08 مايو 2015

رضا حمودة يكتب: الوجه الآخر الخفي في قصة سيدة المطار

المصدر
في الوقت الذي نسمع ونرى فيه الانتهاكات اليومية التي ترتكبها وزارة الداخلية المصرية وأجهزتها المختلفة بحق المواطنين تحت بند حماية المواطن، وتحقيق الأمن والاستقرار للوطن، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية فيديو لسيدة المطار، كما أُطلق عليها، تضرب ضابط شرطة على وجهه، وتكيل له سيلاً من قواميس الإهانات و(الشرشحة)، إن صح التعبير، لا تنم إلا عن بيئة استعلائية نمت فيها برعاية مجتمع لا يحترم سوى القوي أو صاحب السلطة والمال. 
ما يثير الأمر ريبة هو هذا الهدوء المستفز والأدب الجم الذي هبط على ضابط المطار فجأة من السماء! وحالة الاستسلام التام أمام جبروت امرأة تُدعى ياسمين النرش، نجلة ملياردير كبير يملك استثمارات ضخمة في مجال السياحة، حسبما قالت بنفسها إنها سيدة مال وأعمال وأفادت المعلومات والتقارير، الأمر الذي يُظهر عن عمد نوعاً من التعاطف والشفقة على الضابط المسكين. لنتساءل عن من سمح بتصوير الفيديو أصلاً الذي يخدش هيبة الدولة الأمنية العسكرية في مقتل في مطار العاصمة (واجهة البلاد وعنوان السيادة)، والمفترض أن يكون مُحاطاً بأعلى درجات الأمن، بما لا يترك شاردة ولا واردة إلا وقد قُتلت شكاً وبحثاً، ما يجعلنا نتشكك في القصة برمتها والبحث والتعمق في ما وراء الصورة من منظور مختلف لا يخرج عن أحد وجهتي نظر: 
أما وجهة النظر الأولى فتعززها حالة الضابط الانهزامية والمستسلم تماماً لما تفعله سيدة المطار قولاً وفعلاً، ولا ندري أهو من باب الأخلاق الحميدة والأدب الجم الذي يتمتع به الرجل وتعففه عن الرد على الإساءة بالإساءة؟! أم رضوخاً لجبروت ونفوذ سيدة أعمال من صفوة المجتمع المتزوج بالسلطة في الحرام، لكنه زواج صار على المكشوف في العلن ودون خجل في دولة 3 يوليو؟! 
أما وجهة النظر الأخرى فتميل إلى كونها مجرد تمثيلية رخيصة ولعبة مكشوفة وتقليدية من تدبير الأمن، بغرض إبراز نوع ما من مظلومية رجال الشرطة (الشرفاء) الساهرين على راحة المواطن، في محاولة بائسة لتبييض وجه الأجهزة الأمنية الأسود المدنس بالعار والانتهاكات اليومية بحق الوطن والمواطن، خاصة في ظل الانقلاب العسكري مع تزايد حملات الاعتقالات وانتهاك حرمات المنازل وحفلات التعذيب المستمرة، إلى حد الموت في أقبية الشرطة وزنازين ومعسكرات النظام، ومحاولة يائسة لتلميع صورة جهاز أمني لم تعد تجدي معه كل أنواع "الورنيش" أو الطلاء، ليكون الهدف النهائي هو الإلهاء عن الفشل المريع على كافة الأصعدة والمستويات، وغض الطرف عن جرائم السلطة. 
وفي السياق ذاته الذي لا ينفصل بدوره عن الحالة العامة، تطاردنا صورة تعكس مدى التناقض الفج في التعامل مع المواطنين على أساس الهوية السياسية والاجتماعية، فنشاهد بأم أعيننا كيف يدوس أمين شرطة بقدمه على صدر مواطن بسيط، لكونه مختلفاً مع السلطة الحاكمة أو معارضاً لها، وحيث لا ظهر له ولا سند من سلطة أو مال، فكان حقاً عليه التنكيل والإهانة والتعذيب والموت أيضاً في مجتمعٍ لا يحترم الضعفاء أصحاب الحق، بينما لا ينتفض أو يهتز له ضمير سوى لأصحاب المقام الرفيع، لا سيما إذا كانت سيدة في حملة السيسي كسيدة المطار، حتى لو خلعت ملابسها قطعةً قطعة، والويل والثبور وعظائم الأمور لسيدة محجبة تتفاخر بانتمائها الإسلامي، فمصيرها السحل والإساءة والاغتصاب وانتهاءً بالقتل. 
لا ننتظر خيراً من نظامٍ مات أخلاقياً قبل سقوطه ميدانياً، ومجتمع يتآمر على نفسه ويزدري ذاته المُكرّمة بالأساس، ولا يحترم سوى أصحاب السلطة والنفوذ، وربما تجار المخدرات والفنانين والفنانات ولاعبي كرة القدم، بينما يحتقر الشرفاء والمناضلين من أجل انتزاع حريته وكرامته التي دِيست بالبيادات العسكرية تحت وقع الجبن وحب الاستعباد، أو إيثاراً للسلامة الوهمية. وأخشى ما أخشاه أن تقع فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة.. في مرحلةٍ صار فيه الجأر بالشكوى فقط والبكاء على حالنا من باب نواح وعويل النساء

النائب محمد العمدة يكتب : بيزنس المخابرات العامة المصرية

*المصدر
تحدثنا في المقالات الخمس السابقة عن الإمبراطورية الاقتصادية للقوات المسلحة، حيث كشفنا في أحد المقالات المشروعات الاستثمارية الحكومية الضخمة المسندة بالأمر المباشر للقوات المسلحة بالمخالفة لقانون المناقصات والمزايدات ، وكشفنا في المقال الثاني حجم الثروة العقارية للقوات المسلحة والمتمثلة في العمارات السكنية والفلل والقصور التي تم ويتم بنائها بشكل مستمر لأبناء القوات المسلحة ليقوموا ببيعها بعد ذلك ، فضلا عن المشروعات الاستثمارية العقارية التي تقوم بها القوات المسلحة وتعرضها للبيع بالمزاد العلني ، وتحدثنا في المقال الثالث عن المشروعات السياحية للقوات المسلحة وحصرنا ما استطعنا حصره من فنادق وقري سياحية ومنتجعات ونوادي ، وفي مقال رابع حصرنا ما استطعنا حصره من شركات ومصانع تمتلكها وتستغلها القوات المسلحة .
وبالطبع كل هذه المشروعات تتم من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة ، والذي أنشأه السادات عام 1979 أي في نفس عام توقيع معاهدة كامب ديفيد وتقرير الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لمصر قدرها مليار وثلاثمائة مليون دولار سنويا ، وهو ما يُفسر بأحد تفسيرين ، الأول أن قادة القوات المسلحة فكروا في إنشاء جهاز لإقامة مشروعات اقتصادية للقوات المسلحة من خلال الاستفادة من هذا المبلغ السنوي الضخم الذي كان يعادل وقتها أكثر من 70% من ميزانية القوات المسلحة ، أما التفسير الثاني فهو أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد أشارت عليهم بإنشاء جهاز مشروعات الخدمة الوطنية والبدء في إنشاء مشروعات اقتصادية خاصة بالقوات المسلحة حتي يُمكنوا لحكم العسكر في مصر باعتبار أنهم عميلهم المستقبلي بعد تقرير المساعدات العسكرية ، ومن ثم تطمئن الولايات المتحدة الأمريكية علي أن أموالها لن تذهب هدرا ، إذا ما انتقلت السلطة لأي جهة أخري غير العسكر المصري .
ويبدو أن الأمر لا يقتصر علي مشروعات القوات المسلحة التي تقوم بها من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية والإدارة الهندسية التابعة لها ، حيث اتضح أن بعض فروع القوات المسلحة أيضا لها مشروعاتها الاقتصادية الخاصة بها .
فها هو حسين سالم يكشف لنا أن المخابرات العامة المصرية تقوم بمشروعات خاصة بها ولكن من خلال رجال أعمال هو أحدهم ، وأنه أقام العديد من المشروعات بناء علي تكليف منهم وذك في حوار مع صحيفة المصري اليوم بتاريخ 29/4/2015 أجرته الصحفية / فتحية الدخاخني والتي تقول في تقريرها وحوارها :
" تحدث «سالم» في الحوار عن علاقته بجهاز المخابرات العامة ، وكيف أن كل المشروعات التي قام بها كانت بتكليف من الجهاز....... "
صحيفة المصري اليوم تسأل :
س : لكن لماذا كل هذا الهجوم والجدل حول حسين سالم؟
حسين سالم يجيب :
" أنا لا أدرى ما المشكلة التي سببها حسين سالم للبلد ، أنا دائما كنت أقدم المصلحة العامة على أي مصلحة خاصة ، وأفنيت حياتي مؤمنا ومخلصا لهذا المبدأ ، وهو ما تشهد عليه الأعمال التي قمت بها ، وأنا قمت بكل شيء بناء على توجيهات من المخابرات ، وعمر سليمان والتهامي ، رئيسا المخابرات السابقان ، شهدا بذلك في المحكمة ، وقال القاضي في حيثيات الحكم إن شركتي هي تابعة للمخابرات ، فكيف أحاكم وأنا كنت أعمل لمصالح الدولة .
ثم يكشف لنا حسين سالم العديد من المشروعات التي نفذها لحساب المخابرات العامة المصرية منها :
( 1 ، 2 ) شركتي الشرق والبحر الأبيض المتوسط 
لتصــدير الغـــاز للأردن و لإســرائيــــل :
صحيفة المصري اليوم تسأل :
س : وما قصتك مع الغاز الطبيعي ، وهل كان إنشاؤك لشركات الغاز بتكليف من المخابرات ؟
حسين سالم يجيب :
نعم ، كلفني الجهاز – يقصد المخابرات العامة المصرية - تأسيس شركة الشرق للغاز لتصدير الغاز إلى الأردن ، وتنازلت عن أسهمي في الشركة وكل ما دفعته فيها للمخابرات دون مقابل وعن طيب خاطر، ثم كلفت بتأسيس شركة البحر الأبيض المتوسط للغاز لتصدير الغاز إلى إسرائيل ...
ويضيف حسين سالم في موضع آخر :
لكن إرادة الله وعدالة القضاء المصري ألغتا معظم الأحكام التي صدرت ضدي ، كما أن اللجان الفنية التي شكَّلتها الدوائر المختلفة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لم تكن هناك محاباة في إسناد عقد تصدير الغاز إلى شركة البحر المتوسط للغاز، التي ساهمت في رأس مالها بمبلغ ٩٥ مليون دولار، لتعادل حصتي ٦٥٪ من رأس مال الشركة ، وأكدت اللجان أنه لم يكن هناك إهدار للمال العام ، حيث لم يثبت تصدير الغاز لإسرائيل بسعر أقل من تكلفته الحقيقية.
ويقول القاضي في حيثيات حكمه إنه لا يطمئن للاتهامات التي وجهتها لي النيابة في هذه القضية ، لأنها صدرت في ظروف كانت البلاد تعج فيها بالفوضى والانفلات والمظاهرات والاحتجاجات على ما كان قبل يناير ٢٠١١، ومن بينها تصدير الغاز لإسرائيل الذي تعتبره الجماهير من الكبائر ولا يقوى أحد على معارضة الجماهير وإلا تعرض للهلاك ، كما أن اللواء محمد فريد التهامي واللواء عمر سليمان ، رئيسي المخابرات السابقين ، شهدا بأن تصدير الغاز لإسرائيل كان ورقة للضغط على إسرائيل ، ولتدبير موارد للدولة ونفقات المخابرات العامة ، وشهد المهندس شريف إسماعيل وزير البترول بأن سعر الغاز في التعاقد كان يغطى تكلفة الإنتاج ويزيد، وأن العائد من العقد يفوق العائد من بعض العقود الأخرى .
صحيفة المصري اليوم تسأل :
س : كل المشروعات التي نفذتها كانت بتوجيه من المخابرات ، فهل هذه كانت سياسة للمخابرات في استخدام رجال الأعمال في بعض المشروعات ؟
حسين سالم يجيب :
طبعاً.. هناك إدارة في المخابرات أسستها أيام حرب الاستنزاف في الستينيات ، تحولت إلى وحدة وهى متخصصة في عمل منظمات ومؤسسات تكون واجهة للجهاز، وهذا معروف في العالم .....
كما نشرت صحيفة المصري اليوم أيضا بتاريخ 21/1/2012 تحت عنوان " الديب : المخابرات قادت «تصدير الغاز».. و4 أدلة لتبرئة مبارك في القضية " ما يأتي :
شهدت الجلسة الـ22 لمحاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك ، ونجليه علاء وجمال ، وحبيب العادلى ، وزير الداخلية الأسبق ، و6 من كبار مساعديه ، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ، مفاجآت وأسراراً خطيرة في قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل ، وفجر المحامى فريد الديب ، الذي واصل السبت مرافعته عن الرئيس السابق ونجليه، مفاجأة بقوله إن جهاز المخابرات العامة المصرية هو الذي قاد عملية إتمام الصفقة ، وإنه اختار شركة حسين سالم ، لكونه الرجل الأول للمخابرات ، وإن المخابرات وافقت على التصدير لأسباب ذكرها اللواء عمر سليمان ، رئيس الجهاز السابق ، أمام المحكمة في الجلسة التي تم حظر النشر فيها ".
جدير بالذكر تعليقا علي حديث رجل الأعمال / حسين سالم أن شركة الشرق للغاز والتي تصدر الغاز للأردن ، وشركة البحر الأبيض المتوسط التي تصدر الغاز لإسرائيل هي مستودع نهب المال العام ، لأن كل من الشركتين حصلت علي الغاز بالأمر المباشر دون مزايدات ، وهو ما أدي إلي بيع الغز بسعر متدني وبأقل من تكلفة إنتاجه ، كما أن التصدير كان من الممكن أن يتم بمعرفة الهيئة العامة للبترول أو أي من شركاتها ، ولكن تم عمل الشركتين سالفتي الذكر حتي يتم تحويل الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع لصالح جهاز المخابرات ، وأما عن إدعاء حسين سالم بأن وزير البترول قد شهد بأن سعر البيع يغطي تكلفة الإنتاج ، فنحن نسأله وأين سعر الغاز نفسه .
ومما يؤكد ما ذكره حسين سالم بشأن أنه كان يقوم بمشروعات معينة بتكليف من المخابرات أي لحسابها ، ما نشرته صحيفة الموجز بتاريخ 8/4/2013 تحت عنوان " حكاية بنات عمر سليمان في عهد الرئيس مرسي " حيث قالت الصحيفة :
" فمؤخرا أصدر جهاز الكسب غير المشروع قرارا بمنع ابنتين من بناته الثلاثة وهن داليا ورانيا من السفر ، بعد فتح التحقيق معهن ، بسبب وجود علاقة عمل تجمع بين حسين سالم رجل الأعمال الشهير والمتورط في عدد من القضايا والهارب حاليا بأسبانيا ، والمهندس عبد الحميد حمدي ابن الشهيد احمد حمدي وزوج رانيا عمر سليمان .....
أما ابنته الثانية رانيا فهي تفضل الابتعاد عن الأضواء متزوجة من نجل الشهيد أحمد حمدي- المسمى على اسمه النفق الشهير - وربما السبب الرئيسي في صدور قرار الكسب غير المشروع الأخير المهندس عبد الحميد حمدي كان يعد الأقرب إلى قلب سليمان ويلقبه بالجنرال.. لكن في الوقت ذاته يعتبر الأكثر إثارة للمشاكل لكونه يشغل منصب مدير المشروعات بشركات حسين سالم رجل الأعمال الهارب والصديق الحميم للرئيس السابق مبارك ، ويدير حاليا فنادق سالم الشهيرة jollie ville بالأقصر وعدد من الفنادق والقرى السياحية بشرم الشيخ .. الأمر لا يقتصر على ذلك بل وجهت اتهامات له بأنه كان الطرف الذي يمثل حسين سالم في مفاوضات تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل ، وأنه يعرف مالا تعرفه الأجهزة الرقابية والأمنية عن سالم وعلاقاته المتعددة ".
( 3 ) مشروع إنشاء مصفاة البترول " ميدور " بالإسكندرية :
صحيفة المصري اليوم تسأل :
س : وكيف أنشأت مصفاة بترول «ميدور»؟
حسين سالم يجيب :
أنشأت مصفاة بترول «ميدور» بالإسكندرية ، بتوجيه من الجهات نفسها ، ولم تدفع فيها الحكومة مليما واحدا، وكانت تكلفتها في ذلك الوقت مليار دولار، وتزيد قيمتها الآن على ٨ مليارات دولار، وأرباحها السنوية تتراوح ما بين ١٧٪ و١٨٪ على الدولار، أي حوالي ٢٠٠ مليون دولار سنوياً ، واستتبع هذا المشروع ، كما هو معمول به في العالم كله ، إنشاء محطة للكهرباء ، وهى التي ساعدت على استمرار المشروع دون توقف ، حيث إن الكهرباء في مصانع التكرير إذا قطعت أكثر من ١٠ ثوان، تتوقف جميع المشروعات ولا يتم تحميلها مرة أخرى إلا بعد ٤٥ يوماً، مما يكبد مصنع التكرير خسائر مالية باهظة ، لذلك أنشأتُ «ميداليك» للكهرباء لخدمة المشروع ، بموافقة وزارة الكهرباء الكتابية ، وتكالبت مصانع التكرير بالإسكندرية على المحطة لتزويدها بالكهرباء ، حيث كان هناك فائض غير مقصود في تصميم المحطة ، وحصلت مصانع التكرير على الكهرباء بالسعر الحكومي.....
وجدير بالذكر أن حسين سالم يقول حقائق فيما يتعلق بعمله لحساب جهاز المخابرات العامة المصرية ، ولكنه يغلف هذه الحقائق بالأكاذيب حين يدعي أنه بالاشتراك مع المخابرات يقوما بأعمال خيرية لصالح مصر ، فإذا كانت هذه المشروعات خيرية ، فكيف أصبحت ثروته علي حد زعمه سبعة مليارات من الجنيهات ، وأحد عشر مليار جنيه علي حد زعم وكيله ، ومن أكاذيبه مثلا قوله في ذات الحوار " أنا أعيش الآن في شقة «غرفتين» في ضيافة أحد الأشخاص ، ولولا أن أولادي اشتروا منازلهم في التسعينيات لم يكونوا ليجدوا أي مكان للإقامة به في إسبانيا ، وجميع أموالنا مجمدة ، أنا بشحت أنا وأولادي وأعيش على المعونات من أصدقائنا في أبوظبى ، وهذا ممكن أن يتوقف في أي وقت ، فمن أين سنعيش أنا وأولادي وأحفادي ".
( 4 ) المشروعات الاستثمارية بشرم الشيخ :
صحيفة المصري اليوم تسأل :
س : ولماذا اتجهت إلى شرم الشيخ؟
حسين سالم يجيب :
اتجهت للاستثمار في شرم الشيخ ، بناء على نفس التوجيهات ، حيث كانت صحراء جرداء بعد تحريرها من إسرائيل ، وقبلت التحدي للبدء في تنمية شرم الشيخ والعمل على خلق تجمعات جاذبة للسكان ، لما في ذلك من تأثير إيجابي على الأمن القومي المصري ، وبالتعاون مع الراحل محمد نسيم ، رئيس جهاز الخدمة السرية سابقاً، اشتريت الأرض من محافظة جنوب سيناء بالأسعار والشروط التي أعلنتها المحافظة ، والتي حصل عليها جميع المستثمرين الآخرين ، وبدأت بالعمل الجاد والمتواصل حتى أنشأت ٣ فنادق في خليج نعمة وخليج أم مريخة ، والفندق الثالث ملحق بقاعة المؤتمرات الشهيرة ومملوك للمخابرات العامة ، وأنشأت طريقاً أسفلتياً بطول ١٢ كيلومتراً في قلب الصحراء لتكون الشرايين التي تساهم في امتداد رقعة التنمية في سيناء ، ثم أنشأت شركة مياه جنوب سيناء بمشاركة المخابرات العامة، وهى التي وفرت المياه لكل المشروعات التنموية في شرم الشيخ ، وتنتج هذه المحطة ١٧ ألف متر مكعب يومياً ، أي حوالي ٦ ملايين متر مكعب سنوياً ، واحتاج هذا المشروع مدّ حوالي ١٢٠ كيلومتراً من الأنابيب تحت الأرض ، إضافة إلى الخزانات اللازمة في خليج نعمة وهضبة أم السيد، ثم أضفتُ لشركة مياه جنوب سيناء وحدة جديدة بسعة ٦ آلاف متر مكعب يومياً، لتنقية مياه الصرف الصحي واستخدامها في ري المسطحات الخضراء .
كما قال أيضا حسين سالم في بداية الحوار فيما يتعلق بطلبه الخاص بالتصالح :
سأتقدم للحكومة بطلب للتصالح ، والمساهمة في الاقتصاد بالتنازل عن أصول عينية تقدر بمبلغ ٤.٦ مليار جنيه، أي ما يعادل ٥٧.٥٪ من إجمالي ثروتي داخل وخارج مصر، وذلك من خلال التنازل عن ٣.٤ مليار دولار، هي قيمة فندق الجولف في شرم الشيخ ، حسب تقييم ثلاث شركات عالمية تابعة للبنك المركزي ، ويمكن أن يحل هذا العرض أزمة أرض الجولف البالغ مجموعها ٥٥٠ ألف متر، على أن يتم التنازل عن الأرض لصالح صندوق تحيا مصر، وأن يقوم مقاولون موثوق بهم ببنائها ، بشرط التنازل عن ٢٢٪ من المباني لصالح صندوق تحيا مصر، ويتطلب ذلك تغيير أرض الجولف من ملاعب إلى سكن عن طريق محافظة جنوب سيناء .
ويتضمن طلب التصالح أيضا مبلغ ٥٠٠ مليون جنيه ، هي قيمة محطة التحلية في شرم الشيخ ، ومحطة التنقية والأنابيب والخزانات الخاصة بهم كهدية لمحافظة جنوب سيناء ، وسيتم نقل الملكية مباشرة عن طريق التنازل عن أسهم الشركة ، إضافة إلى مبلغ ٧٠٠ مليون جنيه قيمة ٣٦ فداناً بجزيرة البياضية ، وسيتم نقل الملكية عن طريق التنازل، وهذه الأصول مسجلة وليس عليها ديون .
ومما يؤكد ما ذكره حسين سالم تقرير منشور علي موقع جوجل بتاريخ سابق بكثير لحواره مع المصري اليوم عنوانه " المخابرات وحسين سالم " جاء فيه :
" وكان سالم يقيم بصفة شبه دائمة في شرم الشيخ وله استثمارات في مجالات السياحة والطاقة ويعتبر هو الأب الروحي لمدينة شرم الشيخ حيث أنه أول من أستثمر بها منذ عام 1982 وهو تقريبا يمتلك خليج نعمه بالكامل بالإضافة إلى أنه يمتلك عده منتجعات منها منتجع " موفنبيك جولى فيل " في مدينة شرم الشيخ أكبر المنتجعات السياحية بهذه المنطقة وهو الفندق الذي يقام به كافة المؤتمرات الدولية ومنتجع " الجولى فيل " بالأقصر وهو من أكبر المنتجعات السياحية في محافظة الأقصر من حيث المساحة وعدد العاملين وأنه أمر ببناء قصر كبير على أطراف منتجع شرم الشيخ على أحدث الطرق العالمية ، والمفاجأة أنه أهداه للرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك " .
( 5 ) مشروع أبراج النزهة " ميلسا " :
صحيفة المصري اليوم تسأل :
س : وماذا عن مشروع أبراج النزهة ؟
حسين سالم يجيب :
أنشأت بعد ذلك ١٥٠٠ وحدة سكنية من خلال ٣٩ برجاً سكنياً في منطقة النزهة المعروفة باسم «ميلسا» لصالح القوات المسلحة بسعر ١٠٠ جنيه للمتر مع التشطيب ، ولا يخفى على أحد ما في هذا السعر من تضحيات وفاء لمصر ورجالها.
وقد مر علينا هذا المشروع قبل ذلك ، وهو عبارة عن وحدات سكنية ومحلات تجارية وتم نشر إعلان عن بيع وحداته بالمزاد العلني ، ونشر الإعلان علي صفحة لوزارة الدفاع .
( 6 ) مشروع نقل أسلحة المساعدات العسكرية من أمريكا إلي مصر :
حسين سالم يقول :
العملية كلها كانت أيام كمال حسن على رحمه الله ، عندما جاء لي وقال أثناء مفاوضات كامب ديفيد إن الرئيس الأمريكي أعطانا ٥٠٠ مليون دولار، فقلت له أنت تبيع مصر وقضية السلام بـ٥٠٠ مليون ؟.. «عايزين مليار» ، وفى اليوم الثاني قال لي إن كارتر زاد المبلغ إلى ١٥٠٠ مليون فقلت له لا تقترب من المبلغ وادفعه down payment فأنا تاجر.
صحيفة المصري اليوم تسأل :
س : تقصد مبلغ المعونة العسكرية الأمريكية لمصر المقدر بمليار و٣٠٠ مليون دولار سنويا ؟
حسين سالم يجيب :
نعم .
صحيفة المصري اليوم تسأل :
س : وماذا حدث بعد ذلك ؟
بعد ذلك قال لي كمال حسين على إن البنتاجون حرامية عايزين يأخذوا الشحن بقيمة ٢٦٪ ، وبناء على تعليمات المخابرات دخلت المناقصة لشحن الأسلحة وقمت بشحن الأسلحة المصرية من الولايات المتحدة بعد مناقصة مطولة وشاقة ، وفزت بالمناقصة لشركتي بسعر ٦.٥٪ بدلا من ٢٦٪ كانت ستتقاضاها الشركات الأجنبية.
هذه بعض المشروعات كشف لنا رجل الأعمال / حسين سالم أنه نفذها لصالح المخابرات العامة المصرية ، ولا ننسي أنه قال أن المخابرات تنفذ مشروعاتها من خلال العديد من رجال الأعمال .
ولاشك أن ما ذكره حسين سالم هو بعض ممتلكات وأنشطة المخابرات العامة الاستثمارية ، وأن من يبحث سيجد ما لذ وطاب ، ونذكر من هذه الأنشطة :
( 7 ) شركة وادي النيل للمقاولات والاستثمارات العقارية :
- ومما يكشف أيضا عن الأنشطة الاستثمارية لجهاز المخابرات العامة ما نشرته صحيفة المصري اليوم بتاريخ 6/3/2013 بشأن بلاغ تم تقديمه للنائب العام من حسين أحمد عبد الرحمن المنسق العام للحركة الثورية للعاملين بالتأمينات الاجتماعية ، وأحمد يحيى أحمد المنسق العام لائتلاف خريجي الحقوق والشريعة والقانون، يتهم وزير التأمينات والشؤون الاجتماعية وآخرين باستغلال النفوذ ....
وأفاد البلاغ رقم (689 لسنة 2013 بلاغات النائب العام) ، قيام وزير التأمينات بتخصيص مبلغ 28 مليون جنية للرعاية الصحية للعاملين بالتأمينات الاجتماعية ، وتم التعاقد مع شركة وادي النيل للمقاولات والاستثمارات العقارية التابعة لجهاز المخابرات العامة ، بالمخالفة لقانون المناقصات والمزايدات ، وبالمخالفة للائحة المالية بالهيئة مما تسبب في إهدار 13 مليون جنية للسنة الأولى للتعاقد .
و ما نشره موقع إسماعيلي بتاريخ 5/5/2015 من أن " اللواء فؤاد سعد الدين عضو مجلس إدارة شركة وادي النيل للمقاولات قال أن البدء في مشروع النادي الإسماعيلي الجديد سيبدأ علي الفور ، و ذلك عقب وصول أمر التخصيص المالي للمشروع من قبل المجلس القومي للرياضة كأمر مباشر من المجلس في البدء بالتنفيذ علي الفور . 
و أوضح اللواء فؤاد سعد الدين عضو مجلس إدارة شركة وادي النيل للمقاولات التابعة للمخابرات العامة و الذي كان يشغل منصب محافظ الإسماعيلية الأسبق عام 2004 انه لا خلاف علي القيمة التقديرية للمشروع بالاتفاق مع المجلس القومي للرياضة و لكن التعامل متعارف عليه في العديد من المشاريع الحكومية التي تقوم بتنفيذها شركة وادي النيل ومن المعلوم أن مجلس الإدارة قام بالتنسيق مع شركة وادي النخيل منذ أربعة أشهر.
و من جهة أخري تقوم المهندسة عبلة احمد مدير الإدارة الهندسية بالمجلس القومي للرياضة بزيارة النادي الإسماعيلي و أرض النخيل لاستكمال الملاحظات الهندسية علي المذكرة الخاصة المقدمة من النادي الإسماعيلي بخصوص المشروع و ذلك لتمرير الدعم المالي المخصص لإنشاء المباني بالأندية الرياضية .
ونلاحظ من التصريحات السابقة أن شركة وادي النيل للمقاولات التابعة للمخابرات تسند لها مشروعات حكومية بشكل مستمر وبالأمر المباشر علي ضوء ما تقدره الشركة نفسها ، وهو نفس النهج الذي يسلكه جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة والذي ينفذ المشروعات المسندة إليه بالأمر المباشر من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة .
( 8 ) مستشفي وادي النيل للمخابرات العامة :
- وكذلك إعلان منشور علي صفحة باسم " kompass " عن " مستشفي المخابرات العامة بجميع التخصصات " باطنة – عيون – قلب " - وادي النيل خلف مجلس الدفاع الوطني ، بجوار عمارات السعودية حدائق القبة القاهرة .
( 9 ) شركة فالي للاستثمار العقاري :
ومن الأخبار أيضا عن الأنشطة الاستثمارية للمخابرات العامة ما نشره موقع " مدي " عن قضية شراء سوزان مبارك لقصر العروبة ، والذي جاء فيه :
" في يوم 13 مايو 2011 أصدر جهاز الكسب غير المشروع بوزارة العدل قرارا بحبس سوزان مبارك 15 يوما على ذمة التحقيق معها في تهم تتعلق بالفساد المالي بعد أن فشلت في تفسير ثروتها الضخمة.
أثناء التحقيق مع سوزان ظهرت معلومة مذهلة : فقد اتضح أن قصر العروبة ، الذي أقام فيه آل مبارك منذ عام 1979 وقتما كان حسني مبارك نائبا لرئيس الجمهورية ، تم بيعه سرا في عام 2002 من الدولة المصرية لسوزان مبارك التي قامت بتسجيله باسمها الأصلي . ومن أجل إتمام صفقة البيع تم تصميم عملية معقدة قامت الخزانة العامة بمقتضاها ببيع القصر كملكية عامة إلى جهاز المخابرات العامة ، الذي قام بدوره ببيعه إلى شركة خاصة تملكها المخابرات باسم شركة "فالي للاستثمار العقاري " ، التي باعت القصر فيما بعد كملكية خاصة لسوزان.
بعد أربعة أيام قضتها سوزان مبارك في سجن النساء بالقناطر تم إخلاء سبيلها وحفظ التحقيق معها..... ومن أجل حفظ التحقيقات قامت سوزان ، وفقا لبيان صدر وقتها عن وزارة العدل ، بالتنازل عن ثروتها الخاصة التي قدرت بمبلغ 24 مليون جنيه لم تتمكن من تحديد مصادر مشروعة لها . أما فيما يخص قصر العروبة فقد حضر إلى جهاز الكسب غير المشروع مندوب عن جهاز المخابرات العامة وتطوع بتقديم إقرار يُظهر أن المخابرات كانت قد قامت ببيع القصر لسوزان " لأسباب أمنية ". ووفقا لبيان وزارة العدل فإن سوزان وافقت على توقيع عقد بإعادة بيع قصر العروبة مرة أخرى للحكومة المصرية مقابل حفظ التحقيق معها .
( 10 ، 11 ) شركتي الطيران " بلو سكاي " و " دهب " .
نشر موقع المصريون بتاريخ 23 - 03 - 2013 تحت عنوان " مصر تستعين بشركات تابعة ل"المخابرات" لنقل السياح الإيرانيين "
" تستعد مصر لاستقبال عدد من الأفواج السياحية الإيرانية والمقرر وصولها إلى البلاد خلال الأيام القادمة ، حيث أسندت وزارة السياحة مهمة استجلاب ونقل السائحين الإيرانيين ل 4 شركات سياحية ، منها شركتان تابعتان للمخابرات العامة وشركتان تابعتان للقطاع الخاص الأولى يملكها رجل الأعمال القبطي رامي لكح ، والثانية يملكها عدد من رجال الأعمال الإيرانيين . يأتي ذلك وفقًا للاتفاقية التي تمت بين مصر وإيران بشأن تبادل السياحة ، والتي وقعها وزير السياحة هشام زعزوع خلال زيارته إلى إيران. وأشارت الوزارة إلى أنها قامت بعدد من الإجراءات بشأن تقنين دور السائحين الإيرانيين في مصر بما يتناسب مع الأمن القومي للبلاد .
وقال حسام العكاوى ، أمين عام حركة "سياحيون بلا حدود"، ومنسق الائتلاف العام للسياحيين ، إن وزير السياحة اتفق مع 4 شركات بشأن استقبال أفواج سياحية إيرانية إلى مصر من بينها " بلو سكاي " " ودهب "ومصر للسياحة وإبر ميجر، مؤكدًا أن الشركتين الأوليتين تابعان للمخابرات العامة . وأوضح العكاوى أنه تم الاتفاق مع عدد من الشركات الخاصة في إيران على إرسال السياح الإيرانيين إلى مصر مع ضرورة الالتزام ببعض الضوابط .
هذه بعض المشروعات الاستثمارية لجهاز المخابرات العامة المصرية ، وسوف نوافي حضراتكم بكل جديد لحظة ظهوره.

محمد رفعت الدومي يكتب: هي دي حمير مصر يا ثعالبي

تعوَّدتُ ألا أحترم كلَّ من يحترم الانطباعات الأولي، ولا كل من يتبني أفكارًا مسبقة بشكل متحيز عن أي شئ فقط لأن الأغلبية تتزاحم حول صحتها، فالحقيقة ليست كما تبدو أحيانًا، وليست هي الإجماع علي الدوام! 
علي سبيل المثال، الحمار ليس غبيَّاً أبدًا، إنما وظائف إدراكه تعمل علي نحو أكثر لياقة من عقول الكثير من البشر، يعرف هذا جيدًا كل من تعامل مع هذا الكائن الوديع من مكان قريب، القرويون علي وجه الخصوص، فهو يستطيع أن يتذكر تفاصيل الطرقات برحلة واحدة وإن كانت في الظلام، كما أن ذاكرته تستطيع أن تلتقط حدود الأرض التي يملكها صاحبه بدقة بالغة وتحفظها كأي رجل مساحة حقيقي، لذلك، عندما يتجاوز هذه الحدود إلي حدود الجيران ليسطو علي بعض الحشائش تستطيع العيون ببساطة الماء أن تضبط ارتباكه والذعر في نظراته!

رجم الحمار بالغباء في عهدة هذه الآية:
"مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين"..
أو في عهدة الذين لا يحبون السباحة في الأعماق فأولوا الآية من علي الساحل تأويلاً ليس كله صحيحًا، وبطبيعة الحال، سرعان ما اتكأ الشعر علي خاصرة تلك التأويلات واحترم مضمونها السطحي حتي بات من الصعب تبديده، وظهرت أبيات كثيرة في الهجاء تنبض بجلد الحمار بالغباء، كهذا التعريض الذكي بـ "زياد بن أبيه" من قبل شاعر خبيث استغل أن "أبا زياد" اسم من أسماء الحمار فقال:
زيادٌ لستُ أدري مَنْ أبوهُ/ ولكنَّ الحمارَ أبو زياد..
الغريب، أن هذه النظرة السفلية للحمار حكر علي كوكب الوطن العربي فقط، والأغرب، أن الحزب الذي الآن يدير كوكب الأرض شعاره الحمار!
بدأت قصة ارتباط الحزب الديمقراطي الأمريكي بالحمار عام 1828، عندما اختار "أندرو جاكسون" المرشح الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة في ذلك الوقت "لنترك الشعب يحكم" شعارًا، وكما يحدث في مثل هذه الظروف علي الدوام، اندلعت سخرية الجمهوريين من الشعار ووصفوه بالرخيص، كما وصفوا مرشح الديمقراطيين بـ "أندرو جاكاس" التي توازي في درجة من درجات الإنجليزية "أندرو الحمار"، تعليقاً علي هذا، اختار "جاكسون" من جانبه حمارًا رماديَّ اللون وألصق على ظهره شعار حملته، وقاده وسط القرى والمدن المتاخمة كلون من ألوان الترويج لبرنامجه الانتخابي ضد منافسه الذي كان نخبويَّاً يفضل الوقوف علي مسافة بعيدة من العوام! 
من الجدير بالذكر أن تصرف "أندرو جاكسون" لم يكن كافيًا لإلصاق الشعار بحزبه لولا ضلوع رسام الكاريكاتير الشهير "توماس ناست" في الأمر، عندما نشر "ناست" في مجلة "هاربر" الأسبوعية رسمًا ساخرًا بعنوان "الحمارُ حيٌّ يرفس أسدًا ميتاً" في وكز ساخر للمواقف الإرتجالية المتشنجة للديمقراطيين التصق رمز الحمار بالحزب الديمقراطي ربما إلي الأبد!
من الجدير بالذكر أيضًا، أن "ناست" أيضًا عندما رسم فيلاً ضخمًا مكتوبًا علي جسمه "الصوت الجمهوري" ألصق بالحزب الجمهوري شعار الفيل، أيضًا، ربما إلي الأبد! 
هناك أيضًا من مكان أشدَّ قربًا حزب الحمير الكردستاني الذي كان قائمًا حتي وقت قريب!
وللحمار في التراث حضور وافر وأخبار بعضها قادرٌ علي استقطاب الضحكات كهذا الخبر:
كان "محمد بن عبد الله بن نُمير الثقفي" يعشق "زينب بنت يوسف"، فقال فيها ذات يوم شعرًا عندما بلغ "الحجاج" أقسم أن يوقع به، لكن، عندما ابتلعت القصيدة المسافات ووصلت بلاط "عبد الملك بن مروان" كتب إلى الحجاج: 
- قد بلغني قول الخبيث في زينب، فالهُ عنه وأعرض عن ذكره، فإنك إن أدنيته أو عاتبته أطمعته وإن عاقبته صدقته! 
عندما أدرك "النميري" أن خلاصه من بطش "الحجاج" في عهدة "عبد الملك" وحده هرب إليه واستجار به، فقال له عبد الملك: 
- أنشدني ما قلت في زينب، فأنشده:
تضوع مسكاً بطنُ نعمان إذ مشت/ به زينبٌ في نسوةٍ عطرات
يُخمِّرن أطرافَ البنان مِنَ التقى/ ويخرجن جُنْح الليل معتجرات
فلما انتهى إلى قوله:ولما رأت ركبَ النميريِّ راعها/ وكنَّ من أن يلقينه حذرات
سأله "عبد الملك": - وما كان ركبك يا نميري؟
فقال: - أربعة أحمرة لي كنت أجلب عليها القطران؛ وثلاثة أحمرة تحمل البعر!
كان هذا هو كل ركب الشاعر الطيب الذي روَّع حبيبته وأضحك "عبد الملك" حتى استغرب ضحكاً، ثم قال له:
- لقد عظمت أمرك وأمر ركبك!
وكتب له إلى "الحجاج" أن لا سبيل عليه!
وأشهر الحمير في التاريخ "حمار عزير"، وسوف لا أضغط علي هذا الحمار لأنه حمارٌ من الصعب العثور علي مثله إلا في الأساطير أو أدب الرحلات، تفاصيل القصة نفسها تحتاج إلي عقول خاصة لامتصاصها، وسوف لا أتوقف أيضًا عند حمار "جحا" أو "حمار الشيخ الذي وقف في العقبة" فللخيال الشعبي، وللفراغ، في صناعتهما نبض أكيد!

وهناك أيضًا الحمار الذي ركبه "يسوع" عندما ذهب إلي أورشليم:
"لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِسًا عَلَى جَحْشٍ أَتَانٍ"
ذلك الالتباس في الآية جعل الكهنة، كعادة الكهنة، ينزلقون بإسراف في شروخ الحادثة الجانبية ويتجاهلون مركزها، لقد اختلفوا حول هل هو جحشٌ وأتان أم جحشٌ فقط ولم يضغطوا عنيفًا علي تلك التجليات في دخول "يسوع" أورشليم، ولا أدري ما الذي سوف يتوقف عن الدوران إن كان "يسوع" قد ركب جحشًا أو حمارًا، لكن، أكد بعضهم أن الحادثة كانت تحقيقاً لنبوءة "زكريا":
(هوذا ملكُكِ يأتي إليكِ وهو وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان) "زك 9 : 9"
والنبوءة واضحة، لقد كان "يسوع" يركب علي حمار وعلي جحش في نفس الوقت، وكل من رأي عربة كارو بحمارين ورأي كيف يكون الحماران قريبين جدًا إلي حد الالتصاق سوف لا يجد غضاضة في أن يصدق أن "يسوع" كان يمتطي ظهر الحمارين معًا في نفس الوقت، ربما، ليروِّع اليهود، تمامًا، كـ "ركب النميريِّ، إن لم يكن الأمر هكذا، فلا أقل من أن يكون دخل أورشليم علي عربة كارو، ما المانع؟!
وهناك "حمار أبى الهذيل" شيخ المعتزلة في عصر "المأمون"، ذاك الحمار صار مضرب الأمثال لكل كلام يقال في غير موضعه أو وقته لهذا السبب:
لقد زار أبو الهذيل بلاط "المأمون" فاحتجزه ليأكل معه، وعندما وضعت المائدة قال "أبو الهذيل" قبل أن يشرع في الأكل:
- يا أمير المؤمنين، إن الله لا يستحى من الحق، غلامى وحمارى بالباب!

فقال: - صدقت يا أبا الهذيل!
ودعا حاجبه وأمره أن يعتني بحمار أبي الهذيل وغلامه!
و"حمار طياب السقاء" الذي جعل منه شعر "أبي غلالة المخزومي" مثلة وعارًا بين الحمير، ومن شعره فيه:
وحمارٌ بكت عليه الحمير/ دقَّ حتى به الذبابُ يطيرُ
كان فيما مضى يقومُ بضعفٍ/ فهو اليوم واقفٌ لا يسيرُ
كيف يمشى وليس يعلفُ شيئاً/ وهْو شيخٌ من الحمير كبيرُ..
وعلي النقيض من "حمار طياب" هناك حمار "أبي سيارة" الذي ظل يحمل عليه الناس من مزدلفة إلي مني أربعين سنة، وهذا أمر غريب أبي ذهن "الجاحظ" أن يمتصه كما قيل له، فردده وتبرأ من صحته أو يكاد، قال:
- أعمار حمر الوحش تزيد على أعمار الحمر الأهلية، ولا يعرف حمار أهلى عاش أكثر وعَمَّر أطول من عير "أبى سيارة"، (فإنهم) لا يشكون أنه دفع عليه أهل الموسم أربعين عامًا!
كما أن آخر خلفاء بني أمية كان يلقب بـ "مروان الحمار"، وقتل في مصر!
ومصر مشهورة بكثرة الحمير، ربما، لهذا، خصص "الثعالبي" في الموصوف والمنسوب مكانًا لائقًا لـ "حمير مصر" التى لا تخرج البلدان أمثالها، والتي، كان الخلفاء لا يركبون سواها فى دورهم وبساتينهم، كما كان "المتوكل" يصعد منارة "سر من رأى" على حمار مريسى، ودرج تلك المنارة من خارج وأساسها على جريب من الأرض وطولها تسع وتسعون ذراعًا، و "مريس" قرية بمصر إليها ينسب "بشر المريسى"!
وآخر نجم لمع في سماء الحمير هو "حمار المطار"، والأضواء حظوظ، ولكي أكون منسجمًا مع المنطق سوف أسميه "حمار مكيدة المطار"، فلا شك أن الحادثة غريبة بالقدر الذي يكفي ليوقظ في العقول شدوًا مريبًا، ولا شك أن لها دلالاتها التي تعكس حدة الصراع بين أجنحة الثورة المضادة، لا شك أيضًا أنها تحمل في طياتها نذرًا بيضاء لكل المقهورين!
سوف ينتصر الحلم بالتأكيد الزائد عن الحد، وسوف تعاود الحرية اكتشاف مصر مجددًا، ليس فقط لأن شعبًا استطاع أن يرج الرعب في قلوب جلاديه في ثورة يناير يمكن أن يسمح لأي أحد أن يُربِّي أعماقه بالعُصيِّ مرة أخري، بل لأن ما يحدث الآن في مصر ليس طبيعيَّاً إنما محاكاة للطبيعة، السيسي يدرك هذا أكثر من أي شخص آخر، يدرك أنه يؤدي دور ثانويَّاً تحت الأضواء الرئيسية في مسرحية أبطالها الرئيسيون هم الذين يسكنون الأدوار الثانوية ووراء الكواليس وجمهورها هم البالون وأصحاب الحد الأدني فقط!
لكن السؤال الأشد عسرًا الآن أيهما سوف يسبق الآخر لاكتشاف مصر، الحرية أم التقسيم؟
ذلك أن ثمة خبرين يلتحمان التحامًا صريحًا تجاوزا الآن أياماً دون أن يغوص في النذر السوداء التي يحملانها الكثيرون، لكن القلائل.. القلائل فقط، حدقوا النظر في امتداداتهما من علي الساحل فقط بأذهان مشوشة، هذان:
- الولايات المتحدة تدرس توجيه ضربة لـ "سيناء"..
- اندلاع الحديث عن "داعش" وولاية الصعيد في إعلام السيسي!
هل انعقد عزم الغرب أخيرًا علي تنشيط السيناريو القديم لتقسيم مصر إلي ثلاث دول؟
هل؟

05 مايو 2015

محمد المولدي الداودي يكتب: تراجيديا المشهد المصري

 *العربي الجديد
*كاتب من تونس
على نحو من مسارات التراجيديا الإغريقية، تطوّر المشهد المصري بعد ثورة يناير، ليعيد الوصل بين فكرتي التاريخ والتصوّر الأدبي للفعل الإنساني ومساراته. كانت شخصيّة الرئيس محمد مرسي صورة للبطل التراجيدي في المسرح الإغريقي، كما كان البناء التراجيدي للثورة المصريّة محاكيا للفعل الدرامي وتحوّلاته وتطوّراته، انطلاقا من مستوى العرض، وانتهاء بالنهاية الفاجعة. ولئن حاولنا رصد هذا العمق الأدبي لمرحلة تاريخيّة ملهمة للمؤرّخين والأدباء فإنّنا سننأى قليلاً عن استعارة آليّات التحليل الأدبي، لحوادث الساحة المصريّة وأحداثها، لنبحث في ثنايا السياسة ومدركاتها، لعلّنا ندرك فنونها وشروطها في بلاد العربان.
لم تتفق الثورتان، التونسيّة والمصريّة، مع تعريفات الثورة وبنائها المفهومي في أبعاده التاريخيّة والفلسفيّة والسياسيّة، وظلّت عصيّة على التحديد الاصطلاحي، فهي، أحياناً، انتفاضة شعبيّة، وهي حركة تمرّد شعبي، وهي ثورة عند بعض المتباهين بقدرة الشعوب المستكينة على التغيير الاجتماعي والسياسي، غير أنّ رصد المسارات وأشكال الفعل الثوري يسقط كثيرا من معالم الثورة وأشكالها، ويضعها في منزلة بين المنزلتين: الانتفاضة والثورة .فلقد أقصت هذه الثورات (باستثناء الثورتين، الليبيّة والسوريّة، وهما الأقرب إلى مفهوم الثورة، وهما الأقدر على النجاح) رأس النظام في ابن علي ومبارك، لكنّها أبقت على الأساس العميق لهذه الأنظمة، كالمؤسسة الأمنيّة والعسكريّة والقضاء والإعلام والفاعلين الإداريين والماليين والمنظمات المهنيّة والمدنيّة، وبذلك توهّم الفاعلون الثوريون" أنّهم حققوا فعلا ثوريّا لا تشوبه شائبة، وأخذتهم نشوة الانتصار الزائف إلى البحث عن معالم سلطة ثوريّة، سرعان ما لاحت مظاهر سقوطها وتفكّكها، بعد أن خرج ذلك العمق المخفي لتلك الأنظمة من صدمة "السقوط"، واستعاد مبادرة الفعل السياسي مستعينا بقدراته في التوظيف السياسي لارتباك " الثوّار" وتعثّر مسار الثورة وإخفقاته.
لم تسقط العناصر الأساسيّة لبنية الدولة العميقة، وظلّت قادرة على التأثير، وتحريف المفاهيم الثوريّة، بل إنّها نجحت في تحويل الثورة من فعل بطولي يستحقّ التمجيد إلى فعل مستهجن وملعون. ولذلك، ظهرت حركات في تونس ومصر، لا تتردّد في الكشف عن انتمائها إلى تلك الأنظمة التي توهّم بعضهم سقوطها، وتؤكّد أحقية دورها في البناء السياسي لمرحلة ما بعد الثورة، ففقدت الثورة قدرتها على الدفع الذاتي، أي ذلك الوجدان الثوري الذي حرّك المظاهرات والثورة التي تفقد وجدانها الثوري حتماً ستؤول إلى الموت.
لم تتمكّن الثورة في تونس ومصر من بناء أساس فكريّ، يحدّد ملامحها وتصوراتها ورؤاها لمرحلة ما بعد الثورة، بل إنّها ظلّت منشدّة في رسم مساراتها إلى أفعال عفويّة وارتجاليّة، تبدع شعارها وسلوكها الثوري من صميم المقام والسياق (اعتصام القصبة 1 و2)، ولم تتمكّن الثورات من "صناعة" الرمز الذي له القدرة على الدفع بها إلى تخوم ثوريّة، تتفق مع ذلك الطموح الشعبي، ويحرسها من شراسة الدولة العميقة. كانت الثورات يتيمة، تتدافعها رياح سموم، وتلقي بها في مهاوي الانتهازيّة والارتجاليّة، فتحوّلت إلى كابوس يخيف عموم الشعب الذي لم يكن شريكا فعليّا في الثورتين.
لم يكن الوقت كافيا لبناء فكر ثوري، وفلسفة ثوريّة لها حاضنة شعبيّة تمكنها من صناعة "الرمز" والفكر والشعار والشعب القادر على حراسة الثورة، وحمايتها واختط "الثوّار" مسارات تناست بديهيّات الثورة، وسارعت في الانتقال من مستوى الثورة إلى مستوى الدولة التي لم تكن محلّ اتفاق بين الفرقاء والشركاء فيها. ولذلك، انجذبت الثورة إلى تجاذبات الفكر والسياسة، وصارت "سلعة غالية " في ميادين المتاجرة السياسيّة وفنون الاحتكار والاتجار، وأضحت معالم ضياعها جليّة ظاهرة.
أفرزت الانتخابات التي اختارها " الثوّار" مساراً مناسبا لتحقيق أهداف الثورة، فوز الأحزاب المنتسبة فكريّا إلى ما يسمّى الإسلام السياسي. وبذلك، أكّدت مستوى الحضور الشعبي لهذه الحركات والتيّارات، وكان الاختيار الشعبي مدفوعاً، في كثير من مواطنه، بحالة التعاطف والتضامن الوجداني الذي تعلّق بذلك القمع الذي عاناه المنتسبون للحركات الإسلامية، على امتداد سنين الجمر والقهر. ولكنّ هذا الاختيار حرّك الآلة الخفيّة الفاعلة في بنية الدولة العميقة، وألهمها ضرورة العمل، لأنّ المعركة مع الإسلاميين بالأساس معركة وجود، فكيف يرضى من ربّي على كره الإسلاميين يرضى بهم حكّاما وسادة، فالعقيدة العسكريّة والأمنيّة، في أغلب البلاد العربيّة، تقوم على محاربة هؤلاء الناس، باعتبارهم نظيراً للأعداء.
لم يكن الإسلاميون، شركاء في الوطن، بل كانوا معزولين وممنوعين من الإدارة والعسكر والأمن والوظائف العموميّة والمنظمات المدنيّة. كانوا جزءا من الشعب، تختبر فيه السلطة قدرتها على القمع والقتل. كانوا التهمة التي يتجنبها المسالمون من بسطاء الشعب و"العيّاشة" والمسايرين للحيطان في بلاد العرب، والمكتفين بالسعي وراء "الخبزة " من دون سؤال أو مقال. ومن هذا الإرث الدامي من الصراع بين السلطة والفكرة الإسلامية، وجد الإسلاميون أنفسهم، بعد رياح الثورة، في مقام السلطة، وفي سياق سياسي واقتصادي واجتماعي، تحرّكة الآلة اللعينة للدولة العميقة. كانوا عنصرا نشازا ومقيتا، يترصّده الكلّ الذي تربّى على قتاله وعدائه. في هذا الإطار، كان التناقض بيّنا بين حكم الإسلاميين ومؤسسات الدولة في حدّ ذاتها، وتمكّن الفاعلون في الدولة العميقة من إعادة تحريف الشعار الثوري، ليتحوّل إلى مطالب يوميّة، تؤمن بقدرة الجوعى على الثورة. ولذلك، ارتفعت الأسعار، وزاد الاحتكار، وضيّق على الناس في أرزاقهم، وتحرّك الناس مدفوعين بإعلام مازال يحتفظ بولائه لأصحاب النعم من أصحاب المال والسياسة. تمكنوا من تحويل الصراع السياسي المشروع إلى صراع اجتماعي، مقنّع بأقنعة المطالب الثوريّة، فكانت موجات الاعتصامات والإضرابات، واشتدّت مظاهر العداء الإيديولوجي للإسلاميين، وتحالف الكل للقضاء على فكرة المشروع الإسلامي، باعتباره بديلا ممكنا للحكم في فضاء الحريّة.
أسقط العسكر الرئيس المنتخب محمد مرسي، وحاول أن يخفي انقلابه بشعارات استقاها من مسارات الثورة، واستفاد من القدرة على التجييش والتزييف، وأخرج الانقلاب على نحو من الصناعة الهوليوديّة لأفلام الإثارة، وحضر الإعلام باعتباره شريكاً في الانقلاب، واهتزّت أساسيّات الثورة، وتحوّل المشهد المصري إلى ما يشبه المشهد المسرحي الذي تتعاضد فيه كل مدارس المسرح على اختلافها.
سقطت كل الأقنعة التي حاول من خلالها الغرب والنظام العالمي الجديد إخفاء عدائه للمشروع الإسلامي، وكان شريكا في المؤامرة. ولكن، تناسى الكل من العسكر والغرب المرعوبين من إمكانيّة عدوى الثورات، فحاولوا وأدها في المهد، وفي أرضها تناسى كل هؤلاء أنّ الفكرة روح سارية في أعماق الوجود لن يقتلها الرصاص، ولن تحاصرها السجون والمعتقلات. وسيذكر التاريخ مرسي بطلا شجاعا، وان كان غريبا في قومه غربة الأنبياء والعلماء.

المفكر محمد سيف الدولة يكتب: تحت أبصارنا .. اللمسات الأخيرة لتقسيم العراق

تحت أبصارنا جميعا، ورغما عن أنوفنا، بل وبمشاركة أنظمتنا، يشرع الامريكان اليوم فى وضع اللمسات الاخيرة فى مشروع تقسيم العراق، الذى لم يخفوا نواياهم فيه أبدا، بل اعلنوه جهارا نهارا، مرارا وتكرارا، هم والصهاينة منذ سنوات طويلة، ادراكا منهم ان العرب لم يعد لهم حول ولا قوة.
فبذريعة تزايد النفوذ الايرانى فى العراق، والسياسات الطائفية للحكومة العراقية، مررت لجنة القوات المسلحة فيمجلس النواب الامريكى فى الايام الماضية، مشروع قانون يدعو صراحة لاعتبار الاكراد والسنة بلدانا مستقلة، حتى يجوز تسليحهما مباشرة بعيدا عن السلطة المركزية العراقية.
قد تبدو الذرائع حقيقية، لكن النوايا والتوصيات والمخططات والمشروعات شديدة الخبث.
***
الهدف الحقيقى:
لقد حذرنا مرارا، منذ بدايات الحملة الامريكية الاستعمارية الثالثة على العراق، المسماة بالتحالف الدولى لمواجهة داعش، حذرنا من ان الهدف الحقيقى للحملة هو حماية واستكمال مشروع بناء دولة كردية فى شمال العراق، تقف هى و جنوب السودان جنبا الى جنب مع الدولة اليهودية الصهيونية فى فلسطين، كنماذج للدويلات الطائفية والعرقية التى يريدون تخليقها على انقاض الوضع العربى الناتج عن ترتيبات ما بعد الحرب العالمية الاولى.
***
القانون الأمريكى :
أما عن دور مشروع القانون المذكور الذى طرحه النائب"ماك ثورنبيري"، فانه يفرض "شروطا" لتخصيص مساعدات عسكرية أميركية للعراق بقيمة 715 مليون دولار من ميزانية الدفاع لعام 2016.
فينص على أن يذهب 25 % منها مباشرة إلى قوات البيشمركة والقوات السنية، وأن يتم صرف الـ 75 % المتبقية بعد أن تقدم وزارتا الدفاع والخارجية ما يثبت التزام الحكومة العراقية بعملية المصالحة الوطنية، وفي حال فشلتا في إثبات ذلك، يذهب 60 % من المبلغ المتبقي أيضا للقوات الكردية والسنية.
كما نص المشروع صراحة على ان هذه الخطوة تقتضى اعتبار كل من السنة والأكراد "بلادا مستقلة"، حتى يتسنى تسليحهما بشكل مباشر بعيدا عن السلطة المركزية، وفقا للقانون الامريكى.
***
وثائق التقسيم والعجز العربى:
ليست المشكلة أو المأساة الحقيقية والوحيدة، فى القانون ولا فى المخططات والنوايا الامريكية والصهيونية، وانما فى المجتمع العربى الذى يقف عاجزا مستسلما لعملية ذبحه وتقسيمه، رغم درايته بها من البداية، منذ كانت مجرد اوراق فى الادراج وهمهات فى الكواليس، ورغم أن باحثيه ومفكريه وإعلامه وحتى حكامه لم يكفوا عن الحديث عنها والتحذير منها على امتداد سنوات طويلة.
لم يكن اولها الاعلان الصريح من"جوزيف بايدن" نائب الرئيس الامريكى الحالى، الذى دعى صراحة الى تقسيم العراق الى ثلاث مناطق تتمتع بالحكم الذاتي.
ولكن مشروعات التقسيم ووثائقه، وردت فى عديد من الوثائق والكتابات الامريكية والصهيونية منذ الخمسينات من القرن العشرين، نورد منها على سبيل المثال وليس الحصر الوثيقتين التاليتين:
***
أولا ـ محاضرة وزير الامن الداخلى الصهيونى الأسبق " آفى ديختر " ، التى القاها يوم 4 سبتمبر 2008 ، فى معهد ابحاث الامن القومى الاسرائيلى، والتى جاء فيها ما يلى عن الساحة العراقية:
· ان تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية ليس أقل أهمية وحيوية عن تكريس وإدامة تحييد مصر.
· وان كان تحييد مصر قد تحقق بوسائل دبلوماسية (كامب ديفيد) لكن تحييد العراق يتطلب استخدام كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة حتى يكون التحييد شاملا كاملا .
· و ان المعادلة الحاكمة لاسرائيل فى البيئة العراقية تنطلق من مزيد من تقويض حزمة القدرات العربية فى دولها الرئيسية من أجل تحقيق المزيد من الأمن القومى لإسرائيل .
· العراق الذي ظل فى منظورنا الاستراتيجى التحدى الاستراتيجى الأخطر بعد أن تحول الى قوة عسكرية هائلة، فجأة تلاشى كدولة وكقوة عسكرية بل وكبلد واحد متحد، العراق يقسم جغرافيا وانقسم سكانيا وشهد حربا أهلية شرسة ومدمرة أودت بحياة بضع مئات الألوف.
· وان تحليلنا النهائى و خيارانا الاستراتيجى هو أن العراق يجب أن يبقى مجزأ ومنقسما ومعزولا داخليا بعيدا عن البيئة الإقليمية.
· و ليس بوسع أحد أن ينكر أننا حققنا الكثير من الأهداف فى العراق أكثر مما خططنا وأعددنا له .
· فنحن لم نكن بعيدين عن التطورات هناك منذ عام 2003
· وما زال هدفنا الإستراتيجى هو عدم السماح لهذا البلد أن يعود الى ممارسة دور عربى واقليمى ، لأننا سنكون أول المتضررين .
· ونحن نستخدم فى ذلك كل الوسائل غير المرئية على الصعيد السياسى والأمني لتحقيق اهدافنا.
· وذروة اهداف اسرائيل هو دعم الاكراد بالسلاح والتدريب والشراكة الامنية من اجل تأسيس دولة كردية مستقلة فى شمال العراق تسيطر على نفط كركوك وكردستان.
· ولقد كان من المستحيل ان تنجح اسرائيل فى تحقيق ما حققته الولايات المتحدة فى العراق الا باستخدام عناصر القوة لديها بما فيها السلاح النووى
· وان استمرار وجود الولايات المتحدة فى العراق لعقد او عقدين سيكون ضمانة لاسرائيل ضد عودة العراق لمواجهة اسرائيل
· وان الاتفاقية الامنية الامريكية العراقية ستتضمن بنودا تضمن تحييد العراق فى اى حرب مع سوريا او لبنان او ايران كما تضمن عدم السماح للعراق بالالتزام باى مواثيق تعادى اسرائيل مثل معاهدة الدفاع العربى المشترك.
***
ثانيا ـ وثيقة صهيونية هامة و قديمة عن العالم العربى، نشرتها مجلة "كيفونيم" لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982تحت عنوان " استراتيجية اسرائيل فى الثمانينات " ، ونشرناها نحن بعنوان : "الوثيقة الصهيونية لتفتيت الامة العربية "، حيث جاء فى الجزء الخاص بالعراق ما يلى :
· ان العراق لا تختلف كثيرا عن جارتها ولكن الأغلبية فيها من الشيعة والاقلية من السنة، ان 65% من السكان ليس لهم أى تأثير على الدولة التى تشكل الفئة الحاكمة فيها 20% الى جانب الأقلية الكردية الكبيرة فى الشمال.
· ولولا القوة العسكرية للنظام الحاكم وأموال البترول، لما كان بالامكان ان يختلف مستقبل العراق عن ماضى لبنان وحاضر سوريا .
· ان بشائر الفرقة والحرب الأهلية تلوح فيها اليوم، خاصة بعد تولى الخمينى الحكم، والذى يعتبر فى نظر الشيعة العراقيين زعيمهم الحقيقى وليس صدام حسين .
· ان العراق الغنية بالبترول والتى تكثر فيها الفرقة والعداء الداخلى هى المرشح التالى لتحقيق أهداف اسرائيل .
· ان تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سوريا وذلك لأن العراق أقوى من سوريا.
· ان فى قوة العراق خطورة على اسرائيل فى المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى.
· وسوف يصبح بالإمكان تقسيم العراق الى مقاطعات اقليمية طائفية كما حدث فى سوريا فى العصر العثمانى
· وبذلك يمكن اقامة ثلاث دويلات (أو أكثر) حول المدن العراقية.
· دولة فى البصرة، ودولة فى بغداد، ودولة فى الموصل، بينما تنفصل المناطق الشيعية فى الجنوب عن الشمال السنى الكردى فى معظمه .
***
ملاحظات أخيرة:
1) رغم ان مشروعات التفتيت لا تقتصر على العراق، فالحروب الاهلية والطائفية وأشباح التقسيم ضربت عديد من الاقطار العربية فى سوريا واليمن وليبيا، الا انه لو نجح مخطط تقسيم العراق، لا قدر الله، فانه سيؤدى الى انهيارات متتالية سريعة وحتمية فى دول عربية أخرى، مما يستوجب استنفارا وتصديا ومواجهة شعبية عربية طارئة وملحة فى الايام والأسابيع القادمة.
2) كما انه ليس لنا عذرا فى السماح بتمرير هذا المشروع؛ فان كان اسلافنا قد تذرعوا بان مخططات سايكس بيكو الاولى كانت سرية ومجهولة، ولم يتم الاعلان عنها الا على ايدى الثورة الروسية عام 1917، بعد ان قاربت الحرب العالمية الاولى على نهايتها، وكانت ترتيباتها وغنائمها موزعة ومحسومة ومتفق عليها مسبقا بين الدول المنتصرة. فانه ليس لنا ان نتذرع بذلك اليوم، فمشروعات التقسيم الجديدة معلنة ومنشورة منذ سنوات طويلة.
3) ولقد آن الأوان أن نتحرر من جرثومة الاستقطاب التى ضربتنا جميعا فى كل الاقطار العربية، وان نتوحد فى مواجهة كل القوى والظروف الخارجية والداخلية التى ادت الى خلق بيئة قابلة للاختراق والتقسيم ومحرضة عليه، مثل ضعف الانتماءات الوطنية بسبب التبعية والاستسلام للعدو، ومثل المذهبية والطائفية، والاستغلال والافقار، والظلم والقهر والاستبداد.
*****
موضوعات مرتبطة:

04 مايو 2015

ممدوح الولى يكتب: الحرية الغائبة للصحافة

22 شهرا من القمع والاستبداد تمثل عمر الانقلاب العسكرى حتى الآن ، شهد خلالها الإعلام المصرى أسوأ مرحلة فى تاريخه، تضمنت كافة أشكال الانتهاكات، من قتل للإعلاميين وعدم محاسبة القتلة، والإصابات الجسدية والاعتقال والاتهامات الجزافية والأحكام المشددة، والإحالة للمحاكم العسكرية والتعذيب، وغلق القنوات الفضائية والصحف، ومصادرة بعض الأعداد.
ومن البداية وفى نفس إعلان الانقلاب العسكرى ، جرى اقتحام الفضائيات الإسلامية والقبض على بعض العاملين بها ، والتى مازالت مغلقة حتى الآن ، ثم استمرت عمليات القتل والإصابة والاعتقال للإعلاميين ، خلال تغطيتهم للاعتداءات والمجازر المتكررة من قبل الشرطة على المتظاهرين فى العديد من الميادين بالعاصمة والمحافظات.
هذا، لتزدحم القائمة بأكثر من عشرة قتلى ، وحوالى مائة معتقل وحوالى 350 مصابا ، حيث لم تفرق الانتهاكات وتكسير الكاميرات والاحتجاز ، ما بين العاملين بجهات إعلامية رافضة للانقلاب ، وجهات إعلامية موالية للانقلاب ، ورغم ذلك لم تعتذر السلطات مرة واحدة عما ارتكبته من تجاوزات ضد الإعلاميين .
وامتدت التجاوزات إلى حد المطالبة بإسقاط الجنسية عن الإعلاميين المصريين بالخارج الرافضين للانقلاب ، بعد تسميتهم بالخونة والعملاء ، كما جاء فى صحيفة أخبار اليوم فى الثامن عشر من أبريل الماضى .
وتم التحفظ على أموال بعضهم ، كما هددت قيادات إعلامية بشطب قيد هؤلاء بنقابة الصحفيين ، وبفصل من يعملون فى قنوات قطرية من أعمالهم بالتلفزيون المصرى .
وهكذا يجد خبراء الإعلام فى الحالة الإعلامية المصرية -خلال الشهور الـ22 الماضية- نموذجا متفردا لحدوث كافة أشكال الانتهاكات ضد الاعلاميين شملت : تجديد الحبس الاحتياطى بلا سقف ، والمنع من التغطية الاعلامية .
كما شهدت مداهمة مقار فضائيات وكالات أنباء ومواقع الكترونية ، واقتحام منازل إعلاميين والتشويش على القنوات ، ومنع مقالات المعارضين ، واستبعاد قيادات اعلامية من مواقعها ، والمنع من السفر وتحريض الأمن عليهم .
وأصبح الصوت الواحد هو سمة الاعلام المصرى ، بحيث أصبح لا فرق فيها بين مضمون صحف حكومية مملوكة للحكومة ، وصحف خاصة مملوكة لرجال أعمال ، أو قنوات تلفزيونية حكومية وقنوات وفضائيات خاصة.
الكل يسبح بحمد قائد الانقلاب ويشيد بحكمته وعظمته وعبقريته وانجازاته ، ويشهر بمن يخالفه ، حتى ولو كان مسؤلا حكوميا سابقا فى حكومات الانقلاب.
وفى ظل هذا الجو القمعى للمعارضين كان من الطبيعى ألا تلتزم سلطات الانقلاب بما وعدت به فى بيانها الأول بإيجاد ميثاق شرف اعلامى ، أو الالتزام بنصوص دستور 2014 التى جاءت به، والخاصة بحرية التعبير وضمان تعبير المؤسسات الصحفية عن كافة الآراء والاتجاهات السياسية ، وحرمة المنازل وحرمة المكالمات الهاتفية ، وحق التظاهر وحرمة جسد الإنسان وعدم المنع من مغادرة الدولة، والتزام الشرطة بحقوق الإنسان.
ولاذ المجلس الأعلى للصحافة المعين من قبل سلطات الانقلاب بالصمت التام تجاه كل تلك التجاوزات ، ونفس الموقف الصامت لاتحاد الصحفيين العرب حتى خلال لقائهم بقائد الانقلاب.
أما نقابة الصحفين فلم تكتف بالصمت ، بل قام بعض أعضاء مجلسها بالتهجم على بعض الصحفيين المعتقلين ، كما هاجموا تقارير منظمة العفو الدولية التى تحدثت عن انتهاكات ضد الصحفيين المصريين، ولهذا كافأتهم سلطات الانقلاب بزيادة البدل النقدى الذى يحصل عليه الصحفيون مرتين خلال أقل من عامين .
وواصلت توليها صرف أجور العاملين بغالبية المؤسسات الصحفية القومية ، وأجور العاملين باتحاد الإذاعة والتلفزيون ، بل وصرف أرباح للعاملين بالمؤسسات الصحفية القومية الخاسرة جميعها.
بينما صنفت لجنة حماية الصحفيين الدولية ، مصر عام 2013 ضمن أكثر ثلاث دول دموية للصحفيين بسبب ارتفاع أعداد القتلى من الصحفيين بها ، كما صنفت منظمة مراسلون بلا حدود مصر برقم 159 من 180 دولة فى حرية الصحافة ، ونددت منظمة العفو الدولية بأحكام السجن المؤبد على 14 من الاعلاميين بها .
وهكذا حال الصحافة فى مصر فى ذكرى اليوم العالمى لحرية الصحافة ، قتل واعتقال وسجن وتشويه للمعارضين ، واغداق على الموالين ، ولقاءات متكررة بهم ، واصطحاب لقائد الانقلاب لهم ، بكل رحلاته الخارجية والداخلية ، وتصريحات رسمية عن الالتزام بحرية الاعلام ، وتسفيه رسمى لدعاوى المنظمات الحقوقية الدولية عما تذكره من انتهاكات تجاه الاعلاميين !.
* نقيب الصحفيين المصريين الاسبق

02 مايو 2015

دعاء اعجبنى خشوعه وبلاغته وتضرعه فنشرته

ادعو لنفسك لمدة دقيقة لعلها تكون ساعة استجابه
ياودود
ياودود
ياودود
ياذا العرش المجيد
يافعال لما تريد
لك الحمد ولك الشكر على جميع النعم
اللهم لك الحمدكماينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللهم ياحي ياقيوم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابرهيم انك حميد مجيد
يارب يارب يارب
اسألك بعزك الذي لايرام
وبملكك الذي لا يضام
وبنورك الذي ملأ اركان عرشك
يامغيث اغثني ..
يامغيث اغثني..
يامغيث اغثني..
(اذكر حاجتك)
(اللہم لا تشمت اعدائي بدائي، واجعل القرآن العظيم دوائي وشفائي، انت ثقتي ورجائي واجعل حسن ظني بك شفائي،
اللهم ثبت علي عقلي وديني، وبك يا رب ثبت لي يقيني وارزقني رزقاً حلالاً يكفيني وابعد عني شر من يؤذيني، ولا تحوجني لطبيب يداويني،
اللهم استرني على وجه الارض، اللهم ارحمني في بطن الارض، اللهم اغفرلي يوم العرض عليك ، بسم الله الرحمن الرحيم طريقي والرحمن رفيقي والرحيم يحرسني من كل شيء يلمسني، اللهم اعوذ بك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد،
اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك اسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك او استاثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
اللهم يا مسهل الشديد و ياملين الحديد و يامنجز الوعيد و يا من هو كل يوم في امر جديد، اخرجني من حلق الضيق الى اوسع الطريق بك ادفع ما لا اطيق ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم،
اسالك اللهم بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت ، ورحمتك التي شفيت بها ايوب بعد الابتلاء ان لاتبق لي هما ولاحزنا ولاضيقا ولاسقما الا فرجته، وان اصبحت بحزن فامسيني بفرح و ان نمت على ضيق فايقظني على فرج، وان كنت بحاجه فلا تكلني إلى سواك وان تحفظني لمن يحبني وتحفظ لي احبتي،
اللهم انك لا تحمل نفساً فوق طاقتها فلا تحملني من كرب الحياة مالا طاقة لي به وباعد بيني وبين مصائب الدنيا وتقلب حوادثها كما باعدت بين المشرق والمغرب،
اللهم بشرني بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى،
اللهم بشر من أرسل لي هذا الدعاء بحاجة تفرح قلبه وتدمع عيناه منها، اللهم يامن لا تضيع لديك الودائع احفظني واهلي واحبتى والمؤمنين.وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
قولو معي ..في هذه الساعه :
ربي ها أنت ترى مكاني و تسمع كلامي و أنت أعلم من عبادك بحالي ربي شكواي لك لا لأحد من خلقك فاقبلني في رحابك في هذه الساعة المباركه، ربي إني طرقت بابك فافتح لي أبواب سمواتك و أجرني من عظيم بلائك،
اللهم يا مسخر القوي للضعيف و مسخر الجن لنبينا سليمان و مسخر الطير و الحديد لنبينا داود و مسخر النار لنبينا ابراهيم(سخر لي عبادك الطيبين من حولي وسهل لي أموري وارزقني من حيث لا أحتسب) ، ربي بحولك و قوتك و عزتك و قدرتك أنت القادر علي ذلك وحدك لا شريك لك..
اللهم إني أسألك بخوفي من عظمتك و طمعي برحمتك أن ترزقني ما كان خيرا لي في ديني و دنياي و معاشي و عاقبة أمري عاجله و اجله،
اللهم إني أشكو لك قلة حيلتي و هوان أمري و ضعف قوتي، اللهم إني أسألك أن تصرف عني شتات العقل و الأمر و التفكير، ربي اثرني و لا تؤثر على ، ربي انصرني و لا تنصر علي. إلهي ارحم ضعفي و فرج همي و اجبر كسري و امن خوفي و امطرني برزق من عندك لا حد له، و فرج من عندك لا مد له، و خير من عندك لا عدد له
اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فيسره وإن كان قليلا فكثره وإن كان كثيرا فبارك لي ڤيہٌ اللهم ولمرسلها مثل ذلك ،،
يارب في هذه الساعه أسالك الراحه لكل مسلم ضاقت عليه دنياه وذرفت عيناه يا الله أفرح قلوبا أنهكها التمني وبشر أصحابها بفرح لايذكرهم بوجعهم واسعد قلوبهم وأسعدنا بصحبتهم.اللهم إغفر لوالدي وادخلهم جنتك ياأرحم الراحمين.
أمين اللهم وفق من ارسل لي الرساله ويسر له اموره بالدنيا والاخره وارزقه النظر الى وجهك الكريم واحسن خاتمته ووالديه وارزقه ضعف مايتمنى بالدنياوالاخره وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
اللهم اعتق رقابنا من النار ، -
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ، . - اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد ، - استغفر الله واتوب اليه ، -
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

محمد رفعت الدومي يكتب: لزرتُ قبرَكِ والحبيبُ يزارُ!

لا شك في أن "جرير" كان إنسانًا فقط لم يكن قط شاعرًا عندما نزف من يمين قلبه هذا البيت الشهير:
لولا الحياءُ لعادني استعبارُ / ولزرتُ قبرَكِ والحبيبُ يزارُ
لذلك فحسب، ربما، تجاوز هذا البيت إلي نسق من الصيرورة تلك اللحظة الحارة التي نجح "جرير" في اصطيادها عند ذروة النقطة وشحنها بتعاسته الصادقة وأوجاعه الحقيقية لفقد زوجته، كما تجاوز الطابع العائليَّ الخاص برجل خسر فردًا من أفراد موقده العائلي إلي قافية تليق بأن يحدق النظر فيها بعيون حبلي بالدموع الطبيعية كلُّ من فقد عزيزًا، وهذا تمامًا هو ما قد حدث، فعندما اندلع الضوء الفسيح في هذا البيت ومضغته المسافات كان من الغريب أن ينفض مأتمٌ من مآتم العراق أو الشام دون أن يتردد هذا البيت فيه، لقد كان النساء يندبن أمواتهن علي إيقاعاته، وبطقسٍ بسيط، جعل "جرير" من فقيدته الخاصة فقيدة عالمية، ليس هذا كل شئ، لقد تواطأ المؤجلون أو كادوا علي اعتبار هذا البيت هو أرثي بيت في الشعر العربي!
الغريب أن "جريرًا" في أيٍّ من قصائده لم يفصح أبدًا عن مكانة "أم حزرة" في قلبه وهي علي قيد الحياة، ولا وظفها أبدًا في شعره إلا عندما كان يحتاج إلي الكلام عن ربة بيت لها مزاج مرير ومفتوحة علي مصراعيها للوم والعتاب والتقريع وتكدير يومه تعقيبًا علي تقصيره في الإنفاق علي متطلبات العائلة، كقوله، مثلاً: 
تعزتْ أمُّ حزرةَ ثمَّ قالتْ/ رَأيتُ الوَارِدِينَ ذَوي امْتِناحِ 
تُعلّلُ، وَهْيَ ساغِبَة ٌ، بَنِيها/ بأنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ
سَأمْتاحُ البُحُورَ، فجَنّبِيني/ أذاة َ اللّوْمِ وانْتظِرِي امْتِياحي!
لقد كان "جرير" أحد الواقعيين العظام، لذلك، لم تكن المرأة محورًا يدير حوله عن عمدٍ ديوانه، ولم يكن البكاء علي الأطلال ما لم يكن ممرًا إلي جوف القصيدة من أغراض شعره، ربما، لذلك، ولسد العجز الصريح في حضور الأنثي في شعره، استراح الذين لا يصدقون أن ثمة من استوعب مبكرًا أبعاد الحياة كاملة وتوصل إلي جوهر الشرط الإنساني إلي أن يلحقوا به علي الدوام صفتين:
- كان ديِّنًا عفيفًا! 
وهذا كلامٌ فقير جدًا، وإذا جاز لنا أن نسلم بصحته جاز لنا أيضًا أن نتسائل لماذا لم يردعه تدينه عن ولم تمنعه عفته من الخوض في الأعراض حتي العظام؟ 
إنه كان إنسانًا مطبوعًا علي الواقعية إلي مدي بعيد، وإلي مدي أبعد حالة الإيمان بها، لذلك، كان منسجمًا مع نفسه وصادقًا، لم يكن كالشعراء الذين كان الكذب أهم أغراض شعرهم، معاصره "عمر بن أبي ربيعة" مثلاً، حيث كل امرأة حسناء عنده هي حتمًا قاتلةٌ محتملة بسهام عينيها، وحيث موسم الحج هو الوقت الملائم لاصطياد طرائده، أو، لتسوق الوقود الأنثويِّ لقريحته الشعرية علي وجه الدقة!
"كثيِّر عزة" أيضًا لم يكن بريئاً من استنطاق قلبه بما ليس فيه، ولقد ضبطته "عزة" أكثر من مرة يقف علي حافة الخيانة الشهيرة، غير أن أستاذه "جميل بن معمر" كان أغلب الظن مخلصًا في جنونه، وأغلب الظن أيضًا أن "بثينة" كانت تستغل سذاجته وتزيِّف مشاعرها طمعًا في سد فجوات فقر زوجها ببعض من ثروته الطائلة، طائلة بلهجة ذاك الزمان طبعًا، ولقد خانته فعلاً مع "حجنة الهلالي"، بل لقد اشترط عليها "حجنة" هذا ليستجيب لحبها أن تشتم "جميلاً" علي الملأ ففعلت، ولقد ثبَّت هو هذه الحادثة في بعض أشعاره عندما قال:
بينا حبالٌ ذات عـقـدٍ لـبـثـنةٍ / أتيح لها بعضُ الغواة فحلـهـا
فعدنا كأنَّا لم يكن بينـنـا هـوًى / وصار الذي حلَّ الحبالَ هوًى لها
وقالوا: نراها يا جميل تـبـدَّلـتْ / وغيَّرَها الواشي فقلتُ: لعلـهـا!!
في هذا السياق، كنت لا أريد أن أتطرق إلي الحديث عن "قيس بن الملوح" لأنه سيقودني حتمًا إلي صدمة ميسرة للكثيرين، لكن لا مناص من الوكز أحيانًا، فـ "مجنون بني عامر" هذا ليس سوي شخصية خيالية ابتكرها بعض الرواة الحاذقين، وإن مما هو في حكم المؤكد أن شخصين أحرزا شهرة واسعة لم يوجدا قط ولم يمرّا أبدًا بأي زمان أو أي مكان، "مجنون ليلي" و "ابن القِرِّية"!
ولماذا نهبط هكذا في درجات الزمن بعيدًا ولدينا من مكان قريب "نزار قباني"!
سوف يكون خطأ نفسه وارتكاب سذاجته من يظن أن أي امرأة من نساء "نزار قباني" تصلح لأكثر من قصيدة، أو أن أيَّاً منهنَّ لم يصنعها علي عينه أولاً في مخيلته قبل أن يذيبها علي الورق قطرة قطرة، لا أستثني "بلقيس" حتي، يعرف هذا جيدًا كل من له علاقة بالشعر وصناعته، فإن هناك بالتأكيد الزائد عن الحد فارق رحب بين "بلقيس" القصيدة وبين "بلقيس" شريكة اليوميِّ والفراش، تلك الكومة من اللحم المطروق، ذاك الجسد المستهلك التفاصيل، عندما ينبض كل شئ علي انفراد من مجرد صديقين صارا صمتاً، جسامة الاختلاف هذه بين الصديقة الأنثي وبين أنثي القصيدة هي انعكاس صادق لفحولة "نزار" الشعرية، مع ذلك، سوف يبقي أجمل ما نزف "نزار" فيها هو من نصيب ما نزف فيها من رثاء، تمامًا كـ "جرير"!
ليس ثمة شيء أكثر استقطابًا للألم من مواجهة أشياء شخص مات، عندما يحدث هذا، سوف نكتشف علي الفور أن الموت قد زاده جمالاً، وأن جزءًا من الذاكرة قد انهار فعلاً، سوف نكتشف أيضًا أن الحياة لا تتجمد، وأن الأقدام الصحيحة قادرة علي تجاوز الأطلال إلي العمران، وأن من غير المستبعد أبدًا أن يكون أجمل شئ قد يحدث لنا ربما يعود الفضل في عثورنا عليه إلي وثبة من وثبات الصدفة المجردة!
المرأة ليست وطنًا إنما حقيبة سفر، الرجل أيضًا بالنسبة للأنثي مجرد حقيبة سفر، فالرغبة هي الأنثي وهي الذكر، عندما تضيع يضيع معها تمامًا، وحتي تستعيد مجددًا لياقتها، ذلك البريق المفعم بكل ما هو جميل وأخاذ لأشياء كلا الجنسين في حواس الجنس الآخر، هذه واحدة من الحقائق التي يسوِّف الإنسان في مواجهتها، ويفر علي الدوام من تحديق النظر فيها بعيون تتحلي بالشجاعة.. 
أيها المبتدئون في العشق وزيارات الأرق، ماذا سوف تصنعون عندما تدركون أنَّ كلَّ تراث العشق والعاشقين مجردُ غاباتٍ وغاباتٍ من الأكاذيب التي تتضائل سريعًا بمجرد أن يقترب النقد من حوافها؟
أيها المبتدئون في ملاحقة الوهم، يؤسفني أن أقول لكم أن تلك النبضات المنعزلة التي تتخلف علي الدوام عن إيقاع القلب عندما نعتقد أننا نسقط في الحب ما هي إلا انعكاسٌ طبيعي لهيمنة الرغبة في جسد ما علي كل حواسنا، هذه الرغبة متي انطفأت خرج من يسكن هذا الجسد فورًا من النص وصار مخلوقًا ليس بمقدوره أن ينبه اختلال تلك النبضات التي سرعان ما تلتئم تمامًا وتنتظم تمامًا بمجرد الفراغ من العلاقات الحميمة!
إن الحب، فقط، أعراض حالة ذهنية تولد من انعكاس رغبة على جسد ما، كما أنه استعارة مضللة للحنين إلي الطفولة ورائحة المرضعات!
أيها المبتدئون في اختبارات الرغبة، متي رأيتم امرأة تحلق في المطلق، أو رأيتموها في أبهي حلة فتأكدوا أن شاعرًا مرَّ قبلكم من هذا المكان، فالشعراء وحدهم هم الأوتار المشدودة علي الدوام للمشي في المتاهات المعتمة دون انتظار لأضواء النهايات، وهم، وحدهم، الذين يستطيعون أن يتذكروا امرأة بقبلة واحدة، كما أنهم متي أخلصوا لانطباع ما يصير بمقدورهم تزييف الواقع والوقائع بكل بساطة!
لذلك، لكل ذلك.. 
لا تجعلوا من قلوبكم محطات انتظار للمسافرين في مساحات الغياب فقد لا تذوب، وقد لا يأتون، فتلك القطارات التي لا تأتي في موعدها لا تصل متأخرة فحسب إنما لا تصل إلي أي مكان، بل اجعلوا قلوبكم أسواقًا مفتوحة علي مصراعيها لمقايضة الرغبات، واحرصوا علي ألا يكون الوعد بالمحبة إلي نهاية المطاف، فإن ما تواطأ المحبطون علي تسميته حبَّاً ما هو إلا تعريف وسيم للعبث، أو أسلوب وسيم للإفصاح عن الرغبة في جسد، فالرغبة وحدها هي المطلق، وما الحب إلا الذريعة المؤقتة!
لا تصدقوا أن الوردة أنثي، إنها وعاءٌ للعطر فقط والأنوثة للعطر، نعم، العطر هو الأنثي، فالوردة لا تثير الحواس لذاتها، إنما لما تخفيه في ذاتها من عطر!
أيها المبتدئون في الألم، لا تقتربوا من الأحبة إلي حد الاتحاد، بل، واظبوا علي حراسة بعض المسافات بينكم فالمسافات بين العاشقين صحية وضرورية، فليس كل ما يلمع ذهبًا، ولا كل أواني العطر تحفظ عطرًا نقيَّاً، ولكلِّ إنسان أسراره الخاصة الصغيرة، عندما تذوب المسافات سوف لا يسركم بالتأكيد أن تكتشفوا أن الذي قد اتسخ كثير!
الموت يزيد المرأة جمالاً، هذا صحيح، صحيحٌ أيضًا أن القبر ليس فقط تلك الحفرة من الأرض التي نودعها العابرين فحسب، بل هو رمزٌ للفقد وللنهايات التعيسة بكل تجلياتها وصورها، فقد يكون القلبُ قبرًا لائقاً باستقبال عابر علي قيد الحياة، يؤلمنا، فنحفر له عميقاً ونضغطه في القاع بكل ما ينتمي إليه، ونهيل عليه كل شئ تطاله أيدينا ثم نرقص تلك الرقصة الإشبيلية متأبطين الفراغ فوق أطلاله، لكن، للأسف، علي إيقاعات بيت "جرير" في امرأته:
لولا الحياءُ لعادني استعبارُ / ولزرتُ قبرَكِ والحبيبُ يزارُ

29 أبريل 2015

عصير الليمون .. غذاء فعال للوقاية من السرطان

يُمْكِنُك الآن أَنْ تُساعدَ الناس بأرشادهم الى منافع عصيرِ الليمون في مَنْع المرضِ. طعمه لطيفُ وهو لا يُنتجُ التأثيراتَ الشنيعةَ للعلاج الكيمياوي. كم من الناس سَيَمُوتونَ بينما هذا السرّ المحاط بكتمان شديدِ يبقى مخفيا ، لماذا؟ ...لِكي لا يُعرّضوا شركاتَ المليونيرات الكبار للخطر .... كما تعرف، فأن شجرة الليمونَ معروفةُ بتنوعها مِنْ الليمونِ. يُمْكِنُك أَنْ تَأْكلَ الفاكهةَ بطرق مختلفة: يُمْكِنُك أَنْ تَأْكلَ اللبَّ،تشرب سائله (عصيرِ)، في إعداد المشروباتَ , ، المُعَجّنات، الخ. . . هي مقرونة بالعديد مِنْ المزايا، لكن الإِهْتِمام الأكثر هو التأثيرُعلى الخراجاتِ والأورامِ. هذه النبتة أثبتَت فعالية للعلاج ضدّ أمراضِ السرطان وبكُلّ الأنواع. البَعْض سيقول أنها مفيدُة جداً لانها لكل أنواع السرطاناتِ. هو مُعتَبَرُ أيضاً مضاد لإصاباتِ الميكروبات والفطرِ الجرثوم يِ، فعّال ضدّ الطفيليات والديدانِ الداخليةِ، ويُنظّمُ ضغطَ الدمّ العالي جداً وضدّ الكآبةُ،وضدالاِضطرابات العصبية. إنّ مصدرَ هذه المعلوماتِ مدهش: لقد جاء مِنْ واحد من أكبر منتجي الأدوية في العالمِ، يَقُولُ بأنّه بعد أكثر مِنْ 20 إختبار أجري في مختبرات الفحص منذ 1970 ، أكتشف أن الليمون : يُحطّمُ الخلايا الخبيثةَ في 12 نوع من السرطان
It destroys the malignant cells in 12 cancers ،
بضمن ذلك القولونِ والصدرِ والبروستاتِ والرئةِ والبنكرياسِ. . . وتبين أن مركّباتُ هذه الشجرةِ أفضل 10,000 مرةِ مِنْ مُنتَجِ Adriamycinُفي دواء chemotherapeutic والمستعمل عادة في العالمِ،الليمون يَبطئ نمو خلايا السرطانِ. وما هو أكثرمن مُدهِش: هذا النوعِ مِنْ العلاجِ بالليمونِ يُحطّمُ خلايا السرطانِ ال خبيثةِ فقط وفقط و لا يُؤثّرُ على الخلايا الصحّيةِ
منقول

28 أبريل 2015

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: سيناء 2015 .. حقائق وأكاذيب وأسرار

اصبح من طقوسنا السنوية، فى ابريل من كل عام، ان ننبرى جميعا للحديث عن سيناء وتاريخها وتحريرها وبطولاتها، حتى اذا انقضت المناسبة، قمنا بإعادة الملف بكل تعقيداته ومشاكله المزمنة الى الأدراج، ليظل هناك عاما كاملا، مهملا منسيا، الى أن نتذكره مرة اخرى فى العيد التالى، ما لم يقطع الصمت، كارثة جديدة.
ولقد شهدت سيناء فى العام المنصرف ولا تزال، جرعة مكثفة من الكوارث، أعقبتها حزم من القرارات والاجراءات، المصحوبة بكثير من الحكايات والتحليلات والإدعاءات، مما خلق حالة عامة من الخوف والقلق والغموض والالتباس، تحتم معها ان نحاول جميعا المشاركة فى فك طلاسمها.
***
أولا - الحقائق:
ترزح سيناء ومعها كل مصر تحت نير القيود العسكرية، التى فرضها علينا الصهاينة والأمريكان فى المادة الرابعة من اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية الموقعة عام 1979، والتى بموجبها يحظر على مصر نشر اكثر من 22 الف جندى فى المنطقة (أ) بجوار قناة السويس وعرضها 58 كيلومتر، وما لا يزيد عن 4000 عسكرى حرس حدود فى المنطقة (ب) فى وسط سيناء وعرضها 109 كيلومتر، كما يحظر وجود اى قوات مصرية فى المنطقة (ج) بجوار فلسطين (اسرائيل) وعرضها 33 كيلومتر، اذ مسموح لنا فيها بقوات شرطة (بوليس) فقط. اما على الجانب الاسرائيلى فيحظر نشر اى دبابات فى المنطقة (د) بطول الحدود المصرية الاسرائيلية، وعرضها لا يتعدى 3 كيلومتر. لتصبح اقرب دبابة اسرائيلية على بعد 3 كيلومتر من الحدود المصرية، فى حين تبعد اقرب دبابة مصرية عن نفس النقطة 150 كيلومتر، فى انحياز فاضح وخطير وغير مسبوق للامن القومى الاسرائيلى على حساب الامن القومى المصرى.
أضف الى ذلك القوات الاجنبية المسماة بالقوات متعددة الجنسيةMFO، التى تم نشرها فى سيناء لتراقبنا، وعددها حوالى 2000 عسكرى، ما يقرب من نصفهم قوات امريكية، والباقى من دول حلف الناتو وحلفائهم. وهى قوات لا تخضع للامم المتحدة، وانما لوزارة الخارجية الامريكية، ومديرها الحالى هو ديفيد ساترفيلد الذى شغل منصب القائم باعمال السفير الامريكى فى مصر بعد آن بترسون، فى دلالة هامة على حقيقة وطبيعة وانحيازات هذه القوات. 
وهى الترتيبات الذى جردت مصر من السيادة الكاملة على سيناء، واضعفت من قبضة الدولة المصرية وشرعيتها هناك، وفتحت الابواب على مصراعيها لكل انواع الاختراق والتجسس والارهاب والتهريب، بالاضافة الى بروز انتماءات وشرعيات بديلة وموازية، بشكل لم يحدث او يتكرر فى اى بقعة اخرى فى مصر.
فحتى فى ظل الانفلات الامنى الذى ضرب ربوع مصر كلها بعد الثورة، لم يحدث ان وقع كل هذا العدد من القتلى فى صفوف الشرطة والجيش فى اى مكان آخر. لأن سيناء وحدها هى التى تعانى من قيود كامب ديفيد العسكرية و الامنية.
***
ثانيا - الاكاذيب:
1) التنمية :
على امتداد اكثر من ثلاثين عاما، كان رجال السلطة وخبراؤها من العسكريين والاستراتيجيين يدَّعون، فى سياق دفاعهم عن اتفاقية السلام، انه لم يكن فى بالإمكان ابدع مما كان، وانه لا ضرورة لإلغائها او تعديلها، وان البديل هو تنمية سيناء، وان هناك مشروعات كبرى تنوى الدولة تنفيذها هناك، وانها خصصت لها مليارات الجنيهات. ثم لا يحدث شيئا
بينما الحقيقة التى يعلمونها جميعا ولكنهم يخشون مصارحة الرأى العام بها، هو استحالة التنمية فى غياب سيادة الدولة الكاملة وحمايتها. استحالة التنمية فى ظل قيود كامب ديفيد الحالية. فكيف تبنى مصانع ومزارع ومناجم ومدن وتعمرها بالناس وانت عاجز عن حمايتها وحمايتهم؟ لا يوجد عاقل يمكن ان يقدم على ذلك. ولنا فى مدن القناة عبرة كبيرة، حين قامت الدولة بتهجير اهاليها بعد 1967، حتى لا يكونوا رهينة تحت القصف الاسرائيلى المستمر، فى ظل غياب دفاع جوى فعال.
***
2) الفلسطينيين يطمعون فى استيطان سيناء:
هذه واحدة من اكثر الاكاذيب انتشارا وترويجا فى الفترة الاخيرة، بهدف تبرير الانحياز المصرى الرسمى لاسرائيل فى حصارها واعتداءاتها على الفلسطينيين فى غزة، وايضا لتبرير التنسيق والتقارب المصرى الاسرائيلى غير المسبوق فى مواجهة "العدو المشترك" المتمثل فى الارهاب الفلسطينى (المقاومة). فاستيطان الفلسطينيين لسيناء هو مشروع صهيونى رفضته كل الاطراف المصرية والفلسطينية بدون استثناء. كما ان الذين يرفضون التنازل عن اراضيهم التاريخية (فلسطين 1948) لاسرائيل ويرفضون الاعتراف بشرعيتها ويقاتلونها ويقدمون شهداء بالالاف دفاعا عن اراضيهم ومواقفهم، لا يمكن ان يستبدلوا اوطانهم باى اراض اخرى فى مصر او غيرها. 
***
3) مصر تحررت من قيود كامب ديفيد:
يشيع البعض نفاقا وتضليلا ان الادارة المصرية الحالية قد تمكنت من التحرر من القيود العسكرية المذكورة عاليه، بدليل وجود قوات مصرية اضافية الان فى سيناء تكافح الارهاب.
وهو كلام عار من الصحة تماما، فهم يعلمون جيدا ان نشر اى قوات مصرية اضافية فى سيناء يتطلب استئذان اسرائيل وموافقتها على اعداد القوات وتسليحها وأماكن انتشارها وطبيعة مهماتها وموعد انسحابها.
بالإضافة الى أن كل الموافقات الاسرائيلية تخص وتتعلق بالقوات المصرية على الحدود المصرية الغزاوية التى لا تتعدى 14 كيلومتر،وليس بباقى الحدود المصرية الفلسطينية (الاسرائيلية) البالغة اكثر من 200 كيلومتر.
**
4) المنطقة العازلة والأنفاق و معبر رفح :
يدعون ((ان الفلسطينيين هم الذين يهددون امن مصر القومى، بعناصرهم الارهابية أو بالسلاح الذى يهربونه الى ارهابيي سيناء عبر الانفاق، وهو ما يستدعى تدميرها عن بكرة أبيها، بكل ما يستلزمه ذلك من اجراءات بما فيها اخلاء الحدود من السكان واقامة منطقة عازلة. كما انه لا يمكن لاى دولة محترمة ان تسمح باختراق سيادتها بأنفاق غير شرعية لحدودها.))
لن نرد عليهم بأنه لو كانت مصر لا تزال تقود معارك تحرير فلسطين والامة العربية، من الكيان الصهيونى المسمى باسرائيل، لكانت الانفاق هى احد ادوات المقاومة المصرية الفلسطينية المشتركة ضد قوات الاحتلال وضد التواطؤ الدولى لحصار المقاومة وحظر تسليحها...
لن نرد بذلك، لأنهم سيتحججون بأنه بعد انسحاب مصر من الصراع العربى الصهيونى وتوقيعها معاهدة صلح مع اسرائيل، تلزمها وتجبرها فى مادتها الثالثة على منع وتجريم اى اعمال عدائية ضد اسرائيل من الاراضى المصرية، فانه يجب تدمير الانفاق.
ولكن رغم حججهم تلك، بل وبافتراض صحتها، فان ما يقولونه لا يزال يقع تحت باب الكذب و التضليل، لعدة أسباب، اولها انه على من يريد الدفاع عن الامن القومى المصرى ولو على نهج كامب ديفيد ومن منظورها البائس، عليه ان يدمر الانفاق تحت الارض مع فتح معبر رفح فوق الارض، لحركة الاهالى والبضائع بشكل طبيعى وقانونى كما هو متبع فى المعابر المصرية الأخرى كمعبر السلوم مثلا.
أما أن يتم تدمير الانفاق مع اغلاق المعبر فى ذات الوقت، فهو ليس حماية للامن القومى المصرى، بقدر ما هو حماية لأمن اسرائيل، والتزاما بالاتفاقية الظالمة، المجهولة للكثيرين، المسماة باتفاقية فيلادلفيا والموقعة بين مصر واسرائيل عام 2005، من أجل حصار غزة ومراقبتها.
كما أن اخلاء الحدود المصرية من السكان، وانشاء منطقة أمنية عازلة، هو مطلب اسرائيلى قديم سبق ان رفضه مبارك نفسه الذى وصفه الاسرائيليون بكنزهم الاستراتيجى. وهو اجراء خطير يهدد امن مصر واستقلال سيناء، فى مواجهة عدو توسعى دأب، على امتداد قرن من الزمان، على اغتصاب واستيطان أى أراضى عربية خالية. وهو ما سبق أن فصلناه فى دراسة سابقة بعنوان ((اخلاء سيناء مطلب اسرائيلى)).
***
5) أنصار بيت المقدس أو ولاية سيناء:
من ناحية أخرى، فان الجماعات الإرهابية، التى تدَّعى كذبا وتضليلا انها تنطلق من مرجعيات دينية لتحرير القدس، فاننا نكاد نقطع بصلتها الوثيقة بإسرائيل، مباشرة او اختراقا. وأوضح ما يكشفها انها توجه سلاحها الى الداخل المصرى وليس الى اسرائيل الذى لا تبعد عنها سوى أمتارا قليلة. لأن من يملك القيام بعمليات بهذا الحجم والكفاءة والقوة والجرأة، لماذا لا يفعلها مع قوات الاحتلال الصهيونية؟!
ومن يرد بأن السلطات المصرية لن تسمح بذلك. نقول أن هذه حجة متهافتة لأن هذه الجماعات لا تتحرك وفقا للمسموح والمحظور من قبل الدولة.
ومن يرد، بأن الجيش هو الذى بدأ بالإرهاب، وانهم يقاتلونه ردا وانتقاما من أعمال القتل العشوائى الذى قام به ضد الأبرياء من اهل سيناء. نرد عليه بان اول عملية ارهابية تمت فى اغسطس 2012 قبل اى عمليات للقوات المسلحة هناك.
ان من يسمون أنفسهم بأنصار بيت المقدس او ولاية سيناء، يتماثلون مع داعش واخواتها الذى يوجهون رصاصهم الى مواطنيهم من العرب فى العراق وسوريا وليبيا واليمن وليس الى القوات الامريكية او الصهيونية.
وان كانت داعش والقاعدة من صناعة الاستخبارات الامريكية والاوروبية، فان انصار بيت المقدس وولاية سيناء من صناعة اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية بامتياز.
*****
ثالثا - الاسرار:
هناك كثير من الأسرار، المحجوبة عن الرأى العام المصرى منذ عقود طويلة، كان اشهرها بنود وتفاصيل اتفاقية السلام ذاتها، الذى دُعِّى الشعب للاستفتاء عليها عام 1979 بدون ان تعرض عليه وثائقها. بالإضافة الى عديد من الملاحق والاتفاقيات والترتيبات التى لا نعلم عنها شيئا حتى يومنا هذا، ما لم يتم تسريبها عبر وسائل الاعلام العبرية او الامريكية.
واليوم أضيف الى ترسانة الاسرار المصرية الاسرائيلية الامريكية المشتركة، ملفات و أسئلة جديدة لا نعلم عنها شيئا هى الأخرى، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:
· ما هى نصوص وطبيعة التفاهمات المصرية الاسرائيلية الأخيرة، والتى سمحت اسرائيل بموجبها للادارة المصرية بإدخال بعض القوات الاضافية؟ وما هو المقابل؟
· وما هى حدود التنسيق والتعاون الامنى المشترك، الذى دفع القادة الصهاينة ووسائل الاعلام الاسرائيلية الى الحديث عن حميمية غير مسبوقة فى العلاقات المصرية الاسرائيلية، وصلت الى حد قيام اللوبى الصهيونى فى امريكا بقيادة منظمة "الأيباك" بالضغط على الكونجرس والادارة الامريكية لاسئتناف المساعدات العسكرية الامريكية لمصر؟!
· ما صحة بعض التصريحات والتسريبات الاسرائيلية بان المعاهدة قد تم تعديلها بالفعل دون اعلان ذلك للرأى العام؟ وان صحت فما هى التعديلات الجديدة التى أدخلت عليها؟
· من هى الجهات الحقيقية التى تقف وراء العمليات الارهابية؟ وما هو دور اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية فيها، خاصة أن سواحل سيناء على خليج العقبة مفتوحة لاى سائح اسرائيلى لمدة اسبوعين بدون تأشيرة عبر منفذ طابا، ناهيك عن الحدود الطويلة المشتركة محرومة، بموجب المعاهدة، من وجود وحماية قوات حرس الحدود المصرى، الا بما تأذن وتجود به اسرائيل؟ 
· ما هى طبيعة وتفاصيل ونتائج وآثار العمليات العسكرية فى سيناء؟ وما هو حجم وعدد وأسماء القتلى من الارهابيين او من الضحايا المدنيين الأبرياء من الاهالى؟ وملابسات ووقائع مقتل كل منهم بالتفصيل؟
· وما حقيقة ما يشاع من ان هدم المنازل وسقوط الأبرياء، أنشأ حالة تعاطف من الاهالى مع الارهابيين، مما قد يسفر عن خلق حاضنة شعبية لهم؟
· ما هو السر وراء تغير وانقلاب موقف "السيسى" 180 درجة فيما يتعلق بإجراءات اخلاء المنطقة الحدودية وهدم منازلها وتهجير أهاليها، وهى الاجراءات التى سبق وحذر هو نفسه منها ومن آثارها المدمرة
· كيف تنجح الجماعات الارهابية فى تكرار عملياتها واعتداءاتها، رغم حظر التجوال والمنطقة العازلة وكل هذه التحصينات التى حولت شمال سيناء كلها الى ثكنة عسكرية؟ 
***
وفى الختام، نلقاكم باذن الله فى حديث جديد عن سيناء فى ابريل 2016، ان عشنا وكان لنا عمر.
*****
موضوعات مرتبطة:

26 أبريل 2015

سعيد نصر يكتب: إشادة مبارك بالسيسى للمرة الثانية .. وبال على الديمقراطية

 من يكره الديمقراطية لم يتطور الى الانسانية بعد ، فالتمسك بالديمقراطية من وجهة نظرى هو أساس تصنيف البشر الى إنسانى وغير إنسانى، فمن يريد الديمقراطية ويدافع عنها ويضحى بروحه من أجلها يدرك دون غيره ماهية حقوق المواطنة ، ويسعى لأجل غيره لترسيخ قيمة المجتمع القائم على المشاركة ، وقيمة دول القانون القائمة على مبدأ سيادة القانون على الجميع ، والداعمة لقيمة المساواة التى تقرها كافة دساتير العالم ، وليس الدستور المصرى فقط . وفى مقابل الانسانية السياسية ، أى السياسى الإنسان ، تتصاعد و تتوحش البهيمية السياسية ، أى السياسى الحيوان ، الذى لا يحس بالبشر ولا يدرك ماهية المواطنة ، ولهذا السبب نراه يقمع الشعب عندما يصبح رئيسا ويعذب المواطنين حتى الموت عندما يصبح وزيرا للداخلية ، ولا يرضى بأن يخضع للرقابة والمسائلة البرلمانية عندما يصبح قياديا كبيرا فى القوات المسلحة ، و يرجع السبب فى ذلك الى اصابة كل هؤلاء بنرجسية الوطنية التى يتخيلون بسببها أن الدولة ستضيع اذا تركوا أمورها لغيرهم ، وأن الأمن سيزول إذا تعاملوا مع المواطنين بالقانون ، ولعل هذا يفسر سر تحول الفصول الدراسية بالمدارس الى ما يشبه سلخانة التعذيب ، و ليس أدل على ذلك أكثر من وفاة تلميذ بسبب ضرب مدرس له فى العام الدراسى الجارى .
 وهؤلاء الصنف الكاره للديمقراطية ولملف حقوق الانسان وكرامته الإنسانية يفعلون الآن كل ما فى وسعهم لتكريس كذبة أن الإستبداد ضرورة حتمية ، وأن الديمقرطية ستقودنا الى الفوضى ، و قد وصل الأمر بهم الى حد عمل مداخلات للرئيس المخلوع حسنى مبارك فى برامج فضائية ليقول للشعب أن مصر فى يد حكيمة ويناشده بأن يقف الى جانب الرئيس ! والخطر يكمن هنا فى أن مبارك المخلوع بأمر الشعب بسبب فساده وإستبداده صار حجة ومرجعية الآن لتبرير سياسات قمعية للرئيس السيسى ، يراها البعض ضرورة حتمية بسبب خصائص الظرف الراهن ، ولا نراها نحن كذلك ، ولا نجد لها مبررا منطقيا ، لسبب بسيط ، وهو أن دول كثيرة عانت وتعانى من الإرهاب ، ولم تتجرأ يوما على الإجحاف بقيمة الديمقراطية ، ولم تضيق الخناق على شعبها ، ولعل أكبر مثل على ذلك إنجلترا وفرنسا ، ولا يمكن هنا التزرع بأنها دول عريقة فى الديمقراطية ، وتختلف عنا فى ذلك ، خاصة و أنها تمسكت بالديمقراطية فى أوقات كانت فيها اكثر تخلفا منا ، فضلا عن تمسكها بالديمقراطية واجراء الإنتخابات البرلمانية ، وهى تئن من ضربات النازى اثناء الحرب العالمية الثانية .
 وما فعله الإعلامى أحمد موسى بعمل مداخلة مع مبارك للإشادة بالسيسى ، وذلك للمرة الثانية منذ حصوله على البراءة فى قضية قتل المتظاهرين ، يهدف فى الأساس الى ترسيخ فكرة فى أذهان المصريين المغلوب على أمرهم بضغط ضجيج النفاق الإعلامى ، مفادها أن حكم مبارك هو النموذج ، وأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان ، و أن ما كان نموذج يجب أن يتكرر ويتبع ، وأن الديكتاتورية هى الأفضل لحكم المصريين ، فضلا عن أنها تحمل ايحاءات غير مباشرة للمصريين بأن مرشحى المنحل فى الإنتخابات هم الأفضل للسيسى لإستكمال إحكام قبضته القمعية على الشعب وفى القلب منه نشطائه وثواره ،وبالأخص الشباب الراغب فى إستكمال ثورة يناير ، والذى ليس لها صلة بتيارات الإسلام السياسى. والمثير للغرابة وما يزيد الخطورة على حلم الشعب فى الديمقراطية ، هو أن أكثر الذين يحبون السيسى فى مصر، هم الكارهون للديمقراطية ولحقوق الإنسان ، والأغرب أن من بين هؤلاء سياسيون كبار ، عاشوا وتربوا على أن الحزبية والعملية الإنتخابية ماهى إلا ديكور لتثبيت نظام حكم قائم رغم أنف الجميع، وهى ثقافة تجذرت فى وجدانهم بفعل انظمة حكم ما بعد ثورة 23 يوليو 1952 ، وهى فئة تعيش على فتات الحاكم ، ولا قيمة عندها لخيارت الشعب ، بدليل أنها لم تسع يوما لأن يكون لها تواجد فى الشارع السياسى ، حتى أنها لم تنل شرف المحاولة لتحقيق ذلك، وهو ما يستوجب على المصريين توخى الحذر واليقظة للدفاع عن حلمهم فى دولة مدنية ديمقراطية حديثة تتحقق فيها العدالة الإجتماعية والحرية السياسية ، وعملية انتخابية شفافة ونزيهة توفر انتقال سلمى للسلطة على المستويات الثلاثة الرئاسية والبرلمانية والمحليات ، فضلا عن إنتخابات الأندية والنقابات.

محمد رفعت الدومي يكتب: بلطاي - مرسي!

للدم الملكيُّ في قصة العالم مساحات رحبة ليس من الصعب أن نلمس هيمنة الطابع الأسطوري علي فصولها، من السهل أيضًا أن نراقب من مكان قريب ذلك الإتفاق المريب علي أنه دمٌ مقدس وهو يتحرك عبر الزمن من أقصي بقعة في العالم القديم إلي أقصي بقعة في الجانب الآخر من العالم القديم، هذا كان سببًا لائقًا لأن يصل إلي الحكم عددٌ لا يحصي من النبلاء المزدحمين بالأمراض تعقيبًا علي زواج الأقارب!
بمرور الوقت، عندما أدركوا أن الشك صِحّيٌّ تجرأ العوام علي التجديف في ملوكهم حتي الخوض في أعراضهم، واكتظت حناجرهم علنًا بالظنون حول ما كان يدور خلف أسوار القصور الملكية المغلقة علي المؤامرات والدسائس والفضائح الأخلاقية، كما تبدد إيمانهم تدريجيًا بقداسة دمائهم أو تميزها؛ آنذاك، صار الدم الملكيُّ رَحِمًا ملائمًا لتربية الأساطير، أسطورة الكأس المقدسة هي الأهم علي الإطلاق! 
لقد عششت في عقول العوام إلي حد أنفق عنده الكثيرون منهم في البحث عن الكأس الضائعة أعمارهم، وإلي حد لا يوجد عنده أوروبي واحد أو أوروبي الجذور واحد لا يعرف أسطورة الكأس التي يقولون أن قطراتٍ من دم المسيح وضعت فيها!
ما من شك في أن الكنيسة لعبت دورًا كبيرًا في حراسة الأسطورة حية في عقول خراف البابا، بل، لسخافة بنائها وعدم احترامها للمنطق أغلب الظن أن الكنيسة هي المصدر الجذريَّ لاختلاقها، فمن يبني كل معرفته علي كتاب واحد ليس من المستبعد أبدًا أن يوكل إلي الكأس مهامًا مثل خدمة الملوك وإعداد الطعام لهم وقتال أعدائهم! 
كل هذه المهام المرهقة وما زلت أتكلم عن كأس يا سادة، ولست أدري ما الذي حال بين هؤلاء السطحيين وبين أن يضيفوا إلي كل هذه المهام مهامًا يحتاجها الملوك أيضًا، كتربية الأطفال وغسل الأسنان عند الاستيقاظ من النوم وإرضاء الملوك في الفراش!
لحسن الحظ، لم يدر آنذاك ببال الكهنة أن طفلاً سيولد في "إنجلترا" ليتخذ من الأسطورة حجرًا يبني عليه روايته الجلل "شيفرة دافنشي" فيطعن بها الظاهرة البابوية في الصميم، "دان براون" طبعًا!
لقد ألحق "براون" بعقول قرائه ظنونًا مستديرة بأن "مريم المجدلية" هي الكأس المقدسة، وبأنها كانت زوجة لـ "يسوع" ووعاءًا لذريته، كما كانت يهودية يجري في أوردتها دمٌ ملكيٌّ احتاجه المسيح ليكون ملكًا شرعيًا لليهود، وسوف لا أستسلم لحذر الحكاية وأؤكد أن في الأناجيل التي اعتمدتها الكنيسة، وبشكل أكثر عمقًا في الأناجيل التي تصنفها كأناجيل منحولة، ما يجعل كل ما ذهب إليه الرجل جديرًا بالاحترام!
لا أعرف حتي الآن شيئًا عن ملابسات استقدامهما للقيام بالمهمة، لقد تجاوز الرجلان رواية "علي أحمد باكثير" بكثير، فما لم يعرف أن مخرج الفيلم "أندرو مارتون" أمريكي ولد في "المجر" وأن سيناريو الفيلم للأوروبي "روبرت أندروز" سوف لا يعرف كل من شاهد أو سوف يشاهد فيلم "وا إسلاماه" من أين يهبُّ ذلك الحضور الذي يتركه تحديدًا في الذاكرة "بلطاي"، أو، "فريد شوقي"، كما "جهاد"، أو، "لبني عبد العزيز"! 
فالفيلم ليس إلا قصة أخري من قصص الدم الملكي والبحث عن الكأس المقدسة، لو لم يكن الأمر هكذا، فمتي كان المغول علي وجه الخصوص، أشرس حضارة عرفتها الإنسانية، يحترمون شرعية غير شرعية المعركة لكي ينسق "بلطاي" كل تلك المكائد ويبذِّر كل ذاك الجهد والسنوات للبحث عن "جهاد"؟
قصة الفيلم مشهورة..
"سلامة" يفر من "خوارزم" بالأميرة "جهاد" وريثة العرش و "محمود" بعد مقتل السلطان، وهو، عندما يتوقع وصول المغول إلي "جهاد" وابن عمها يبيعهما كالرقيق بعد أن ينقش خاتم المُلك علي ذراعيهما! 
وترسلهما الصدفة إلي مصر، فتصير "جهاد" جارية في قصر "شجر الدر" و "محمود" قائدًا لمماليك "عز الدين أيبك"، مع ذلك، يعثر "سلامة" علي "جهاد" قبل "بلطاي" الذي كان يحاول العثور عليها أيضًا! 
يرتبك الأفق المملوكيُّ فجأة، حزمة من الاغتيالات والخيانات والدسائس يصبح بعدها "محمود" سلطانًا ينتصر في النهاية علي المغول في "عين جالوت" ويثأر لعائلته، لم يقل الفيلم بالطبع أن صديقه "بيبرس" قد اغتاله عما قليل من نهاية المعركة!
لم أشاهد "وا إسلاماه" منذ سنين، مع ذلك، طرأ "بلطاي" علي ذاكرتي من كل جانب عند حادثتين كلتاهما تتعلق بـ "د.مرسي":
الأولي، عندما انتشر أيام "د.مرسي" خبر العثور علي حمامة تحمل في رجلها رسالة، تصورت، للحظة، تحت ضغط الخبر، كعادة الأخبار الغريبة المباغتة، أنها الحمامة التي أرسلها "بلطاي" بخبر موت "شجر الدر" ولم تصل!
أمس كانت الثانية.. 
عقب صدور الحكم علي "د.مرسي" ضحكت، ليس فقط لأن الحكم غريبٌ، إنما لأنني كنت أتوقع حكمًا بالإعدام، ولأنني، تذكرت تغريدة ترددت كثيرًا علي تويتر (ليلة الإتحادية) تصلح وحدها دليلاً علي هزلية المحاكمة من الجذور، هذه هي:
(بيان من مدينة الحرفيين : تم رد رفرف سيارة السيد الرئيس ع البارد وجاري شراء زجاج استيراد عشان التوكيل غالي)
أين هو استعرض القوة إذاً؟
تذكرت أيضًا "بلطاي"، صرتُ أتفهم دوافعه للبحث عن الدم الملكي أكثر من أي وقت مضي، تفهمت أيضًا تمسك الإخوان المسلمين بعودة "د.مرسي" إلي هذا الحد، إنه الدم الملكي الذي اكتسب من الشعب المصري قداسته وهو في حوزتهم فعلاً، وهو مصدر قوتهم، كأسهم المقدسة، بل الكأس المقدسة لثورة 25 يناير، علي الآخرين أن يستوعبوا هذه البديهية ونقاط الالتقاء بعد ذلك كثيرة، أو، عليهم أن يشاهدوا فيلم "يا نحب يا نقب" السخيف، وأن يتوقفوا طويلاً عند مقولة "د.عبادة"، أو، الفنان "محمد متولي"، وهو يبرر إكراه رفقاء المدرج الذين ما زالوا طلابًا علي النجاح:
- عاوز أحس إني بقيت دكتور!
لذلك كنت أتوقع حكمًا بإعدام "د.مرسي"، فوجوده علي قيد الحياة يكفي بالقدر الذي يبقي علي ذاكرة الثورة مشتعلة ويضع اللص وجهًا لوجه أمام اللقب الذي ينبغي له!