19 فبراير 2015

الكاتب الصحفى سعيد نصر ينصح السيسى : مراجعة السياسات الفاشلة أفضل من ضرب الدماغ فى الحيط

هذا الخبر له دلالة خطيرة ، هكذا قلت لنفسى بمجرد قراءئته ، وملخص الخبر أن مجلس التعاون الخليجى اصدر بيانا انتقد فيه بشدة اتهام مصر لقطر بدعم الارهاب و أكد على سلامة موقف قطر من القصف المصرى لليبيا بالطائرات وعلى سلامة تحفظاتها بشأن بيان جامعة الدول العربية ، وقرار الجامعة المقدم لمجلس الأمن الدولى بشأن لبيا . والدلالة الخطيرة هنا ، ان موقف السعودية تغير ولو بشكل جزئى ، ولو لم يكن قد تغير ما كان قد صدر هذا البيان لمجلس التعاون الخليجى، وربما يكون موقف الامارات هو الآخر قد تغير بذات الشكل والدرجة ، بمعنى انهم لا يوافقون السيسى على اتخاذ الامم المتحدة بوابة لضرب الاخوان بذريعة داعش ، وهو ذات الموقف الذى يتخذه الرئيس الأمريكى اوباما من سياسة "مصر - السيسى "!!
واستكمالا للدلالة الخطيرة، فان هذا البيان يعكس فشلا ذريعا لدبلوماسية نظام السيسى وسياسته الخارجية ، حيث فشل عربيا ولم يستطع اقناع العرب بسلامة ووجاهة وتجرد مواقفه عن هوى رغبته فى تثبيت اركان النظام ضد الاخوان من جراء قصف ليبيا ، فضلا عن أن ضرب ليبيا بقرار منفرد سيترتب عليه لا محالة مخاوف فى دول مجلس التعاون المغاربى (الجزائر - تونس - المغرب ) من طبيعة الدور الذى تريد أن تلعبة سياسة مصر الخارجية فى فترة حكم الرئيس السيسى . ولعل ذلك يكشف سر خروج خبير عسكرى جزائرى ليحذر من أن الجزائر ستتدخل لحماية مصالحها فى حالة تكرار الضربات المصرية ضد ليبيا بعيدا عن اتفاق التفاهامات الخاص بالازمة اليبية بين البلدين ، والتدخل الجزائرى الذى يقصده الخبير العسكرى هنا ، هو تدخل ضد مصر وليس معها. وحيال كل ماسبق، وأمام فشل الدبلوماسية المصرية على المستوى الدولى ايضا بشأن ليبيا ، وخوفا من مهزلة اعلامية غوغائية منفلتة فى مصر تنعت مجلس التعاون الخيجى بالارهاب لوقوفه الى جانب قطر ، وهو ما يعقد الأمور على مصر بشكل اكبر ، ومن باب النصح للرئيس السيسى لا من باب الشماتة فيه ، فأننى أرى ان هذا الفشل يستوجب مراجعة للسياسات ، وتعديل فيها ، وليس تعديلا فى وزارة الخارجية باقالة وزير والاتيان بوزير أخر ، لأن ذلك ليس حلا ، فالمراجعة صارت ضرورة ولابد منها ، فهى أسلم و أفضل كثيرا ، من الاصرار على ضرب الدماغ فى الحيط ، مع الأخذ فى الاعتبار ان المراجعة لا تعنى التخلى عن التعامل بكل حسم مع الارهاب الداعشى .

ليست هناك تعليقات: