27 ديسمبر 2014

أخبار فلسطين في أوروبا

أعلن التجمع الفلسطيني في ألمانيا عن تنظيم سلسلة من الفعاليات الجماهيرية في عدد كبير من المدن الألمانية في الفترة ما بين 27 كانون أول (ديسمبر) الجاري وحتى 18 من كانون ثاني (يناير) المقبل وذلك إحياءً للذكرى السنوية السادسة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شتاء عامي 2008-2009 .
كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، عن أسباب تأخر آلية مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط روبرت سيري بعد أكثر من 100 يوم على تطبيق الآلية. وأوضحت الصحيفة البريطانية في عددها امس أن مجموعة من المسؤولين في الأمم المتحدة قد تلقوا رشاوى، من أجل إصدار المزيد من كوبونات الاسمنت لأصحاب البيوت أكثر من الكمية التي يحتاجونها، وذلك من اجل إعادة بيعها في السوق السوداء. ورصدت الصحيفة حالات قيام أشخاص ببيع حصصهم من مواد البناء بأربعة أضعاف سعرها الحقيقي.
دعا أكاديميّون وسياسيّون وباحثون وممثلو الجالية الفلسطينيّة في لندن إلى عقد مؤتمر يضّم ممثلين عن الفلسطينيين في أوروبا، يبحث في دورهم تجاه قضيتهم، وتمثيلهم، عبر طرح أفكار لآليّة تمثيلٍ عمليّةٍ في انتخابات منظمة التحرير، جاء ذلك خلال لقاء حواري عقد في جامعة "سواس" في العاصمة البريطانيّة لندن، نظّمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات" بالشراكة مع مبادرة إدارة الأزمات الفنلنديّة (CMI)
بعد أن زودت ألمانيا إسرائيل بغواصات "دولفين"، وافقت على تسليحها بسفن صواريخ لحماية حقول الغاز في البحر المتوسط، كما وافقت على منحها تخفيضا بنسبة 30% من قيمة الصفقة.
قرار محكمة العدل الدولية في لوكسمبورغ، إخراج حركة «حماس» من قائمة التنظيمات الإرهابية جاءت صادمة لحكومة اسرائيل. ففي حين اتخذ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، موقفاً عدائياً حاداً ضد أوروبا، بهدف جعل الجمهور يرى فيه «القائد الصلب الذي لا يخاف أحداً» ويساعده ذلك في الانتخابات المقبلة، تشير نتائج الاستطلاع إلى أن هناك غالبية راسخة من الإسرائيليين تتجاوز 54 في المئة على قناعة بأن إسرائيل بقيادة نتانياهو لن تكون قادرة على التوجه في المسار الصحيح.
لم يعترض الاتحاد الأوروبي، وفق ما تؤكّده مصادر أوروبية وفلسطينية متطابقة، على "دفع رواتب موظفي حكومة حماس السابقة في قطاع غزة، لكنّ الأسماء التي نُقلت من غزة إلى السلطة الفلسطينية وإلى الاتحاد، خضعت لتدقيق أمني من قبل الجانب الإسرائيلي"، وتقول المصادر إنّ "نحو 40 ألف موظف، بين مدني وعسكري، عيّنتهم حكومة حماس السابقة في غزة، كان من المفترض أن يُدمجوا في سجلات السلطة الفلسطينيّة الرسميّة، تمهيداً لتلقّي رواتبهم بشكل طبيعي، بدءاً من شهر يونيو/حزيران الماضي، لكنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو من يرفض ذلك".
انتقد بيتر أوبورن في مقاله الاسبوع في جريدة التلغراف البريطانية الاحد الماضي ٢١ ديسمبر\كانون الأول اغلاق مصرف إتش إس بي سي لحسابات عدد من النشطاء المناصرين للقضية الفلسطينية في بريطانيا ممن عارضوا الحرب الإسرائيلية على غزة. وأكد انه لم يحصل أي من هؤلاء النشطاء على تفسير لقرار إتش إس بي سي المفاجئ، إذ وصلتهم جميعا رسائل بالإغلاق من حيث لم يكونوا يحتسبون، ويؤكدون جميعًا أن تعاملاتهم المصرفية كانت ممتازة ولم تشبها شائبة، في حين يرفض إتش إس بي سي حتى الآن إعطاء أي مبرر لقراراته.
أثار ازدياد عدد البرلمانات الأوروبية المعترفة بالدولة الفلسطينية، وقرار محكمة العدل الأوروبية شطب اسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من قائمة المنظمات الإرهابية، سخط إسرائيل، بالتزامن مع حدوث تغييرات في مواقف الدول الأوروبية تجاه إسرائيل مؤخراً.

الغارديان: حقائب يد مصرية "صنعت في المعتقل"

نشرت صحيفة الغارديان تقريرا حول ناشطة مصرية تصنع في محبسها حقائب يد وأوشحة تذيلها بعبارة "صنع في المعتقل".وتقول الصحيفة إن الناشطة أسماء حمدي سجنت بسبب احتجاجها على الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وتقضي أسماء، وهي تدرس طب الأسنان، فترة سجنها تحيك حقائب يد من الصوف لـ"تبعث برسالة أن خيالها حر"، بحسب ما جاء في التقرير.
وتقول الغارديان إن الناشطة بدأت تحيك حقائب اليد لأصدقائها وأفراد عائلتها قبل أن يطلب منها رفيقاتها السجينات أن تحيك بعض الحقائب لذويهن.
وأضافت الصحيفة أن أسماء وصلتها عشرات الطلبات من أشخاص راغبين في شراء منتجاتها. ويقول إبراهيم رجب، وهو خطيب أسماء، إن الرسالة التي تريد الناشطة أن تبعث بها هي "حتى لو سجنتمونا، فلن يمكنكم إيقافنا، فأرواحنا حرة. ومهما حدث، فلن يوقف السجن خيالنا"، بحسب الغارديان.
وتوضح الصحيفة إن عائلة أسماء تأخذ معها في كل زيارة لها في محبسها كيلوغراما من الصوف لتحيك به منتجاتها. وأضافت أن أسماء كانت من مئات الطلبة الجامعيين في مصر الذين سجنوا بسبب احتجاجهم على الإطاحة بمرسي في يوليو/تموز 2013. وقال رجب إن خطيبته تقضي عقوبة السجن خمسة أعوام بعد أن وجهت لها "سبع تهم خيالية: قالوا إنها أضرمت النار في كافيتريا بكلية الطب وإنها هاجمت أمن الكلية وشرطيا وسرقت المال،" وفقا لما جاء في التقرير. واستطرد مضيفا: "كل من يرى أسماء يعرف أنها لا يمكن أن تفعل هذه الأشياء

تعليق ناري لـ"فورين بوليسي" حول أوضاع مصر

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الحكم ببراءة الرئيس المخلوع حسني مبارك, و"القمع", الذي يمارسه النظام الحالي في مصر, أعادا اللحمة بين جماعة الإخوان المسلمين والثوار مرة أخرى، إلا أن هذا الأمر لن يكون كافيا لالتئام الجروح القديمة. وأشارت المجلة في تقرير لها في 25 ديسمبر إلى وجود عوائق أمام هذا الالتحام، ومنها أن المعسكر الثوري يبدو متشككا في أن جماعة الإخوان لا تزال بدون إصلاح وبدون تغيير، وأنه لا تزال هناك خلافات أساسية معها بشأن "الطائفية, وسيادة القانون".
 وتابعت المجلة " الثوار يطالبون أيضا باستقلال حقيقي للقضاء واحترام جهاز الأمن لحقوق الإنسان، ولكنهم ما زالوا يشككون في أن الاهتمام الرئيس للإخوان هو فقط أن تأتمر مؤسسات الدولة بأمرها". وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عقد في 5 نوفمبر الماضي جلسة لمناقشة حالة حقوق الإنسان في مصر خلال السنوات الأربع الماضية، وهي الجلسة التي شهدت انتقادات أوروبية حادة للقاهرة, بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، في وقت أشادت به الإمارات والبحرين. وجاءت جلسة المراجعة ضمن آلية المراجعة الدورية الشاملة, التي يجريها المجلس مع كافة دول الأعضاء. وهذه المراجعة الأولى منذ الإطاحة بمبارك، وأبرز الدول التي وجهت انتقادات حادة للسلطات المصرية بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان وطالبتها بضرورة تحسينه وتوفير محاكمات عادلة للمعتقلين، هي ألمانيا وأستراليا والدانمارك والسويد والنمسا وسويسرا وكوستاريكا.
 وقد انتقد مندوب النمسا في كلمته أمام الجلسة الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة المصرية في فض الاعتصامات كما حدث في رابعة العدوية وميدان النهضة. كما طالب بضرورة إطلاق سراح جميع الصحفيين الذين اعتقلوا أثناء أداء عملهم، مع ضرورة إسقاط جميع التهم الموجهة إليهم، وباحترام حق التجمع وإلغاء القانون الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا بشأن توسيع صلاحيات المحاكم العسكرية، وطالب أيضا "بضرورة إصدار قانون ينظم عمل منظمات المجتمع المدني بما يسمح لها بممارسة عملها دون أي تدخل حكومي". ومن جهته, طالب مندوب سويسرا في الجلسة نفسها السلطات المصرية بتعليق عقوبة الإعدام، وقال إن على مصر احترام التزاماتها الدولية الواردة في اتفاقية مناهضة التعذيب.
 وتابع "لا بد من التأكيد على ألا يُمارس التعذيب على المحبوسين على ذمة قضايا، كما لا بد من أن تسمح السلطات المصرية لأهالي هؤلاء بزيارتهم سواء أكانوا محبوسين في أماكن احتجاز مدنية أو عسكرية". وقد أعربت مندوبة أستراليا في كلمتها عن قلقها من القيود التي تضعها السلطات المصرية على التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي والتفكير. وفي المقابل، أشاد المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية لدى الأمم المتحدة في جنيف عبيد سالم الزعابي بما وصفه بـ"النهج البناء والخطوات الإيجابية" التي حققتها الحكومة المصرية في ظل التطورات التي شهدتها مصر. وأعرب الزعابي في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان عن ثقة بلاده في أن مصر تسير قدماً نحو ترسيخ "مبادئ دولة القانون". وقد استبقت منظمات حقوقية دولية الجلسة بمطالبة الأمم المتحدة باتخاذ موقف يجبر حلفاء القاهرة الأساسيين على الضغط على النظام المصري من أجل احترام حقوق الإنسان.
ومنذ ثورة 25 يناير 2011 , وقعت أحداث جسام في مصر، كانت محل نظر مجلس حقوق الإنسان, وهو يستعرض وضع حقوق الإنسان في مصر في الفترة ما بين 2010 و2014. ووجهت منظمات كبرى معنية بحقوق الإنسان نداءات عاجلة لدول العالم -لا سيما حلفاء مصر مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا- طالبتها فيها باستغلال هذه المناسبة لتوجيه رسالة قوية لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه لا يمكنه الاستمرار في انتهاكاته الواضحة وغير المسبوقة لحقوق الإنسان. وفي بيان مشترك، اتهمت سبع منظمات دولية من أبرزها "هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية، القوى الغربية الكبرى المتحالفة مع مصر بالفشل أو عدم الرغبة في مواجهة كافة أشكال القمع والعصف بالحريات في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية".

نص المقال الخطير الذى نشرته "نيويورك تايمز" حول ديكتاتورية السيسي

اعتاد قادة مصر على تصور المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر البالغة 1300 مليون سنويا كحق أبدي مكتسب مقابل توقيعهم معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979.
ولم تفعل أمريكا شيئا لتخلصهم من هذه الفكرة. لقد آن الأوان لذلك. عدم تخفيض المساعدات بشكل كبير هذه السنة، عندما تحدد حكومة أوباما خياراتها الصعبة في مصر للسنوات القادمة، سيكون خطأ غير مقبول. منذ سيطر عبد الفتاح السيسي على مصر عبر انقلاب في يوليو 2013 عادت البلاد لماضيها التسلطي، بما في ذلك اعتقال الخصوم السياسيين وإخراس الناقدين وتشويه الإسلاميين السلميين. يقبع قادة الإخوان المسلمين، التي أصبحت الحركة السياسية الرئيسة في مصر بعد ثورة 2011، في السجن متهمون ظلما بأنهم إرهابيون... مصر اليوم أكثر قمعية في نواحي كثيرة مما كانت في أحلك فترات حكم المتسلط المخلوع حسني مبارك. فقد قمعت حكومة السيسي المظاهرات وشددت القيود على وسائل الإعلام الحكومية وإضطهدت الصحفيين.
وسيشدد قانون جديد ذو صياغة عائمة العقوبات على الأفراد الذين يتلقون مساعدات أجنبية، لتصبح جريمة عقوبتها السجن مدى الحياة. والقانون الذي يُدعى أن هدفه مكافحة الإرهاب، شبيه بسياسات إستخدمتها الدولة لحظر عمل منظمات مؤيدة للديمقراطية. أما في سيناء، حيث انتقلت حرب الجيش المصري ضد المسلحين للمناطق الآهلة بالسكان، فتنقل الأخبار استخدامهم دبابات أمريكية الصنع لقصف مناطق مدنية.
وعندما حاولت منظمة "هيومان رايتس وتش" الإعلان من مصر عن تقريرها بشأن قمع وحشي لاعتصام في القاهرة العام الماضي قتل خلاله أكثر من 900 متظاهر، مُنع ممثلوها من دخول البلاد. ويبدو أن السيد السيسي الذي جاء للحكم بانتخابات مزورة يظن أن باقي العالم لا يدري عن ذلك شيئا.
 ففي خطابه أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي زعم، بشكل مثير للدهشة، أنه يبني مصرا جديدة "تحترم الحقوق والحريات" و"تضمن التعايش بين كل مواطنيها دون تمييز أو اضطهاد". نقد المسؤولين الأمريكين كان حتى الآن محدودا، على أساس أن الاحتفاظ بمصر كحليف ولو كان طاغوتيا أفضل من خسارتها.
وتاريخيا فهم يقدرون كثيرا أهمية الإحتفاظ بأولوية البحرية الأمريكية في المرور من قناة السويس بسرعة، وبحق الإستخدام المطلق للمجال الجوي للبلاد. سيتاح للحكومة الأمريكية فرصتين في الشهور القادمة لتصحيح مسارها، وإيضاح أنها لن تقبل بعد الآن بالوحشية.
أولا: يجب على الحكومة الأمريكية التوقف عن السماح للجيش المصري باستخدام النظام المتميز "الشراء تحت الحساب" لشراء المعدات العسكرية. وهذا النظام الذي لا يُسمح باسخدامه إلا لإسرائيل ومصر، يشبه بطاقة الإئتمان، ويسمح للدولة بشراء معدات على أساس أن مجلس البرلمان سيسدد ثمنها لاحقا من المساعدات التي يقرها لهذه الدولة. ثانيا: يشترط القانون أن يشهد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عند البرلمان قبل نهاية هذا العام أن مصر تسير باتجاه الديمقراطية ليسمح بتسليم عدة شحنات معونة عسكرية طلبتها مصر. وكان البرلمان قد أصر على اشتراط هذه الشهادة عندما أقر المساعدات العام الماضي. إذا لم يشهد كيري بذلك قبل نهاية العام، سيوقَف تسليم دبابات وطائرات الأمريكية تقدر قيمتها بـ 650 مليون دولار لمصر. الإجابة الوحيدة المعقولة من كيري هي: لا. تقدر مصر السلاح الأمريكي، واستمرار التعاون مفيد للبلدين. والمسؤولية على القاهرة لتحصل عليها نقلاعن "العصر".

منير شفيق يكتب: محمود عباس آن أوان الرحيل

في الحقيقة أوان رحيل محمود عباس آن منذ زمن بعيد بعيد. ولكن عوامل سلبية كثيرى سمحت بإطالة أمد رحيله حتى يومنا هذا. وبعض تلك العوامل ما زال يفعل فعله لتأجيله أكثر فأكثر.
على أن أوان رحيله الآن قد أصبح أشدّ إلحاحاً، وزادت العوامل التي أصبحت تصرخ عليه بأن يرحل. لأن استمراره لم يعد محتملاً حتى من أقرب المقربين إليه، كما من قبل الفصائل والشخصيات التي تحالفت معه وسارت في ركابه. أما قيادة فتح فهي الأعجب من بين جميع ممن يستمرون في تأييده إذ ما زالت آخر من سيرفع الصوت مطالباً بأن إصراره على المضي باستراتيجيته وسياسته تجاوز كل ما هو غير معقول وصولاً إلى غير معقول أبعد من كل تصوّر وخيال.
ماذا يحدث الآن؟ ما أن وضعت حرب قطاع غزة أوزارها، وبالرغم من الانتصار العسكري الميداني الذي حققته، عمل محمود عباس على إجاض الانتصار. ثم انتقل إلى تعليق المصالحة الوطنية على شروط ثلاثة وخلاصتها: وضع قرار السلم والحرب بالكامل في يده، وبسط سلطته على قطاع غزة، كما هو الحال في الضفة الغربية، مع الإصرار على أن يوضع سلاح المقاومة بأمره تحت شعار "سلاح واحد". أي تصفية سلاح المقاومة وأنفاقها ومطاردة كل مقاوم وسحب سلاحه كما فعل ويفعل بالضفة الغربية. وهو ما دفعه إلى الإسهام النشط في حصار غزة، والحصار كل حصار هدفه الإخضاع والتركيع.
هذه الشروط لا يمكن أن توافق عليها فصائل المقاومة جميعاً. الأمر الذي يعني أن محمود عباس أصبح يُغني خارج السرب، بما في ذلك السرب الذي كان من حوله، واعتُبِرَ سربه، وهو ما عكسته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في عهده. مما أدّى إلى شلّ م.ت.ف تماماً. ولكنها لم تعد قادرة على مجاراته ثم جاءت انتفاضة القدس التي أجبرت نتنياهو على التراجع خلال ثلاثة أيام، وجاءت بكيري وزير خارجية أميركا إلى عمان ولقائه محمود عباس خصوصاً للتهدئة واتخاذ الإجراءات التي تحول دون استمرار انتفاضة القدس وإنتقال "عدواها" الحتمي إلى الضفة الغربية. وهنا أقدمت الأجهزة الأمنية بقيادته وبناء على تعليماته باعتقال المئات من أعضاء حماس والجهاد والجبهة الشعبية فضلاً عن عدد من الحراكات الشبابية. وقد جرى كل هذا بموازاة ما تقوم به قوات الاحتلال في مدينة القدس وضواحيها.
ثم جاء استشهاد زياد أبو عين ليزيد الهوة بين محمود عباس وشركائه في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. ففي الاجتماع الأول وافقهم على غضبهم ومطالبتهم بردٍ يناسب الجريمة، أقله كان الإعلان عن وقف التنسيق الأمني. ولكن كانت تلك الموافقة بقصد امتصاص غضب قيادة فتح وأعضاء اللجنة التنفيذية. فما كاد يمضي يومان حتى أجّل اجتماع اللجنة التنفيذية لتنفيذ ما اتفق عليه؟ ثم أغلق الموضوع ليستعاض عنه بإقامة نصب تذكاري لزياد أبو عين، أما الردّ على الجريمة فكان بتقديم المشروع الذي عُرِف، زوراً، بأنه مشروع تحديد سنتين لانسحاب العدو من الضفة الغربية، إلى مجلس الأمن. ولم يمض يوم حتى حوّل للتعديل بما يتوافق مع المشروع الأوروبي الموازي تحت حجّة تجنّب الفيتو الأميركي ليصبح مشروع تصفية للقضية الفلسطينية كما جاء في بيان حركة الجهاد.
وكان التعديل يعني إسقاط كل المرجعيات عدا العودة للمفاوضات التي ستُقرّر كل شيئ. وهذا ما جعل كثيرين من المؤيدين لنهج التسوية والتوجه إلى مجلس الأمن يقولون إن رفض المشروع بحلته المعدّلة أفضل من تصديقه من قبل مجلس الأمن. وهذا يعني أن محمود عباس تراجع إلى حد لم يصدر صوت واحد يدافع عن موقفه أو يجرؤ على نشر المشروع بعد تعديله.
الأمر الذي ترك محمود عباس "مغرداً" خارج السرب. طبعاً استخدام تغريد هنا غير مطابق ولكنه مقتضى المَثل.
والأنكى تلك الضجة التي صحبت توصيات بعض البرلمانات الأوروبية لحكوماتها بالاعتراف بإقامة دولة فلسطينية حيث راح بعض الإعلاميين والمقربين من محمود عباس يتخذون منها دليلاً على صحة سياسات محمود عباس. ولكن من دون أن يقولوا لنا أن تلك التوصيات لم تحمل جديداً لأن الاتحاد الأوروبي معترف أصلاً بحلّ الدولتين. وما فعله الآن هو التوصية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل الحل، الأمر الذي جعل نتنياهو يستشيط غضباً، ويزيد من عزلنه الدولية.
على أن توصيات البرلمانات الدولية قدمت في الآن نفسه لنتنياهو هدية أكبر بكثير من الاعتراف بالدولة الفلسطينية (المسخ بالتأكيد، واللعنة على القضية الفلسطينية بالتأكيد أيضاً). وذلك عبر تضمين التوصية اعترافاً، في الآن نفسه، "بيهودية دولة إسرائيل". وهذا يكفي لعدم التصفيق لتلك التوصيات واعتبار ضررها أشد نكراً.
وخلاصة، تكون محصلة كل الخط السياسي الذي اتبعه محمود عباس، خاطئة، وفاشلة، وكارثية، وفي نفق مسدود، وهابطة من حضيض إلى حضيض، وذاهبة إلى مزيد من الانقسام، وأخيراً وليس آخراً الوصول بعباس إلى أن ينفجر فاقداً لأعصابه حين يجد أن كل التعديلات التي أجراها على مبادرته في مجلس الأمن ليست كافية لتمريرها أميركياً. وهو ما جعله يقول مستبقاً هذه النتيجة بالقول: إذا لم يمر المشروع المعدّل في مجلس الأمن فسوف تنقطع كل العلاقات مع حكومة نتنياهو بما في ذلك، التنسيق الأمني. وهذا يعني الاستقالة والرحيل على عكس ما تعوّدنا.
ولكن الرئيس محمود عباس لم يلحظ أن تمرير المشروع المعدّل يوجِبُ الاستقالة والرحيل أكثر من عدم تمريره.
لهذا آن لمحمود عباس أن يرحل، كما آن للشعب الفلسطيني في القدس والضفة أن ينتفض انتفاضة شاملة لا تتوقف إلا بدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات من القدس والضفة وإطلاق كل الأسرى، وبلا قيد أو شرط. وآن لحصار قطاع غزة أن يفقد غطاء محمود عباس له وينتهي فوراً.
نعم آن لكل الشعب الفلسطيني أن يتنفس الصعداء وآن للاحتلال والاستيطان أن يتوقفا عن التنفس.
وآن لسياسات أميركا وأوروبا أن تسقط في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية لتتوّج ما تواجهه من تدهور وسقوط عربياً وإقليمياً وعالمياً.

رحاب أسعد بيوض التميمي: دعاة العقل المعطلون لحدود الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((قومٌ يَهدُون بغير هَديي،تعرِف منهم وتُنكِر)قلت:فهل بعد ذلك الخير من شر؟قال(نعم؛دُعَاة على أبواب جهنَّم،مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها))
من هؤلاء الدعاة دعاة العقل الذين(لا يعقلون)؟؟
المتجددون في كل عصر ليردوا الناس عن دينهم...
هُم الذين يُخرجهم الشيطان من جحورهم كلما دعت الحاجة إليهم،لأن حُجتهم وهي الاستدلال بالعقل تروق لضعيفي اﻹيمان أو ضعيفي النفوس،ليأخذوا فرصتهم بالطعن بالأحاديث بنوايا خبيثة بدعوى أنها لا تتفق والعقل،أو يتم تأويلها وفق أهوائهم لنوايا أخبث...
هُم جُند إبليس الذين يستخدمهم لتنفيذ أطماعه بعرض الدين على العقل,فما وافق عقولهم أخذوا به،وما تعارض مع عقولهم ردوه،يعني أصبحت عقولهم هي الحكم على الأحكام الشرعية وليس العكس وهذا مخالف ﻷصل الدين...
لأن أصل الشيء وهو الخالق سبحانه وتعالى لا بد أن يكون الحكم على العقل الذي خلقه ويسر له كل السبل لكي يتوصل المرء من خلاله إلى عبادة الخالق وحده خير عبادة,لا لكي يستخدمه في معاداته,ومنهم تسلل من يدعو إلى الطعن بكثير من الأحاديث الصحيحة وعدم اعتمادها بحجة أنها لا تتوافق مع العقل،وبحجة أن رُواتها غير معصومين،ليتسنى لهم الطعن في صحيح تفاسير آيات القرآن الكريم لسلخ القرآن عن السنة المفسرة له حتى يسهل بعدها التخريب.
سبيل من سبل الشيطان لإضاعة الوقت في جدل عقيم ينزلق به كل من يريد أن يكون الدين وفق هواه وحسب مزاجه ولا يريد التسليم الكامل لله ورسوله،أو طريق يتصيد بها أولئك الذين يريدون أن يضلوا الناس عن علم.
لذلك استدرج الكثير من عوام الناس وخاصة الشباب من قبل فلاسفة هذا العصر,أو معتزلته،خبيثي الهدف،سيئي النية حتى أخذ أولئك الشباب المُغرر بهم يُرددوا ما يسمعون دون وعي أو إدراك لخطورة الهدف,حتى أصبحت ترى من لم يعتاد أن يحفظ أية أو حديث في حياته،سارع إلى حفظ بضع مقتطفات من أية للرد على الأحاديث الصحيحة،أو حفظ حديث للاستدلال بمعارضته العقل البشري،وحتى أخذ أولئك الدُعاة المغرضون بالبحث عن كل حديث قد تُثار من خلاله الشبهات من قبل العامة،ويطرحوه في طريق الشباب ويسلطوا عليه الضوء ليسهل عليهم تنفيذ مآربهم وكل ذلك بغرض ضرب آيات الحدود والقصاص والانقلاب عليها خدمة لأسيادهم !!!
فأخذوا يُشككوا بأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يُطبق الحدود كاملة وأن أحاديث الرجم غير صحيحة لأنها لا تتوافق مع العقل بردها على من جمعها(البخاري ومسلم) بدعوى أنهم غير معصومين،وكأنهم جاؤوا بالأحاديث من عندهم مستغلين فراغ الشباب الفكري،وعدم معرفتهم وإطلاعهم على حياة الرموز اﻹسلامية(البخاري ومسلم) وغيرهم من الأئمة حتى وصلت إساءتهم إلى أئمة الفقه والدين كشيخ اﻹسلام ابن تيمية وابن القيم ممن لهم فضل في رعاية اﻷحكام الشرعية وضبطها،مستغلين جهل الشباب بكيفية عناية الله بأصفيائه وجنده الذين يبعثهم الله في أي زمان ومكان نصرة لدينه,وكيف أن الواحد منهم تخضع حياته للرعاية اﻹلهيه منذ بدء تكوينه ...
كما استغلوا جهل الشباب بمدى معاناة البخاري ومسلم حتى استطاعوا جمع الأحاديث الصحيحة في الصحيحين،التي هي مصدر التشريع الثاني وكيف أن الواحد منهم سواء بخاري أو مسلم أو حتى مالك،أو أبو حنيفة النعمان كان يقطع ألاف اﻷميال على الخيل لكي يُدون حديث واحد،ومدى صعوبة التدوين التي تكمن في البحث عن أخلاق ذلك الراوي ودينه وصفاته التي نشأ عليها،واعتمادهم علم الجرح والتعديل لمعرفة أخلاق سلسلة الرواة الذين تشهد على أخلاقهم سيرة حياتهم بعد كل هذا التعب لجمع الأحاديث الصحيحة بعيداً عن غيرها...
يخرج أولئك الذين لا يعقلون والذين درسوا العلم فقط لكي يُحاربوا اﻹسلام عن دراية ومعرفة،يخرجوا من جحورهم يريدوا بداية أن يُشككوا الشباب برموز دينهم الذين اصطفاهم الله لخدمة دينه حتى يسهل بعدها الطعن بالأحاديث التي جمعوها،ومن بعدها يسهل التشكيك بمصدر التشريع الرئيسي وهو القرآن،وخاصة أن كثير من الأحكام التي تعرض لها القرآن الكريم جاءت دون تفسير واضح لها حتى يتم أخذ تفاصيلها من الأحاديث النبوية الشريفة لتكمل مصادر التشريع(الكتاب والسنة)بعضها بعضاً،والنية من هذا التخريب حتى يسهل هدم البنيان إن تم استهداف الأساس،
أولئك المرتزقة الذين يسعون للانقلاب على الجهاد وعلى الحدود خدمة لمموليهم...
تم تسلل البعض منهم حتى إلى الحدود بلفت نظر الشباب إلى بشاعة الطريقة التي يتم فيها الرجم للزاني المحصن،وعلى قطع اليد،بحجة أنها لا تتوافق ورأفة الإسلام حتى تظن من كلامه أننا في كوكب السلام والأمن الذي لم يعرف العنف قط،فجاءت الحدود لتنغص حياة الطيبين المسالمين...
وأن الخمر لم يذكر حده بالقرآن الكريم،وأن الرسول إليه الصلاة والسلام عندما رد المازنية التي اعترفت بالزنا كان يقصد بردها أكثر من مرة عدم اقتناعه بحد الرجم كما يلمز هؤلاء الذين لا يعقلون،وتركيزهم على أن الله غفور رحيم،مع الاستدلال بآيات الرحمة دون آيات العذاب...
كل ذلك حتى يُسهلوا للشباب سلوك طريق الكبائر،دون شعور بالذنب،فإن وقعوا في الكبائر ضمنوا بعد ذلك غفلتهم،نتيجة غرقهم في الشهوات،ثم بعد ذلك ينسوا مع الشهوة الجهاد وهذا هو الهدف الرئيسي لمكرهم...
كما يشتغل على هذا الهدف حالياً زعيمهم هذا الذي يُسمى عدنان إبراهيم،هذا الذي أذهب بعقول كثير من الشباب حينما استغل صفاء صدورهم،وضعف ثقافتهم بالتركيز على سماحة وعدل اﻹسلام لتمرير أهدافه الخبيثة وأن هذه الحدود لا تتفق وهذه السماحة وأهداف الإسلام النبيلة التي تنبذ العنف وتعنف القتل وانتصاره الدائم للشيعة،وهمزه ولمزه على أمنا عائشة في موقعة الجمل باﻹشارة إليها على أنها من رموز الفتنة كما يدعي الشيعة،عدى عن دفاعه المستمر عن الشيعة وأنه لا يصح تكفيرهم حتى ولو قتل الشيعة أهل السنة على الهوية فهذا لا يخرجهم من الإسلام،بحجة أن أهل السنة يقتل بعضهم بعضاً زوراً وعدواناً...
يستشهد بالمرتزقة من أهل السنة على الحاقدين اعتقادا من الشيعة على الإسلام،مُستغلاً الفوضى التي يعيشها المسلمين نتيجة البعد عن دينهم ليلبس على الشباب أفكارهم فيصعب عليهم تمييز المنافق ممن يستهدف عقيدتهم،لكي يغفل أهل السنة لكل ما يحاك ضدهم من مؤامرات من اليهود،والشيعة وكل العالم الكافر بدعوى أن الجميع مشترك في الخطأ،لذلك يدعو إلى تفعيل دور الحوار والاستماع إلى وجهة نظر اﻷخر لإضاعة الوقت،ولكي يتقاعس الشباب المسلم عن نصرة دينهم وينقلبوا على الجهاد الذي فيه أخذ أعداء الدين بالقوة والغلظة ..
ولأنه يأبى إلا اﻹنتصار للحق والكرامة حتى وصل بهؤلاء المرتزقة الحال أن يعترضوا على قتل اليهود في فلسطين في الأماكن العامة،وفي داخل الكنيس بدعوى أنهم سكان أمنيين وكأن الفلسطيني المحاصر الذي سرقت بلده لم يكن أمن عندما اغتصبت أرضه مزورين للحقيقة المتجلية للعيان،وهي أن كل يهودي في داخل فلسطين جندي من جنود الاحتلال،وفي خدمة جيش الاحتلال متى طلب منه الخدمة استجاب لها،وهذا ما تريده الماسونية العالمية لتبقي بغطائها على ما يُسمى إسرائيل ..
ثم السؤال هنا؟؟؟
هل ما نحن عليه من كل أشكال الظلم والفساد كان ليكون لو طبقت الحدود؟؟
طبعاً ﻻ,لأن النفس البشرية اﻵمارة بالسوء حينما ترى مدى بشاعة إقامة حد الرجم من تشهير بحق المعتدي،وعذاب سيصيبه من هول المنظر،تتراجع فلا تقدم على فعل الكبيرة لأن الروح أغلى من أي شيء،فيكون الحد قد حفظ أعراض الناس وكبت جماح الشهوة البشرية عند ضعاف النفوس والإيمان،ممن لا يستطيعون السيطرة على شهوتهم إن لم يجدوا من لا يردعهم.
ثم إن إقامة الحدود فيه حماية للنفس البشرية من اﻹهدار والإزهاق بغير حق!!!
ﻷنه ما كان الموت المنتشر في كل مكان ليكون بهذه الفوضى العارمة حتى أصبح القاتل لا يعرف لماذا قتل والمقتول لا يدري لماذا قُتل لو طبقت حدود الله.
ثم إن إقامة الحدود تبقي على الحياء والحشمة منتشرة بين الناس لأن الحياء إن مات في المجتمعات مات معها كل أنواع الحشمة والمروءة والكرامة كما قال عليه الصلاة والسلام
(إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)
هذا ما نعيشه مات الحياء بيننا حتى أصبح الاستخفاف بالكبائر هو سيد الموقف وحتى أصبح مقياس التقوى أخف من الخفة ثم إني أريد أن أقف على المشهد!!!!!!!
لقد تم تعطيل الحدود طيلة عقود حينما تم استبدالها بالقوانين الوضعية العلمانية،
هل هذه القوانين حلت مشاكل الفساد،والإفساد المتراكمة أم أنها زادت وفاقمت من المشاكل حتى أصبحت الجرائم لا حصر لها وتنوعت نتيجة ذلك المشكلات؟؟
والسؤال هنا؟؟؟
هل من جعلوا القوانين الوضعية هي الحكم على أفعال البشر كانت عقولهم تفوق قدرة خالقهم على سن قوانين تكون هي الحكم على أفعال البشر،وبسط الأمن والأمان أم أن عقوباتهم أكثر رحمة من الحدود ؟؟
وهل الكيماوي الذي غزى العالم ويقتل فيه أهل سوريا والعراق كل فترة وحين أكثر إنسانية من حدود الله؟؟
وهل صور تقطيع البشر والأطفال بالسكاكين يُبرر بدعوى محاربة الإرهاب كما يزعمون؟؟
وهل ما فعلته أمريكا في غوانتانامو وسجن أبو غريب في العراق قمة الرأفة والإنسانية التي لا تقاس بالحدود أم العكس هو الصحيح ؟؟
طبعاً لا احد يُنكر الفوضى التي نعيشها,لكن اﻷغلب لا يريد أن يُعلق زيادة الفساد على تعطيل حدود الله،أو أن يرى الحل في تطبيق الحدود ليبقى يعيش الحياة على هواه,ثم إن الأسرى المُغيبون في كل سجون القهر والذين طبقت عليهم الأحكام الوضعية التي يُزاود أتباعها ليل نهار على الإسلام بجمعيات حقوق الإنسان غيبت قوانينهم العدل مع هؤلاء المساجين حتى ضاع شبابهم،وأهدرت طاقاتهم داخل السجون،ولو أنهم أجرى عليهم حد الله لكان ذلك ارحم لهم ولحفظت أرواحهم من الإزهاق وهم في عداد الموتى رغم أنهم أحياء.
ثم أريد أن أسأل هل الأسر أصبحت عاجزة عن حُسن تربية أولادها،إلا عندما لم تجد من يعينها على تربية أبنائها بالضوابط الأخلاقية خارج البيت فأصبحت تعاني ما تعاني من فشل في تربية أبنائها،بسبب الفجوة الكبيرة بين تربية البيوت وما يتعارض معه في الشوارع والمؤسسات وكل ذلك نتيجة تعطيل الحدود ؟؟
ثم لو جئنا نقيس هذا الزمن على الأزمنة التي تم فيها تطبيق الحدود لعجزنا عن المقارنة في أعداد القتلى وفي انتشار الفساد،وفي الظلم وحتى في الموت نفسه،التي ما فتئت القوانين الوضعية المدعية الإنسانية عن التفنن في إزهاق أرواح الناس وتعطيل حياة الناس دون ذنب,
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس حتى ضاق اﻷفق بالظلم,وحتى تلوث الهواء والماء والأجواء,وكل ذلك بسبب تعطيل حُكم الله في اﻷرض
ثم إن أولئك المرتزقة الذين يُغرِرون بالشباب هم أكثر الناس علماً بأهمية تطبيق الحدود لما فيها من تطهير للمجتمعات من كل اﻷرجاس ومن كل الأمراض،التي أصبحت لا حصر لها،وهم يعلمون أنه ما كان ليتم التطاول على الخالق وعلى الإسلام بشكل لم يسبق له مثيل لو طبقت الحدود,ورغم ذلك يُروجوا لعدم صلاحية الحدود في عصرنا وهم يشهدون كيف يعاقب من يتطاول على الملوك والرؤساء،وكيف يُغيبون في السجون,ويترك حُراً من يتطاول على الذات اﻹلهيه سبحان الله...
ورغم ذلك يُنادون بعدم صلاحية حدود الله,أليس هذا الظلم بعينه فيصدق فيهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب الفتن بسنده إلى حُذَيفَة بن اليمان أنَّه قال
((كان الناس يسألون رسول الله عن الخير،وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدرِكني، فقلت: يا رسول الله،إنَّا كنَّا في جاهلية وشر،فجاءنا الله بهذا الخير،فهل بعد هذا الخير من شر؟قال: نعم،قلت:وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دَخَنٌ،قلت: وما دَخَنُه؟ قال: قومٌ يَهدُون بغير هَديِي،تعرِف منهم وتُنكِر،قلت:فهل بعد ذلك الخير من شر؟قال: نعم؛دُعَاة على أبواب جهنَّم،مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها،قلت:يا رسول الله،صِفْهُم لنا؟قال:هم من جِلدَتِنا،ويتكلَّمون بألسنتنا،قلت:فما تأمرني إن أدركني ذلك؟قال:تلزم جماعة المسلمين وإمامهم،قلت:فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟قال:فاعتَزِل تلك الفِرَق كلها،ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدرِكَك الموت،وأنت على ذلك))
إن ثم لنا فيما نحن فيه برهان ...
هل كانت مصر ستصل إلى ما وصلت إليه من خراب وقتل اﻷبرياء في رابعة وغيرها بغير ذنب وتغييب الناس في السجون .... لو نادي مرسي فوراً بتطبيق حدود الله فيمن خربوا مصر عبر عقود ...
ولكن الخوف من اتخاذ هذا القرار أمام العالم بعد تسلمه السلطة أدخله السجن،وجعل كبير المفسدين مبارك وحاشيته أحرار طلقاء,وهذا ثمن من يعمل حساب لمن لا يحسبون له ولدينه أي حساب ...
لقد انزلق كثير من الشباب في هذا الوهم والتزييف لبعدهم عن مجريات الأحداث،وعدم علمهم وإلمامهم بما يحاق لهذه الأمة من مؤامرات،حتى أصبح عامتهم يتفلسف دون أي حرج يقول ما جاء به القرآن أخذنا به وما جاء في الأحاديث والسنة لا يشترط أن أخذ به فإن جئت تقول له الله سبحانه توعد بحفظ الكتاب والسنة بقوله
(( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون))
أجاب الذكر هو القرآن فقط منقلب على قوله تعالى
((وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ))
حتى صدق بهم قوله عليه الصلاة والسلام الحاكم مستدركه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
((يوشك أن يقعد الرجل منكم على أريكته يحدث بحديثي فيقول:بيني وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه،وما وجدنا فيه حراما حرمناه،وإنما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله))...

شاهد واحكم بنفسك ..هى حرب على الاخوان والسلفيين أم على الاسلام


لو كانوا اسلاميين لكان الاعلام اتهمهم بالخيانة والقضاء حكم عليهم بالاعدام

26 ديسمبر 2014

رسالة قاهر الفيروسات اللواءعبد العاطي




توقعات سمير زعيتر لسنة 2015 : اسرائيل ستحتل دول عربية ونهاية حكم السيسي وتغيير الاسرة الملكية في السعودية



"الغارديان": "الحاكم العسكري" عاد ليخنق مصر ويقسم ليبيا

كتب مراسل صحيفة "الغارديان" البريطانية في القاهرة، باتريك كينغسلي، في مقاله الأخير، يقول: بعد أن أطاحت الثورات في مصر، ليبيا وتونس بثلاثة حكام مستبدين منذ ما يقرب من أربع سنوات، تميز العام 2014 بالعودة لمفهوم قيادة الرجل القوي.
في مصر، كما يرى الكاتب، كانت هذه العودة أكثر وضوحا، حيث انتخب قائد الجيش السابق، عبد الفتاح السيسي، رئيسا للبلاد في مايو استكمالا لمخطط استيلائه على السلطة الذي بدأ قبل 10 شهرا عندما أطاح بالرئيس المنتخب، محمد مرسي، وكل هذا جرى في ظل حملة قمع متواصلة على جميع أطياف المعارضة وبدعم مكشوف من الأذرع الإعلامية للانقلاب.
ومع عدم وجود برلمان، سيطر السيسي على السلطة التنفيذية بشكل كامل، وقد استخدمها لاتخاذ قرارات إدارية مفاجئة -خفض الدعم على الوقود وتوسيع قناة السويس- وكذلك لتعزيز القبضة الأمنية.
وصار للجيش ولاية قضائية على مساحات شاسعة من الفضاء العام، بما في ذلك الطرق والجامعات، بعد صدور مرسوم رئاسي في خريف هذا العام. وعلى هذا، فالجماعات الحقوقية الآن ملزمة الآن بالموافقة على تحكم الدولة في تمويلها وأنشطتها أو مواجهة إغلاقها.
اعتقل حتى الآن على الأقل 16 ألف مصر خلال 18 شهرا الماضية بتهم مسيسة وحوكم المئات منهم في محاكمات جماعية، كما مُسحت التهم الموجة للدكتاتور المخلوع مبارك ورجاله في أعقاب الإطاحة به.
ورأى الكاتب أن ارتفاع موجة التسلط تحظى بتأييد بين فئات من الشعب تعبت من الثورة ومتخوفة من المد "الإسلامي المتشدد" الذي مزق دولا عربية أخرى. وقد تعهد 17 من رؤساء تحرير صحف تابعة للدولة وخاصة، بشكل جماعي، في نوفمبر الماضي بتجنب انتقاد السلطة.
ومثل هذه العقلية، وفقا للكاتب، تبدو مدفوعة، جزئيا، بوجود تهديد حقيقي من "المتطرفين" في صحراء سيناء، وبايعت مجموعة جهادية في سيناء، أنصار بيت المقدس، داعش في نوفمبر الماضي إثر مقتل 30 جنديا في هجوم محلي على الجيش المصري هو الأكبر من نوعه. ومثل هذه الهجمات تعزز عملية إعادة تأهيل السيسي على الساحة الدولية، حيث يعامل الزعماء الأجانب السيسي كما فعلوا مع مبارك: حليف أساسي في المعركة ضد التطرف في المنطقة.
وفي ليبيا، البلد المجاور، لم يحقق "الجنرال القوي" الآخر نجاحا كبيرا. فمنذ عام 2011، مكَنت سهولة الحصول على الأسلحة وضعف مؤسسات المجموعات الإسلامية المسلحة من البروز والتفوق. وفي مايو عام 2014، دخل الجنرال خليفة حفتر على خط الصراع.
وفي إشارة إلى طموحاته الرئاسية الطموحات الرئاسية، تعهد بتخليص ليبيا من المتطرفين الإسلاميين في محاولة شبيهة بحملة السيسي على الإسلاميين في مصر. جمع ميليشياته الخاصة، وشن حملة ضد الجهاديين في بنغازي، خصوصا، وكذلك على المجموعات الثورية الإسلامية والسياسيين في العاصمة طرابلس، وإن أقل حدة.
وتصاعدت وتيرة الحرب في يونيو الماضي بعد أن خلفت الانتخابات البرلمانية خسائر كبيرة للأحزاب الإسلامية في ليبيا، وحققت مكاسب للسياسيين المتحالفين مع حفتر، الذين تمكنوا من تشكيل الحكومة. وعلى هذا، ردت المجموعات الثورية الإسلامية وحلفاؤها في طرابلس مواجهتها بقوة على حلفاء حفتر. ورحلت الحكومة الجديدة إلى طبرق في شرق ليبيا، في حين سيطر خصومهم في طرابلس على العاصمة وشكلوا حكومة منافسة.
وبعد ستة أشهر، لا تزال ليبيا تُدار بحكومتين متنافستين، وحالة من الجمود بين الشرق والغرب. أُحبطت محاولات الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام بظهور حرب بالوكالة بين القوى الإقليمية المتنافسة.
ففي حين وقف المعسكر المعادي للإسلاميين، مصر والإمارات، مع تمرد حفتر وتزويده بالسلاح وشن غارات جوية على خصومه، وفقا لمسؤولين أمريكيين، دعمت قطر وتركيا الثوار الإسلاميين ومجموعات أخرى في الغرب الليبي.

دار الافتاء بالازهر تقول انه يوجد 866 ملحدا في مصر ونشطاء يسئلون: كيف احصيتيهم؟


أصدر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية مؤخرا تقريرا حدد فيه عدد الملحدين في أرض الكنانة بـ866 ملحدا، وذلك بناء على النتائج التي توصل إليها مركز "ريد سي" التابع لمعهد غلوبل، وفق ما قال المرصد.
يبدو الرقم هزيلا خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار عدد سكان مصر الذي يبلغ 87 مليونا، لكنه لم يحل دون أن تتصدر مصر قائمة الدول العربية من حيث عدد الملحدين.
وتعني نتائج التقرير أن في مصر ملحد واحد مقابل كل 99.999 من المؤمنين.
المفارقة أن المركز ذاته كان قد صنف مصر سنة 2009 على رأس الدول الأكثر تدينا في العالم بنسبة 100 بالمئة.
كيف عرفتم أنهم ملحدون؟
تفاعل الشارع المصري خاصة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مع الموضوع بشكل كبير وطغت السخرية والاستغراب على ردود الأفعال الكثيرة.
وفي هذا الإطار، تساءل بعض المغردين على تويتر بسخرية "ليش مش 965 أو 967؟"، مستغربين من الطريقة التي تم اعتمادها لإحصاء هذه الفئة من المجتمع.
ودعا أحد المغردين المصريين إلى الفرح ففي مصر 89999140 مؤمنا (بناء على تقدير عدد المصريين بـ90 مليونا، والصحيح هو 87 مليونا وفق آخر تحديثات كتاب حقائق العالم في تموز/يوليو 2014).
أما مغردون آخرون فشككوا في صحة الأرقام وقالوا إن الرقم أكبر بكثير مما جاء في تقرير الأزهر، معربين عن استغرابهم من المعيار الذي اعتمدته دار الإفتاء لمؤشر الإلحاد.
وعزا أحد علماء الأزهر إبراهيم رضا ظاهرة الإلحاد في مصر لـ"عدم وجود خطاب ديني حقيقي يحاور الشباب على أرض الواقع".
وأضاف أن "وصول التيار الديني وجماعات الإسلام السياسي للحكم ترك انطباعا سيئا عن الإسلام، إضافة إلى الممارسات الشاذة الفكرية، التي تنفر الشباب من الدين".
وأردف أن بعض الجماعات الإرهابية التي تتخذ من الإسلام ستارا لها مثل داعش وأنصار بيت المقدس وغيرهما، ساهمت في إعطاء صورة خاطئة عن الدين.
ودعم بعض المغردين هذا التوجه بالقول إن ما رأوه من "الإسلاميين" هو ما دفع المصريين إلى الابتعاد عن الدين.
وفي المقابل، رأى قسم آخر من مستخدمي تويتر أن كل الزوبعة التي أحدثت حول الملحدين وعدد من القضايا الأخرى مجرد وسيلة لإلهاء الشعب عن "الفساد" في البلاد وغلاء الأسعار.

ملحدون في مصر.. حطموا مقهى الفلكي!
ما لبثت ردود الفعل حول تقرير الأزهر عن الإلحاد في مصر تهدأ حتى انطلقت شرارة التغريدات عن تحطيم مقهى الفلكي الذي قيل إنه كان يعد مكانا لتجمع الملحدين.
واحتدم الجدل حول أسباب إغلاق المقهى، فحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات والسخرية من قرار الإغلاق. وتداول البعض صورا تحمل تعليقات ساخرة لشخصيات من قريش تعود إلى أفلام عربية قديمة حول الأيام الأولى لظهور الإسلام، في إشارة إلى من كانوا في تلك الفترة يوصفون بـ"كفار قريش".
ودعا أحد المغردين كل من يعرف سائحا مقبلا على زيارة مصر إلى إسداء النصيحة له بعدم التردد على مقهى الملحدين واختيار مقهى للمؤمنين.​
​وفي السياق ذاته، اعتبر أحد المغردين أن مصر خالفت كل قواعد المنطق بتحطيمها لما سمته مقهى الملحدين، فبعد أوكار الدعارة والمخدرات أضحى الحديث عن أوكار الملحدين.
وبعد كل هذا الجدل الذي أثير حول تحطيم "مقهى الفلكي" في القاهرة، خرج محافظ العاصمة المصرية مصطفى سعيد ليؤكد أن الإغلاق جاء بسبب مخالفات، وليس بسبب ارتياد من يوصفون بـ"الملحدين" له.
ونفى المحافظ أن يكون قرار الإغلاق قد جاء بسبب كون المقهى "للملحدين كما يشاع" وإنما لافتقاده إلى رخصة.

«هافينغتون بوست»: امريكا تعاني أزمة خانقة منذ سمحت بالانقلاب على "مرسي"

هاجمت صحيفة «هافينغتون بوست» الأمريكية بشدة إدارة الرئيس «باراك أوباما» بسبب مواصلتها تقديم المساعدات لمصر رغم ما يحدث بها من إجراءات قمعية وانتهاكات لحقوق الإنسان.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أمس أن الولايات المتحدة تعاني من حالة شلل فيما يتعلق بالدفاع عن المبادئ الأساسية للديمقراطية، وأن نفوذ وقيادة الولايات المتحدة في تدهور مستمر، مشيرة إلى واقعة منع مصر دخول الباحثة الأمريكية «ميشيل دن» إلى أراضيها مؤخرا وعدم اتخاذ واشنطن أي رد فعل.
وتابعت «أمريكا لم تعد قادرة على تحقيق التوازن بين الدفاع عن القيم الديمقراطية التي تمثلها والقدرة على حماية مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط».
وذكرت الصحيفة أن الخطأ الذي ارتكبته الحكومة الأمريكية بشأن مصر هو السماح بالإطاحة بالرئيس المنتخب «محمد مرسي» من السلطة، ما جعل أنصاره ودعاة الديمقراطية يشكون في القيم التي تنادي بها الولايات المتحدة.
واختتمت «هافينغتون بوست» تقريرها بأن صمت الولايات المتحدة إزاء الانتهاكات الحالية في مصر يرسل رسالة خاطئة إلى بقية دول العالم مفادها، أن الإدارة الأمريكية ستستمر كحليف لمصر في تقديم المساعدات المالية والعسكرية بغض النظر على الفظائع والانتهاكات التي يرتكبها النظام الحالي.
وكانت «هافينجتون بوست» الأمريكية تحدثت في تقرير سابق لها في 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري عن أعمال القمع واستعادة نظام عهد الرئيس المخلوع «حسني مبارك»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة مصرة على تجاهل ما يحدث وغض الطرف عن الانتهاكات التي يمارسها النظام الحالي في مصر.
وأضافت «رغم أن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ارتكب أخطاء سياسية كبيرة وعرض البلاد لنزاعات طائفية على حد وصفها، إلا أنه لم يقمع الحريات ويمارس العنف ضد المعارضة مثلما يحدث في مصر حاليا».
وطالبت الصحيفة إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بالتوقف عن إرسال المساعدات للنظام الحالي في مصر حتى يتوقف عن ممارساته القمعية.

فيديو.. ضابط مخابرات أمريكي يفضح خطة تفريغ سيناء وحماية إسرائيل

بثت قناة "كلنا خالد سعيد" عبر اليوتيوب تحقيق متلفز تفضح فيه مخطط الانقلاب العسكري لتفريغ سيناء لصالح الكيان الصهيوني وحمايته.
ويوثق التحقيق شهادات لقيادات عسكرية توكد ذلك، وأيضًا للمسئولين بالدولة وقيادات شعبية منهم الدكتور عبد الله الأشعل، المرشح الرئاسي السابق، بالإضافة إلى ضابط المخابرات الأمريكي أنتوني شيفر.
ويشير الى اعترف السيسي , أن قادة الانقلاب ينوون تهجير المصريين من الدلتا ووادي النيل إلي غرب النيل عن طريق مبادلة أراضي الفلاحين في الوادي والدلتا بمساحات أكبر في توشكي، والقيام بتجميع أراضي مصر القديمة اللي فتتها الزمن لتحقيق حلم دولة الاحتلال الإسرائيلي في امتداد دولتها في المستقبل من الفرات إلى النيل.

هل تم اعتقال الصحفي محمدعلى بسبب التسريبات؟



الاعلامى محمد ناصر : فضيحة عمرها 28 سنة مهداة لكل سافل يدافع عن مبارك




25 ديسمبر 2014

صحفية إسرائيلية: عباس دكتاتور يدعم عنصرية إسرائيل

توقعت هاس أن تسقط السلطة وعباس لأنهما مجرد وكيل ثانوي لإسرائيل ـ أرشيفية
اتهمت صحافية إسرائيلية بارزة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمساعدة إسرائيل على "خلق بانتستونات"، على غرار البانتستونات التي أوجدها نظام الفصل العنصري للسود في جنوب أفريقيا.
ونوهت عميرة هاس، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم، إلى أن كلاً من المفاوضات التي امتدت على مدى عقدين من الزمان ودبلوماسية عباس البطيئة في الأمم المتحدة، عززت من قدرة إسرائيل على فرض وقائع جديدة على الأرض.
وأوضحت هاس، التي تقيم بشكل دائم في رام الله، أن قيادة السلطة تستحق حالة انعدام الثقة التي ينظر بها الجمهور الفلسطيني تجاهها، مشيرة إلى أن هناك ما يبرر حالة الشك التي ينظر بها الجمهور الفلسطيني للتكتيكات التي يتبعها عباس.
ووصفت هاس عباس بـ "الديكتاتور"، الذي لا يسمح لأحد بمشاركته في اتخاذ القرار.
ووجهت هاس، التي تنتمي إلى مدرسة "ما بعد الصهيونية" انتقادات حادة لقادة حركة "فتح"، قائلة إن قادة هذه الحركة لم يتعلموا شيئاً من فشلهم في انتخابات 2006، منوهة إلى أن قادة الحركة يتضامنون مع أجهزة السلطة الأمنية، التي تتعاون مع الجيش والمخابرات والإدارة المدنية الإسرائيلية.
وأوضحت هاس أن معظم الجمهور الفلسطيني لا يشارك عباس الرأي بضرورة التخلي عن العمل المسلح ضد إسرائيل، ويعتبرون أن هذا الموقف يقترب من الخيانة، مشددة على أن التشبث بالحق في الكفاح المسلح يمثل أحد "مقدسات التاريخ الفلسطيني".
وأشارت إلى أن موقف عباس السلبي من الكفاح المسلح، يأتي في الوقت، الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي قتل الفلسطينيين وجرحهم، حتى في ظل حالة الهدوء التي تشهدها الضفة الغربية.
وتوقعت هاس أن يسقط عباس بسبب دكتاتوريته، وأن تسقط السلطة لأنها مجرد وكيل ثانوي لإسرائيل.
من ناحيته دعا المعلق تسفي برئيل عباس لعدم الاستجابة للضغوط التي تمارسها أمريكا بعدم التوجه للأمم المتحدة، وتقديم طلب لتحديد موعد لإنهاء الاحتلال على الأراضي المحتلة.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الأربعاء سخر برئيل من الحجج التي يسوقها الأمريكيون "وغيرهم"، الذين يدعون أنه يتوجب على عباس الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، على أمل أن تتشكل حكومة إسرائيلية "أكثر اعتدالاً"، معتبراً أن كل من يتشبث بهذا الافتراض يكون على "حافة الهذيان".
ولفت برئيل الأنظار إلى أنه في حال فاز بنيامين نتنياهو مجدداً فإن فوزه يعني إضفاءً للشرعية على سلوكه خلال فترة الحكومة الحالية، مشيراً إلى أن نتنياهو يقدم نفسه على أساس أنه "السد المنيع أمام إقامة دولة فلسطينية".
وواصل برئيل، قائلاً إنه حتى لو حدثت معجزة وفاز تحالف يسار الوسط وأصبحت تسيفي ليفني رئيس وزراء، فإن مواقفها السياسية معروفة، فهي تتحدث عن ضرورة استئناف المفاوضات، لكن جوهر المفاوضات لا يعنيها، حيث أنها تتشبث باستمرار السيطرة الإسرائيلية على حائط المبكى والمستوطنات وغيرها.

رئيس الموساد الأسبق: المشروع الصهيوني نحو الانهيار

الهجرة الإسرائيلية العكسية آخذة بالتحوّل إلى حالة جماهيرية جارفة

حذرت مرجعية عسكرية وأمنية إسرائيلية بارزة من انهيار المشروع الصهيوني بفعل السياسات التي تتبعها إسرائيل.
وقال الرئيس الأسبق لجهاز "الموساد"، شفطاي شفيط، إن إسرائيل تواجه التحديات الإستراتيجية بعمى وبجمود فكري وسياسي، بشكل لا يدفع إلى الاطمئنان على مصير المشروع الصهيوني برمته.
وفي مقال نشره مساء الإثنين موقع صحيفة "هارتس" تساءل شفيط، الذي يعد من أشهر رؤساء "الموساد": "كيف حدث أنه في الوقت الذي أصبح مصيرنا متعلقا بالعلاقة مع الولايات المتحدة، تحرص حكومتنا على توتير العلاقات مع واشنطن على هذا النحو".
وواصل شفيط طرح أسئلته الصعبة: "كيف حدث أن أوروبا التي تمثل السوق الأكبر لنا تغلق أبوابها أمامنا وتوشك على فرض عقوبات علينا"، مستهجناً من رهانات تل أبيب على تعزيز العلاقات مع كل من روسيا والصين.
وأشار شفيط إلى أنه بفعل السياسات الإسرائيلية تعاظمت الكراهية لليهود بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، في حين أن الدعاية والدبلوماسية الإسرائيلية تنتقل من فشل إلى آخر، في الوقت الذي يحقق فيه الفلسطينيون انجازات كبيرة ومهمة.
ونوه شفيط إلى أن إسرائيل تخسر مواطن تأييدها في الأكاديميات الغربية، سيما في الولايات المتحدة، وأهمها على صعيد الطلاب اليهود الأمريكيين، الذين باتوا غير مستعدين للدفاع عن السياسات الإسرائيلية الرسمية.
وأشار شفيط إلى تعاظم حركة المقاطعة الدولية على إسرائيل واشتداد أثرها وانضمام عدد كبير من النخب اليهودية المثقفة إليها.
واعتبر شفيط أن حرب غزة الأخيرة تدلل على أن إسرائيل مصابة بعمى استراتيجي، مشيراً إلى أن إسرائيل استخدمت كل قوتها العسكرية هذه المواجهة غير المتناسبة مما قلص من قوة ردعها.
وأشار إلى أن الجدل المحتدم في إسرائيل يدلل على تهاوي روح التضامن في المجتمع الصهيوني "التي تمثل إحدى ضمانات بقائنا هنا"، على حد تعبيره.
وشدد شفيط على أن أكثر ما يدلل على الخطورة التي تواجه المشروع الصهيوني حقيقة أن مزيداً من الإسرائيليين يتهافتون للحصول على جواز السفر الأجنبي، بسبب تدهور الشعور بالأمن الشخصي لدى الإسرائيليين.
وأوضح شفيط أن ما يفاقم الشعور بالقلق لديه حقيقة أن التيار الديني الصهيوني، الذي بات يهيمن على الكثير من دوائر صنع القرار، معني باندلاع حرب دينية مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين، محذراً من أن سلوك هذا التيار سيفضي إلى توحيد العالم الإسلامي ضد إسرائيل.
وشدد شفيط على أن المخرج الوحيد الذين يضمن بقاء المشروع الصهيوني هو التعاطي بإيجابية مع المبادرة السعودية، مشدداً على ضرورة فتح قنوات اتصال سرية مع مصر والسعودية لانهاء الصراع بناءً على ما جاء في المبادرة.
واستدرك شفيط مشككاً في نوايا وقدرة نتنياهو على الإقدام على مثل هذه الخطوة بسبب وقوعه تحت تأثير التيار الديني الصهيوني.

زهير كمال يكتب: عمر بن الخطاب والفرس

في تصريح لافت للانتباه، انتقد آية الله هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام شتم الصحابة والاحتفال بمقتل الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله عليهم، مضيفاً أن ذلك قاد إلى نشوء تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية.
قبل هذا، صدر تصريح مماثل للزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقد اتهمه بعض علماء الشيعة المتشددين بالسفه ووصفوه بأقذع الأوصاف.
فالمغالون من الإخوة في المذهب الشيعي وخاصة في إيران يحقدون على عمر بن الخطاب وهناك مزار لفيروز أبي لؤلؤة المجوسي الذي قام بتنفيذ عملية اغتيال الخليفة عمر وبعضهم يدعي ان المزار هو قبر فيروز نفسه وهذا خطأ تاريخي فقد قام فيروز بقتل نفسه بعد تنفيذ الإغتيال حيث تجمع عليه المصلون ورموا عليه عباءة فقتل نفسه بالخنجر الذي أودى بحياة سبعة من المصلين كانوا ضمن ثلاثة عشر جريحاً منهم عمر الذي توفي بعد فترة قصيرة تتراوح بين ستة ساعات وأربع وعشرين ساعة.
ولم يقم أحد بنقل جثمان فيروز من المدينة حيث دفن فيها.
لا يعرف المغالون من الشيعة ان فيروز لم يكن سوى أداة ، ومؤامرة الإغتيال هي من تدبير بني أمية وحليفهم المغيرة بن شعبة مولى فيروز.
كتب التاريخ لم تبحث جدياً في هذا الموضوع ولم يتم التحقيق في الأمر في حينه رغم إصرار علي بن أبي طالب على ذلك ويمكن القول انه قد تم لفلفة الموضوع من الخليفة الجديد عثمان بن عفان الأموي، وكان الإجراء الوحيد الذي اتخذه هو عزل المغيرة بن شعبة عن ولاية الكوفة وعلق على الموضوع قائلاً ( ماذا تريدون أكثر من ذلك ، ها أنا قد عزلته ) .
قبل الدخول في موضوع المقال وهو المساهمة القيمة التي قدمها الفرس الذين دخلوا الإسلام في مساعدة عمر على بناء الدولة الإسلامية ، لا بد من الإشارة أنه بعد استشهاد الحسين بن علي وتكون المذهب الشيعي أخذ بعض علماء المذهب البحث بأثر رجعي عن الأخطاء والمساوئ التي طالت الأسرة الهاشمية. وكأمثلة على ذلك ما حدث في سقيفة بني ساعدة وترشيح أبي بكر لخلافة النبي ودور عمر في الدفع بقوة في هذا الاتجاه. وكذلك موضوع أرض الفدك وموقف أبي بكر وعمر في عدم توريث فاطمة لهذه الأرض اعتماداً على النص ان الأنبياء لا يورثون.
رغم ان هذا الموضوع قد سودت فيه آلاف الصفحات بين رد وسجال الا أنني أرى أن بعض الشيعة هم ملكيون أكثر من الملك ، فلم تسجل كتب التاريخ كلمة واحدة صدرت عن علي في الاحتجاج على قصص تحولت الى مشاكل كبرى ، بل إن حماسه واندفاعه ونشاطه خلال فترة خلافة عمر ساهمت مساهمة فعالة في صياغة الدولة الإسلامية على الشكل الذي نعرفه ، فما من قانون صدر أو قرار اتخذ إلا وكان لعلي أصبعاً فيه من خلال الإفتاء بموقف الإسلام في المواضيع والأحداث التي كانت تجري بوتيرة سريعة جداً في تلك الفترة الهامة من التاريخ.
ولعل أعظم إنجاز لعلي هو تأييد عمر في توزيع أرض السواد ( العراق) على فلاحي البلاد الأصليين وما تبع ذلك في باقي البلاد المفتوحة، وخالفا في ذلك ما كان متبعاً أيام الرسول في طريقة تقسيم الغنائم. معتمداً على نصوص قرآنية تخالف النصوص السائدة والمتعارف عليها، واجتهاد ثوري كهذا شجع سكان البلاد الجدد على الدخول بشكل طوعي في الدين الذي لا يفرق بين عربي وعجمي ألا بالتقوى.
ولو أردنا إعطاء وصف لعلي في تلك الفترة لقلنا انه نائب الخليفة ومفتي الدولة فهو باب مدينة العلم. وهناك بعض الكتب التاريخية التي تذكر أن عمر بن الخطاب كان يفضل ويحبذ خلافة علي له ولكن تحالف الأغنياء في ما بقي من العشرة المبشرين بالجنة والذين اختارهم عمر لإختيار صحابي يخلفه قد حال دون ذلك. ولا شك أن أختيار رأس الدولة بحيث لا يمت بصلة قرابة لسلفه هي فكرة ثورية أخرى جاء بها الإسلام ومما يتناسب مع ما وصلت اليه البشرية في وقتنا هذا من تطور في الانتخاب الحر والديمقراطي لرأس الهرم، ولكن هذا موضوع آخر.
كلمة الدولة تعني النظام، وهي أن المجتمع يقوم بتنظيم نفسه بحيث يعرف كل فرد فيه حقوقه وواجباته ، وقد بدأت الدولة الإسلامية تأخذ هذا المسار في عهد عمر بن الخطاب، أصبح هناك جيش منتظم يحارب على جبهتين في الشمال ويستدعي ذلك أن تكون له قيادة عسكرية ثابتة مسؤولة لها مهام محددة ويمكن عزلها أو عزل أفراد منها، وأصبح لها مخازن تموين وتسليح ، أما أفراده فمن حقهم أخذ إجازات للذهاب لروية ذويهم كل فترة ، كما أن اختيار الأفراد لهذا الجيش له مواصفات معينة كأن لا يكون وحيد الأبوين وغير ذلك.
وأصبح للدولة دخل ثابت من الزكاة وعليها دفع رواتب للمحتاجين ، ويترتب على ذلك تسجيل دافعي الزكاة السنوية ومن تخلف منهم ، وتسجيل المحتاجين ومن قبض منهم.
أمور كهذه تقوم بها الوزارات في أيامنا هذه وتعتبر من المسلمات او البدهيات ، ولكن في تلك الأيام حيث لم تعرف الجزيرة العربية أي تنظيم سابق فقد كانت بمثابة معجزة كبرى.
وهذا يقودنا الى موضوع الدواوين التي قام عمر بن الخطاب بتأسيسها لتنظيم الدولة.
ولكن من قام بتنفيذ هذا العمل الجبار؟ ومن أداره بشكل يومي؟
في البحث في كافة الكتب التاريخية التي أرخت لتلك الفترة لا نجد سوى النزر اليسير عن هذا الموضوع ، كما أن الباحثين في العصر الحاضر لم يقوموا بعمل أي بحث جاد في تفصيلات هذه النقطة.
ويشبه البحث والتدقيق في هذا الأمر تركيب صورة ممزقة ولا بد من تجميعها كأن تبدأ بالاركان ثم القطع التي بها حافة مستقيمة الخ .

أما في تاريخ الحقبة المشار اليها والتي بدأ تسجيل أحداثها بعد ثمانين عاماً من وقوعها فقد ركزت كتب التاريخ، على قلتها ، بالرسول ،أقواله وأفعاله أولاً ويأتي خلفاؤه في المرتبة الثانية بدون تفصيل وإسهاب ، ولا يخفى تحيز بعض كتاب تلك الفترة للقارئ الذي يشتري الكتاب وهو الخليفة أو الوالي.
وفيما يلي النقاط الجوهرية في الوصول الى الحقيقة في هذا الموضوع:
أولاً: أن عدد الذين يتقنون الكتابة والقراءة في كافة الجزيرة العربية لم يتجاوز 17 فرداً أيام الرسول وليس ممكناً أن يزيد العدد بحيث يستوعب العدد الكبير الذي تحتاجه الدواوين ، ومن الجدير بالذكر أن الرسول قد استعان في كتابة القرآن على عدد منهم ولم يكن شرطاً أن يكونوا مسلمين أو مخلصين له ، وقد أهدر الرسول دم واحد من كتاب الوحي هو عبدالله بن أبي سرح، كان ضمن أربعة فقط عند فتح مكة ، رغم أن مكة كلها كانت تحاربه على ما هو معروف، مما يدلل على فداحة جرمه رغم أنه كاتب وحي.
ثانياً: أن الدواوين في الجزيرة العربية والعراق كانت مكتوبة باللغة الفارسية ، أما دواوين بلاد الشام فقد كانت باللغة البيزنطية وفي مصر باللغة القبطية، وقد تم تحويلها الى اللغة العربية بعد فترة طويلة وربما بعد إدخال التنقيط على اللغة حيث تم تمييز الأحرف عن بعضها بحيث أمكن فهم النص من الكتابة وليس من المعنى. (مثل بسيط فإن حرف ب، ت، ث بدون تنقيط كانت متشابهة ولهذا فانه يمكن قراءة كلمة باب على عدة نواحٍ مثل تاب وثاب وبات الخ) .
ثالثاً: أن كلمة الديوان جاءت من كلمة ديوانه وهي كلمة فارسية تعني المجانين وقد أطلقها كسرى على الموظفين الذين وجدهم مشغولين بالحسابات. وتذكر الكتب أن الوليد بن هشام بن المغيرة قد ذكر لعمر أن الروم يستعملون الدواوين.
رابعاً: انهارت أمبراطورية فارس وهناك كوادر من الذين عملوا في الدواوين أصبحوا عاطلين عن العمل بينما ما زالت امبراطورية بيزنطة تتقهقر ويمكن لكوادرها أن تغادر المناطق التي دخلها العرب الى المناطق التي ما زالت تحت سيطرة الجيش الرومي في تركيا.
وتذكر كتب التاريخ أن عدداً من الفرس كان موجوداً في المدينة عند اغتيال الخليفة عمر. وليس من سبب لوجود الفرس في العاصمة العربية سوى للعمل فيها ولم يكن هناك عمل سوى الدواوين. ولكن كان شرط الخليفة أن لا يدخل المدينة سوى المسلمين فقط وهذا يعني أنهم أشهروا إسلامهم.
خامساً: ضمن الكوادر التي وصلت المدينة رجل يدعى الهرمزان ، قالت الكتب في وصفه إنه كان ملك الأهواز ويمت بصلة القرابة لكسرى وهو أحد أعمدة البيوت السبعة للعائلة المالكة. ولا يتسع المجال لرواية قصة إسلامه ولكن كان أول انطباع له عندما رأى الخليفة عمر نائماً في المسجد النبوي أنه ينبغي أن يكون نبياً. وكثير من المؤرخين يعترف بأنه قد أسلم وحسن إسلامه.
سادساً: نصح الهرمزان عمر قائلاً: :كيف تعرف أن فلاناً أخذ دراهمه هذا العام ؟ وكيف تعرف أنه لم يأخذها مرتين؟ وفي كتاب آخر يذكر المؤرخ أنه كان في المدينة بعض مرازبة الفرس ( جمع مرزبان وهو يلي ملك الفرس في المرتبة) ويستطرد فلما رأى المرزبان حيرة عمر قال له: يا أمير المؤمنين إن للأكاسرة شيئاً يسمونه ديواناً جميع دخلهم وخرجهم مضبوط فيه لا يشذ منه شيء ، وأهل العطاء مرتبون فيه مراتب لا يتطرق اليها الفتنة. ولم تعرف المدينة سوى مرزبان واحد دخل اليها وهو الهرمزان.
سابعاً: أن عمر قد رصد راتباً شهرياً للهرمزان قالت الكتب إنه ألفا درهم، والمعروف عن عمر أنه فرض لنفسه ستين درهماً ولهذا فالمبلغ المذكور يعتبر ضخماً قياساً ، وكما هو معروف فإن عمر لم يفرق بين ملك وبدوي فقير ، فإن هذا المبلغ لم يكن لسواد عيون الهرمزان وإنما للصرف على الدواواين التي تحتاج ورقاً وأحباراً وهي من المواد الثمينة تلك الأيام ويتم إحضارها من مصر أو الصين فقط، وربما لتغطية رواتب الموظفين في الدواوين المختلفة ( الجند، الزكاة، الخراج، البريد الصادر والوارد، الخ). ويحتاج الأمر الى معرفة تكلفة هذه البنود في تلك الأيام ، ولكن هذا بحث آخر.
ثامناً: لم تذكر الكتب سوى أسماء ثلاثة موظفين في الدواوين وهم من العرب على النحو التالي :
عقيل بن أبي طالب.
مخرمة بن نوفل.
جبير بن مطعم بن عدي.
كانت الصفة الجامعة لهؤلاء الثلاثة أنهم خبراء في الأنساب في الجزيرة العربية. مما يعني أنه قد تم إحصاء وتسجيل سكان الجزيرة العربية لأول مرة في التاريخ. ويعني أيضاً جداول الزكاة والعطاء.
وقد ذكرت الكتب أن عقيل بن طالب كان يحتفظ بطنفسة ( سجادة صغيرة) يطرحها لنفسه ويصلي عليها في المسجد النبوي وهو أول من فعل ذلك. كما ورد أن جبير بن مطعم هو أول من لبس طيلساناً ( شال أو وشاح) في المدينة. ويبدو تأثير حضارة فارس على الاثنين ، فالهرمزان أو الفرس العاملين في الدواوين قد قدموا لهما هذه الهدايا البسيطة) .
وبتجميع النقاط السابقة كما تجمع الصورة الممزقة، يتضح أن المسلمين الفرس قدموا خدمات جليلة للدولة الإسلامية وساهموا مساهمة فعالة وأساسية في بنائها وكان الهرمزان لعمر بمثابة سلمان الفارسي للرسول الذي وصفه قائلاً ( سلمان منا أهل البيت). ومن الجدير ذكره أن الخليفة عمر بنفسه قام على رأس وفد كبير من الصحابة باستقبال سلمان على باب المدينة عند قدومه اليها. فأحد صفات عمر الأساسية التواضع الجم ورأس الدولة لا يمنعه مركزه من استقبال فرد مميز فيها ولا يقتصر الأمر على رؤساء الدول فقط كما يحدث الآن.
سلمان أنقذ الإسلام بالفكرة التي أقترحها بحفر الخندق في غزوة الأحزاب ولم يكن هذا عن خبرة عسكرية كما قالت كتب التاريخ بل لأنه نشأ في بيئة زراعية تمارس حفر الترع لسقي النباتات. وقد وصف أبو سفيان هذا العمل بأن الأعراب لم تكن لتأتي بمثله. وهكذا الدواوين فالأعراب لم يكونوا قادرين عليها في البداية وقام بتنفيذها الهرمزان واستعان على ذلك بكتبة الدواوين السابقين في أمبراطورية الساسان. 
كانت الدولة الإسلامية في خلافة عمر خلية نحل تعمل بكل طاقتها وكان الخليفة يطبق قانون السماء على الأرض أن لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى بدون منة على أحد ، وبذل المسلمون الفرس طاقتهم كلها لخدمة الدولة الجديدة وليس هناك أسطع مثلاً من نصيحة الهرمزان لعمر بتوجيه الجيش الإسلامي الى الأهداف الصحيحة داخل الأمبراطورية مما يعني أنه كان يعمل مستشاراً عسكرياً للدولة . وكانت آخر كلماته عند مقتله هو الشهادتين. أما قاتله عبيدالله بن عمر فقد هرب الى معسكر معاوية بن أبي سفيان خوفاً من قصاص علي بن أبي طالب. 
أولى بأحفاد المسلمين الفرس الأوائل أن يعيدوا حساباتهم ونظرتهم الى عمر أسوة بأجدادهم ، وأن يستمعوا الى نصيحة هاشمي رفسنجاني التي تدل على قراءته الصحيحة للتاريخ.

ذ.عبد الله بوفيم يكتب: إسرائيل الكبرى تتحقق سريعا

الكثير يعلم أن الصهاينة يخططون لدولتهم الكبرى التي حددوها ما بين نهري النيل والفرات وعلمهم طبعا يحمل نجمة داوود عليه السلام وتعني حكمهم ما بين خطين أزرقين هما نهري النيل والفرات.
الذي يفهم قليلا مما يقع في العالم العربي وبالخصوص ما بين نهري النيل والفرات سيفهم أنها عمليات تخريب وقتل وإبادة ممنهجة للمسلمين دون غير المسلمين تمهيدا طبعا لتتوسع إسرائيل على مناطق المسلمين فيما بين النهرين.
ما يقع حاليا في العراق هو تخريب وإبادة وتهجير للمسلمين في غرب نهر الفرات التي لا تريد فيه إسرائيل مسلما ذا عزة أو شوكة, لذلك فقد خطط الصهاينة مع بعض أحبتهم العرب وخلقوا وهما أسموه داعش ألصقوه بعدها بكل مجاهدي يذود عن عرضه وماله ونفسه فجعلوه داعشيا فاستحلوا دمه وحرضوا العالم أجمع عليه.
ما وقع وما يزال يقع في سوريا هو تخريب ممنهج بتمويل وتحريض وتغطية صهيونية بالطبع بغية تهجير وقتل المسلمين فيها كي تتوسع عليها إسرائيل قريبا فتعيد إعمارها بأموال العرب طبعا لفائدة الصهاينة.
بعض حكام العرب يخدمون إسرائيل الكبرى عن دراية وعزم بل منهم من يخدمها أكثر مما يخدمها أي صهيوني في العالم, فهاهم يشاركون في قتل المسلمين ظلما وعدوانا في سوريا والعراق واليمن ومصر, مشاركة إجرامية بالطيران والدبابات والقتل والتسميم وكل الوسائل القذرة في الحروب.
بعض حكام العرب صور لهم الصهاينة الشباب المؤمنين عدوا خطيرا فلم يعد لهم من هدف غير تصفية الشباب المؤمنين وتمويل ودعم وتشجيع كل من يصفيهم.
لقد انساق الكثير من الكتاب وراء تسمية الصهاينة لحراك الشعوب العربية بالربيع العربي ولم أكن ممن انساقوا معهم ولله الحمد بل أسميته من أول يوم خريفا عربيا لأنه بحق اسقط الكثير من أوراق العرب سياسة وثقافة ودينا واقتصادا, لقد كشف الخريف العربي الكثير من الأمور التي كانت غامضة وعرى أشجار الحكم في الكثير من الدول العربية.
قد يحسب البعض أن شباب العرب تحرك من تلقاء نفسه وخلق ثورات الخريف العربي التي زعزعت الكثير من حكام العربي وأسقطت بعضهم, لكن الحقيقة هي أن الإعلام الصهيوني المسيطر هو من حرك كراكيزه في الكثير من الدول في الفايسبوك والتويثر فصنعوا شبابا غاضبا لتحقيق أهداف بعيدة المدى.
الصهاينة مدركون أن الإسلاميين في العالم الإسلامي والعالم أجمع يبنون قلاعهم وينشرون دينهم ويتوطدون يوما بعد يوم, وإن تركوا لنموهم الطبيعي فسيكون من الصعب جدا كسرهم, لذا لا بد من منعهم من الرسوخ وإخراجهم للفعل السياسي قبل نضجهم كي يسهل كسرهم ودحرهم وقهقرتهم عشرات السنين نحو الوراء.
لم يكن الإسلاميون من حركوا الشارع العربي ولا من قادوا الثورات بداية بل انساقوا وخرجوا ورغما عنهم خوفا من أن يتولى القيادة والسيطرة غيرهم, ولم يتفوقوا في تحقيق مكاسب لهم إلا بحسن التنظيم الذي لم يكن لدى من حركوا الشوارع عبر الانترنيت.
حال تحققت ريادة الاسلاميين لدولهم ولشوراع دولهم حركت الصهيونية العالمية التابعين لها وفي كل مكان فوحدتهم جميعا بأن جعلت هدف توحدهم هم هزم الاسلاميين والفتك بهم ومضايقتهم بمضايقة الدين الذي يجعلونه مبرر قوتهم.
جميع المكتسبات التي حققها الإسلاميون وعلى مدى عشرات السنين في دولهم وفي العالم فقدوها في اقل من سنتين وسيرجعون للبناء ومن جديد لكن بناء سليما في الحقيقة بناء يعتمد القوة, قوة الحجة وقوة القوة وقوة العنف أيضا.
لهذا فإن الدول التي تدعم الصهاينة في حربهم على المسلمين في العراق وسوريا ومصر ستكون هي الضحية طبعا وستعاقب من الصهاينة وحلفائهم الشيعة المجوس أبشع عقاب وبتهمة أنهم تابعين للصهيونية العالمية.
حال يتحقق غزو الصهاينة المباشر للعراق وسوريا تحت غطاء الحرب على الإرهاب وتمويل بعض حكام العرب لإعمارها لصالح الصهاينة طبعا, سيكونون بعدها فقراء معدمين لا خوف منهم ولا رجاء منهم, يحق للصهاينة والشيعة المجوس حينها الرجوع عليهم والفتك بهم فتكا لم تعرف البشرية مثيلا له من قبل.
حينها سيفهمون بعد فوات الأوان أن من يسمح للعدو بالقضاء على أخيه سيرجع عليه العدو حال الانتهاء من أخيه.
عسكر مصر يخرب الأحياء والمدن ويهجر ويقتل ويستبيح الحرمات خدمة للصهاينة في كامل سيناء تمهيدا للتنازل عليها لإسرائيل طبعا والثمن طبعا هو بقاء العسكر يحكم مصر وينهب خيرات مصر, ومهمته في الحكم طبعا هي التخريب والتدمير والقتل والسفك.
حال ينفضح بعض الحكام المشاركين في تحقيق إسرائيل الكبرى, سينقلب عليهم عامة الشعب المستغفل حاليا والذي لا يفهم إلا بالملموس, بعدها سيظهر الأسود ويتولوا القيادة لما تبقى من دولهم ممهدين لتحرير ما سلب من دولهم.
بالطبع كل الصهاينة والمتصهينين وغير المسلمين سيكونون رعايا خاضعين للصهاينة وبالتالي لن يبقى في مناطق المسلمين إلا المسلمون الصادقون المتحملون للجوع والمرض والذين سيسعون لإيجاد حلول لمشاكلهم بما تحت أيديهم من مؤهلات وسيهاجر إليهم المؤمنون الجدد بخبراتهم من كل مناطق العالم لبناء معالم دولة قوية تتوسع إحقاقا للحق ونشرا للعدل وردعا للكفار المعتدين على حرمات المسلمين.
*مدير صحيفة الوحدة المغربية

سليم عزوز يكتب: "هو القرضاوي.. إن كنت جاهله"

لم يكتف أزلام الانقلاب بالنصر الذي حققوه بإغلاق "الجزيرة مباشر مصر"، فبدا الدكتور يوسف القرضاوي، هو المطلوب، وأن القوم لن يشعروا بالانتصار، ما دام فضيلته على قيد الحياة، بعد أن أغروا به صبيانهم في فضائيات الثورة المضادة، فتطاولوا، وهم الأقزام، على قامته، فما ضر البحر أمسى زاخراً أن رمي فيه غلام بحجر!
لقد استمعنا لمن يقولون، إن إغلاق "الجزيرة مباشر مصر" لا يكفي، وأنه لابد من تسليم القرضاوي لسلطة الانقلاب العسكري لمحاكمته، ثم قرأنا لمن يكتب أنه سوف يسلم بالفعل، بعد أن وصفه بالإرهابي، مع أن هذا الإرهابي كان يتولى رئاسة مجلس إدارة موقع "إسلام أون لاين"، وكان هو يعمل فيه، محرراً بالقطعة. 
والمشّاؤون بنميم يمارسون نشاطهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وفق سياسة "كيد النساء"، عندما يكتبون أن الشيخ فتح النار، على أمير قطر. وتشاهد الفيديو المرفق فلا تجد ناراً أو ماء!
فمنذ الانقلاب العسكري، بدا واضحاً أن الشيخ القرضاوي أعلم أهل زمانه، على رأس المطلوبين للانتقام منه، ومن عجب أن سفهاء الثورة المصرية، الذين مثلوا غطاء ثوريا للثورة المضادة، التي قادها عبد الفتاح السيسي، ناصبوا الرجل العداء، تقليداً لزعيمهم الجديد، ومنهم من يضمر للإسلام العداء، من يسار "السبوبة"، ولأنهم لا يستطيعون الجهر بهذا العداء، فقد وجدوا في الدكتور القرضاوي ضالتهم، ليصبح رفعت السعيد هو رمز الثورة، وهو من أذيال نظام مبارك، ويصير صاحبنا هو العدو، مع أن دوره في الثورة يُذكر فيشكر، وهذا هو "بيت القصيد".
لا بأس، فإسلامنا الوسطي يمثله القرضاوي، في حين أنهم يريدون لإلهام شاهين أن تمثل وسطية الإسلام، في زمن كلّف فيه زعيمهم الأوحد عبد الفتاح السيسي، "فاطمة ناعوت" بتصحيح الإسلام!
القرضاوي عندي ليس مجرد فقيه وعالم كبير، قرأت له في صباي كتابه "الحلال والحرام في الإسلام"، فوقفت على قدر الفقيه المجتهد، وهو الكتاب الذي ألّفه في شبابه، وفي زمن كان فيه نضوج الناس يكتمل مع بلوغ سن المراهقة، ومن المعلوم أننا في زمان يحسب فيه الناس في عداد الموتى، ومع ذلك فإنهم لم يصلوا إلى مرحلة النضوج بعد.. "عبد الفتاح السيسي أنموذجاً"، مع أنه يقدم نفسه على أنه صاحب فتوحات، وفي أحيان أخرى صاحب كرامات!
والسيسي في تجلياته، يرتقي بيهود "بني قريظة" إلى "سدرة المنتهى" والمراتب العليا، فلا أدري لماذا لم ينتبه أحد، إلى تفسيره العبقري للآية الكريمة "وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم".
فقال في حشد من قومه، وعلى الهواء مباشرة، أنه توقف كثيراً أمام هذه الآية، وخلص منها بعد التوقف بأن هؤلاء "الآخرين"، هم الذين سيخرجون لحماية الدولة المصرية. في حين أن إجماع المفسرين يكاد يكون منعقداً على أنهم "بنو قريظة". 
ونحن عموماً في انتظار من سيحمي دولته من السقوط، لنعرف من هم يهود "بني قريظة"، ولنفرق بينهم بتدخلهم وبين يهود "بني قينقاع"، ويهود "بني النضير".. فاليهود تشابهوا علينا!
قيمة القرضاوي عندي، في أنه جمع المجد من أطرافه، فهو ليس فقط فقيها وبحر علم، ورمزا لإسلام الحضارة والتقدم الذي يريدون له أن يختفي من الوجود، ليحل محله الإسلام الرجعي، ليصبح الطريق ممهداً للسيسي، لأن يصبح من أهل الفتوحات، وتصبح فيه "فاطمة ناعوت" هي مجددة العصر، وفقيهة الأمة، حيث لا أمة.
فالقرضاوي إلى جانب كونه هذا العالم والفقيه، فهو زعيم ثائر على الاستبداد، طارده عبد الناصر من قبل، ويطارده عبد الفتاح السيسي من بعد، وكلاهما طلب من قطر تسليمه، ولأنهما جاءا من هامش المجتمع المصري، فليسا على دراية بالقيم العربية الأصيلة، إذ كيف يقبل عربي تسليم من استجار به.
ولأن عبد الناصر ولعدم إلمامه بالقيم الأصيلة التي تحكم مصر، ظل يطلب من حكام الدوحة تسليم القرضاوي، فلم يجدوا بدّا في مواجهة هذا الإلحاح إلّا منحه الجنسية القطرية. فما دامت القيم لم تحل دون الطلب، فليكف الجاهل بها عن طلبه امتثالاً للقانون، لكن السيسي خارج على القيم والقانون معا، إذ كيف يطلب غلمانه، من قطر ان تسلم مواطناً من مواطنيها؟!
لقد كان دور الشيخ في الثورة المصرية، مؤثراً في اللحظة التي كادت فيها الثورة يقضي عليها، فهذا هو القرضاوي إن كنت جاهله.
كان مبارك، قد ألقى خطابه العاطفي، مما أحدث فتنة في صفوف الثوار، وقضينا ليلة نعيش المشاعر المتضاربة، وفي الصباح لم يكن في الميدان كثيرون، وكان الجدل محتدماً بين قلة تريد أن تبقى، وأغلبية تريد أن تغادر، وحدثت غزوة الجمل، والذي كان يتم الاستعداد لها من الليلة السابقة على النحو الذي أوردته في مقالات عدة، وكان أن تم حصار الميدان، وفي هذا اليوم كان البيان التاريخي للشيخ القرضاوي، الذي كان على فراش المرض، ومع هذا تحامل على نفسه حتى بلغ استوديو قناة "الجزيرة"، وأفتى بأن الذهاب لميدان التحرير في يوم الكرب هذا لنصرة من فيه "فرض عين" على كل قادر عليه.
وظلّت "الجزيرة" تعيد إذاعة البيان، والحشود تأتي من كل فج، وقد غادرته في الساعة الثانية فجراً إلى منزلي لأستريح بعد يوم عاصف، وإذ كان علي أن أقطع مسافة كبيرة سيرا على الأقدام في ظل قرار حظر التجول، حيث لا وجود لسيارات إلا نادراً، فقد تمكنت من رؤية الأفواج، القادمة سيراً أيضاً في مشهد مهيب، استجابة لفتوى القرضاوي، وهي أفواج عندما رأيتها نمت مطمئنا على الثورة.
وكان طبيعياً بعد ذلك أن يأتي الشيخ الجليل، إلى ميدان التحرير في جمعة النصر، التالية لجمعة الرحيل، ليكون خطيبها، وهو رمز الثورة، الذي حافظ عليها من السقوط، ببيان دخل التاريخ في وقت خرج فيه مبارك منه.
وعداء الانقلاب العسكري للشيخ القرضاوي يأتي في هذا السياق، وقد كان عبد الفتاح السيسي هو المشرف وبشهادة الدكتور محمد البلتاجي، على دخول البغال ميدان التحرير، وكانت لفتوى القرضاوي الدور المهم في دحر العدوان، واستكمال الثورة، وانتصار الثوار.
ليس فيما قلت الآن جديد، بسبب المتغيرات الأخيرة، فقد كتبته في وقته، وثمنت دور الشيخ في الثورة مبكراً.
والحكاية وما فيها، أن الثورة المضادة التي تحكم مصر الآن في عداء مع كل مكونات ثورة يناير، وإن كانت تعتمد في أجندتها على أولويات وضعتها. وقد نقل مبكراً على لسان أحد أعضاء المجلس العسكري أن كل من هتف ضد حكم العسكر سيدفع الثمن، وما لم يقله أنه وكل من شارك في ثورة يناير سينتقم منه، فحتى أولئك الذين ناصروا عبد الفتاح السيسي، ومثلوا غطاء ثورياً لثورته المضادة وضع فريق منهم في السجون، ولما يبق في خدمة الحكم الجديد من ثوار يناير سوى "شرذمة قليلين"!
وكان من الطبيعي أن تكون "الجزيرة" و"القرضاوي" و"الإخوان" على رأس قائمة الانتقام، لأن الانقضاض الآن هو على ثورة يناير، دعكم من "عبيد إحسان الأنظمة" الذين يتطاولون على الرجل، فهؤلاء لا يمثلون شيئا في الموضوع!
في ظل الثورة المضادة، يصبح من الطبيعي أن يحصل مبارك على البراءة، وأن يطلب رأس القرضاوي.
وفي ظل حكم العسكر، من الطبيعي أن يكون القرضاوي هو العدو، وأن يكون عضو لجنة السياسات أحمد الطيب هو شيخ الأزهر!
وفي ظل سلطة البلهاء يظن أتباعهم أن القرضاوي يمكن أن يسلّم لعبد الفتاح السيسي!
قديما قيل "قطرياً" إن الدكتور يوسف القرضاوي هو مؤسسة عالمية تعمل في قطر!
فهل يسمع الصمّ الدعاء؟