمة التي تقول ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض) ، ولكن بعضهم يمتاز بخبث شديد ويريد لحلفائه أن يلعبوا كما يشاؤون وعلى المقاومة أن تقف مكتوفة الأيدي تتفرج على السكاكين تنهش جسم الأمة.

رغم هذا الجو المظلم لا بد لنا أن نتفاءل ، فالعدو وحلفاؤه يخسرون بالنقاط كل يوم :

ترى إسرائيل الحبل يضيق على رقبتها وتحاول جاهدة فكه ببعض الضربات الاستباقية مستعملة سلاحها الجوي فقط، فقد فقدت زمام المبادرة منذ زمن طويل، وسبب ذلك لا يعود الى عدد صواريخ حزب الله وتمكنه من التكنولوجيا العسكرية الحديثة رغم أهمية ذلك ، ولكن الفضل كله يعود الى جندي حزب الله ، فعندما ينادي (لبيك يا نصر الله) فهو يعني ما يقول. وسيظل الجندي البسيط هو مفتاح النصر أو الهزيمة في التاريخ (حتى إشعار آخر وهو دخول الروبوتات في المعارك).

فيما يلي استعراض لثلاثة أنواع من الجنود العرب:

ا. الجندي النظامي وهو الموجود في كافة الجيوش العربية بلا استثناء ، ويمكننا إطلاق مصطلح الجندي الرقم ، وهو تعبير عن الحالة العامة لدولنا العربية التي تعاني من التجهيل والعجز.

2. الجندي العقائدي الباني وهو جندي المقاومة في لبنان وفلسطين. حيث نجحت المقاومتان بإمكانات متواضعة في وقف العدو عن التمدد .

ما هو شعور الجندي البسيط عندما يقول له سيد المقاومة ( أقبل أيديكم وأرجلكم)؟

ما هو شعوره وهو يرى من استشهد قبله وقد تم تمجيده ؟

ما هو شعوره وهو يرى عائلة من استشهد قبله وهي مصانة معززة مكرمة ؟

هذه منظومة متكاملة تبني الفرد وهو مقتنع تمام الاقتناع أنه يحارب من أجل مثل عليا .

3. الجندي الظلامي ، وقد فكرت كثيراً في هذه التسمية إن كانت تنطبق على هؤلاء البسطاء المغرر بهم الذين يقتلون أنفسهم بحزام ناسف أو بقيادة سيارة مفخخة وذلك بهدف الذهاب الى الجنة والاستمتاع بسبعين حورية، فالمسألة بالنسبة لهذا الجندي هي مصلحة شخصية قد يحصل عليها في الحياة الآخرة ، أما الحياة الدنيا فقد يأس منها وهو الفقير الذي لم تنصفه.

في التاريخ الإسلامي كان الحشاشون أصدق مثال لهؤلاء الجنود الذين يخدمون مصلحة من يشغلهم . وعادةً كان الفشل نتيجة طبيعية فلم يتحقق أي هدف لهم وذهبت تضحياتهم هباءً . ونرى الأمر يتكرر مع حشاشي الحاضر. فهناك فرق كبير بين استغلال الفرد وبين بنائه ، بين أن يكون رقماً أو أن يكون كياناً ، بين أن يعمل من أجل حياته وبين أن يعمل من أجل موته.

مما سبق فإن الجندي العقائدي هو الذي يستطيع الانتصار وتغيير الواقع، وهذا ما حدث عبر التاريخ.

يدرك الرؤساء العرب هذه المعادلة ويشعرون بفشلهم في كل خطوة ، وإذا كانوا لا يعلمون أنهم فاشلون فالمصيبة أعظم، ويريدون جر من بقي في هذه الأمة إلى مربع الفشل. هذا إذا أحسنا الظن بهم. ولكنهم في اعتقادهم أنهم يستمدون قوتهم من أمريكا وأن استسلامهم الكامل هو أفضل وسيلة لبقائهم في كراسيهم.

هل وصلت الجماهير إلى أن سبب مصائبها كلها هي هذه الأنظمة البالية ؟ هل وصلت الجماهير إلى حقيقة أن فاقد الشيء لا يعطيه؟ هل وصلت الجماهير إلى أن اعتمادها يجب أن يكون على النفس وأن عليها أن تشمر عن سواعدها وتغير واقعها التعس؟

هناك علامات فارقة في تاريخ الشعوب ، وكان اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل هو إحدى هذه العلامات ، وستشهد المنطقة تغييراً جذرياً في مستقبلها وقد يكون هذا التغيير صغيراً في البداية ولكنه سيتسارع لاحقاً وذلك مثل إستفاقة الإنسان من إغماءة بعد ضربة في الرأس، وإغماءة المنطقة طالت كثيراً ، ولكن الفجر قادم لا محالة.

10 ديسمبر 2017

سيد أمين يكتب : مسجد الروضة ..من التصويف الى المستفيد

نقلا عن مدونات هافنجتون بوست وعربي بوست
تم النشر: 12:01 10/12/2017 AST تم التحديث: 12:01 10/12/2017 AST

التركيز الذي مارسه الإعلام المصري، الرسمي وشبه الرسمي، من اللحظة الأولى، حول أن مسجد الروضة الذي شهد المجزرة الإجرامية الأثيمة في العريش كان مسجداً صوفياً، وأن الإرهابيين قدموا إنذارات لإدارته من قبلُ بإغلاقه، وهو ما نفاه إمام المسجد نفسه الذي أصيب بالحادث، في لقاء متلفز له سُجل قبل أن يُحظر التعامل مع الصحفيين في هذه المنطقة بعد الحادث، مؤكداً أن المسجد ليس صوفياً ولم يتلقوا تهديدات من قبلُ لإغلاقه- أثار الكثير من علامات التعجب والأكثر من علامات الاستفهام.
علامات التعجب تتعلق بأنه للمرة الأولى يتم تصنيف وفرز المساجد في مصر بحسب نوعيتها، ومن ثم نوعية مرتاديها، ولم يكن الأمر معمولاً به لدى عوام المصريين، بحيث إنهم اعتادوا الصلاة في أي مسجد.
أما علامات الاستفهام، فتُشعرك وكأن هناك توجيهاً أمنياً للإعلام المصري، طالبهم منذ اللحظة الأولى بالتركيز على تلك النقطة، وهذه مسألة لا مراء فيها، فالإعلاميون أنفسهم اعترفوا بأنهم يعملون حسب التوجيهات مراراً.

تساؤلات عن التضليل الإعلامي

ومن ثم، فالسؤال: ما مصلحة النظام في توجيه الأنظار إلى أن وراء الحادث تنظيماً يختلف مع الصوفيين فكرياً، إذا كان راغباً حقاً في معرفة الجناة الحقيقيين ومعاقبتهم؟ علماً أن دائرة المختلفين مع الصوفيين فكرياً قد تتسع لتشمل السلفيين والجماعة الإسلامية وحتى الإخوان المسلمين، وجميع هؤلاء أدانوا الجريمة، وضمنهم تنظيم الدولة الذي يناصبهم العداء أيضاً.
ولماذا تناسى الإعلام في الوقت ذاته، أن تلك التنظيمات -عدا داعش- هي تنظيمات سياسية تؤمن بالحياة المدنية الحديثة ولا تبيح إراقة دم حتى الكافر الذي يناصبهم العداء؟
فضلاً عن أن مصر تكتظ بالمساجد من النوعية نفسها، ولو كان هناك نية أو إباحة لإيذاء المساجد "الصوفية" لأحرقوا كبريات تلك المساجد كالإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة بالقاهرة، والمئات في الأقاليم كالسيد البدوي بطنطا وعبد الرحيم القنائي بقنا، في فترات "الفراغ الأمني" الذي استمر شهوراً إبان ثورة يناير/كانون الثاني.
كما أن واقعة مقتل الشيخ أبو جرير العام الماضي على يد مسلحين، وادعاء أن المسلحين حذروا الناس من الصلاة في المسجد، يعني أن المسجد مستهدف وهناك تقصير أمني في حمايته، ويعني -وهو الأهم- أن المجرم أراد من تلك التصرفات التمهيد لدفع أنظار الناس بعيداً عنه حينما ينفذ باقي ما خُطط له من جرائم، وصولاً إلى نتيجة واحدة يريدها النظام الحاكم ذاته، وهي دفع الناس لمغادرة البلاد قسراً وإلصاق التهمة بـ"اللهو الخفي"، الذي من الممكن توظيفه ليقضي النظام -بحجة مكافحته- على كل خصومه.
هذا التدرج يتشابه تماماً مع ما دأب النظام على فعله منذ سنوات، حيث وقّع على اتفاقية سد النهضة ثم اكتشفنا أن ذلك تمهيد لتوصيل المياه لإسرائيل، وتحدث عن خطة لمكافحة الأنفاق الفلسطينية واكتشفنا أن الأمر له علاقة بالتنازل عن جزء من سيناء لتنفيذ صفقة القرن، وتحدث عن ثورة دينية واكتشفنا أن الأمر هو التخلص من العباءة الإسلامية للدولة، واعتبرنا أن الأمر سلوك فردي للنظام المصري فاكتشفنا أنه مخطط إقليمي.

تساؤلات عن التصفيات

في الحقيقة، إنه قبل مرور 24 ساعة من وقوع الجريمة التي راح ضحيتها نحو 340 شهيداً، فوجئ المصريون بإعلان النظام المصري تصفية 45 شخصاً، وصفهم بالإرهابيين المتورطين في المجزرة، ما يطرح تساؤلات مهمة أيضاً حول أنه إذا كان إيجادهم وتوافر المعلومات عنهم قد تم بتلك السهولة، فلماذا لم تجدهم قبل الجريمة؟ وخاصةً أنك تخوض حرباً منذ سنوات في هذه المنطقة، ما يعني توافر كل خبرات اللعبة بيدك؟
وثاني التساؤلات: ما الذي أدراك أنهم متورطون في الواقعة؟! فهل قبل أن تقصفهم بالطائرات أجريت تحقيقاً جنائياً معهم على الأرض مثلاً؟ والأهم أنه إذا كانت جميع روايات الناجين تؤكد أن عددهم كان ما بين 20 و40 شخصاً، فهل يعني أن يكون قتلك 45 شخصاً أن هناك 5 منهم أبرياء "فوق البيعة"؟

اللافت أن النظام الذي تعرّف على المجرمين في هذا الوقت الوجيز وصفّاهم، هو نفسه الذي تأخرت طائراته عدة ساعات عن الوصول لمسرح الجريمة رغم انتشار أكمنته في الطريق المؤدي إليه.
مستعدون أن نسلّم بصحة كل ما قاله النظام الحاكم ونسحب تساؤلاتنا، ولكن لو ضمنّا الإجابة بـ"نعم" عن سؤال: هل سينتهي الإرهاب في سيناء الآن بعد قتل كل هؤلاء الإرهابيين الخطرين؟
لكن، هناك أيضاً أمر لا يقل غرابة، هو أن الجريمة التي ندد بها العالم وقعت قبل 48 ساعة فقط من افتتاح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في الرياض، أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، والذي ينعقد تحت شعار "متحالفون ضد الإرهاب"، بحضور ممثلي 41 دولة، وكأن المجرمين قد خططوا لإعطاء الاجتماع زخماً دولياً!

تساؤلات حول العملية

مسرح العمليات شهد المجزرة بعد بدء الخطبة بدقائق، ما يعني أن المسجد لم يكن مكتظاً؛ ومن ثم فإن الضحايا في الغالب سقطوا بالخارج، وهو ما أكدته الشهادات المكتوبة والمتلفزة بأن القتل طال المصلين في الداخل والخارج وحتى المارة في الشوارع والمناطق السكنية المحيطة، ولم يتم إيذاء المسجد أو تفجيره، ما يعني أن المجرم القاتل كانت معركته أساساً في وجود الناس هناك وليس في وجود المسجد.
كما أن المسجد يقع على أرض منبسطة ويبعد فقط 450 متراً من وحدة عسكرية وعلى طريق مكتظ بالوجود الشرطي والأمني، ما يعني سهولة حمايته وهو ما لم يحدث! وفى 30 إلى 120 دقيقة -بحسب الشهادات- تمت المجزرة وانسحب المهاجمون في أمان ولم تصل أي قوات تتصدى لهم!
والأهم أنه من المعروف أن قبيلة السواركة التي ينتمي إليها الضحايا واحدة من القبائل التي أذاقت العدو الصهيوني الويلات في فترة احتلاله سيناء، وهي القبيلة التي اتُّهمت بالتباطؤ في دعم الجيش بحربه المزعومة ضد الإرهاب، ما تسبب في مصادمات كلامية شهيرة بينها وبين قبيلة أخرى داعمة للجيش، وهي أيضاً القبيلة التي تمتد سيطرتها على طول المساحة الساحلية شمالاً ما بين جامعة سيناء غرباً حتى رفح التي كانت تسيطر عليها قبيلة الرميلات، قبل استهدافها هي الأخرى بالتفجيرات الأعوام الماضية وتهجير أهلها إلى مناطق أخرى، ما يؤكد أن صاحب المصلحة في التفزيع والتهجير هو النظام؛ تنفيذاً لما تحدث عنه السيسي نفسه.. صفقة القرن.
فهل يستلزم تنفيذ صفقة القرن -يا إسرائيل- أن يموت كل الشعب المصري؟!

06 ديسمبر 2017

معلومات مهمة من وسيم السيسي


المفكر القومي محمد سيف الدولة يكتب :العدو الأمريكى يوهب القدس للعدو الصهيونى

 Seif_eldawla@hotmail.com
العدو الأمريكى يوهب القدس العربية للعدو الصهيونى . هَزُلَت
***
ان اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لاسرائيل وقرار ترامب بنقل السفارة الامريكية اليها هو الاعلان الأخير عن حقائق ثابتة و معلومة منذ زمن بعيد نلخصها فيما يلى :
·موت ما يسمى بعملية السلام الفلسطينى الاسرائيلى.
·وموت اتفاقيات اوسلو، ونهاية اوهام انسحاب اسرائيل من اى ارض محتلة أو قبولها بدولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ 
·وفشل صارخ للسلطة الفلسطينية وانتهاء دورها وسقوط رهاناتها هى ومنظمة التحرير الفلسطينية منذ ١٩٩٣ حتى يومنا هذا. 
·وفضح لكل الاضاليل التى تدعى ان هناك فرقا بين امريكا واسرائيل، وتدعى انها وسيطا نزيها بينما هى العدو الرئيسى.
·وكذلك هو اعلان جديد و إضافى عن سقوط النظام الرسمى العربى وعجزه وفشله عن حماية اى حقوق فلسطينية او عربية، بل وتواطئه مع اعداء الامة على ضياعها والتفريط فيها.
·كما أنه نتيجة محتومة لمعاهدات الصلح مع العدو الصهيونى والاعتراف بشرعيته الباطلة، ولتبعية الأنظمة العربية للولايات المتحدة.
·وفيه ايضا فضح لكل الحكام العرب فى مصر والسعودية وغيرهما الذين روجوا لما يسمى بصفقة القرن. 
***
وأخيرا أتمنى ان يكون بمثابة نقطة تحول فى ساحات الصراع العربى الصهيونى، تعيد الاعتبار لخيار المقاومة والكفاح المسلح، وتعيد الحياة للحراك الشعبى العربى المناهض للكيان الصهيونى والمعادى للولايات المتحدة الامريكية ومصالحها فى المنطقة.
***
القاهرة فى 6 ديسمبر 2017

30 نوفمبر 2017

سيد أمين يكتب : ماذا سيكتب التاريخ عن حكم السيسي؟


الخميس 30 نوفمبر 2017 19:14
ماذا سيكتب التاريخ عن حقبة حكم السيسي لمصر؟ ماذا سيكتب عن كل هذا الكم الهائل من الهزل والابتذال الممزوج بالجد، واللا منطق المتشح برداء الحكمة، وسيل الدماء المتدفق في مصر دون داع ودون حتى اكتراث؟
قد تبدو الأسئلة من أول وهلة بسيطة وسهلة، وصيغتها تتضمن الإجابة عليها في الغالب، سيقول إنها هي حقبة الحكم "الصهيونية" الصريحة لمصر، وهى حقبة الحكم الفاشي العسكري المدعوم خارجيا، وهى حقبة تكتل الأقليات ذات التوجهات الخارجية، سيقال الكثير والكثير وهى بالقطع حقائق.
ومع ذلك قد بدا واضحا أن كل هذه الإجابات مبنية على نتيجة واحدة، وهى أن هذا النظام وتبعاته مصيره السحق والزوال، ولكن بقى سؤال أهم يجب أن نسأله: ماذا سيكون الأمر إن استمر لا قدر الله؟
نطرح هذا الطرح ونحن على ثقة من أنه سيذهب غير مأسوف عليه ولكن أيضا لا يجب أن نخفي مخاوف دفينة من أن يستمر ويطول، خاصة أن أشباهه حكموا مصر لحقب طويلة من الزمان، فحكمتنا سيدة لعوب اعتبرناها رمزا لمصر، رغم أنها لم تكن حتى مصرية، وحكمنا حكام جعلونا نعبدهم، ونفنى من أن أجل تخليد أجسادهم.
حكمنا الشواذ وفاقدو الرجولة في جزء من العصر المملوكي، وحكمنا العبيد في الدولة الإخشيدية، وحكمنا الدراويش الفاطميون الذين ينامون النهار ويستيقظون بالليل، وحكمنا البكوات والباشاوات في الدولة العثمانية، وحكمنا حاكم أجنبي غر، وليناه نحن علينا بعد ثورة جياع، فذبح منا من ذبح، وكتب كل أراضي مصر باسمه واعتبرها ملكا خاصا به، فاعتبرناه نحن مؤسساَ لمصر الحديثة وبأنى نهضتها.
بصراحة، التاريخ يقول إنه قد حكمنا كل ساقط ولاقط، ولم يحدث أي نزاع، فبقي الظلم وبقي الحرافيش يتكيفون معه بطريقتهم، وطالما الأمر كذلك، فيا تري كيف سيقرأ أولادنا وأحفادنا في كتب التاريخ ما يجري في مصر الأن؟

مأساة بطعم الملهاة
الأمر بلا شك يحمل الكثير من الملهاة والأكثر من المأساة، لأنه في الحقيقة سيكون العثور عن المنطق فيما يجري الآن تماما كالعثور على إبرة في كومة قش.
فبداية سيتم وضع السيسي في إطار الفاتحين الكبار، ربما مع عمرو بن العاص نفسه، وتتجاور أسماء رموز تمرد مع أحمد عرابي في المتحف الوطني، مع احتمال أن يتم رفع أسمي الأخيرين أصلاً، باعتبار العاص غازيا، وعرابي متمردا مارقا قاوم الغزو البريطاني لمصر والذي يحتفل السيسي بدعمه في الحرب العالمية الأولى ضد دولة الخلافة الإسلامية، أو أن يهبطوا قليلا فيتوازوا مع محمد على وسعد زغلول.
وبالطبع سيتم وصف الإخوان المسلمين بذات الصفات التي يوصف بها أبطال أفلام الزومبي وأكلة لحوم البشر الأمريكييون.
سيكتب التاريخ أيضا أن كائنات فضائية هبطت على مصر لتحارب الإخوان بعدما قام نحو600 شخص من كائنات فضائية أخري قادمة من كوكب حماس ، حيث انزعج أجدادهم من قبل من أصوات طيور النورس، لتقتحم تلك الكائنات الفيافي والقفار والأنفاق والأكمنة والبحار والحصون ، وتنتشر في ربوع مصر انتشار النار في الهشيم فتخور كل قلاع السجون فتفتحها على مصاريعها ، في نفس وقت اعتلائهم أسطح المباني لتقتل المتظاهرين في كل ميادين مصر والتي بالمناسبة هى من حشدتهم فيها أيضا ، من الخونة والممولين أمريكيا بوجبات كنتاكي ، وأنجزت تلك الكائنات مهمتها بدقة أعجزت أمامها جيش خير أجناد الأرض ثم عادوا إلى بلادهم في أمن وأمان دون حتى أن يصاب أي منهم حتى بخدش في أصبع قدمه الخنصر.
وسيكتب التاريخ أن الإخوان استولوا على الحكم عبر غزوة الصناديق متنكرون في طوابير طويلة من الناخبين، فاجتمعت كل مصر في ميدان التحرير حيث دار الندوة تتحداهم وتتحدى مسيرات الملايين من مليشياتهم التى كانت تجوب كل شوارع مصر متنكرة أيضا في صورة شعب.
سيحكى التاريخ أيضا أنه بعدما هب السيسي لإنقاذ البشرية من عودة دولة الخلافة مجددا ، وأطاح بحكم محمد مرسي الذي باع سيناء والشركات وحقول النفط والغاز ومناجم الذهب والنيل والأهرامات لقطر وتركيا، وذلك عبر ثورة مجيدة لم يشهد لها التاريخ مثيلا ،راحوا يعتصمون في ميدان رابعة العدوية مسلحين بكل الأسلحة المتطورة ويأسرون أعدادا كبيرة من المصريين هناك كرهائن، وكانوا يقتلون بعضهم البعض كمكيدة لإلصاق التهمة بقوات الشرطة والجيش، وذلك في محاولة منهم لإعلان الاستقلال عن مصر من هناك ، بدعم من قيادات إخوان أمريكا بقيادة أوباما وهيلاري كلينتون ، ولما فشل المخطط الشيطاني لم تجد الولايات المتحدة الأمريكية بدا من مهاجمة مصر بأسطولها البحري السادس ، هنا قام وحوش البحرية المصرية بأسر قائده وإرغام الأسطول على الفرار.

نهاية سعيدة
وكعادة كل قصة رومانتيكية وديعة، سينتهي سرد التاريخ بانتصار إرادة البطل المُخَلص، الذي شق القنوات وزرع ملايين الأراضي وأسس العواصم الجديدة وأدخلنا عصر الذرة.
ولأنه لابد من كلمة "ازدهار" كأحد لوازم النهاية السعيدة بظهور البطل ، سيحكى التاريخ أن مصر ازدهرت في العلوم والفنون والآداب ، وأضحت الاختراعات والابتكارات سمة مميزة لهذا العصر، وكان من باكورتها قيام أحد نوابغ الجيش باختراع علاج لداء عضال نشره الإخوان في مصر ، مع اختراق الفضاء عبر "الوحش المصري" ،وإنتاج الكهرباء من الهواء ، وتسخير الرياح كوسيلة عسكرية للتغلب على صواريخ العدو ، وقيام مؤرخين عسكريين بتصحيح ثغرات خاطئة في التاريخ القديم واكتشاف أن أحمس المصري وليس صلاح الدين الايوبي هو بطل موقعة حطين.
في الحقيقة أن كتب التاريخ ستمتلئ بالقاذورات حتى الثمالة، وسيكون مستقرها أدمغة أحفادنا.
لذلك يجب أن يسقط الانقلاب حفاظا على وعى الأجيال القادمة

اقرأ المقال كاملا هـــــــــنا 

سيد أمين يكتب : انتبه يا سيد خالد علي

نقلا عن مدونتي في هافنتجتون بوست عربي
يدرك عبد الفتاح السيسي وأجهزة حكمه قبل أي جهة أو كيان آخر أن شعبيته تدنت في مصر لدرجة قد لا تكفي لترشحه لتولي منصب رئيس مجلس مدينة منتخب.
ويدرك في ذات الوقت أن هناك تذمراً كبيراً في الشارع المصري ينذر بثورة شعبية عارمة وعنيفة، جراء تلك السياسات التي اتبعها والتي يعلم تماماً قبل غيره أنها شديدة القسوة والجور، فضلاً عن إغلاق الحياة السياسية والعامة بالضبة والمفتاح، وتصفية المعارضات بكل أنواعها، لا سيما الراديكالية بالقتل والسجن والتشريد والإقصاء.

حياة أو موت

ويدرك ثالثاً أنه لا يمكنه التنازل عن السلطة بأي مقابل أو حتى اتفاق؛ لأن هذا التنازل لا يمس فقط توقيف رغبته ورغبة نظامه في التسلط ونهب الثروات، ولكن لأن التنازل يشكل خطراً على حياته وحياة كثيرين من قيادات نظامه الذين ستطالهم يد العدالة جراء حمامات الدم التي تدفقت في نهر مصر في "الخمسية الأخيرة السوداء" من التاريخ.
كما لا يمكننا أن نتجاهل أن وجود السيسي في السلطة جاء نتيجة قرارات لتوافُقات قوى إقليمية من أجل تنفيذ مخططات إقليمية معينة بدت واضحة مؤخراً، أهمها صفقة القرن والسلام الدافئ ومشروع "نيوم" وتوصيل مياه النيل لإسرائيل وغير ذلك، وبالتالي فإن السيسي شخصياً قد لا يكون صاحب قرار استمرار وجوده في السلطة من عدمه، فذلك ليس متوقفاً على رغبته فقط، ولكن على رغبة القوى الإقليمية تلك التي أتت به، وستدعمه لأقصى حد ومهما كانت التضحيات في الداخل المصري.

معارضة.. ولكن

وإزاء هذه الأوضاع أصبح واجباً على نظام السيسي "تنفيس البالون" قبل أن ينفجر، وذلك من خلال إظهار مؤشرات لفتح المجال العام، مع القليل من حريات الكتابة والتعبير والانتقاد، وصناعة أو تنشيط أو حتى السماح للمعارضة بالعمل والنمو والازدهار، بشرط أن تكون فردية، أي لا تنتمي إلى "كتلة" تشكل خطراً على دوام بقائه.
علماً بأن هذا النوع من المعارضة الذي يعارض من داخل النظام يقدم لهذا النظام خدمات لا تقدر بثمن، أقلها أنها تحفظ ماء وجه شركائه الغربيين الذين يدعمونه سراً وعلانية أمام شعوبهم.
ويجب أن ننبه إلى أنه ليس شرطاً أن تكون هذه المعارضة هي من صناعة النظام، ولا نزعم ذلك، بل قد تكون معارضة صادقة وجادة ومفعمة بالإخلاص والوطنية، ولكنها أيضاً لا تدرك أن النظام يستخدمها لصناعة ديكور يزيّن به شرعيته الديكتاتورية، وذلك لأنه لا يوجد نظام حكم في العالم بلا معارضة داخلية إلا إذا كان نظاماً ديكتاتورياً فجّاً كالذي في كوريا الشمالية مثلاً - كما يصوره لنا الإعلام الغربي.

طعن المعارضة

وأزعم أن النظام المصري الحاكم سيتجه خلال الأشهر المقبلة، وقبيل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في مارس/آذار المقبل، إلى إبراز هذه المعارضة "المضمونة" والإعلاء بطرق شتى من شأنها، والتأكيد على ضراوة الصراع الانتخابي، وذلك في محاولة منه لإقناع العالم بديمقراطية المنافسة الانتخابية التي ستنتهي بلا أدنى شك من فوز السيسي لفترة رئاسية ثانية.
وهو ما يعني توجيه المعارضة طعنة قاتلة إلى نفسها، ويحرمها من فرصة الطعن على نزاهة الانتخابات ومن تصديق العالم لها أيضاً، ويشكك في كل ما تردده عن القمع والاستبداد والإقصاء، بل ويفتح المجال أمام نظام السيسي لممارسة المزيد من القمع للإجهاز على أي مكمن خطر وذلك بعدما تحسنت صورته الخارجية.

خالد علي

لا شك أن السياسي والحقوقي خالد علي واحد من الشخصيات التي حظيت باحترام الشارع المصري مؤخراً، لا سيما بعد تصديه ومن معه من محامين وحقوقيين بواسل لعملية التنازل عن ملكية مصر لجزيرتي تيران وصنافير، ولا أشك أبداً في وطنيته ونزاهته.
ولكني أخشى أن يكون قيامه بإعلان الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة فخاً قد أوقع نفسه فيه دون قصد منه، وذلك لكل الأسباب السابقة، خاصة أن السيسي بحاجة لشخص له تاريخ بوزنه ليخوض أمامه الانتخابات ويسوّق على حسابه شرعيته، وقتئذ سينجح السيسي وسينسى الناس لك كل معروف حقوقي قدمته لوطنك، وسيتذكرون لك أنك رضيت بدور لا يليق بك كما لا يليق بمن سبقك في الانتخابات الماضية.
وأذكّرك أن خيالات الناس واسعة فقد يتهمونك بأنك مصنوع من قِبَل النظام لأداء مثل هذا الدور، وأن السلطة تركتك تمضي في قضية الجزيرتين لتحصل على الحكم الشهير الذي يترك لها مجالاً للضغط وابتزاز النظام السعودي ويفتح لها باب الرجعة متى جَدّ في الأمر ما ليس على رغبتها.
وأن الدليل على ذلك هو قيامك بصرف المتظاهرين الذين توافدوا بكثافة عفوياً إلى نقابة الصحفيين، وذلك عبر تحديد يوم آخر للتظاهر، وفي اليوم المحدد كان الأمن يفترش القاهرة فلم يتظاهر أحد.
أو أن يقولوا إنه تم الزج بك في هذا الأمر من أجل العودة إلى حالة الانقسام التي عززها النظام، والتي أيضاً شارفت على الالتئام بعد توحد الجميع ضد السيسي.
ولتتذكّر يا سيد خالد علي أن ما جاء بالدبابة لن يرحل بالصندوق، وأن التحجج بخوض الانتخابات من أجل فتح المجال العام هو يعني أيضاً شرعنة النظام الجديد، وأن فتح المجال العام قادم على كل الأحوال.
لأنني أحبك أنبّهك.

19 نوفمبر 2017

سيد أمين يكتب: ما الذي كسبته الكويت من مواقفها الحيادية في الأزمة الخليجية؟

نقلا عن هافنجتون بوست
كما كانت دولة الكويت متفردة في منظومة مجلس التعاون الخليجي لإرساء دعائم الحزبية والبرلمانية وتحكيم صوت الأغلبية، والسماح بالتعددية الفكرية والسياسية ، بل واحترام إرادة الشعب حينما قرر انتخاب بعض الأصوات ذات التوجهات الإسلامية، ولم تلقي بالا لأصوات التحريض التي بدت رنانة مؤخرا في الوطن العربي ضد الاعتراف بهذا التوجه، فإنها أيضا اعتمدت سياسيا على سياسة الحياد الايجابي في الصراعات الناشئة في دول الوطن العربي عامة والمنظومة الخليجية خاصة ، وهو الحياد الذي تبدي واضحا في قضية حصار دولة قطر، وهو حياد اتسم بالايجابية لكون الكويت لم تقف موقفا المتفرج على انهيار المنظومة الخليجية ولكنها تفاعلت بايجابية وراحت "تجبر" مواطن الألم وتسعى جاهدة دون تمددها في إطار مساع حميدة للم الشمل.
وفي الواقع، فان إيمان سلطات الكويت بالديمقراطية ساهم في تقوية روابط الجبهة الداخلية وخدم استقرار ومصالح الأمن القومي العليا للدولة في محيط عربي عاصف من التوترات والتقلبات والنزاعات، ولعل هذا الإيمان أيضا ما جعلها تجنح لموقف الحياد الايجابي في النزاع الخليجي ، مع انه كان بوسعها الانضمام للتحالف الأقوى صوتا ، لكن لكونها مؤمنة بان الديمقراطية فكرة لا يجوز عقاب من انحاز إليها اتخذت قرارها الحكيم. 
وكما كانت الكويت مركزا للإشعاع الثقافي في الخليج العربي خاصة والوطن العربي عامة بالتقاسم مع دولة قطر ، كانت أيضا مركزا للبزوغ الديمقراطي ولحقتها أيضا قطر، خاصة بعدما أعلن مؤخرا في الدوحة عن الاستعداد لانتخابات تشريعية. 
ويعجبني ويعجب الكثيرين من المثقفين والمواطنين العاديين المصريين هذا النزوع للبناء الثقافي للإنسان الكويتي خاصة أنها وفرت له كافة مقومات الرخاء بل التميز الاقتصادي، ما يؤكد أنها لم تكن تقصد بتوفير الحد الأقصى من رفاهية المواطن الكويتي صرفه عن العمل العام أو إصابته بالخمول الفكري، وهو ما يتبدى في جميع محافل التنوير التي أنشأتها لتقدم خدماتها مجانا للجماهير مقدمة محفزات الاطلاع والمعرفة. 
ومن أهم تلك المراكز الثقافية مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي وهو ما نسميه في مصر بـ"الأوبرا" لكنه يتسم بمميزات التنوع والتحفيز فضلا عن انه يقبع في مبني هائل متميز مبني على مساحة بـ214 ألف متر مربع وتتميز فيه إبداعات العمارة والهندسة الإنشائية الخلابة، وهو مركزا يوفر منصة ومنتدى لدعم إبداعات الشباب الكويتي ،ويمنح فرصا للتعليم في كافة المجالات الثقافية والفنية والأدبية خلال مؤتمرات ويفتتح ورشا العمل والندوات وتبادل العروض الموسيقية المحلية والسينمائية والمسرحية والأوبرالية على مستوى عالمي وفي دولة الكويت والوطن العربي.
وكما عبرت السياسة الكويتية الأزمات العربية من خلال الديمقراطية عززت الجسور إلى الوطن العربي عبر احد أهم منابرها التنويرية المتمثلة في " المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب" والذي أنشئ بقرار أميري ليكون منبرا ثقافيا لكل العرب،وهو ما يدل أيضا على تقدير أعلي السلطة للقوى الناعمة ، ومن قيام الكويت بالإنفاق بسخاءٍ عليه في مجال الحفاظ على التراث الفكري والثقافي، عبر ما يقدمه من منتجات فكرية متنوعة ومدهشة كانت دورية "العربي" -على سبيل المثال- واحدة من أهمها قبولا وانتشارا في الوطن العربي.
وهناك أيضا العديد من الفضائيات التثقيفية، والمواقع الاليكترونية ذات القيمة الخاصة ، ويتردد الكثير عن مشروعات ثقافية مهمة يجري التخطيط لها.
واجد نفسي مضطرا وأنا أتحدث عن "القوى الناعمة" أن أربط بين دولتي الكويت وقطر ، واهتمامهما المبكر بالتنشئة والتربية الذهنية والاستثمار في العقول والأدمغة والإعلام التنويري وفضاءاته الأثيرية والاليكترونية ،وهو ما أضفى عليهما قوة كبيرة عالميا تزيد كثيرا عن مساحة أي منهما السكانية أو الجغرافية أو حتى الاقتصادية.

مسؤول أردني : بن سلمان لا يستشيرنا ولا يستمع لنا.. وعمّان قلقة من الاندفاعة السعودية نحو إسرائيل

 كتب حسن الشامي
أعرب مسؤول أردني مقرب من البلاط الملكي عن القلق من تجاوز السعودية الأردن في اندفاعها نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل وتقديم تنازلات في ما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين بما يعرّض استقرار المملكة الهاشمية للخطر.
وفي حديث لموقع “ميدل إيست آي” اتهم المسؤول، الذي تحدث شرط عدم الكشف عن اسمه، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمعاملة الأردن بازدراء قائلاً “إنه يتعامل مع الأردنيين والسلطة الفلسطينية كما لو أنهم الخدم وهو السيد وعلينا اتباع ما يقوم به، إنه لا يستشيرنا ولا يستمع لنا”.
ويأتي دق ناقوس الخطر في عمّان بعد تسريب الرسالة شبه الرسمية لوزير الخارجية عادل الجبير إلى ولي العهد محمد بن سلمان والتي تكشف استعداد السعودية للتنازل عن حق العودة في مقابل وضع القدس تحت السيادة الدولية كجزء من اتفاق سلام في الشرق الأوسط من شأنه تسهيل إقامة تحالف سعودي إسرائيلي لمواجهة إيران.
كاتب المقال، ديفيد هيرست، نقل عن المسؤول الأردني “أن هذه القضايا حساسة جداً بالنسبة للأردنيين من الضفة الشرقية والفلسطينيين”، مشيراً إلى أن أي محاولة لمنح الفلسطينيين المزيد من الحقوق في الأردن من شأنها أن تثير ردود أفعال عنيفة من قبل الشارع الأردني.
المسؤول قال إن ما عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو أسوأ مما سبق، مضيفاً أن محمد بن سلمان مهتم بتطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل ولا يهتم لأي شيء آخر.
الكاتب نقل أيضاً عن مصدر غربي على تواصل مع الأمراء السعوديين تأكيده أن إسرائيل هي أحد العوامل المهمة وراء موجة الاعتقالات الأخيرة التي استهدفت أمراء ورجال أعمال وشخصيات سعودية مؤثرة حيث إن العديد من هؤلاء كانوا يتولون عملية نقل أموال سعودية إلى إسرائيل لكن بن سلمان أراد أن تكون هذه العلاقات حكراً عليه. لهذا السبب سأل عما إذا كان هؤلاء الموقوفين سيخضعون لمحاكمات علنية أم سرية.
من جهة ثانية نقل هيرست عن المصدر الأردني نفسه أن البلاط الملكي في عمّان قلق من الضغوط التي تمارس على الأردن من أجل الانضمام للحملة المناهضة لإيران والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على ما يعتبره الأردنيون سياسات سعودية متهورة، مشيراً إلى “أن الأمور في سوريا تجري لمصلحة إيران وحلفائها وأن السياسة الأردنية كانت تقوم على فتح قنوات مع إيران وروسيا وتهدئة الإيرانيين والتوصل إلى اتفاق ما في الجنوب”.
أما السبب الثالث للقلق الأردني فهو الأداء السعودي على المستوى الاقتصادي حيث إن الأردن خسر الكثير من الأموال نتيجة مقاطعة قطر وهو يخسر حالياً ما كان يحصل عليه من عائدات عمليات نقل البضائع عبر حدوده من العراق، بسبب إعادة فتح معبر عرعر عند الحدود العراقية السعودية والذي ظل مغلقاً لسبعة وعشرين عاماً منذ غزو صدام للكويت. ونقل الموقع عن مصدر أردني آخر أن الغضب يسود البلاط الملكي الأردني جراء عدم إيفاء السعودية بوعودها للأردن نتيجة موقفه من قطر حيث لا توجد أي إشارات إلى وصول الأموال إلى المصارف الأردنية.
من أسباب الانزعاج الأردني أيضاً وفق المسؤول نفسه أنه لم يجر إطلاع عمّان على مشروع “نيوم” مما يعزز الشك بأن المستفيد الرئيسي من بناء المدينة لن يكون الأردن أو مصر، إنما إسرائيل.
المسؤول شكك في دخول إسرائيل في حرب ضد حزب الله معتبراً أن محمد بن سلمان أخطأ في تقديره ردة الفعل في لبنان في أعقاب الاستقالة المفاجئة للحريري من الرياض، مضيفاً أن التحليل في الاردن أن لا إسرائيل ولا أميركا ستذهبان الى الحرب وان الاردنيين سيعانون من عواقب المواجهة المباشرة مع ايران وسيدفعون ثمنها.

13 نوفمبر 2017

زهير كمال يكتب: متغيرات الجزيرة العربية


أرسى عبد العزيز آل سعود تقليداً اتبعه أبناؤه من بعده  وهو انتقال السلطة من بعده من الابن الأكبر إلى أخيه  الذي يليه في العمر .
وهكذا تولى السلطة بعد وفاته ستة من الإخوة في الفترة ما بين عام 1953 والوقت الحاضر أي على مدى 64 عاماَ وهي فترة تعتبر بالغة الطول بالنسبة لإخوة يتداولون السلطة.
كان الابن الأكبر بمثابة الوالد لباقي إخوته ، وزع عليهم مسؤوليات الحكم ومهامه فمنهم من تولى قيادة الجيش أو الشرطة أو الحرس الوطني وغير ذلك ومنهم من تولى  زمام أمور المناطق ، فهذا أمير للرياض وذاك للحجاز وأخر لتبوك أو عسير إلى غير ذلك من المناطق ، أي أن عائلة واحدة تمسك بكل صغيرة وكبيرة ويساعدهم في ذلك شيوخ الوهابية ومبدأ طاعة ولي الأمر  .
كانت الأمور تسير بسلاسة ويسر فالعائلة السعودية متحدة ومتماسكة تربى فيها الإخوة على السمع والطاعة  كما علمهم أبوهم وكلهم ذاق طعم الفقر وشظف العيش في الخيام ولم يتلقوا من العلم إلا قليلا ، ولكن استمعوا إلى كلام أبيهم أنهم بوحدتهم يستطيعون السيطرة على هذه الأرض الواسعة في الجزيرة العربية وأن عليهم أن يكمل بعضهم بعضاً ويغطي الجميع عيوب الفرد منهم .
وهكذا سارت الأمور في مملكة الصمت، كما يحلو لبعضهم تسميتها،  منذ أسسها عبد العزيز وحتى تولي الأخ السادس سلمان السلطة.   
أدرك سلمان بحدسه البدوي أن عصر تتالي الإخوة في استلام السلطة قد انتهى وذلك بحكم تقدم العمر في الغالب ، وعدم الكفاءة أو عدم الاهتمام ممن تبقى منهم.
ولهذا أخذ يمهد لابنه محمد فعينه ولياً لولي العهد وهذا منصب غير مألوف في الملكيات ولكن تم القبول به نظراً لعدم أهميته ، ومن يريد إغضاب الملك خادم الحرم الشريفين على رغبة كهذه .
ولكن استلام محمد بن سلمان لوزارة الدفاع مكنه من إطلاق يده في استعمال ما تحت يده من قوة في التدخلات الخارجية .
ولأول مرة منذ تأسيس المملكة عام 1925 يتم استعمال القوات المسلحة بطريقة مباشرة في البحرين واليمن، بعد أن كانت كل التدخلات السابقة تتم باستعمال المال والتآمر الخفي الذي جلب نفوذاً وسلطة لآل سعود وفرض الجمود والتخلف على كافة العالم العربي لمدة طويلة وانتهى بإثارة الحروب الداخلية وتدمير دول بأكملها في العراق وسوريا وليبيا.
عندما تم تولية محمد بن سلمان ولاية العهد أصبح واضحاً انتهاء النظام السابق وبداية النظام الجديد حيث سينحصر الملك في عائلة سلمان فقط.
ولكن أبناء الملوك الستة الذين تولوا الحكم فيما سبق لهم نفس الحق في العرش مثلهم مثل بن سلمان، الفرق الوحيد أن محمداً عنده السلطة التي يمنحه إياها أبوه.
وأبناء الملوك هؤلاء بمن فيهم ابن سلمان ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب ، القصور والخدم والحشم والطائرات واليخوت الخاصة ورحلات الترفيه والسياحة إلى أوروبا وأمريكا وغيرها ، فالمال وفير وحنفيته مفتوحة لا تتوقف ولا تنضب.
كل فرد فيهم يفكر أنه الأفضل لتولي الملك وإخواته وأبناء عمومته لا يستحقونها ، وقد لاحظنا ذلك عبر التاريخ في كل أنظمة الحكم الملكية الديكتاتورية ، فالابن القوي يتخلص من باقي إخوته حتى يستقر له الأمر وينفرد بالحكم دون منغصات.
وما يجري الآن في العائلة السعودية إانما صراع حاد على السلطة بامتياز واستطاع محمد بن سلمان أن يفاجئ الآخرين ويسبقهم الى ما كانوا يفكرون به ، ففي العادة  يتفق الجميع على إسقاط حصان السبق الأول ، وعندما يسقط فإن لكل حادث حديثاً.
هل كانت هذه الخطوة الاستباقية بسبب غريزة حب البقاء أم بتخطيط استراتيجي محكم، والحق أنها الاثنتان معاً.
تظهر هذه الخطوة الاستباقية الأمور التالية:
1. في العالم العربي المبتلى بأنظمة حكم ديكتاتورية فإن السياسة تسيطر على الاقتصاد وتسيّره بعكس دول كثيرة في العالم ولن يحدث أي تقدم إلا إذا قلبت الآية.
2. أن معظم الأموال التي يمتلكها آل سعود لم تكن عن مهارة وجهد وتخطيط وذكاء في إدارة الأعمال، بل كانت منحاً وأعطيات من الملوك الذين يوزعون ثروة شعب الجزيرة على الأمراء والمحاسيب والخدم، وقد يكون بعضهم مثل الوليد بن طلال قد نجح عالمياً وضاعف من ثروته ولكن ينطبق عليه كما ينطبق على غيره المثل القائل: لا تسالني كيف جمعت المليون الأول.
وما تأتي به الرياح تذروه العواصف.   
هناك متغيرات أخرى حدثت بأوامر فوقية من سلمان ، وبلا شك هي إيعاز من ولده محمد وهي السماح للمرأة بقيادة السيارة وقد اعتبر بعضهم أن هذا إنجاز كبير في المملكة الوهابية ، ولكنه للأسف ليس نابعاً من رؤية اجتماعية جديدة كما يروج بعضهم ، وإنما في التفكير البدوي للملك وابنه أن الغرب وإعلامه يهاجمنا ليل نهار ويستهجن أن هناك دولة في العالم لا تسمح للمرأة بقيادة السيارة فلم لا نعطيهم عظمة تسد أفواهم وتظهرنا أننا تقدميون وأن هناك تغييراً كبيراً نحو الدولة المدنية يحدث الآن؟
لو تعمقنا في الأمر قليلاً فإننا نجد أن عدد النساء اللواتي في استطاعتهن امتلاك السيارة وقيادتها إنما هي نسبة بسيطة من عدد السكان الكلي ، وتتركز في أغنياء وأفراد الطبقة الوسطى في المدن . أما بشكل عام فالمرأة في الجزيرة العربية  محرومة من كافة الحقوق وتعتبر مواطناً من الدرجة الثانية ، بل أسوأ من ذلك بكثير حيث يجب أن تحصل على موافقة ولي أمرها ،الرجل،  في شتى مناحي الحياة. والسماح للمرأة بقيادة السيارة لن يكون مقدمة لإعطاء المرأة حقوقها المهضومة.
أما بالنسبة للمتغيرات السياسية فلم بحدث أي تغيير يذكر فقد ازدادت العلاقات وثوقاً بالغرب وبخاصة الولايات المتحدة ، وخلعت المملكة قفازها الحريري وتورطت في حروب بالجملة في المنطقة وبخاصة حرب اليمن المستمرة منذ ثلاث سنوات وقد ذكرت في مقال سابق عند بدءها أنها ستكون بداية النهاية للنظام السعودي وللحقبة السعودية في تاريخ المنطقة ولا أزال عند رأيي .
أصاب النظام الغرور، واعتقد أنه قوي ، وبدأت العلاقة السرية مع إسرائيل تتكشف للعيان وتتضح يوماً بعد يوم ، وستكون هذه هي النقطة الثانية في مقتل النظام ، فقد يكون مقبولاً لدول علمانية مثل الأردن ومصر وغيرهما إقامة علاقة مع الكيان الصهيوني رغم أن شعوب المنطقة ككل لا تقبل التطبيع ، ولكن إقامة علاقة مع الكيان الصهيوني من دولة دينية ستكون وبالاً على هذا النظام.
وكما يقال سينقلب السحر على الساحر.

ملاحظة: الجزيرة العربية معروفة حالياً باسم المملكة العربية (السعودية)



09 نوفمبر 2017

كيسنجر : الحرب العالمية الثالثة قادمة والمسلمون سيتحولون فيها إلى رماد

أدلى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر ، بتصريحات مدوية وخطيرة، وذلك بعدما ابتلعه صمت طويل حتى كاد الناس ينسون وجوده.
وقال كيسنجر في حوار أجرته معه جريدة “ديلي سكيب” الأمريكية، “إن الحرب العالمية الثالثة باتت على الأبواب وإيران ستكون هي ضربة البداية في تلك الحرب، التي سيكون على إسرائيل خلالها أن تقتل أكبر عدد ممكن من العرب وتحتل نصف الشرق الأوسط” .
وأضاف المتحدث ذاته في تصريحاته القوية قائلا: “لقد أبلغنا الجيش الأمريكي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظرًا لأهميتها الإستراتيجية، لنا خصوصا أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران”.
وزاد قائلا: “عندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتهما سيكون (الانفجار الكبير) والحرب الكبرى قد قامت، ولن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي إسرائيل وأمريكا..وسيكون على إسرائيل خلالها القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح، لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط”.
وأضاف كيسينجر منذرا بأن “طبول الحرب تدق بالفعل في الشرق الأوسط، و الأصم فقط هو من لا يسمعها”، مبرزا أنه إذا سارت الأمور كما ينبغي – من وجهة نظره – فسوف تسيطر إسرائيل على نصف منطقة الشرق الأوسط.
وأشار كيسنجر إلى أن الشباب الأمريكي و الأوروبي قد تلقوا تدريبات جيدة حلال القتال في السنوات العشر الماضية، و عندما ستصدر لهم الأوامر بالخروج إلى الشوارع لمحاربة تلك (الذقون المجنونة) – حسب تعبيره – فسوف يطيعون الأوامر ويحولونهم [يقصد المسلمين] إلى رماد.
كما صرح كيسينجر أيضا بأن “أمريكا وإسرائيل قد جهزتا نعشاً لروسيا وإيران، وستكون إيران هي المسمار الأخير في هذا النعش، بعدما منحتهم أمريكا فرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة. بعدها ستسقطان للأبد، لتتمكن أمريكا ( الماسونية) من بناء مجتمع عالمي جديد، لن يكون فيه مكان سوى لحكومة واحدة تتمتع بالقوة الخارقة”.
وأكد كيسنجر أنه حلم كثيراً بتلك اللحظة التي تتحقق فيها رؤيته هذه للأحداث. ولمن لا يعرف هنري كيسينجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وأحد أشهر أباطرة الحكم العالمي ومهندسي النظام العالمي الجديد، فقد ولد عام 1923 في ألمانيا لأسرة يهودية.
اللقاء كامل بالانجليزية هنا في ديلي سكيب

30 أكتوبر 2017

سيد أمين يكتب : وهل المصريون أفضل حالاً من السوريين؟

الاثنين 30 أكتوبر 2017 14:00
في غمرة الدعايات التي يطلقها من يمكن أن نسميهم مجازا بـ "الدولجية" حول قداسة "الدولة" وقداسة القائمين عليها، والدعوة من رأس الحكم لخلق سلوك خوف مرضي "فوبيا" من انهيارها، تتشابك وتختلط، وفي الغالب تتوه، المفاهيم لتصبح عند البسطاء ضربا من ضروب "اللوغارتيمات" التي يحتكر حكمتها من وضعها، حينما تتم المقارنة بين الدولة والشعب.
وتتوه أيضا مع ذلك القدرة على التفكير السليم لتحديد كينونة هذا الكيان العظيم الذي يسمى "الوطن"، خاصة حينما نتساءل عن كيفية تمييز العلاقة بين هذا الوطن وذاك المواطن؟ وما العلاقة بينه - أي الوطن- وبين "رجال السلطة"؟ أم أنهما كيان واحد؟ وماذا إذا تسلط هؤلاء الرجال عليه وباعوه بالقطعة في سوق النخاسة الدولية؟ فمن يوقفهم؟ أو تسلطوا على "المواطن" فاعتبروا أن التنكيل به أو قتله عملا في خدمة "الوطن"؟ وهل يعتبر خائنا للوطن أن هب المواطن دفاعا عن وجوده ومصالحه التي أجازها له القانون الإنساني؟ أو حتى دفاعا عن وجود وطنه؟

صاحب الفضل
عجيب أمر هؤلاء الذين يحيلون عدم الوصول بالحالة السياسية المصرية بعد ثورة يناير عامة وانقلاب يونيو خاصة للمأساة التي وصلت إليها الثورة السورية، إلى الخصال الحميدة التي يتمتع بها السيسي ونظامه وإقدامه لحماية الوطن، وليس إلى الثوار الذين هم أحق بهذا الثناء منه وذلك لرفضهم الاستجابة للاستفزازات الهادفة لجرهم إلى العنف.
فنظرا لتحليهم بالحكمة ضمدوا جراحهم، واحتسبوا القصاص لمسابيهم وشهدائهم عند إله عادل لا يظلم عنده أحد أبدا، ولم يقعوا في خطأ دٌفع إليه ثوار في بلدان عربية أخري – بحسن نية أو سوئها - حينما ردوا على إجرام رصاص النظام بالرصاص تحت إغراء القصاص والانتقام وردع المعتدي، فأصابهم ما أصابهم من عنت ورهق.
إنها رسالة السلمية التي انتقدها كثير من شباب الثورة المنتمين للتيار الإسلامي واعتبروها تخاذلا واستسلاما، لكنها كانت خيارا مهما وشعارا مجلجلا لرأس فريق كبير منهم حينما أطلقها من قلب الحشود "سلميتنا أقوي من الرصاص".
قد تكون حالة المصريين الآن أفضل من حالة أشقائهم السوريين مثلا، ولكن الفضل في ذلك يعود لسلمية الضحايا وليس لسوط الجلاد، فالسوريون والليبيون حينما أوجعهم بطش النظام ردوا عليه الوجع أوجاعا وضاع بينهما الوطن، أما المصريون بسلمتيهم المعروفة حينما أوجعهم النظام وحرق جثث أبنائهم ولوا وجوههم لله احتسابا.
ولا شك في أن هناك قوي داخلية وخارجية كان يعنيها بشكل كبير تسليح الثورة المصرية، أهم هذه الجهات هو النظام الحاكم نفسه الذي كان سيستفيد من هذه الحالة لتبرير استغلال تفوقه، من أجل القضاء على كل معارضيه مرة واحدة، بل وتحويل هذا الأمر دعائيا بدلا من كونه عملا شائنا، إلى بطولة وطنية.
كما أن إسرائيل التي يعاديها الشعب العربي بشدة، وتدعمها حكوماته بشدة، يهمهما أيضا إخماد هذا الحراك الشعبي الذي يهدد بقاء حلفائها العسكريين فتضمن دخول مصر حالة انكفاء على النفس قد تدوم قرنا من الزمان.

غزو خارجي
ومن جانب آخر، فالإعلام المصري المخادع الذي يفاضل بين نعيم يصوره للناس في ظل حكم الجنرالات الوطنيين في مصر، وبين جحيم "حقيقي" في العراق وليبيا وسوريا جراء الفوضى التي خلفتها الثورات والمؤامرات الكونية التي دبرتها كما يدعي، يعتمد تناسي الحقائق الدامغة التي تكشف خداعه.
فالعراق مثلا لم يصل للخراب الذي يعيش فيه الآن جراء ثورة شعبية، ولكن جراء احتلال صهيوأمريكي كان النظام المصري أحد أبرز أعوانه العرب.
.كما أن ما جري في ليبيا لم يكن بسبب الثورة أيضا، ولكن بسبب غزو قوات "الناتو" والتي كان النظام المصري أهم الداعمين المستترين لها.
أما بخصوص سوريا، فأية وطنية تلك التي تجعل نظاما يتفنن في ممارسة الوحشية في قتل شعبه ويشرده في كل بقاع الأرض، ثم يسلم ما تبقي من بلاد وعباد للأجانب بعدما حرم منها من لم يقتله من أهلها؟ ولأن هذا النظام حليف لذاك، خوفي أن تكون هناك نوايا اقتداء بالحليف في دك الشعب ببراميل غاز الكلور.
كما أن المفاضلة بين مصر من جانب، وسوريا والعراق وليبيا من جانب آخر مفاضلة ظالمة، لأن ما تسبب في انهيار تلك الدول هو هذا التدخل الخارجي السافر الذي اتخذ أشكالا متعددة في شؤونها، وليست الثورات المطالبة بالحرية والاستقلال، وأيضا دفع هذا التدخل الخارجي إلى إثارة النعرات المذهبية والطائفية والقبلية فأعطى لهذه الحرب دفقا شعبيا على حساب الوطن.
ومن جانب آخر فالعراق، الذي يُرَوَّعُ بحاله المصريون، هو من لجأ إليه السيسي لانتشال نظامه من السقوط، فمنحه النفط بتسهيلات.
كما أن العراق وليبيا يفضلان مصر في كثير من المؤشرات الدولية مثل: حرية الصحافة، جودة التعليم، السعادة، عجز الموازنة، التنمية البشرية، كفاءة سوق العمل، استقرار بيئة الأعمال، سيادة القانون، التحرش الجنسي.. إلخ.
هل حقا مصر أفضل من سوريا والعراق وليبيا؟

لقراءة المقال بالكامل على الجزيرة مباشر هــــــــنا


21 أكتوبر 2017

Was the January Revolution a conflict of government wings?

By- Sayed Amin
Mubarak spent thirty years as ruler of Egypt, although in my opinion - many people objected to him - he did not rule one day except in "trivial" matters, otherwise he was used as an official spokesman for the military council, To recite the decisions may even be prevented from discussing them, and to express his opinion on them.
In this situation lived Gamal Mubarak, decided to rise up a gently uprising, grew up in revenge for the dignity of his father, whom he saw him have been used as a " Scarecrow " or a "filter" that mitigates military orders to the ears of the people of the civil state and its alleged tools of parliament, judges, parties, Civil and religious institutions, not only, But receives criticism and vehement protests.
He was unaware of the censorship of the military sergeant, or apparently silent observation, Gamal takes over institutions to be loyal to him, and was of course the most important, " State Security Police Corporation".
As this security institution lacks the popular support from which it draws its strength in the event of clashes of institutions ,The "National Party" was tailored to be for president, son and wife, who also entered the battle of acquisition ,And had his friends and so have their enemies.
To complement the building that is firmly established, The media, economic, popular, elitist and religious arms Finished knitting, Through the 2005 constitutional amendments and Legal material 76 and adapting them to provide that the president's choice is passed through Parliament ,Which is absolutely at the mercy of the "private" party controlled by Mubarak's son.
The arrangements continued until the building was completed, Leaving only the coup against the coup, and for the first time giving the president the right to govern in accordance with his vision of governance, not a parrot repeating what he was asked to do ,And after the success of the command inherits the son spoils complete without a partner.
This party tried to communicate with the public and send implicit messages explaining his vision of what is going on in the government, through works of art, including "the president's cook" and the play "Leader".

the other side

If the former element is the variable element that can be referred to in group "B", element "A" is the prolonged constant element is undoubtedly the military and intelligence forces that have been closely monitoring the situation , And relies on the policy of deceit ,hiding and prepare for the coup against the opponent, which brought him to header of the country ,and when he became stronger rebelled against it, taking advantage of the state of popular anger on him, and the lack of knowledge of the people details of the split of Authority, "military" to two sides.
Because freedom of the media is a global demand, Group A has used it as a Trojan horse to accomplish this, while it was natural for Group B to be fooled by those demands of openness, And considered it also possible to serve on their plan, and adds respect to them, especially that the prevention will undoubtedly help the enemies in their objects, and raise the roof of internal and external anger in the era of open skies.
Group A enlisted its own elite in the face of the old elites of media, journalists and some political, social, religious and other figures,
Established media platforms and presented them as "national forces" to help fuel the growing public discontent and support the lifting of the freedoms level to its highest level.
Also ,it Established political movements that have encouraged their courage and the unprecedented decline of Group B have created large numbers of people to join them, even though they do not belong to any one and don't know the reality of their camp.
This " gathering" faced an unprecedented popular shift as "men of salvation and national sacrifice".
Between this and that, some personalities were left to play the role of mediator in any "war" settlements between the two teams, The most famous person of these figures is a journalist known for his dialect of Upper Egypt.
As the first side did, these side also produced works of art that supported his point of view, including " It's Chaos", "One Man" and others.

the great explosion

Prepare the kit, Each team entered its trench, All that remains is to ignite the popular revolution ,and Each team Embraces its human shields, , a team seems to people as if he had ruled thirty years, and not only reaped in them failure, Did not harvest them only failure, And thus Escape many people around him with the first ray of truth, so much that the defense about him became a cause of misery and shame, In face of another team that also seems to the viewer that - all of its members and not some of them - spontaneous revolutionaries moves by national jealousy and their collective political consciousness and not the sectarian, Therefore, most of the disgruntled people joined them.
The movement began in the ground on the predetermined day , Group B was able to abort it. Here, members of Group A felt the danger. They prepared the next two days for a greater movement supported by the second-tier leaders of the Ministry of Police that promised protection, And actually got the patent after that.
These leaders surrounded the squares and streets from all four sides, and they opened fire and gas bombs on all citizens and in all directions, even the upper floors of the buildings in order to mobilize the anger of its inhabitants and the inclusion of the angry movement on the ground, And they intended to intensify the popular rejection and then prepare for the "disappearance of police" or break the military arm of group "B" and leave the theater full of group "A" and the discontented popular movement, resulting in the collapse of all the barricades of group "B" media, social and religious very quickly.
It seems that the Minister of Police Habib al-Adli, Major General Omar Suleiman, intelligence minister and General Ahmed Shafiq are among the few officials who refused to surrender to the plan, The first was imprisoned and the second was killed " Some say he was kidnapped", while the third did not harm the presence of many supporters in group "A"; So they decided to get rid of him through his media savagery.
solicit the people through his the famous speech, The protest subsided. Here, the group "A" Hurried up the attack the demonstrators in the site of "camel" and raised the wave of anger and protest again ; Rather, it was amplified more and more and was being directed to take a violent mode, , Which placed Mubarak in a state of humiliation, especially as most of the tools of power were working against him, and then ended up forcing him to step down.
We must not forget here that the flow of the Muslim Brotherhood and the political stream of Islam in the fields contributed to the rapid fall of Mubarak and his group , And failed the plan, which wants to stop the revolution at the end of the overthrow of Mubarak and the appointment of a replacement general only, and they turned it into a real popular revolution hostile to both blocs of the conflicting A & B.
Although the flow of Islamists appeared to be in support of Group A, that group considered them their new enemies, especially when they knew their ability to mobilize the popular, Where the opening of the rapid fall of Mubarak and his group, the appetite of group "a" to complete the disposal of all potential new competitors, especially the political movements of Islam , But in a way that turns them into enemies of all the forces of minorities in the country, through their demonization ,the media and then fight them from all sides.,

Conflict indicators

The indicators of the hidden conflict between the security services in Egypt were clear, perhaps the most obvious are the friction that took place in several forums between the men of the army and the police, as happened in the police department in May 2010, and then responded by storming the SSI headquarters after the revolution.
also ,The sudden emergence of bold and " Supported " political movements in support of either of the two rival blocs, the rapid shift of Who were known for their strong loyalty to the ruling power,Especially if their position was compared to what happened after the military coup in 2013, and unite them all behind it , despite the massacres that were claimed to awaken the conscience more of the kind that was made in 2011.
It is strange that they also defended the opening of the ceiling of liberties to the maximum until the overthrow of Mubarak and his group, and the transformation into chaos until the overthrow of the Islamic brand, Then they defended firmly, but to close the ceiling of freedoms completely, When Group A completed its entire plan, leaving only a small part.
In general, the January revolution, whether a revolution the army tried to abort, or the disagree of wings of government –unintentionally-turned into A real great revolution, unintentionally, it is a fact fixed in the hearts of the Egyptians, and will inevitably win.

20 أكتوبر 2017

سيد أمين يكتب: هذه هي قناة الجزيرة

نقلا عن huffpostarabi
تتزايد هجمات بعض نظم الحكم العربية على قناة الجزيرة ولا تبتلع ريقاً إلا ونددت فيه بها ووصمتها بكل افتراء، رغم إنها ليست إلا قناة، فيما تمتلك نظم الحكم تلك العشرات أو المئات من مثلها، لكن في الواقع أن تلك الهجمات تعني أول ما تعني نجاح قناة الجزيرة في أن تكون صوت مئات الملايين من الشعوب المقهورة.
وفي الحقيقة يصعب على المنصف أن يمتدح محبوبته جهراً، لا سيما حينما تكون ذات شرف ومكانة، خشية أن يتهمه المتربصون بالتملق والاسترزاق، وفي ذات الوقت يصعب عليه أن يقف متفرجاً وهو يرى الصبية ومعدومي الضمير يتهمونها بما ليس فيها من نقائص ورذائل.
ففي زمن كانت فيه أقصى معارضة يتجرأ المعارض العربي عليها هي انتقاد الخفير وتتجرأ لانتقاد الوزير، بالغمز واللمز والتحسيس والتلميح -وفي الغالب كان هذا الانتقاد مدعوماً من عناصر أخرى في ذات السلطة المستبدة ولصالحها- ظهرت قناة "الجزيرة" الفضائية لتدشن بداية عصر جديد من الإعلام الهادف لتنمية الوعي السياسي للمواطن العربي، ولتحقق أيضاً الوحدة والتلاحم بين الشعوب العربية بشكل حقيقي لأول مرة حول الهم العربي الواحد.
كان ظهور القناة ربما أهم حدث عربي في ربع القرن الأخير من حياة أمّتنا، وذلك بعد احتلال العراق وتفجر ثورات الربيع العربي، وهما الحدثان اللذان كان للقناة دور كبير فيهما، حيث فضحت للعالم جرائم الأول، فكانت المَعلَم العربي البارز الدال على قدرة شعوبنا على المقاومة، فيما ساعدت في حدوث الثاني عبر بلورة وعي سياسي عربي يهدف لنقل أمتنا من مصاف الاستبداد إلى مصاف الأمم المتحضرة التي تليق بثقافة أمتنا العربية والإسلامية.
وكان المشاهد العربي وما زال يتحلق حول شاشتها؛ لأنه رأى فيها متنفساً نادراً وحيوياً وصادقاً لنقل صرخاته التي كانت من قبل ضائعة سدى في البرية ليسمعها العالم.
وبسببها، عرف العرب لأول مرة في تاريخهم الحديث بأن وحدة "المعاناة" هي أبرز معالم الوحدة العربية المنشودة التي تحققت فعلياً على الأرض من كل شعارات التضامن العربي في ظل النظم العسكرية.

الحرب ضد الاستبداد

لقد أجبرت قناة "الجزيرة" نظم الاستبداد العربي على توسيع آفاق الحريات الإعلامية، بل والسياسية والعامة، بعدما كانت شبه منعدمة، وبالأحرى كانت تلك الحريات انتقائية صورية يغلب عليها الطابع الدعائي، الأمر الذي عاد بمردودات طيبة هائلة على المواطنين، وما لا يجب إغفاله أن نظم الاستبداد رفعت سقف الحريات اضطراراً خوفاً من أن تجبر على ذلك في مرحلة لاحقة، ولجأت في إطار احترازها من عواصف ذلك الإجراء إلى صناعة أحزاب ونخب مزيفة تتحكم هي فيها متى وكيفما شاءت، وتقدمها كبدائل للمعارضة الحقيقية ذات المطالب الجذرية التي لا تكتفي بانتقاد الخفير والوزير عوضاً عن الرئيس والنظام بأكمله.
ولأن "الجزيرة" عززت التضامن العربي شعبياً، فشلت كل مساعي نظم الاستبداد في إثارة النعرة الشعوبية والقطرية كسلاح مضاد لهذا الفضح الموضوعي المستمر لها والقادم من خارج الحدود الضيقة.
ولقد دأبت أبواق إعلام هذه النظم -وهي بالآلاف- على التأكيد أنه لا أحد يشاهد قناة الجزيرة وأن الجماهير فقدت الثقة بها تماماً، ومع ذلك تتأهب كل أجهزة أمن تلك النظم وكتائبها الإعلامية للرد على برنامج أو فيلم عرضته تلك القناة التي لم يشاهدها أحد، ويعلقون كل فشل يعيشونه لم تنجح أساطيلهم الحربية والإعلامية فيه على شماعتها!
وحينما لم يفلحوا في إقناع الجماهير بالعزوف عن إدمان مشاهدتها راحوا يختلقون لها برامج ومواقف وينسبونها إليها في محاولة يائسة وبائسة للحط من شأنها، لكن سرعان ما تنكشف الأكاذيب وتبقى الحقائق؛ ليتعلق بها الناس أكثر فأكثر.
ومع ذلك فمن المؤكد أنه لو لم تخُض "الجزيرة" حروباً ضد الاستبداد تارة، ورفع الوعي العربي تارة، ودعم المقاومة العربية دائماً، لسعت النظم العربية استغلال انتشارها الكبير في العالم واتخذتها بوقاً لتبرير استبدادها، ولوجدنا بحاراً من مداد الحبر تنفقها المطابع العربية الرسمية في مدحها، لكن "الجزيرة" لم تستصعب أبداً طريق الحق لقلة سالكيه.

العداء للصهيونية

ورغم أن المتابع لبرامج "قناة الجزيرة" سيكتشف بسهولة منذ اللحظة الأولى أنها القناة العربية العالمية الوحيدة الأكثر فضحاً لجرائم الكيان الصهيوني، إلا أن سهام الاتهامات العشوائية بالعمالة لهذا الكيان لم توجّه إلى مؤسسة إعلامية كما وجهت إليها.
والأنكى، أن هذه الاتهامات المرسلة الملوية أعناقها، طالتها من قِبل إعلام نظم مدموغة بالتعامل جهاراً نهاراً مع هذا الكيان، والتبعية له، والدعوة لسلام دافئ معه، بل وتتكفل بجر الممانعين العرب للتطبيع معه.
وللعجب العجاب، تتهمها الأبواق "الموجهة" بأنها تبالغ في الانحياز إلى حماس - ويتجنبون في ذلك الإشارة إلى الشعب الفلسطيني الذي تنتمي إليه حماس - ثم مع ذلك يستخدمون دلائل تؤكد فضحها لجرائم الكيان الصهيوني في وقت تواطأ فيه الجميع على الدم العربي.
فيخلق هذا التناقض اقتناعاً عميقاً لدى متابعي تلك الأبواق -وهم من قليلي الوعي- بحِزمٍ من المتناقضات فحواها أن"الجزيرة" تدافع عن حماس وإسرائيل معاً، أو أنها تدافع عن إسرائيل وتلد في كراهيتها!

نماذج من النضالات

لقد حملت الجزيرة منذ نشأتها القضايا القومية والإسلامية على عاتقها، ورأيناها تتواجد أينما وُجدت المعاناة الإنسانية، رأيناها في أراكان بين مسلمي الروهينغا الذين يتعرضون للإبادة العرقية في بورما وسط صمت إسلامي وصل لحد التشجيع، رأيناها في أفغانستان تنقل معاناة من لا صوت لهم من ضحايا الغزو الأميركي لهذه البلاد الفقيرة، رأيناها في العراق إبان الغزو الأميركي له لتصبح هي المتنفس الإعلامي الوحيد للشعب العراقي، قبل الغزو وأثناءه وبعده.
رأيناها في الصومال حيث تُسحل هناك سيدة الكون، وفي إفريقيا الوسطى حيث تذبح سلطاتها المسلمين بينما يستقبل السيسي رئيستها في القاهرة، رأيناها في البوسنة والهرسك؛ حيث تقطع رؤوس المسلمين وتغتصب النساء، رأيناها في ميادين التحرير تغطي هبّة الشعب المصري ضد الاستبداد، رأيناها في الشمال وفي الجنوب، في الشرق وفي الغرب، في أى مكان يوجد فيه الظلم سنرى "الجزيرة" هناك.. لتفضحه.
ما نريده من شبكة الجزيرة أن تمد خدماتها بقنوات تغطي جوانب الدراما والأعمال السينمائية المنتقاة، حتى لا تترك مشاهدها عرضة لمقذوفات رذائل الفن المأجور.

18 أكتوبر 2017

المفكر القومي محمد سيف الدولة يكتب: دعوة للاشتباك مع مئوية وعد بلفور

Seif_eldawla@hotmail.com
هذه دعوة للتفاعل والاشتباك مع الذكرى المئوية لوعد بلفور، أوجهها الى كل الأحرار من المهمومين والفاعلين والناشطين فى قضايا الصراع العربى الصهيونى.
اما عن اهم دوافع وأسباب هذا الاشتباك، واهم الرسائل المطلوب ارسالها من خلاله، واهم الأطراف المستهدفة بهذه الرسائل، فنتناولها فيما يلى:
1)  لأن الحركة الصهيونية العالمية داخل وخارج (اسرائيل) ستقوم هذا العام بتنظيم فاعليات كبرى للاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور وبالدور البريطانى فى تحقيق ما يسموه "بالحلم الصهيونى" و "المعجزة الاسرائيلية"، وستوظف هذه المناسبة لممارسة هوايتها فى اطلاق الاكاذيب والأساطير الصهيونية الزائفة والاستمرار فى تضليل الراى العام الغربى والعالمى.
2)  لأن المشروع الغربى الصهيونى الذى يستهدف مصر والامة العربية بقدر ما يستهدف فلسطين، هو مشروع عدوانى واحد متصل ومستمر، منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وحتى يومنا هذا، وما لم نتصدَ له ونوقف تمدده وتوسعه وانتصاراته ونجاحاته المستمرة فاننا نعرض وجودنا جميعا لمخاطر جسيمة.
3)  وأنه اذا كان العدو الصهيونى منظمات وكيانات وعصابات وقادة، لم يتنازل او يتراجع عن مشروعه الاستعمارى الاستيطاني العنصرى الارهابى على امتداد مائة عام، فانه لابد من التأكيد فى مواجهته، خاصة فى ظل حالة التراجع والاستسلام والتواطؤ العربى الرسمى، على أن من يمتلكون حق تمثيل الامة العربية اليوم، هم فقط أولئك الذين يتمسكون بالثوابت الوطنية والعربية والعقائدية، الذين لم ينكسروا او يخضعوا او يستسلموا تحت وطأة الاختلال الرهيب فى موازين القوى العسكرية والدولية، وأنهم يتمسكون بعروبة فلسطين من نهرها الى بحرها، ويرفضون الاعتراف بأى شرعية لاسرائيل، ويرفضون الصلح والسلام والتسوية والتطبيع معها، وكذلك كل اتفاقيات السلام من كامب ديفيد الى اوسلو ووادى عربة ومبادرة السلام العربية و"صفقة القرن" والتحالفات المصرية العربية الاسرائيلية الجارية اليوم على قدم وساق.
وهم يعتبرون ان كل الوعود والمواثيق والقرارات الدولية التى مهدت وأسست لوجود اسرائيل باطلة ولا تلزمهم فى شئ، بدءا بوعد بلفور وصك الانتداب البريطانى وقرار التقسيم وقبول اسرائيل فى الامم المتحدة والقرار ٢٤٢ وما يسمى باتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية واى تسويات تقوم على أساس التنازل عن ارض فلسطين التاريخية والاكتفاء بدولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧. ويسعون الى تحرير كامل التراب الفلسطينى المحتل ويؤمنون ان مهمة تحرير فلسطين هى مهمة شعبية فلسطينية عربية مشتركة لا تقتصر على الفلسطينيين وحدهم بصفتنا جميعا أبناء امة واحدة، نواجه عدوا مشتركا وأخطارا تهدد الجميع.
4)  لكى نبعث برسالة توعية وتربية للاجيال الجديدة بحقيقة هذا المشروع وخطورته عليهم. تلك الاجيال التى ولدت وترعرعت وتعلمت فى ظل مؤسسات تعليمية واعلامية وسياسية تسيطر عليها وتوجهها انظمة حكم تخاف اسرائيل وتتجنب مواجهتها وتعترف بوجودها وتقوم بتزييف الوعى وتضليل الشعوب وطمس حقائق التاريخ .
5)  لنقول للفلسطينيين انكم لستم وحدكم بعد أن غدرت بهم وانقلبت عليهم غالبية الدول العربية، فتحالفت مع الاحتلال وتواطأت معه لتصفية القضية.
6)  ورسالة الى جماعة كامب ديفيد ونظامها بأن 40 عاما من المعاهدة، وثلاث سنوات من السلام الدافئ والتحالف الاستراتيجى، لم تنجح فى انهاء الكره والعداء الشعبى لاسرائيل. فسيظل المواطن المصرى البسيط وكل القوى الوطنية الحقيقية تعادى الصهيونية واسرائيل وترفض الصلح والاعتراف بها والتطبيع معها، وسيظل يناصر فلسطين ويطمح الى عودة مصر لتقوم بدورها التاريخي فى قيادة النضال العربى ضد المشروع الصهيوني.
7)  ورسالة الى الشعوب العربية، ان أمريكا ليست ربنا واسرائيل ليست قدرنا المحتوم الذى لا خلاص منه، وان الامة ليست ضعيفة ولا مهزومة ولا عاجزة، وانها لو امتكلت حريتها وارادتها وقرارها لنجحت فى القضاء على هذا الكيان فى بضعة سنوات، وان كل ما حدث ويحدث من فشل وتراجع وخوف واستسلام هو بسبب انظمة الحكم العربية التابعة المستبدة المجزأة.
8)  ورسالة الى الصهاينة بأن الارض تلفظكم والشعوب ترفضكم، وأنه رغم كل انواع الدعم التى تلقيتموها على امتداد ما يزيد عن قرن من الزمان من عصبة الامم ثم الامم المتحدة ومن بريطانيا العظمى ثم من الولايات المتحدة، ورغم سيول الأموال والسلاح ورغم التحصين الامريكى والاوروبي لكم ضد كل قرارات الامم المتحدة المناصرة لحقوق الشعب الفلسطينى، رغم كل ذلك الا أن مشروعكم وكيانكم ودولتكم وشرعيتكم المزعومة تتعثر و لا تزالوا عاجزين عن العيش حياة طبيعية على ارض فلسطين، فتختبئون خلف جدران وحصون عازلة، وتواجهون مقاومة فلسطينية لم تنقطع عبر أربعة اجيال.
9)  رسالة الى الراى العام العالمى لدحض وتعرية الرواية الصهيونية الزائفة وعرض وتقديم الرواية العربية الحقيقية. ورسالة اخرى الى الضمير الشعبى العالمى وبالذات فى إنجلترا وامريكا وأوروبا الغربية، بأن دولكم الاستعمارية تتحمل المسئولية الأكبر فى زراعة وحماية ورعاية هذا الكيان، وان أقل واجب انسانى عليكم هو الضغط الشعبى على حكوماتكم لإرغامها على الاعتذار عن هذه الجريمة التاريخية والعمل على تصحيح ما ترتب عليها من آثار مدمرة، والتوقف عن دعم و حماية (اسرائيل).
10)  ولكى نتصدى ونرد على كل المحاولات الجارية اليوم على قدم وساق لتصفية القضية والهرولة للسلام والصلح والتطبيع والتحالف مع اسرائيل ودمجها فى المنطقة .
11) لنسقط أكذوبة ما يقال عن "المعجزة الاسرائيلية"، ونكشف انه بدون دعم الدول الكبرى للمشروع وحمايتها له على امتداد قرن من الزمان، لما قامت (اسرائيل)، و لما استمرت حتى اليوم.
12) لنكشف للعالم الاضرار والمآسى التى ترتبت على هذا الوعد و ما سبقه وتلاه من زراعة جسم غريب معادى لشعوب المنطقة، وتهجير وطرد شعب من ارضه، واخضاع من تبقى منه لأسوأ احتلال عرفه التاريخ.
13) ولنقوم، وهو الأهم، بوقفة مع النفس من أجل التقييم والمراجعة والمحاسبة والتعرف والاعتراف والتصحيح لاسباب الفشل والهزيمة رغم أن مقاومتنا لم تنقطع يوما على امتداد مائة عام ويزيد.
14)  هذا بالاضافة بطبيعة الحال الى انها فرصة مناسبة لاحياء وتنشيط الحراك المدنى والشعبي المناصر لفلسطين والمناهض للصهيونية ولاسرائيل، خاصةً فى ظل المحاولات الامريكية الاسرائيلية العربية الرسمية الحالية لتصفية القضية.
15) واخيرا من أجل الالتحام والتضامن مع حملات فلسطينية وعربية و اوروبية مماثلة ستنطلق فى الايام والاسابيع القادمة، للتنديد بالوعد، وللمطالبة باعتذار بريطانى رسمى، وللتصدى للاحتفالات الصهيونية التى ستنطلق شعار بلفور100
*****
 القاهرة فى 18 اكتوبر 2017