21 يوليو 2014

افتتاحيات الصحف الصهيونية : حماس تنتصر .. وجيش نتنياهو يغوص في الوحل


هآرتس – افتتاحية - 21/7/2014 

الحذر، ورطة 

بقلم: أسرة التحرير 

تشهد الاعداد المتزايدة من القتلى والجرحى بين جنود الجيش الاسرائيلي – مقتل 13 جنديا في الليلة الماضية، ينضمون الى خمسة قتلوا منذ بداية القتال – و 400 قتيل فلسطيني حتى الان، قسم كبير منهم مواطنين أبرياء، بمن فيهم الكثير من الاطفال – تشهد على أن "الجرف الصامد" هي حرب حقيقية، وليست حملة خاطفة في قطاع غزة. 
ان الاهداف الاولية والمعلنة لاسرائيل – تحقيق الهدوء وتعطيل الانفاق الهجومية – آخذة في الضبابية. ثمة خوف من أن يحتل مكانها تطلع آخر، لخصه وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بقوله القصير "السير حتى النهاية". ومعنى هذا التطلع هو أن يكون من شأن "الجرف الصامد" ان تستبدل بنموذج جديد من "الصنوبر الكبير"، تلك الخطة التي أغرقت اسرائيل في الوحل اللبناني على مدى نحو عقدين. فالرمال الغزية الناعمة، التي سهلت على حماس حفر أنفاقها، قد تظهر كرمال متحركة لجنود الجيش الاسرائيلي. 
يمكن التخمين بأنه مع انتشار نبأ عدد الجنود القتلى ستثور روح الثأر التي ميزت الجمهور بعد اختطاف وقتل الفتيان الثلاثة وان تجد الحكومة، التي يدفع بعض من اعضائها على اي حال نحو معركة شاملة، صعوبة في الصمود في وجه الضغط.هذا الميل الخطير يجب وقفه فورا، محظور أن يصبح احتلال غزة هدفا، ولا ينبغي انتظار "صورة النصر" الخيالية اياها، التي تبرر هي فقط انهاء الحرب. 
لم تبدأ المواجهة العنيفة بين اسرائيل وغزة قبل 14 يوما، وهي لن تنتهي بعد اسبوع. هذا جزء لا يتجزأ من النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني الذي لن يأتي حله من خلال العثور على الانفاق والقتل الجماعي للمواطنين. ولا يمكن ان يكون هنا نصر. 
يخيل لاسرائيل أنها تتمتع بائتمان عربي ودولي يسمح لها بمواصلة القتال. وهي توجد ظاهرا في الطرف "المحق" في ضوء النار الصاروخية المتواصلة على مدنها، ولكن مع تكاثر صور الفظاعة من غزة، وحجوم الكارثة الانسانية، من شأن هذا الائتمان ان يظهر قصير الاوان. 
على اسرائيل أن تساعد الوسطاء، ولا سيما المصريين على تحقيق حل دبلوماسي مناسب، والا تخشى اعطاء التسهيلات التي يمكنها أن تساعد السكان في غزة. واسرائيل ملزمة بان تقيد مدى تواجدها في القطاع، وان تلتصق بالاهداف الاولية التي أعلنت عنها، وأن توقف المعركة ما أن تكون هذه تحققت. محظور علينا الغرق في رمال غزة. 

*****
يديعوت – مقال افتتاحي – 21/7/2014 

بنت جبيل غزة 

بقلم: ناحوم برنياع 

(المضمون: إن نشوة الجمهور الاسرائيلي أول أمس تحولت الى خشية وخوف على مقاتلي الجيش الاسرائيلي بعد أحداث أمس في الشجاعية - المصدر). 
إلتقينا أمس في احدى القطع من حدود غزة بين بيت حانون وجباليا، وقد هيأت غزة المصاحبة الموسيقية بسقوط قذائف مدافع الجيش الاسرائيلي واطلاق قذائف الدبابات وراجمات الصواريخ من عيار 120 ملم التي أطلقها الفلسطينيون على اسرائيل. وارتفع دخان أسود فوق بيوت قصفت. 
إنه أحد القادة في ذلك الميدان؛ وليس هو حليق الذقن وعيناه حمراوان بسبب قضاء ايام بلا نوم، فجسمه يعمل على الأدرينالين. وقد خرج من الشجاعية حيث شاهد من قريب قتال جنود . ويقول إن عددا من القتلى اصدقاؤه. ويتحول الحديث معه سريعا جدا الى حوار للذات. 
يقول: "إن الشجاعية مكان معقد. ويحاذي جبل علي منطار، وهو أعلى مكان في قطاع غزة، هذا الحي. وقد صعب الامر على نابليون هناك وكذلك على اللنبي؛ وعلى لواء المظليين بقيادة رفول في 1967؛ وكان صعبا ايضا في "الرصاص المصبوب". فليست الفروق في الارتفاع فقط هي التي تجعل القتال صعبا بل الرمل العميق ايضا. ويسيطر التل على كيبوتس ناحل عوز سيطرة مطلقة. 
"يبدو أنه يوجد في الشجاعية أكبر تركيز للانفاق في القطاع. فالحي مكتظ والبيوت عالية بعضها من خمسة طوابق أو ستة. وقد شارك في الهجوم مع دبابات ومدافع ايضا. وهرب كثير من السكان وبقي عدد منهم، فرجال حماس يهددونهم بالسلاح وقد رأيت ذلك بأم عيني. نثرنا عليهم منشورات دعتهم الى الخروج؛ وأعلمناهم بالهواتف وأطلقنا النار على أطراف المنطقة المفتوحة، وأطلقنا النار على مسافة قريبة من البيوت. ولم نستطع أن نفعل أكثر من ذلك. فخرج كل ذي عقل وبقي من بقي. 
"إن حرب الجيش الاسرائيلي للقضاء على تهديد الأنفاق ليس عملية هجومية بل هي ضربة مانعة وعملية دفاعية واضحة. وهم في بلدنا يستعملون كلمة استراتيجية كثيرا جدا. حتى إن إبعاد شخص ما عن برنامج "الأخ الاكبر" هو عمل استراتيجي. لكن الانفاق تستحق هذا الاسم فهي بنية تحتية استراتيجية حقيقية. كشفنا هذا الاسبوع عن نفق قرب احدى البلدات شمالي غلاف غزة. وقد حُفر على عمق 27 مترا، أي أكثر من سبعة طوابق، وبني كل شيء من الاسمنت المسلح يضاف اليه الاسمنت الثخين وحديد البناء. وكان الحديد جديدا. وبحسب تفصيل المقادير في نفق سابق كشفنا عنه استطيع أن أقول بيقين إن هذا النفق فيه 800 طن من الاسمنت على الأقل. فيمكن بناء برج بهذه الكمية. 
"تخيل أن يتخذ شخص ما من حماس قرار أن يُخرج في ليلة مظلمة ما بغتة خلية صاعقة عن طريق كل الانفاق وأن تخرج في حملات قتل في بلدات غلاف غزة. لست أعلم كم نفقا لحماس لكن لا شك في أنه كانت توجد بنية تحتية متشعبة على طول القطاع كله من الطرف الشمالي الى الطرف الجنوبي. إن حماس خطيرة، فلا يجوز أن تُترك في يدها هذه الوسيلة القاتلة. وما لم نجد طريقة للعثور على الانفاق وتدميرها من بعيد فلا مناص سوى أن نعالجها من الداخل. اخطأت حماس خطأ شديدا حينما طورت الامور بحيث أصبحنا في الداخل نكشف عن أنفاقها. فقد فقدت كنزها الاستراتيجي. 
"صحيح أنه قُتل محاربون كثير هذه الليلة وقد يُقتلون بعد ذلك، لكن فكر في البديل. كيف كنا سننظر في عيون اعضاء قرية زراعية أو كيبوتس في غلاف غزة لو تسللت خلية فقتلت عشرات من رفاقهم. والآن وقد أصبحنا نعلم أن الانفاق موجودة لا نملك امتياز تركها على حالها". 
في الطريق من مكان اللقاء مررنا بدبابات مركباة وضعت في اماكن حساسة على طول الحدود لمنع التسلل. وقد أثنى على رجال الاحتياط من اللواء الذين جُندوا بالأمر 8 وحضروا كرجل واحد ونقلوا الدبابات على جنازير عشرات كثيرة من الكيلومترات، ولم تصدر عنهم كلمة شكوى واحدة. وقال: "لا يمكن أن يُدار الامر القومي كبرنامج يُحاكي الواقع". 
غضب القائد. "أين كل اولئك الذين قالوا لي قبل بضعة اسابيع فقط، وقد سبق ذلك الجدل في الميزانية العامة، إنني آكل بالمجان"، قال. "وأين ذلك الرجل في محطة الوقود الذي قال لي، أنت تملأ خزان الوقود على حسابي، فليأتوا الى هنا! ولنراهم!". 
وقال: "لا تستطيع الدولة أن تسمح لنفسها بجيش لا ينتصر". 
وحينما سألته كيف العائلة قال لي إنه تحدث بالهاتف الى ابنه إبن التاسعة فقال الولد: "يا أبي حلمت بأنك مت". وأوضح لي أن ذلك كان حلما فقط. 
كانت الليلة بين السبت والاحد صعبة على نحو مميز، وليلة قاسية. وكل حادثة كلفت حياة مقاتلين تُعطى تفسيرا مستقلا فبعضها نتاج طبيعي للقتال وبعضها ثمرة أخطاء. لكنها تشكل وحدة واحدة في شعور المواطنين في الجبهة الداخلية. 

شفافون للعدو 

أمس استعدت القوات لتقدم آخر مُقدر الى داخل المنطقة المأهولة، فالانفاق تجذبها الى الداخل. وهو يتحدثون عن اسبوع أو اثنين لكنهم يعلمون أنه لا يوجد أكثر من يومين أو ثلاثة اذا كان الامر متعلقا بالمستوى السياسي في اسرائيل. ففي يوم الثلاثاء، غدا، سيصل الى هنا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. واذا نجح في إتمام صفقة وقف اطلاق نار فستستجيب حكومة اسرائيل لها. 
وعزز وزير الدفاع هذه الرواية حينما أشار اشارة خفية في المؤتمر الصحفي في الكرياه أمس الى أنه اذا تم احراز وقف اطلاق نار في غضون يومين أو ثلاثة فان الجيش الاسرائيلي يستطيع القضاء على أكثر الأنفاق. وسواء أقصد يعلون موعد إنهاء العملية أم لا، فان الرواية قد نشأت. تخشى حكومة اسرائيل أن تتورط في غزة، فهي تريد أن تخرج في أسرع وقت ممكن. 
وهذه الخشية لها ما تقوم عليه كما أثبتت ليلة الـ 13 قتيلا من جولاني. إنها حكومة واعية ومسؤولة لا تسيطر عليها نشوة لحظية ولا شهوة انتقام، وهي تستحق المدح. لكن ما هو أقل استحقاقا للمدح أن الجميع ومنهم حماس يعرفون مخاوف القيادة العليا للحكومة، فحكومتنا شفافة للعدو. 
وفي خلال ذلك فان حماس هي التي تحدد متى وكيف تنتهي هذه المواجهة العسكرية. فاذا استقر رأي حماس على أنه أفضل لها في الظروف الحالية أن تقامر وأن ترفض الاتفاق الذي يُعرض عليها وأن تستمر على القتال، فسيصعب على حكومة اسرائيل أن تأمر بوقف اطلاق النار من طرف واحد. وسيستمر سفك الدماء المتبادل الى المحطة التالية. إن النُذر القاسية من الشجاعية ولّدت بطبيعة الامر عاصفة مشاعر في الجبهة الداخلية، فقد اتجهت قلوب المواطنين الى الجيش الاسرائيلي وتمنت نفوسهم انجازا ونصرا. وكانت عروض رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ترمي الى بث الثقة ويبدو أنها نجحت بهذا المعنى. 
لكن لا يستطيع أي مؤتمر صحفي ناجح أن يغطي على 13 جنازة. وسيتم تذكر الليلة المرهقة لجولاني في الشجاعية في تاريخ هذا اللواء في نفس واحد مع المعركة في بنت جبيل في تموز 2006. فقد خسر اللواء 8 مقاتلين وقادة في معركة تعقدت. وقد التقيت مع الجنود في الشارع الشمالي القديم حينما خرجوا من هناك وقد صعب عليهم أن يتغلبوا على ذلك. وقد عزاهم بني غانتس الذي كان آنذاك قائد الذراع البرية بالجملة التالية: "خرجوا في جولاني من حالات أقسى، وستخرجون من هذا ايضا". وسيحتاجون الى عزاء مشابه بعد أحداث الشجاعية.

من نشوة الى خوف 

وكذلك حال الجبهة الداخلية المدنية ايضا، فالاشاعات عن القتلى في الشجاعية سببت اكتئابا ثقيلا محا دفعة واحدة نشوة ايام العملية الاولى. وأسهم في الاكتئاب ذلك الهياج في الشبكات الاجتماعية. وامتنع متحدث الجيش الاسرائيلي عن نشر النبأ بسبب صعوبة الوصول الى احدى العائلات وبسبب مشكلات التعرف على الهويات. وفي ذلك الوقت نشر جنود من الحاخامية العسكرية في مواقعهم الواتس آب صورة التوابيت التي أُعدت للضحايا – برج توابيت. 
على حسب تجربة الماضي، تأتي بعد موجة المشاعر الاولى موجة ثانية أقل تأثرا وأكثر شكاً. وسيدرك الناس الذين صاحوا بكل سياسي عرض لهم "إضربوهم بقوة"، سيدركون أن هذا الضرب له ثمن، وسيختلط الغضب على حماس بالخشية على حياة المقاتلين، وهي خشية تكون احيانا جد شخصية على الابن والصهر والصديق في العمل. 
إن اعضاء المجلس الوزاري الامني المصغر يعرفون هذا المسار من تجربتهم، وهم يعلمون أن نشوة أول أمس وخوف أمس ينضجان ليصبحا غضب الغد.
 فقد حدث ذلك في حرب لبنان الثانية وفي الرصاص المصبوب وعمود السحاب. ولا يحصن أي شيء الجرف الصامد من مصير مشابه. ففي النهاية تواجه كل الحكومات معضلة ذلك الشخص الذي وعد بأن يعلو الى سطح السيرك ويقفز منه الى أسفل. وحينما تسلق وعلا بقي في أعلى، فصاح به الجمهور إقفز. فأجاب: لا يوجد ما يُقال عن القفز لكن السؤال كيف أنزل من هنا. 

ألف أم 

تم أمس انشاء مستشفى لجرحى فلسطينيين في داخل المبنى الكبير الخالي أكثره في معبر إيرز. وقد أُتم المبنى في يوم واحد. وهو محصن ومقوى ومُعد لـ 12 سرير علاج لكنه مهيأ للاتساع اذا احتيج الى ذلك. وسيعمل فيه اطباء اطفال ونساء وعائلة. وستعمل الى جانبه صيدلية ومختبر. وقد اتصل رجال الادارة بمنظمات دولية مثل الصليب الاحمر وبجهاز الصحة في البلاد. وكان جرحى أوائل يوشكون أن يأتوا من احدى القرى في شمال القطاع. 
هذا جيد للدعاية الاسرائيلية وللشعور الطيب في الجيش الاسرائيلي، ومن المؤكد أنه سيصور تصويرا جيدا، وقد ينقذ كما نأمل حياة عدد من المواطنين الغزيين الذين أصيبوا خطأ في القتال. 
إن اللواء بولي مردخاي، منسق العمليات في المناطق، هو الذي أثار الفكرة، فقد ظهر اللواء مردخاي قبل بضعة ايام في قناة الـ بي.بي.سي بالعربية واقتبس هناك مثلا عربيا يدوي في الجيش الاسرائيلي كله: "ألف إم تبكي ولا إمي تبكي". والآن سيعالج الجيش الاسرائيلي بفضل مبادرة الجنرال أولاد ألف الأم.

*************
معاريف الاسبوع – مقال - 21/7/2014 

مؤشرات العرج 


بقلم: بن كسبيت 

(المضمون: يجب أن نستمر الى الامام، لا يوجد سبيل آخر. من لا يعرف كيف ينتصر في مثل هذه الحرب، فليس له حق وجود في هذا الحي - المصدر). 
يوم قاس مر أمس على جولاني، على الجيش الاسرائيلي، على دولة اسرائيل، على قلوبنا المتفطرة جميعا، على فرض أننا نحن لسنا جدعون ليفي، اورنا بناي، وكل باقي الرفاق الذين يعتقدون بانه من الافضل الاستسلام لحماس. يوم ينبغي فيه العض على الشفتين، ذرف دمعة والمواصلة. عدم التأثر بـ "المذبحة في الشجاعية"، لان هذه مذبحة اجرتها حماس لمواطنيها. نقطة. عدم التأثر من تهديدات حماس المستمرة. عدم التراجع، عدم التردد وعدم التلبث، بل المواصلة الى الامام، إذ ليس لا سبيل آخر، ليس لنا امكانية اخرى. من لا يعرف كيف ينتصر في مثل هذه الحرب، ليس له حق وجود في حينا. 
مشكلتي مع هذا اليوم كانت في نهايته. ها هو ما قاله موآف فاردي، المراسل السياسي (الممتاز) للقناة 10، في نهاية النشرة أمس: نتنياهو ويعلون يؤشران لنا منذ الان الى السبيل، كيف سيكون ممكنا الخروج من الحملة بعد يومين أو ثلاثة. الاقتباس ليس دقيقا، أم الجوهر فنعم. لقد أجمل فاردي المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء ووزير الدفاع أمس. 
وبالفعل، فان من يؤشر الى السبيل للخروج حتى قبل بدء الدخول، لا يمكنه أن ينجح. فما يبدأ بالتلعثم، ينتهي بالعرج. حماس تعرف بل وتعول على ان اسرائيل لا تسير حتى النهاية. وهي تخاف السير حتى النهاية. تتردد، ليست مغلقة على نفسها، دخلت فقط كي تعالج الانفاق، وبعد ذلك انجرت قليلا لتعالج البنى التحتية هنا وهناك أيضا، وتواصل جر الارجل في القطاع الذي بصعوبة يمكن لعرضه ان يحتوي لواء دبابات. 
عندما يكون هذا سلوكك، فانك تصبح هدفا للقنص. لا يوجد جيش في العالم يمكنه أن ينتصر في حرب عصابات ضد ارهابيين مدربين ومسلحين داخل أرض مدينية مكتظة كأرض غزة. كل جيش في العالم سيتعرض للعبوات والصواريخ وسينزف جنوده في مثل هذا الوضع. نحن لم نخترع ذلك. الامريكيون اكلوا هذا سنوات في العراق وفي افغانستان الى أن يئسوا وغادروا. الروس اختطفوا هذا في افغانستان الى أن هربوا. 
للامريكيين وللروس يوجد الى اين يمكن لهم أن يغادروا أو يهربوا، أما نحن فلا يوجد. اذا هربنا من حماس، فانها ستطاردنا. وقد جاءت منذ الان. الانفاق، لو لم تكتشف الان، لجعلت جنوب البلاد جحيما. بهذا المفهوم، وقعت لنا في هذه الحملة معجزة كبرى. فالمعلومات الاستخبارية، برأيي، لم تكن. أنا لا أتذكر أحدا، في أكثر الاستعراضات سرية وانغلاقا، يتحدث عن مثل هذه الشبكة من الانفاق الاستراتيجية، بهذا التنوع، بهذا العمق، تبسط تحت القرى الزراعية والكيبوتسات في الجنوب. 
تعرف حماس كيف تلاحظ الضعف. حماس خبيرة في تشخيص التردد. في جانبنا يوجد غير قليل من الضعف، والكثير جدا من التردد. هذه مصيبتنا. اما حماس فلن توافق على وقف النار الا في حالة واحدة: اما أن تلبى مطالبها أو أن تفهم بانه اذا لم يكن وقف للنار، فانها ستباد. محمد ضيف، اسماعيل هنية وكل باقي الابطال الذين يختبئون في ذاك النفق تحت المستشفى، يقتلون. وحماس لن تعرف هذا الى أن تبثه اسرائيل. 
وعليه، فاني اعتقد بانه من كل المشاركين في المشادات في المجالس الوزارية المختلفة في الاسابيع الاخيرة، فان نهج أفيغدور ليبرمان هو الصحيح. نفتالي بينيت، واضع فكرة "عمل الانفاق" (قبل أن تبدأ الحملة)، يخرج هنا بشكل لا بأس به على الاطلاق. فقد فهم التهديد واقترح العمل. ولكن عملية الانفاق هي كالاسبرين الذي يعطى لمريض السرطان. اذا كنا نريد هدنة اخرى من بضعة اشهر حتى الجولة الصاروخية التالية – فممتاز. اذا كنا نريد معادلة قوى جديدة، حماس مردوعة حقا (مثل حزب الله)، وهدوء في الجنوب لاكثر من سنة ونصف، فان السبيل الوحيد هو المراهنة على كل الصندوق. اما ليبرمان فيسمي هذا "عمل كل شيء حتى النهاية". صنع السلام، حتى النهاية. صنع الحرب؟ بالتأكيد. هنا ايضا حتى النهاية. 
الانطباعات التي أخذت امس بعد المؤتمر الصحفي هو أنه لا توجد هنا نية للسير حتى النهاية. فنتنياهو ويعلون قدما، بالاجمال، عرضا جيدا، مقنعا، زعاميا. فقط اولمرت واحد كان ينقص فيه: في نهاية هذا المؤتمر الصحفي كان يفترض بقادة حماس في غزة أن يبدأوا بسماع ضجيج محركات الدبابات الاسرائيلية، او على الاقل أن يتخيلوا بانهم يسمعوها. ولكن هذا لم يحصل. مرة اخرى يتحدثون عن وقف النار، عن آلية تؤدي الى وقف الحملة وما شابه. برأيي، خطأ. 
في وقت ما، عندما ينتهي كل هذا، سيتعين علينا أن نفحص أنفسنا. فقد سبق أن كتب هنا بانه سيتعين علينا أن نفحص كيف وصلنا الى هذا الحائط المائل والمفخخ. ولكن سيتعين علينا ان نفحص ايضا شؤونا عسكرية واستخبارية. كيف لم يلقَ موضوع الانفاق التعبير السليم والمناسب في الاستعراضات الاستخبارية. كيف لم تكن استخبارات محددة عن الانفاق التي اكتشفت في الايام الاخيرة. لماذا لا يتمتع الجنود في الميدان بمستوى استخبارات تمتع بها الجنود في "الرصاص المصبوب". 
ولكن هذا ليس الوقت. الان يجب مواصلة الشد على الاسنان، اغلاق الاذان، تجاهل ضجيج الخلفية والقيام بالعمل. هذا بسيط: من يريد أن تكون له حياة هنا، لا يوجد بديل آخر.
*****

معاريف الاسبوع - مقال - 21/7/2014 

خط المواجهة 

بقلم: عاموس يدلين، شلومو بروم واودي ديكل

(المضمون: كيف يمكن تحويل العملية البرية الى وسيلة لمنح تسهيلات لمواطني غزة وتشديد الضغط على الذراع العسكري. خريطة المصالح الاستراتيجية لـ "الجرف الصامد"- المصدر). 
قررت حكومة اسرائيل توسيع حملة "الجرف الصامد في غزة الانتقال الى المرحلة الثانية والشروع في الليلة بين 17 و 18 تموز بخطوة برية محدودة. الهدف الفوري هو معالجة الانفاق الهجومية التي حفرتها حماس في حدود القطاع مع اسرائيل، ولكن المعركة ستستمر حتى تحقيق اهدافها مثلما صيغت: "اعادة الهدوء لفترة طويلة، في ظل توجيه ضربة ذات مغزى لحماس ومنظمات الارهاب". 
في هذه المرحلة تضمنت الخطوة العمل في قاطع ضيق بعرض كيلومتر تقريبا، على طول الجدار الفاصل بين القطاع واسرائيل. وتشارك في العملية طواقم قتالية متداخلة من المشاة، المدرعات والهندسة، تتقدم في العثور على الانفاق الهجومية وتعطيلها. هدف فرعي هو خلق احتكاك مع نشطاء حماس لالحاق خسائر بالمنظمة. ويخيل أن معظم الاهداف المحدودة لهذه الخطوة قد تحققت. فقد عثر على عدد كبير من الانفاق، وهي في مراحل الهدم. اما الاحتكاك مع قوات حماس في هذه المرحلة فهو محصور لان حماس تعمل مثل قوة عصابات، تمتنع عن المواجهة المباشرة مع قوات الجيش الاسرائيلي وتفضل اشغال القوات الهجومية من بعيد. ومع ذلك، فقد اصيب عشرات من نشطائها وامسك بالعشرات، بينما يوجد للجيش الاسرائيلي عدد صغير جدا من المصابين. 
كدرس من مواجهات مشابهة سابقة، حددت حكومة اسرائيل منذ بداية الاشتعال الحالي اهداف محدودة للمعركة. وكان الهدف الاول الوصول الى وقف نار مستقر يصمد على مدى الزمن ويتحقق من خلال تعزيز الردع حيال حماس. وكان الافتراض بان الردع سيتحقق من خلال الفعل المتداخل لاعتراض الصواريخ التي تطلق نحو المراكز السكانية في اسرائيل، الى جانب الاحباط الناجح لعمليات حماس، وذلك لمنع خسائر واضرار كبيرة في الطرف الاسرائيلي. وبالتوازي، تجري اعمال لجباية ثمن باهظ من حماس ومن المنظمات الاخرى من خلال ايقاع الخسائر وهدم بناهم التحتية. وكان الهدف الثاني توجيه ضربة شديدة لقدرات حماس العسكرية، انطلاقا من الافتراض بان الان، بعد التغيير في السياسة المصرية تجاه حماس وهدم الانفاق في حدود القطاع مع سيناء، سيكون من الصعب عليهم ترميم قدراتهم العسكرية على مدى الزمن. 
لقد حاولت اسرائيل الامتناع عن خطوات برية خوفا من ان تجتذب عائدة الى داخل قطاع غزة مع احتمال عال بالتورط، فهم بان الاحتكاك القريب يؤدي الى اصابات في أوساط الجيش الاسرائيلي والتخوف من الاصابة الواسعة لسكان غزة غير المشاركين في القتال. ومن أجل استقرار وقف النار كانت اسرائيل مستعدة ايضا لتوافق على تسويات تضمن حياة اكثر طبيعية في قطاع غزة، مثل الفتح الاكثر انتظاما للمعابر الى غزة وغيرها من التسهيلات في مجال الصيد وادخال البضائع. 

القاهرة في قلب المواجهة 

اصطدم تحقيق هذا الهدف المحدود بالمصاعب بسبب مصالح مصر – عنصر الوساطة الاساس – في منع انجازات لحماس. وبينما لا تكون حماس راضية عن حقيقة أن مصر هي الوسيط الاساس بسبب أن ليس لها ثقة بصدق الرئيس السيسي فانها تبحث عن ضمانات خارجية لتطبيق التفاهمات وتفضل قطر وتركيا كوسطاء. وبالمقابل، فان اسرائيل ليست مستعدة الا للوساطة المصرية، ونجحت في أن تقنع الولايات المتحدة ايضا بتبني هذا النهج. وبالتالي، ردت حماس المبادرة المصرية لوقف النار لانها رأت فيها محاولة لاضعافها واهانتها. وواصلت اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل ومحاولات تنفيذ العمليات الاستراتيجية، بما في ذلك التسلل لاسرائيل عبر انفاق هجومية، بالتوازي مع تفضيلها ادارة المفاوضات تحت النار، لتحقيق الحد الاقصى من انجازاتها من المواجهة. 
لقد بادرت حماس الى التصعيد انطلاقا من الاحساس بان وضع الازمة الذي علقت فيه، من حيث العزلة السياسية والافلاس المالي فليس لها ما تخسره. وفقط من خلال تجسيد قدرتها على الحاق الضرر يمكنها أن تحسن وضعها ومكانتها داخل المعسكر الفلسطيني، حيال مصر، حيال اسرائيل وفي العالم العربي. منذ بداية المواجهة، أقامت حماس استراتيجيتها ايضا على الفهم بان انهيار حكمها في القطاع ليس هدفا اسرائيليا، بسبب الخوف من أن البديل لحماس هو الفوضى التي تعمل فيها محافل راديكالية وجهادية متطرفة بشكل حر. 
تقدر قيادة حماس بان احتمال توسيع انجازاتها السياسية والعسكرية ستزداد طالما استمر اطلاق الصواريخ قبل الوصول الى اتفاق على وقف النار. في كل الاحوال ، في نظرهم، الفصل الوحيد الذي لهم على اسرائيل هو الصبر وقدرة الصمود. وفي اطار ذلك، اختارت حماس بدء المفاوضات على وقف النار والتسوية بعرض مطالب جارفة: تحرير المعتقلين في حملة "عودوا ايها الاخوة" في المناطق، توسيع العمل في المعابر بين قطاع غزة واسرائيل، فتح معبر رفح بين القطاع ومصر، توسيع مجال الصيد الى 12 ميل بحري عن الشاطيء، اقامة ميناء بحري ومطار في قطاع غزة، تحويل اموال الرواتب الى الموظفين العموميين من حماس وغيرها. 

حملة مضبوطة 

عندما تبين لاسرائيل بانه لا يمكن الوصول الى توافق على وقف النار، لان حماس تكيفت مع الشكل الذي يهاجم فيه الجيش الاسرائيلي أهدافه وانه نشأت صورة "تعادل في القتال" دون قدرة على الحاق الهزيمة بحماس – بات ضروريا الانتقال الى مرحلة المناورة البرية داخل اراضي القطاع. وفضلا عن تحديد هدف ضرب انفاق الارهاب والاستعداد للدرجة التالية من التوسيع الكبير للاعمال البرية، تسعى اسرائيل الى اخراج حماس عن توازنها والايضاح لها بانها قابلة للاصابة وان لها ما تخسره، ومن الافضل لها الدخول الى الاقتراح المصري لمبادىء وقف النار والتسوية التي بعد ذلك. 
الدخول البري في هذه المرحلة لا يستهدف احتلال كل القطاع. والنية هي لادارة حملة مضبوطة، ومحاولة جباية ثمن من حماس دون التورط في انتشار وبقاء طويل في القطاع. وبالتالي، يبدو أن الخطوة جاءت لتنظيف المستوى الامني – القاطع المجاور للخط الفاصل – من الانفاق الهجومية وغيرها من التهديدات، بل واعداد البنية التحتية لمنطقة امنية خاصة، نقية من البنى التحتية ومن النشاطات الارهابية في التسوية التي بعد المواجهة. 
للخطوة البرية في صيغتها الحالية عدة فضائل: 
1. فهي تعطل بقدر كبير تهديد الانفاق. 
2. السيطرة في المنطقة، وان كانت محدودة، بعمق حتى 3 كم عن الخط الفاصل، تشكل ورقة مساومة لاسرائيل لمواصلة المفاوضات على وقف النار ومبادىء التسوية. 
3. تسمح لاسرائيل في تنظيف واعداد المنطقة المجاورة للخط الفاصل في القطاع لفترة ما بعد وقف النار بحيث تشكل منطقة امنية خاصة، نظيفة من النشاط الارهابي ومع رقابة على النشاط المدني. وسيسهل الامر على اسرائيل منع بناء الانفاق، ويمنع محافل الارهاب من استغلال الاحتكاك القريب لهجمات على القوات العاملة الى مقربة من الجدار. 
4.استعداد تنفيذي يسمح بتقصير مدى العمل للتسلل الى اعماق المناطق المبنية، ولا سيما مناطق الاطلاق الاساسية للصواريخ للمدى المتوسط والبعيد، على الجبهة الداخلية الاسرائيلية. 
ومع ذلك، يجب أن نكون مستعدين ايضا لسيناريو لا يجلب حماس، ولا سيما ذراعها العسكري الاكثر تطرفا، في المدى الزمني القصير للركوع على ركبتيها والموافقة على الاقتراح المصري لوقف النار، حتى لو كانت ذلك بعض التعديلات التجميلية. ينبغي الاستعداد لوضع تواظب فيه حماس على اطلاق الصواريخ، ونشاطها يواصل الاستناد الى فكرة ان ليس لها ما تخسره، وانه من ناحية اسرائيل لا بديل لحكمها، لان اسرائيل تفضل عنوانا مستقرا يمكنه أن يفرض إرادته خيرا كان أم شرا – على ارض القطاع. وينشأ على ذلك استنتاجان: الاول، هو أنه كي تفهم حماس بان من الافضل لها وقف النار على استمرار القتال، على قادتها وزعمائها الكبار ان يشعروا بان الدائرة حولهم تأخذ بالانغلاق، وان قوات الجيش الاسرائيلي في ميل التقدم للوصول اليهم. والمعنى هو تعميق التوغل البري الى داخل الاراضي المبنية في القطاع. ثانيا، لا يمكن لاسرائيل أن تمتنع عن اقتراح رزمة امتيازات، قريبة من المجال المدني، مع التشديد على توسيع النشاط في المعابر وفتح معبر رفح، لامر المنوط بموافقة المصريين)، بحيث يكون بوسع حماس أن تعرض انهاء المعركة كانجازات لها. 
******

يديعوت – مقال - 21/7/2014 

الوحل الغزي 

بقلم: سيما كدمون 

(المضمون: اذا حاكمنا الامور حسب التفكير والحذر اللذين سارت عليهما الامور حتى الان – يبدو أن نتنياهو ويعلون لا يعتزمان التواجد حتى ولا لحظة زائدة واحدة في الوحل الغزي - المصدر). 

هذه بالضبط هي الامور التي سعى نتنياهو ويعلون الى الامتناع عنها: صور جواز السفر الصغيرة، الواحدة الى جانب الاخرى، سطر وبعده سطر. وجوه شابه، مبتسمة، تفطر القلب بالايمان وبالثقة التي تبثها. والاسماء، مثلما في الشريط المتحرك تمر امام عيوننا. قبل ان نعرف اسما واحدا، يأتي اسم آخر وبعده آخر وهلمجرا. ومن تحت – بضعة اسطر تلخص حياة قصيرة قطعت في بدايتها. وآهالي وعائلات خربت عليهم عوالمهم. وحياتهم لن تعود لتكون أبدا مثلما كانت من قبل. والضنك. الضنك الذي حل مساء امس على دولة اسرائيل كاللحاف الثقيل. ذاك الاحساس المعروف جدا من حروب سابقة. "ها هي مسجات جثثنا في صف طويل طويل. وجوهنا تغيرت. والموت يطل من عيوننا. نحن لا نتنفس". 
هذه الصور اراد نتنياهو أن يمنعها. هذه والصور التي تأتي من غزة وتبث في كل العالم. عشرات القتلى، مئات الجرحى، الاف الاشخاص الذين يهجرون بيوتهم ويبحثون عن ملجأ من القصف ومن نار المدفعية الاسرائيلية. صور يأس الرجال، النساء والاطفال، اناس أبرياء علقوا بين نار اسرائيل وبين نار حماس. 
لقد عرف رئيس الوزراء جيدا ماذا ينتظره في الطرف الاخر من حدود القطاع. بالتأكيد أكثر بكثير من كل اولئك الذين جلسوا في الاسبوعين الاخيرين في الاستديوهات ودعوا بحماسة الى الاحتلال، الانهيار، التصفية، السيطرة. ويبدو أنه عرف بضعة امور اخرى. بعضها سنعرف به، وبعضها قد لا نعرف به أبدا، عن القوة المتعاظمة لحماس، عن الترسانة الهائلة التي لديها، عن قدراتها، عن يأس وقدرة مقاتليها على الصمود. وهو يعرف بضعة امور عنا ايضا: عن جاهزية الجيش الاسرائيلي لمثل هذا النوع من الحملة. عن قدرة احتمال الجمهور الاسرائيلي عندما نبدأ باحصاء الموتى. ومن كل ما عرفه، كانت لنتنياهو على ما يبدو اسباب وجيهة لتأخير الدخول، لمحاولة الوصول الى تهدئة، لاقتراح الهدوء مقابل الهدوء، للموافقة على وقف النار، ليكون منصتا للمبادرات السياسية. 
لولا المثل الذي ضربته لنا حماس عن اجرام هذه الانفاق، لما كنا بالتأكيد انطلقنا الى العملية البرية. يمكن القول ان حماس وفرت لنا الاجماع اللازم للخروج الى الحرب. يخيل لي ان معظم الجمهور فهم بان لا مفر. بانه بعد الذي انكشف، لا يعقل ترك سكان غلاف غزة لمصيرهم. محق نتنياهو حين قال أمس ان هذه حرب محقة. كم أن من يبحث عن حلول سياسية ومقتنع بان الهدوء لن يتحقق في نهاية المطاف الا من خلال التسوية – يفهم بان هذه المرة لا يمكن الوقوف جانبا. 
لقد كرر نتنياهو امس الاهداف التي حددها عشية الخروج الى الحملة. في هذه الاثناء تحولت الحملة الى حرب، ولكن الاهداف بقيت ذات الاهداف: الهدوء لفترة طويلة وضرب البنى التحتية. لا الانهيار، لا الاحتلال، لا التصفية. حادو السمع يمكنهم ان يشخصوا بانه حتى بالنسبة لمدة الحرب الاهداف واقعية. تصفية الانفاق، حسب يعلون، ستستغرق يومين آخرين، ربما ثلاثة، وقد كان هذا منذ البداية هدف الدخول البري. بتعبير آخر: اذا كانت مبادرة لوقف النار توافق حماس على دراستها، فلن ترفضها اسرائيل. 
واذا حاكمنا الامور حسب التفكير والحذر اللذين سارت عليهما الامور حتى الان – يبدو أن نتنياهو ويعلون لا يعتزمان التواجد حتى ولا لحظة زائدة واحدة في الوحل الغزي. 
لقد طرحت الحرب حيال غزة مرة اخرى مسألة الشريك في الجانب الفلسطيني. لم ينفِ نتنياهو امس بانه بين الاتصالات التي يديرها في موضوع وقف النار توجد اتصالات مع ابو مازن ايضا. يتبين أكثر فأكثر ليس فقط بان ابو مازن ليس المشكلة – بل هو كفيل بان يكون هو الحل. 
واذا ما ولدت هذه الحرب في نهاية المطاف الفهم بانه يوجد لنا شريك – فان هذا الثمن الدموي لن يذهب هدرا. 
*****

هآرتس – مقال - 21/7/2014 

الجرف الصامد من عملية الى معركة في الطريق الى حرب 


بقلم: عاموس هرئيل 

(المضمون: تحدث رئيس الاركان الاسرائيلي غانتس أمس عن معركة وسيتضح في الايام القريبة سؤال هل يمكن وقف الانزلاق الى حرب في نطاق واسع في القطاع أم لا؟ - المصدر). 

بدأت الجرف الصامد عمليةً عسكرية في قطاع غزة حرص الجيش الاسرائيلي على أن يُعرفها بأنها عملية محدودة. وقد تحدث أمس رئيس الاركان بني غانتس عن "معركة". وبحسب قوة جريان القتال في قطاع غزة، وبسبب عدد الخسائر المرتفع، قد يصفها الاعلام بعد قليل بقدر ما من المبالغة بأنها حرب. إن الجمهور الاسرائيلي، وعلى إثره الساسة ايضا، يُعرفون حادثة بأنها حرب بحسب جانب واحد فقط هو عدد المصابين فيها. وأمس ارتفع عدد القتلى الاسرائيليين في العملية الى 20. والسؤال الذي سيتضح في الايام القريبة هل يمكن أن نقف الآن وأن نصد الانزلاق الى حرب في نطاق كامل في القطاع؟. 
في المعارك في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة قتل أمس 13 مقاتلا من لواء جولاني وأكثر من 70 فلسطينيا يبدو أن نحوا من نصفهم كانوا مدنيين. فهذه معركة بحجم لبناني تقريبا. وتدأب حماس الآن في جعل المعركة رمزا وأسطورة. وهي تحاول أن تغلف أمر المعركة في الشجاعية برسالة كاملة من وجهة نظرها، فمن جهة صد مقاتلو المقاومة أقوى جيش في الشرق الاوسط وقد كبدوه خسائر، وهي تزعم من جهة اخرى أن الاسرائيليين ذبحوا أبرياء. ولهذا وبالضبط بحسب توجيهات وزارة الداخلية الحماسية التي نشرت قبل بضعة ايام بُذل كل جهد لتُنشر في وسائل الاعلام الصور الفظيعة لجثث نساء واولاد أطلق الجيش الاسرائيلي النار عليهم خطأ. 
في أول يومي القتال البري انحصر عمل الجيش الاسرائيلي في العثور على أنفاق وآبار انفاق في شريط ضيق من الارض الفلسطينية قرب الحدود مع اسرائيل، وانحصر في اراض عدد السكان فيها قليل نسبيا. وتقرر في ليلة السبت توسيع ذلك فضُمت قوة كبيرة من لواء جولاني الى ألوية كانت تعمل هناك وهي - لواء المظليين وجفعاتي والشباب الطلائعيين مع كتائب مدرعة – وأُرسلت الى أكثر المناطق المدنية المكتظة جدا التي مكث بها الجيش الاسرائيلي في العملية الى الآن، أكثرها ازدحاما، الشجاعية. وتقع المشارف الشرقية من الحي على بعد كيلومترين عن الحدود لكن جانبه الغربي قريب من مركز مدينة غزة. وعلى حسب المعلومات الاستخبارية حفرت حماس نفقا يفضي من الحي الى داخل اسرائيل. 
بيد أن العملية كان لها كما يبدو هدفا آخر. فحماس، كحزب الله في لبنان، توزع منظوماتها الدفاعية على هيئة سلسلة أقواس تتجه نحو الحدود مع اسرائيل. وقد وضعت في الشجاعية كتيبة ميدانية قوية نسبيا من حماس تنتمي الى واحدة من الدوائر الداخلية. وقد افترض المخططون للعملية أنه سينشأ مع الحاجة الى العثور على النفق، احتكاك بين مقاتلي جولاني ورجال حماس، يجبي من المنظمة ثمنا باهظا من المصابين. وقد استقر رأي حماس التي هربت من مواجهة مشابهة في عملية الرصاص المصبوب في 2009، هذه المرة على البقاء والقتال، فأطلق عشرات كثيرون من المسلحين النار على القوات المتقدمة، وأطلقوا صواريخ مضادة للدبابات واستعملوا عبوات ناسفة. فمني جولاني بمصابين في سلسلة حوادث: 7 قتلى باطلاق قذيفة آر.بي.جي على ناقلة جنود مدرعة؛ و3 ضباط قتلوا باطلاق قذائف صاروخية على بيت و3 جنود آخرين قتلوا في مواجهات مختلفة. وجرح ايضا قائد اللواء العقيد رسان عليان ايضا. 
عمل المقاتلون في شجاعة وتصميم يميزان هذا اللواء في كل الحروب. وناضلوا في ظروف صعبة لتخليص رفاقهم الجرحى والقتلى. تتحدث حماس عن مذبحة لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك، كما حدث في المعركة في مخيم اللاجئين جنين في 2002. فعلى حسب المعلومات الاولى التي جاءت من المعركة زادت قوة اطلاق النار فقط بعد أن منيت القوة بخسائر كثيرة. وقد يكون استقرار الرأي خاصة على استعمال أقل لنار المدافع والهجمات الجوية في الايام التي سبقت العملية قد مكّن حماس من الاستمرار على التمسك بمواقع في الحي، هذا الى أن بعض العمليات تم تأجيلها يوما قبل ذلك لأن الكثير جدا من السكان لم يستجيبوا لطلب الجيش الاسرائيلي اليهم أن يغادروا بيوتهم. يوجد القليل من الجيوش التي تسلك هذا السلوك في قتالها لقوة عصابة مسلحة تعمل في محيط مدني مكتظ. ونشك في أن يعمل الجيش الاسرائيلي هذا بالضبط فيما يلي من القتال. وقد خفت تبادل اطلاق النار في الحي في ساعات بعد الظهر لكن العملية استمرت، بل قد تتسع على نحو أعنف. وقد قال قادة ميدانيون أمس إنه بسبب قوة مقاومة حماس قد يبلغ التدمير البيئي الذي سيحدث في ما يلي من القتال الى مقادير الدمار التي كانت في الضاحية في بيروت في 2006. 
لن تكون هذه هي المقارنة الوحيدة بحرب لبنان الثانية. ففي اليوم الذي حدثت فيه قبل ثماني سنوات بالضبط أولى المعارك البرية في تلك الحرب في معركة قرية مارون الراس، يثور الخوف في غزة من انزلاق غير منهجي وغير متعمد الى عملية أكبر من تلك التي تنبأ بها المخططون لها. ويُكشف في غزة ايضا بحسب التحقيقات الاولى عن عدد من الاخطاء والعيوب التي يقف لها شعر الرأس أولها يتعلق بنوع الوسائل التي تملكها القوات، فالقتلى الـ 7 الذين قتلوا باصابة قذيفة آر.بي.جي كانوا يركبون ناقلة جنود مدرعة من طراز إم 113 من الطراز الذي استعمله الامريكيون في فيتنام وبدأ الجيش الاسرائيلي يستعمله منذ سبعينيات القرن الماضي. وفي 2004 بعد تفجير ناقلتي جنود مدرعتين جبى حياة 11 قتيلا في القطاع، استقر رأي الجيش الاسرائيلي على ألا يستعملها بعد ذلك في غزة. وخاف قادة قدماء يصفون هذه الناقلة بأنها "علبة سردين مشتعلة" يخترقها السلاح الخفيف احيانا، خافوا حينما سمعوا أنها أُدخلت الى القطاع مرة اخرى. وتثار اسئلة تتعلق ايضا باجتماع عشرات المقاتلين من كتيبة دورية جولاني في بيت أصيب بقذائف صاروخية. ويرتبط ذلك بالاخطاء القاسية في عملية النفق التي قتل فيها ضابط وجندي من اللواء المدرع 188 في يوم السبت. 
هذه قضايا سيضطر الجيش الاسرائيلي الى أن يستوضحها لنفسه استيضاحا عميقا بعد أن تضع الحرب أوزارها. ويجب أن ننبه مع الحذر الذي تقتضيه الظروف على أن الجيش الاسرائيلي لم يكد يجرب في السنوات الاخيرة قتالا بريا بعامة وفي قطاع غزة بخاصة. وأن بعض التجربة العملياتية ضاع مع جيل القادة الذين سُرحوا من الخدمة العسكرية. وحدث ضعف ايضا في مستوى التدريب في السنة الاخيرة بذريعة الميزانية العامة. إن كل عملية واسعة النطاق مصحوبة بأخطاء تنبع من عدم اليقين في القتال. ويجب أن نأمل أن تتحسن الامور بعد ذلك. 
وعلى هذه الحال ايضا يمكن أن نستمد التشجيع من الروح المعنوية في جميع الوحدات، ومن الأداء الناجع في كثير من الميادين ومن حقيقة أنه في مقابل كل قائد جرح في القطاع تطوع فورا ثلاثة ضباط ليحلوا محله. وسجلت نجاحات كثيرة في الانجاز الرئيس الذي طلب من القوات وهو تدمير الانفاق الهجومية، ودمر 6 انفاق كبيرة على الاقل تفضي الى داخل اسرائيل. فهذه سحابة تهديد ثقيل تقشع الآن عن حياة الكيبوتسات على طول السياج الامني في غلاف غزة. ومنذ كان الدخول البري الى القطاع انخفض كثيرا اطلاق القذائف الصاروخية على الجبهة الداخلية، لكن يجب أن ننبه في هذا الشأن الى أن حماس عالمة بقدرة المنظومة الاعتراضية القبة الحديدية، واذا كانت تنجح في أن توقع خسائر بالجيش الاسرائيلي في القتال داخل القطاع فربما تكون فضلت أن تحصر عنايتها الآن في ذلك وألا تهدر ما بقي لها من مخزون القذائف الصاروخية. 
مثل رئيس هيئة الاركان غانتس الذي زار القوات أمس في القطاع، مثل بعد ذلك أمام عدسات التصوير واجاب عن الاسئلة. وكان ذلك اكثر مما فعله أحد أسلافه وهو شاؤول موفاز الذي ترك قائد المنطقة يواجه الصحفيين في اليوم الذي قتل فيه الـ 13 من رجال الاحتياط في كمين في مخيم جنين. وقال غانتس كلاما حسنا عن التمسك بالمهمة وعن الواجب الاخلاقي وهو حماية مواطني اسرائيل وعدم المس دون حاجة بمواطني العدو. والآن يزيد الضغط عليه وعلى الحكومة، فشعور الجمهور في اسرائيل بخسارة حياة الجنود في الحرب عظيم. ومن المفارقة أنه أكبر حتى من الشعور بموت المدنيين. وينبغي ألا يُحسد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء المجلس الوزاري المصغر الذين يجب عليهم الآن أن يقرروا هل يزيدون في عمق العملية البرية زيادة واسعة أم يتمسكون بالاهداف الاصلية وهي تدمير الانفاق وضرب بنى تحتية ارهابية اخرى لحماس مع قصد الى التوصل الى وقف اطلاق نار سريع. 
إن مشاهد القتل في الشجاعية ستسرع الآن العمل الدولي في وقف اطلاق النار. وقد اصبحت القاعدة مهيأة لذلك مبدئيا كما سمع أمس وزير الخارجية الامريكي جون كيري وهو يقول على نحو فظ يميزه: "يجب أن نطير الى هناك"، أي الى اسرائيل لوقف الحرب. وتوجد قطعة البازل الناقصة كما هي الحال في العادة عند حماس. فبرغم تفاؤل متخذي القرارات الاسرائيليين يبدو أنهم لم يخبروا المنظمة الى الآن بأنها خسرت في الحرب. فحماس تتحصن في قصة البطولة التي تقصها على نفسها وعلى سكان غزة. ويبدو الى الآن أن الذراع العسكرية مستعدة لأن تقود القطاع الى الجحيم قبل أن تستجيب لاقتراح الوساطة المصرية. 
سيضطر الجمهور الاسرائيلي الذي تقبل اكثره ببرود اعصاب مدهش الرشقات الصاروخية على الجبهة الداخلية، سيضطر الى أن يواجه الآن عبء الخسائر في المعركة ايضا. ولا يساعد السلوك المجنون في الشبكات الاجتماعية على تسكين النفوس. وقد شاعت موجة اشاعات مبالغ فيها أمس في الدولة ايضا، فقد نشرت في الواتس آب لا اسماء بعض القتلى فقط قبل أن تُبلغ العائلات، بل صور توابيت أُعدت لضحايا الجيش الاسرائيلي في الشجاعية في قاعدة في مركز البلاد قبل أن يُسمح لوسائل الاعلام أن تتحدث عن الخسائر بوقت كثير. فاذا كان رجال احتياط نشروها فان ذلك لا يقل عن فضيحة. 
*********


هآرتس – مقال - 21/7/2014 

الجمهور مصدوم من الثمن 

لكن اكثر الاسرائيليين ما زالوا يؤيدون العملية 


بقلم: يوسي فيرتر 

(المضمون: يريد الجمهور الاسرائيلي من القيادة والجيش نصرا حاسما لا لبس فيه مع أقل قدر من الخسائر في الأرواح وهذا أمر يكاد يكون مستحيلا - المصدر). 

كان المؤتمر الصحفي الذي عقده في يوم الاحد رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون في الكرياه في تل ابيب في محله. فمن المؤكد أن الجمهور الذي علم رسميا قبل ذلك بساعة وعلى نحو ادهشه، بالعدد الكبير من الجنود الذين قتلوا في اليوم الماضي في غزة، من المؤكد أنه شعر بالحاجة الى أن يسمع كلام القادة الكبار. وبدا نتنياهو ويعلون متفقين وباردي الاعصاب وهادئين ومصممين على احراز الهدف الذي أعلناه والذي بدا عاما غامضا من جهة، وواقعيا مُقدرا من جهة اخرى وهو اعادة الهدوء "فترة طويلة" و"ضربة قاسية لحماس". وكان جواب نتنياهو على سؤال لماذا وافق على وقف اطلاق النار الذي بادرت اليه مصر يوم الثلاثاء الماضي اذا كان قد علم بالتهديد الاستراتيجي للانفاق المفخخة، كان مثيرا للاهتمام. "ساعدتنا موافقتنا على احراز شرعية ودعم دوليين للعملية"، أجاب. فاما أن يكون ذلك تفسيرا متأخرا لقراره وإما أن يكون نسي أن يبلغ وزير خارجيته ليبرمان في الوقت المناسب وهو الذي عقد كما تذكرون مؤتمرا صحفيا غاضبا بعد اتخاذ القرار بساعات معدودة وثار عليه. 
كان الشعور برغم الثمن الباهظ الذي جباه يوم أمس بأن اكثر الاسرائيليين ما زالوا يؤيدون العملية. بيد أن الرأي العام الاسرائيلي مخلوق مدلل متقلب فهو يريد نصرا مدويا لا لبس فيه، لكن بأدنى ثمن ممكن من حياة الجنود. ولا تعتبر "نجاحا" كل نتيجة ليست تأليفا بين هذين المركبين. إن هزيمة حماس في ميدان القتال مع الضرب القوي لبنيتها التحتية والقضاء على قيادتها العسكرية من المؤكد أنه سيجبي حياة جنود كثيرين جدا. وفي مقابل ذلك ستأتي محاولة الخروج من هذه المعركة بأدنى عدد من القتلى من قواتنا دون مناص على حساب الاهداف العسكرية، أي دون حسم واضح حاد. 
يصعب أن نرى الملخص النهائي لعملية الجرف الصامد التي تحرز هذين الهدفين وهما حسم عسكري مرضٍ وعدد محتمل – يحتمله الجمهور – من القتلى. ويصعب أن نعثر الآن على سيناريو لخروج متفائل من الورطة. 
إن الرأي العام الشاعر بالمرارة والغاضب والشاكي نذير سوء لرئيس الوزراء ومسألة بقائه السياسي. وقد تكون له آثار بعد ذلك. ويمكن أن نفهم اليوم لماذا لم يسارع نتنياهو ويعلون ورئيس الاركان غانتس الى ارسال القوات البرية الى غزة. فقد انتظروا وانتظروا واستنفدوا كل الامكانات الاخرى الى أن لم يبق لهم خيار. 
وقد علموا افضل من كل المتحمسين والهائجين والمستحثين في منتديات التلفاز ودهاليز السياسة ما هو معنى ذلك وما هو الخطر الذي يترصد الجنود في الأزقة والانفاق والكهوف والسواتر الترابية. ولا يستطيع احد على الاقل أن يتهمهم بالعجلة أو بالتسرع الى المعركة. 
أوضح نتنياهو أمس أن العملية ستستمر ما تطلب الامر، بل تحدث عن توسيع المداورة البرية وزيادة عمقها. وتابعه في ذلك يعلون. وقد كان يجب عليهما أن يقولا ذلك بسبب ما حدث أمس. وقد كانت كل اشارة الى تردد أو ضعف أو خوف تهيج حماس وتزيد في اندفاعها. 
يمكن أن نفرض أن قلب نتنياهو يتصارع فيه اليوم شعوران متناقضان: الاستمرار قدما بكامل القوة والعنف وضرب المنظمة الارهابية وجعلها تأسف لأنها بدأت كل هذه الفوضى، من جهة، وهو من جهة اخرى من المؤكد أنه يفرحه أن يقلل الخسائر وأن يوقف في المدة القريبة وأن يتوصل الى تسوية سياسية معقولة يستطيع أن يعرضها على انها انجاز بموازاة الضربة التي اصابت حماس. وهذه معضلة غير سهلة وهي ما اعتيد أن يسمى عندنا: الويل لي من خالقي والويل لي من غريزتي. 
****

اسرائيل اليوم – مقال - 21/7/2014 

ينبغي الانتصار وليكن ما كان 


بقلم: عاموس ريغف 

(المضمون: الطريق الوحيد لمواجهة حماس هو الانتصار عليها لا مجرد اضعافها - المصدر). 

لا توجد كلمات تعزي عائلات ضحايا الجيش الاسرائيلي الذين سقطوا في المعركة في غزة. والشعب كله يشاركها أساها. والشعب كله يقف الى جانبها. والشعب كله يتألم ألمها. وستضاف اسماؤهم الى القائمة الطويلة المؤلمة جدا لضحايا معارك اسرائيل وهي القائمة التي تعبر اكثر من كل شيء عن الطريق الصعب الطويل لعودة اسرائيل الى ارضه، الى البعث والأمل. 
قتل 13 من الأخوة في البطولة من مقاتلي لواء جولاني الفخم الشأن يوم أمس. وبذل خمسة آخرون من وحدات اخرى مهجاتهم في الدفاع عن الوطن في حرب لا مناص منها عن بيوت مواطني اسرائيل. فليكن ذكرهم مباركا. 
لم يبدأ الصراع الاسرائيلي العربي أمس ولن ينتهي غدا. وليس هو صراعا على الارض فقط بل على الوجود ايضا. فهم لا يريدوننا هنا. وليست تلك قضية قومية فقط بل قضية دينية ايضا وجهاد قديم جدا. فـ "اليهود هم الأعداء التاريخيون للمسلمين"، قال الاخوان المسلمون في 1948؛ وورثت حماس عنهم نظريتهم. 
ليست الجرف الصامد عملية فقط وليست عملية مجازاة أو اجتياحا ايضا، بل هي حرب، حرب أعلنتها علينا منظمة قاتلة بغيضة كل تسويغ وجودها في الطموح الى القضاء علينا. وليس لها أي تسويغ وجود آخر. وقد مكنت حكومات اسرائيل وفيها الرحماء أبناء الرحماء على مر السنين من نقل الاسمنت ومواد البناء الى غزة، وقالوا إن ذلك لأجل رياض الاطفال. وقد بطن المخربون الانفاق بذلك الاسمنت وصبوا آبار اطلاق الصواريخ. وقد أمدوهم بالكهرباء التي تحرك المخارط التي يصنعون بها القذائف الصاروخية التي تطلق على مدننا. 
منذ أن بدأت حماس حربها الحالية لنا حاول القادة الكبار، وهم رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون ورئيس الاركان غانتس، أن يعيدوا الهدوء ويستنفدوا كل امكان لمنع حرب عامة. كان ذلك في البداية بعملية جوية "جراحية"؛ وبعد ذلك بالموافقة على وقف اطلاق النار؛ ثم بدخول في عملية برية محدودة على انفاق الموت. وحدد الهدف بأنه ضرب حماس واضعافها وهذه مهمة محدودة حظيت بالشرعية من زعماء العالم. وهذه سياسة مقدرة واعية لادارة الازمة بين ميدان القتال والصواريخ المطلقة على مدن اسرائيل، وبين المحادثات الدبلوماسية، فهي اذا سياسة توازنات وكوابح وهي حرب من نوع مختلف. 
لكن الحرب هي الحرب فلها قوانينها ولها منطقها ولها قواعدها. فأنت تستطيع أن تشير اشارة خفية الى عدوك اذا كان مستعدا أو قادرا على فهم "الاشارات الخفية". وأنت تستطيع أن تردع عدوك اذا كان يملك ما يخسره واذا كان يريد أن يحفظ ما يملكه. وأنت تستطيع أن تضرب عدوك اذا كانت الضربات تؤلمه. وتستطيع أن تهزم عدوك اذا جربت كل خيار آخر فتأكد لديك أنه لا بديل عن النصر. 
لا بديل عن النصر في مواجهة حماس. فقد استقر رأيها لاسبابها الخاصة على المضي الى النهاية. وقد أعلن متحدث حماس أمس في صلف قائلا: "لا للاستسلام ولا للانسحاب ولا للتفاوض ولا للهدوء فنحن متجهون الى الجهاد". وقد اثبت عمل الجيش الاسرائيلي الى الآن أن حماس حولت قطاع غزة الى وكر ارهاب فوق الارض وتحتها. فهم لم يبنوا هناك رياض اطفال وفنادق وصناعة هاي تيك بل جهاز قتل، أعني قتلنا. 
في الشرق الاوسط الجديد الذي يغلي اصبحت تفور الآن فوق الارض قوى الشر وكلها تتطلع الى هنا: من داعش العراق الى القاعدة والسلفيين وحزب الله والشيعة والسنيين المتطرفين. والايرانيين بالطبع مع اجهزة الطرد المركزي والقنابل الذرية الآتية. ويجب علينا أن نردعهم جميعا لأنهم يريدون جميعا الوصول الى هنا وقد أصبحوا على الجدار. 
لهذا يجب أن تنتهي هذه الحرب الى انتصارنا. يتحدثون عن امكانية مسار وقف اطلاق نار وعن قوة دولية بعد ذلك تأتي لنزع السلاح من القطاع. وقد يكون لذلك احتمال وقد لا يكون. وقد جاء في الانباء أمس أن الرئيس اوباما يضغط لوقف اطلاق النار فورا، لكنه يوجد المسار الآخر وهو الانتصار وليكن ما كان، فهذا هو تراث ضحايا الجيش الاسرائيلي على اختلاف اجيالهم ومنهم ابطال المعركة على غزة. 
الى الآن صرف القادة الكبار المعركة تصريفا جيدا، والهدف الذي حدد هو أن تخرج حماس منها ضعيفة. لكنني أقدر أن شعب اسرائيل يفضل ألا تخرج حماس منها ألبتة. 
*****



اسرائيل اليوم – مقال - 21/7/2014 

قطر وحماس: علاقة خطيرة 


بقلم: د. رؤوبين باركو 

(المضمون: الامريكيون سذج مغفلون لم يتعلموا من تجربتهم الماضية في الشرق الاوسط ولذلك يؤيدون زعيمي قطر وتركيا ليتوسطا في حل الصراع بين اسرائيل وحماس لكنهما هما اللذان يدعمان حماس ويقويانها - المصدر). 
في فيلم "العراب" المشهور يرشد دون كورليونا ابنه الى أن أحد أفراد عائلة المافيا الذي يحاول التوسط للخصم هو الخائن دائما. وقد حظي الوسيط خلال حبكة الفيلم بالعلاج المناسب وأنهى دوره في الفيلم. إن الامريكيين ايضا جيدون في صناعة الافلام لكنهم أقل جودة في الواقع. إن محاولة وزير الخارجية الامريكي جون كيري أن يحث برغم ارادة مصر، أمير قطر الشيخ تميم (غير البريء) (تميم في اللغة العبرية تعني البريء أو الساذج – المترجم)، ورئيس الوزراء التركي اردوغان "السلطان" ليكونا وسيطين في المواجهة التي بادرت اليها حماس مع اسرائيل – كانت محاولة هاذية. 
لم يستوعب قادة امريكا دروس المافيا الى الآن، فقد شجع كيري على الخصوص اولئك الذين حاولوا أن يخلصوا "إمارة حماس الاسلامية" من الانهيار وسبب تشدد حماس في مواقفها واضعاف مصر. 
ويبدو في سلوك الولايات المتحدة اخفاق عام في رسم المصالح الامريكية في المنطقة والخطوات الى احرازها، وتبدأ قائمة الاخفاقات الامريكية في ايران ثم تنتقل الى مصر والعراق وسوريا ولبنان وافريقيا وافغانستان وشبه الجزيرة العربية، ونهايتها مجهولة. حتى إنه ليبدو أن سائق سيارة أجرة من اوساط الناس في واشنطن يستطيع أن يُصرف شؤون امريكا بصورة أفضل. 
إن الامريكيين الذين شاركوا في تنفيذ مؤامرات وانقلابات عسكرية كثيرة أخفقوا فيما يتعلق بالحاجة الملحة الى دعم السيسي المصري. وقد تخلوا بصعوبة عن الخطاب الديمقراطي الكاذب لمرسي والاخوان المسلمين "الباحثين عن الخير". يعلم أقل الناس شأنا أن قطر وتركيا تسلحان وتمولان المنظمات الارهابية الاسلامية الاكثر فتكا في المنطقة مثل داعش وجبهة النصرة والقاعدة، التي تعمل الآن بوحي من الاخوان المسلمين على مصر وعلى نظم الحكم العربية الاخرى في حين تساعد الامارة الاسلامية لحماس. ومن الواضح للجميع أن اسرائيل قد تكون الوحيدة التي تنجح في صد هذا الجهد الارهابي الاسلامي العالمي. 
يدرك كل بدوي يملك صحن قمر صناعي ومولد كهرباء أن الغاية الاستراتيجية لهذه المنظمات الاسلامية هي اسقاط نظم حكم الدول العربية المعتدلة حليفة امريكا في طريقها الى حكم اسلامي عالمي. والسر الظاهر هو أن هذه الجهود المستعينة بايران تتم بمساعدة آلة دعاية "الجزيرة" التي توجهها وتنفق عليها عائلة آل ثاني من قطر بتوجيه الشيخ القرضاوي من اليمين وعزمي بشارة من اليسار. 
ويعلم كل ضابط صغير الشأن في وكالة الاستخبارات المركزية أن زعيمي تركيا وقطر يعملان بمشاركة "مؤقتة" مع ايران بصفتهما عميلين مزدوجين. وبرغم ذلك يوجد جنرالات في جهاز الامن القومي الامريكي وفي دوائر حلف شمال الاطلسي تضع فوق طاولة الرمل اعلاما تجسد اماكن رسو الاسطول الامريكي في موانيء قطر وانظمة الرادار والصواريخ العابرة للقارات والمطارات الموضوعة في خدمتهم في شرق تركيا. ولم يتعلم الامريكيون المتمسكون بقطر وتركيا تمسكهم بكنز، شيئا من تجربتهم. فقد استعان بهم رجال القاعدة (طالبان) على التدريب والتسليح لمواجهة الروس، لكنهم فجروا "مقابل ذلك" المحسنين الامريكيين إليهم. وحينما يكون الحديث عن عملاء مزدوجين تكون كلفة اللقاء بين السذاجة والخيانة باهظة. 
يمكن أن نتنبأ بأن يندثر الاستثمار الغربي في قطر. وقد ضاق الزعماء العرب ذرعا بعائلة آل ثاني. ويرى كثيرون أن عصر بنك الارهاب الاسلامي العالمي ومنبر الاخوان المسلمين الدولي للتحريض (بواسطة "الجزيرة") في قطر يوشك أن ينقضي. 
إن "الجزيرة" تحرض بلا خجل، فاسرائيل توصف بأنها جلاد، أما حماس التي تطلق الصواريخ على مواطني اسرائيل وتلوذ بمواطنيها على أنهم درع بشرية فتسمى الضحية. وتشهد الخطبة التاريخية لمتحدثي حماس والجهاد الاسلامي أبو زهري وفوزي برهوم بأن هاتين المنظمتين الارهابيتين لا تحجمان عن تكرار دعوة المؤسسات العربية والدولية الى مساعدتهما بعد محاولتهما الفاشلة قتل يهود. 
يقول المثل العربي: "إنقلب السحر على الساحر". ويستغل جلادو حماس استغلالا باكيا الضحايا الفلسطينيين الذين قتلوا بسببهم عند "الصليبيين الاوروبيين". ويحطم الجيش الاسرائيلي مرة اخرى المبدأ الاسلامي وهو ان "اليهود جبناء يقاتلون من وراء جدران". وقد اعلن المدير العام للمبادرةالوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي عن "نهاية المشروع الصهيوني، وهو يطالب بمحاكمة اسرائيل على أنها مجرمة حرب ويدعو الى انتفاضة ثالثة"، إننا نعود الى 1948.
*****************************


الخبر الرئيس – الجرف الصامد – يديعوت – من ايتمار آيخنر: 
"نضرب حماس" – رئيس الوزراء ووزير الدفاع أمس: "لا توجد ضربة وانتهينا" 

يبدو أن اسرائيل قريبة من تصفية مشكلة الانفاق في القطاع. ففي مؤتمر صحفي عقده أمس رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون سُئل يعلون ماذا ستفعل اسرائيل في مسألة الانفاق اذا ما أُعلن في غضون يومين – ثلاثة ايام عن وقف النار، فأجاب: "عندما نصل الى الجسر نجتازه، ولكن بتقديري القسم الاكبر من الانفاق من ناحيتنا سيدمر". 
وشدد يعلون على أنه اذا واصلت حماس طريقها فان اسرائيل لن تتراجع وستواصل ضربها: "نحن نعمل وفق خطة مرتبة وضعها الجيش الاسرائيلي واقرها المجلس الوزاري. حماس مسؤولة عما يجري في غزة، عن كل شخص أصيب وعن كل مبنى انهار. هي التي جلبت على نفسها وعلى شعبها ما يجري – واذا لم تصحو فستواصل تلقي الضربات. بانتظارنا ايام طويلة اخرى من القتال، وعلينا أن نعض على الشفاة في اللحظات الصعبة ونبدي طول نفس وصبر. سنواصل عمل بيد من حديد حتى ازالة تهديد الصواريخ والانفاق". 
بعد 13 يوما من بدء حملة "الجرف الصامد" ألمح أمس نتنياهو ويعلون لاول مرة بالهدف النهائي لاسرائيل: السعي الى اسقاط حماس في خطوة متداخلة – سياسية وعسكرية. وعندما سُئل يعلون عن مسألة انهيار حماس قال: "توجد أهداف لا تتحقق بضربة واحدة وانتهينا، بل في سياقات". 
بعد ذلك سُئل نتنياهو لماذا لا يدعو الى دفع حماس الى الانهيار، مثلما فعل عندما كان رئيسا للمعارضة. وفي جوابه قال: "نحن نضربها بشدة وهي مضروبة. صحيح انها لا تزال هناك، ولكن تحت الارض. توجد مراحل في المعركة. مثلما فاجأناهم في الدفاع، يمكن ان نفاجئهم في كثير من الاماكن الاخرى". 
وردا على سؤال هل تحدث مع ابو مازن قال نتنياهو: "نحن في اتصال كل الوقت مع جهات عديدة في المنطقة، بما في ذلك السلطة الفلسطينية... ابو مازن يمكنه أن يكون جزء من الحل اذا واصلنا الفهم بان هذه الحماس مثلما تبدو، مثلما تهاجم وتتسلح، تدعو الى ابادتنا وتضحي بالفلسطينيين في غزة – لا يمكن أن تكون جزء من مسيرة السلام. العالم كله بدأ يفهم هذا". 
* * * 

يديعوت – من يوسي يهوشع: 
بثمن باهظ – ليلة مضرجة بالدماء: قائد لواء جولاني أصيب و13 ضابطا وجنديا قتلوا في المعركة الضروس على الشجاعية 

حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، 2 كيلو متر فقط عن منازل كيبوتس ناحل عوز، الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. في المحيط منطقة مدينية غزية نموذجية: شوارع ضيقة، بناء مكتظ، منازل تشرف على محاور السير. منذ البداية كان واضحا عن هذه ستكون المهامة الاكثر تركيبا وتعقيدا، ولهذا فقد اختير اللواء اكثر خبرة في القتال في السنوات الاخيرة. قوة جولاني، التي انتظرت على مدى زمن طويل على الجدار، توشك على الدخول الى الحي – وعندها يصعد الى شبكة الاتصال قائد اللواء العقيد غسان عليان ويتوجه الى جنوده بأمر بسيط: "انطلقوا الى الهجوم". 
تنطلق القوة، بعضها بمركبات عسكرية، بعضها على الاقدام. وهي تتحرك في تشكيلة قتالية، تطلق النار الى الامام في مدى 180 درجة وتستعين بالمروحيات والطائرات الحربية ونار المدفعية الثقيلة. بعد بضع دقائق من ذلك، في الساعة 1:05 تبدأ المعركة بكل قوتها، عندما يهز انفجار شديد سماء الشجاعية وقطاع غزة باسرها. احدى المجنزرات تصاب بصاروخ مضاد للدبابات، ويحتمل ان تكون صعدت على عبوة. ويدور الحديث عن مجنزرة عادية وليست مجنزة النمر المتطورة – المزودة بمنظومات دفاعية تشبه تلك التي لدى دبابة المركفاه وبالتالي أكثر تحصينا من النار – وفي الجيش الاسرائيلي شرحوا بعد ذلك بانه لا توجد مجنزرات نمر كافية وقد وزعت بين الوحدات المختلفة. 
بعد الضربة تضاء الظلمة في غضون ثوان بقنابل الانارة، ومن كل الاتجاهات تفتح النار نحو الجنود. يقتل سبعة جنود في المجنزرة ولكن القوة تواصل اطلاق النار، التقدم والسيطرة على المنازل. 

اصابة للقيادة – قائد اللواء يصاب 
الضربة الفتاكة الثانية تأتي في الساعة 1:30 عندما يطلق صاروخ مضاد للدبابات نحو المنزل الذي شكل غرفة قيادة لكتيبة الدورية في جولاني. النتائج قاسية: قائد الكتيبة المقدم روعي ليفي يصاب بجراح خطيرة، اما نائبه الرائد تسفرير بار أون (32 سنة) ضابط شعبة العمليات النقيب تسفي كابلان (28 سنة) وجندي آخر يقتلون. القوة التي ارسلت لانقاذ المصابين يقودها قائد اللواء نفسه، العقيد عليان – ولكنه هو ايضا يصطدم بالمخربين، يصاب بجراح متوسطة ويضطر الى اخلاء المنطقة. 
بالتوازي، قريبا منهم، تتقدم سرية المتفجرات في الكتيبة فيما تصطدم فجأة بنار صواريخ مضادات الدبابات نحوها – وكنتيجة للضربة يقتل مقاتلان آخران. المقاتل الـ 13 لجولاني الذي قتل في الليلة القاسية اصيب فجرا، كنتيجة لنار قذيفة طائشة من قوات الجيش الاسرائيلي. 
وكان انقاذ المصابين مهامة مركبة. فتحت نار كثيفة نجح المقاتلون في اخراج رفاقهم الى الجدار الفاصل، تحت تغطية نارية ثقيلة من المروحيات القتالية والقصف المدفعي. وهبطت مروحيات بلاك هوك وعليها مقاتلو وحدة الانقاذ 669 في اقرب مسافة ممكنة من منطقة القتال، في ظل مخاطرة عالية وأخلت المصابين الى المستشفى. والنتيجة، في الصباح التالي، كانت قاسية: 13 قتيلا، بينهم ضباط كبار وكذا جرحى كثيرون. 
أحداث الشجاعية ذكرت الكثيرين بمعركة الكتيبة 51 من جولاني في بنت جبيل في حرب لبنان الثانية – ولكن هذه المرة سجل الى جانب الثمن الباهظ انجاز كبير في الميدان ايضا، وصفي عشرات من مخربي حماس. 
مثل حزب الله في حرب لبنان الثانية، نجحت حماس هي الاخرى في مفاجئة القوات بأساليب قتالية في منطقة مبنية وبصواريخ مضادة للدبابات متطورة من نوع كورنيت. وكان الثمن باهظا، باهظا جدا – الاعلى الذي عرفه اللواء منذ حرب لبنان الثانية. ولكن روح جولاني بقيت: عندما اضطر قائد اللواء عليان الى اخلاء الميدان، تسلم زمام القيادة العقيد دافيد زيني، وبعد اصابة قائد كتيبة الدورية ليفي حل محله قائد قاعدة التدريب اللوائية المقدم افينوعام ستولوفيتش. وفي نهاية المساعي، رغم الاصابة لسلسلة القيادة – حقق الواء اهدافه. فقد تقدمت القوات، استولت على المواقع، عالجت المواقع التي نفذ منها اطلاق الصواريخ نحو اسدود وتقدمت في الطريق لكشف ثلاثة انفاق على الاقل.

ليست هناك تعليقات: