18 يناير 2014

سيد أمين يكتب :عن أهبلة الدولة!!

يبدو ان السلطة الحاكمة في مصر فقدت كل الخيوط التى تربط بينها وبين المنطق والعقل , وراحت تقوم باستبدال مصطلح "اخونة الدولة" باخر يعنى" أهبلة الدولة" وجملة قراراتها صارت تتسم بالتشنج الواضح , التشنج الذى يصل الى حد الملهاة السوداء , خاصة ان افراز تلك الملهاة "الكوميديا" ليست ضحكا وتسلية كما هو معروف ولكنها دماء تسيل وامهات تفقد فلذات اكبادها , وحرائر تغتصب او على الاقل يتم التحرش بهن جنسيا فى المعتقلات التى اتسعت رقعتها في مصر بعد انقلاب / احتلال / نكسة 30 يونيو 2013.
* فقد نشرت مجلة الإيكونوميست البريطانية، إن الفريق عبد الفتاح السيسي تعاقد مع شركة علاقات عامة عالمية بريطانية لعمل فيلم دعائي للترويج للانقلاب في الخارج والتأكيد على أنه لا يتم اعتقال أحد بدون تهمة،ولا يوجد انتهاكات لحقوق الإنسان، فقامت قوات الأمن باعتقال فريق التصوير فور وصولهم إلى مصر بدون تهمة، للاشتباه فيهم أنهم يبثون للجزيرة.
*ألقت قوات الجيش القبض على موظف بمستشفى جامعة أسيوط وذلك على خلفية صعوده على سطح مستشفى أسيوط الجامعى وتلويحه بإشارة رابعة إلى طائرة حربية أثناء تحليقها لمتابعة عملية اﻹستفتاء وتأمين زيارة الفريق صدقى صبحى قائد أركان الجيش المصرى لتفقده لجان اﻹستفتاء.
*وقررت "النيابة العامة" بمركز البرلس بمحافظة كفر الشيخ ، حبس خالد بقرة الطالب بالصف الاول الثانوي بالمدرسة الصناعية لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق، بتهمة حيازة مسطرة عليها شعار ‫رابعة العدوية .
وكان مدرس بالمدرسة قد ضبط الطالب وبحيازته المسطرة فقام بإبلاغ الادارة التي قامت بإبلاغ مركز الشرطة الذى قام بالتحفظ على الطالب والمسطرة وتم عرضه على النيابة التي قررت حبسه.
* قررت إدارة جامعة القاهرة إيقاف أحد المصممين التعليميين عن العمل، وأحالته للشئون القانونية بسبب قيامة بعمل لايك وكومنت على إحدى البوستات التى كتبها أحد زملائه على جروب العاملين بمراكز التعليم الإلكترونى بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
وقال منير حسنى، الموظف الذى تم إيقافه عن العمل وإحالته للتحقيق، أنه اعترض على عدم وجود تأمين للعاملين بالجامعة، وخصم جزء من المرتبات طبقا للائحة الجديدة المرسلة من إدارة المشروعات بالجامعة، وتسبب ذلك فى إيقافه عن العمل بالجامعة بعد أن عمل بها فى مجال التصميم التعليمى منذ ما يقرب من 5 سنوات.
*واعتقلت قوات الامن الطالبة جهاد الخياط وقال لها أحد الضابط "خلى ربك يحميكى مننا", واوسعها تعذيبا , وتعرضت لاختبار كشف العذرية واصيبت بكسور فى الفخذ وكف اليد والفك , وقامت بتركيب نحو خمسة مسامير فى ركبتها , وتقرير المستشفي قال ان سبب كل تلك الاصابات سقوطها من اعلى السرير!!.
* اعتقال كل محامى يدافع عن المعتقلين الاخوان حيث بلغ عدد من تم اعتقالهم حتى الان 52 محامى , هؤلاء المحامون يبحثون عن محامين يدافعون عنهم ولم يجدوا بالقطع.
* اعتقلت قوات الامن احد المعاقين المصابين بالشلل فى الايدى ويدعى هانى الزفتاوى واتهمته باتلاف المنشئات والتعدي علي الأمن وخطف وحيازة سلاح وحبسته "النيابة" 15 يوما , كما قامت قوات الأمن باعتقال الدكتور أحمد محرم، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بأسيوط، بتهمة التحريض علي العنف واعتقلت ايضا الشيخ ربيع ابو عيد المتحدث باسم "علماء ضد الانقلاب بدمياط وهو شيخ ضرير بتهمة التحريض على العنف.


* وذكر موقع مصر العربية كتب موضوعا عن ان قوات الامن ذهبت لاعتقال احد المحامين المدافعين عن المعتقلين يدعى هانى الارنأوطى وبعدما كسروا باب الشقة بحثوا فلم يجدوا المحامى بل وجدوا والدته 70 سنة التى فزعت مما حدث فسبت الضباط فقام احدهم بضربها بكعب المسدس على رأسها فسقطت صريعة, وقام الكاتب الصحفي بلال فضل بتأكيد هذه الواقعة فى مقال له بجريدة الشروق , المدهش ان المنظمات الحقوقية ومنها منظمة "النقيب" بدلا من ان تبحث لتتحري الواقعة راحت تدافع باستماتة عن كذبها لكونها "غير عقلانية"..يبدو ان الاسم على مسمى.!!
* ومن ضمن فصول الكوميديا السوداء ان الاعلام اقنع قطاعا عريضا من الناس الذين لم يكونوا علىدراية بالفهم السياسي من قبل , ان ضحايا مجزرتى الحرس الجمهورى والمنصة حدث بسبب ثيام المتظاهرين بقتل بعضهم حتى يثيروا شفقة العالم عليهم , وان محمد البلتاجى القيادى فى تنظيم الاخوان والمضرب حاليا منذ 3 اسابيع فى سجون الانقلاب قتل ابنته حتى يستحوذ على تعاطف العالم؟!!
* وتقوم الحكومة بعمل استفتاء على دستور ثم نجدها تقوم باعتقال من يقاطعونه او يصوتون بلا فى انتخابات ذات توجه واحد هو نعم او السجن وربما القتل..
واذا تفرغنا لسرد اعاجيب الانقلاب ورواياته والتبريرات التى يسوقها للقتل والسحل والاغتصاب والفصل من العمل والاعتقال ربما نكتب مجلدات طويلة لا وقت ولفا جهد عندنا لكتابتها وانما سردنا ما سردناه على سبيل العينة.
*وتبدأ تلك الكوميديا ليس وليد اللحظة الحالية بعد مرور عام من الانقلاب ولكنه فى الحقيقة بدأ تماما مع بداية الانقلاب فى 30 يونيو حينما راحت وسالئل الاعلام تصور كأن 33 مليونا ربعضهم قال 40 مليونا نزلوا الى ميدان التحرير والاتحادية بالقاهرة لاسقاط حكم "الخرفان".
والمضحك هنا انه لا ميدان التحرير- الذى لا يستوعب بشوارعه المحيطة والمؤدية اليه من ميدان الدقى او الفلكى او طلعت حرب او عبد المنعم رياض والاسعاف الا مليون شخص و200 الف متظاهر طبقا لمساحات جوجل بحيث يكون 4 فى كل متر مربع - ولا ميادين القاهرة قاطبة تستوعب خمس هذا العدد من المتظاهرين وذلك لشئ بسيط واحد وهو ان القاهرة بكل سكانها ووافديها لا يتجاوز عددهم 12 مليون , وان ميادين كثيرة فى القاهرة كانت تكتظ بمؤيدى مرسي , وان جل اهل القاهرة سمعوا من الاعلام كما سمع غيرهم عن تلك التظاهرات.
Albaas10@gmail.com

ليست هناك تعليقات: