24 ديسمبر 2014

بعد اكتشاف تزوير في النتائج الرئاسية.. اضطرابات وحالة من الترقب في تونس

المصدر : الجزيرة
عبّر مواطنون تونسيون عن تخوفهم من توسع رقعة الاحتجاجات في البلاد عقب تصريحات الرئيس السابق منصف المرزوقي باحتمال الطعن في نتائج انتخابات الرئاسة التي فاز فيها الباجي قايد السبسي، رغم تقليل مراقبين من خطورة تلك الاحتجاجات.
وبعد إعلان النتائج الأولية بفوز السبسي في معركة الرئاسة، اندلعت احتجاجات متفرقة في بعض المدن الجنوبية ردا على ما اعتبرها المحتجون عودة لرموز النظام السابق إلى الحكم، حيث اشتبك متظاهرون مع الشرطة وأحرقوا مقرا لنداء تونس.
ورغم أن المرزوقي دعا أنصاره إلى التهدئة وهنأ السبسي بفوزه في الانتخابات، فإنه عبر عن إمكانية تراجعه في موقفه والذهاب إلى المحكمة الإدارية من أجل الطعن في نتائج الانتخابات.
وكشف المرزوقي في خطاب ألقاه الثلاثاء أمام أنصاره في مدينة أريانة بالعاصمة أنه يعتزم إطلاق حراك شعبي أطلق عليه اسم "حركة الشعب المواطنين"، من أجل ما سماها حماية المسار الانتقالي من أي محاولة لإعادة الاستبداد وضرب الحريات.
رقصة الديك
وتضاربت الآراء في الشارع التونسي حول تصريحات المرزوقي الأخيرة، فقد اعتبر المواطن التونسي محيي الدين دردوم أن "المرزوقي يقوم برقصة الديك المذبوح بعد الإعلان عن هزيمته في الانتخابات".
وقال دردوم للجزيرة نت إن المرزوقي "بدا متذبذبا في آرائه بشأن تقديم الطعون بعدما سبق أن أعلن قبوله بالنتائج وهنأ منافسه السبسي".
ورأى أن من شأن تصريحاته حول إمكانية تقديم الطعون أن تصب الزيت على النار وتزيد من تغذية الاحتجاجات في البلاد التي يقول إنها شهدت نجاحا في المسارين الانتخابي والسياسي.
أما بخصوص مبادرة المرزوقي لتكوين ما أسماه حراك الشعب المواطنين، يقول دردوم إن الرئيس المنتهية ولايته يسعى لأن يكون زعيما في قلب المعارضة عبر تشكيل جبهة سياسية، لكنه توقع أن "ينفض من حوله الناخبون الذين صوتوا له في المستقبل القريب".
تراجع
من جهة أخرى يقول المواطن محمد التايب إن المرزوقي له الحق في تقديم طعون في نتائج الانتخابات للمحكمة الإدارية، موضحا أنه تراجع عن موقفه بعدم الطعن بعد أن بلغ إلى علمه أنه تم رصد بعض التجاوزات خلال عملية الانتخابات.
لكن التايب قال للجزيرة نت إن الطعون التي قد يقدمها المرزوقي لن يكون لها تأثير على النتائج، موضحا أنه يستبعد أن تقبل المحكمة الإدارية أي طعون إذا لم تكن التجاوزات المرصودة قادرة على التأثير مباشرة في نتائج الانتخابات الرئاسية.
ورغم أنه صوّت لفائدة المرزوقي فإن التايب يرى أن إمكانية مضيه في تقيم الطعون أو التشكيك في نزاهة هيئة الانتخابات أن تُصعّد من حالة الاحتقان والاحتجاجات في البلاد، داعيا إلى قبول نتيجة الصناديق والدعوة إلى التهدئة ونبذ العنف.
وعن مبادرته بإطلاق حراك شعبي، يقول إن المرزوقي له الحق في الدخول في طور جديد في المعارضة، لكنه يقول إن الناخبين الذين اصطفوا وراءه في الانتخابات قد لا ينضمون معه إلى هذه المبادرة.
قواعد النهضة
ويستبعد المحلل السياسي نور المباركي نجاح مبادرة المرزوقي في الاحتفاظ بكتلة الناخبين التي صوتت لفائدته في انتخابات الرئاسة، ملاحظا أن جلّ من صوت له ينتمون إلى قواعد حركة النهضة التي يقول إنه من الصعب أن تنسلخ عن حركتها بهذه السهولة.
وقال المباركي للجزيرة نت إن مبادرة المرزوقي لم يقع بلورتها بشكل جيد، مشيرا إلى أن مدير حملته أوضح بعد ساعة من إطلاقها أن المبادرة لا تعني تأسيس حزب جديد، بينما قال قيادي آخر ينتمي إلى حزب المؤتمر الذي يرأسه المرزوقي شرفيا، إنه لم يكن على علم بها.
أما بشأن تصريحات المرزوقي حول إمكانية الطعن في نتائج الانتخابات، فيقول إن من شأنها أن تغذي الاحتجاجات، لكنه استبعد أن ترقى إلى مستوى حراك شعبي واسع يشكل خطورة على البلاد.
ولاحظ المباركي أن تردد المرزوقي في الطعن في نتائج الجولة الثانية سبقه نفس التردد في الجولة الأولى من الرئاسيات، مبينا أنه كان تعهد لرئيسحركة النهضة راشد الغنوشي بعدم تأخير آجال الطعن، غير أنه استأنف حكم الطعن أمام المحكمة الإدارية مما أخر إجراء الجولة الثانية من 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري إلى 21 منه

ليست هناك تعليقات: