27 أبريل 2014

سليم ابو محفوظ : لماذا عندهم الحقوق مصانة ... وفي بلادنا مهانة ...!!!

من خلال وجودي في بلاد الاسبان الأوروبية ...خرجت بفهم جديد لوضعهم لدى الاوروبين الآخرين مثل الالمان والانجليز والسويد وغيرهم... بأن الشعب الأسباني هو عرب اوروبا... يعني ليس بالعرق الأوروبي النقي بتصرفاتهم واشكالهم وتعاملاتهم وخاصة الاندلس... تجد لديهم الميول لحب العرب وقلوبهم أرق على العرب وخاصة الجنوب الذي يسمى بلاد الأندلس ، وهو الجزء الأكبر من أسبانيا ويقع في أربع محافظات ... وفيها منطقة يقطنها آل سعود ملوك السعودية ويتملكون في ماربيا مناطق شاسعة تقام قصورهم بين الغابات الكثيفة مقابل طنجة المغربية التي يتملكون فيها بعض الجبال تقام عليها قصورهم أيضا ، وتعتبر ماربيا أغلى منطقة في الاندلس من ناحية المعيشة والسكن وغلاء الأسعار... ويعود ذلك لوجود أل سعود الذين لا يرغبون بتواجد عرب في منطقتهم ، ولهذا تم رفع مستوى المعيشة لإحتكارها لهم كعرب يقطنون أسبانيا .
أكتب عن أسبانيا لأنني أطلعت من خلال وجودي وما زلت على أرضها ... فأن الفرق شاسع بين بلداننا العربية التي تحُكم بقانون وضعه الأستعمار منذ هزيمة تركيا المسلمة عام 1916 من قبل بريطانيا وحلفائها ومنهم بعض العرب الذين أستفادوا كثمن لتآمرهم على الأسلام والمسلمين ...كراسي حكم على دويلات وضع لها قوانين من قبل العدو الاستعماري ، ومن بعض بنوده يمنع تجنس أي عربي ضمن الدويلة العربية الأخرى لزرع بذور التفرقة والكراهية بين الشعوب العربية التي تشرذمت في دويلات هزيلة ومشيخات قبلية مقيته ، يتسيدها بعض الحراس النفطيين والأمراء المعينين والمشاوخ المنصبين والأزلام التابعين لأجهزة دولية تفرض السياسات ، التي تخدم مصالح العدو وأكبر مثال التجنس للمغتربين في الخليج أستحالة على المقيمين ومنهم مضى على أقامته خمسون سنة ويزيد وما زال يعيش كالعبيد لدى الأسياد ولم يتجنس ويبقى تحت التهديد يالطرد والوعيد .
وكذلك الأردن يعيش على أرضه بضع مئات من الجالية الباكستانية ولغاية الآن يمنع تجنيسهم وأولادهم الذين ولدوا على الأرض الأردنية وأصبحوا أجداد ... وما زال الحرمان واقع عليهم ويمنعهم من الحصول على حقوقهم الإنسانية والمواطنية الذين يعيشوا ذلها بالرغم أنهم لم يتم أنصهارهم في المجتمع المحلي ومحاصرين في بقعة لا تكاد تتسع لتزايدهم المستمر ويحرموا كغيرهم من الواجهات العشائرية التي يمتهنها البعض بالاعتداء على أملاك الدولة .
وكذلك بعض الوافدين المصاروة الذين تزوجوا من اردنيات وانجبوا اطفال ولم يشفع القانون لهم بالتجنس... وأولادهم أبناء الأردنيات الذين يحرموا من حقوق لم يختاروا هم العيش... ليواجهوها ، نتيجة تواجد الآباء كعمال يساهمون في بناء الوطن الأردني ببذل العرق والجهد أكثر من غيرهم ، ويعيشون زهرة شبابهم في الأردن ومن ثم يغادرون بعد أن يغزوا الشيب رؤوسهم والعمر يهلك بسنواته التي أكلها الدهر ومضى بقساوته عليهم وفي ظروف أصعب من التي يعيشها المواطن العادي ، ويعد هذا قمة الظلم الذي وقع عليهم لأنهم غادروا مصرهم وهي في شأن ورجعوا عليها وهي تعيش شأن آخر ... بمعنى أنهم لم يكسبوا وظائف في بلدهم أو محال تجارية تتطور مع الزمن وتكبر مع العمر ولا ربحوا الأردن كبلد خدموا شعبه وساهموا في الإعمار يا طويلي الأعمار ، وينطبق عليهم المثل الشعبي الذي قيل فيه " جائت حجلة تتعلم مشية الحمامة فلم تتعلم المشية ونسيت مشيتها " فينطبق المثل على أخوتنا المصريين العائدين على وطنهم بعد إغتراب دام عدد من السنوات .
والفلسطيينين يستثنوا من المقارنة لظروف كذب إدعائها من قبل الحكومة الأردنية ، التي تتذرع بحجج كاذبة بأن عدم التجنس للحفاظ على الهوية الفلسطينية ...والأردن من أول الدول التي طمست الهوية الفلسطينية وقضت عليها وعلى أسم فلسطين وأطلقت تسمية الضفة الغربية على الجزء الذي تبقى من فلسطين بعد احتلال ال 48 الذي أعطى الحق ليهود صهاينة باقامة دولة الهزل الإسرائيلية ، التي فرضت على الوطن العربي على البقعة الفلسطينية ... التي تعد من أخصب الدول العربية وأكثرها قداسة لدى شعوب العالم وخاصة أتباع الديانات السماوية ، التي نزلت فيها كتب سماوية ورسل نبوية ، وآخرها الرسالة الخاتمة التي أرتبطت بالقدس بالإسراء والمعراج والمباركة لفلسطين وما حولها ... التي تآمر عليها بعض الحكام العرب المنصبين وحكومات وليس شعوب حرة ابية ...مع دولة الإنتداب وشرذمة المحتلين الذين طردوا الشعب الفلسطيني على مرحلتين ...هما النكبة التي جنست لاجئي الاردن على أثرها ووطنتهم بطريقة إلتوائية كمرحلة إنهاء أو إلغاء حقهم من العودة لفلسطين بعد أن ساهموا في بناء الأردن كمملكة أردنية هاشمية تضم مكونات النسيج الأردني على أرضه شرقي النهر...
وبعد إحتلال ما يسمى "الضفة الغربية " على أثر النكسة التي حرمت نازحي غزة من الحقوق على الأرض الأردنية بالرغم مرور 46 عاما ً عليها ، وما زال نازحي غزة يعيشون في مخيمات بلا حقوق تذكر ويحرموا من أشياء كثيرة وامتيازات عديدة ، بينما ابناء غزة الذين هاجروا لدول الإغتراب الأوروبي حازوا على جنسيات تلك الدول ومارسوا الحقوق بأكملها ومجملها وأصبحوا يتمتعون بإنسانيتهم ، بعكس الدول العربية التي تنبذ بعض مواطنيها وتنهي وطنياتهم بالقمع الأمني تارة والتصرف الأرعن تارات من قبل بعض الحاقدين ، الذين يمتهنون الحقد على الأحرار وطمس تاريخ الثوار... الذين حافظوا على كرامة الإنسان العربي الذي مرغت أنوفهم ...من قبل دويلة اسرائيل التي تدعم من قبل امريكا واوروبا وتحرس من قبل العرب وجيوشهم الذين وجدوا لحماية الحدود الإسرائيلية من المتسللين حسب التسميات العربية والمخربين للادعائات الاسرائيلية الكاذبة ، التي تحتل الأرض وتهين العرض ولكنها تحكم بقانون يحفظ الكرامة لكل إنسان والحق يقال .
بأن المواطن على المحتل من الأرض التي تديره عصابات الكيان الصهيوني تحترم المواطن الذي يعيش في كنفها ، بعكس أهلنا العرب الذين يهددون بالطرد وسحب الجوازات في بعض الأحيان ولكن لا يستطيعون هم ولا غيرهم بطرد أي مواطن يعيش بكرامة على الأرض العربية ...التي تدار بارادة وادارة أمريكية تدفع الثمن للحكومات على اشكال متعددة منها النقدي والمنح العينية والمساعدات بمشاريع تنموية واقامة المشاريع الأنسانية المجتمعية التي تفتقد في وطننا العربي ألمعيتها ونتائجها التي لا تجدي نفعا ً. لأن أهدافها صهيونية لاقحام المرأة العربية في معترك الحياة العملية التي تساعد على إفساد المجتمع لأبعاد الام عن البيت وترك تربية الأجيال للشوارع ، وكسب ثقافات جديدة وأبعادنا عن ثقافاتنا العربية الأصيلة التي تحترم الأنسان وتكرم المرأة التي تنجب الأطفال ومنهم محرومي التجنس لأن آبائهم غير مواطنين قطريين فبئس هكذا قوانيين أدخلها علينا الغرب الملحد وتركنا نغوص في بحر أوحالها ونغرق في تفرقتها وعنصريتها التي نبذها لشعوبه ورسخها في عقولنا كمواطنيين عرب أصلاء وآخرين وافدين والبعض بدلاء .
Saleem4727@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: