12 يونيو 2013

صابر مشهور : أحداث وزارة الثقافة تذكرني بواقعة صادمة في كلية الإعلام


في ذات يوم فوجئنا بصحيفة الشعب تنشر مقالا لرئيس تحريرها مجدي حسين؛ يقول فيه إنه يتهم فاروق حسني؛ وزير الثقافة آنذاك ولمدة ٢٠ عاما؛ الذي رسم خريطة مصر الثقافية؛ يتهمه بأنه شاذ جنسيا.
تم إبراز المقال بعنوان بارز في الصفحة الأولى؛ وكان الأمر صادما لنا؛ ليس بسبب فاروق حسني؛ وإنما لجرأة مجدي حسين في نشر أمر هكذا على الملأ دون سند أو دليل.
وانتظرنا ردا مزلزلا من فاروق حسني؛ يوما؛ يومين؛ ثلاثة؛ وكأن الخرس أصابه.
ضربنا أخماسا في أسداس؛ وانتظرنا العدد التالي من الصحيفة؛ ففوجئنا بمجدي حسين يكتب مقالا يتحدى فيه فاروق حسني ؛ ويقول له: لا بد أن تقدم بلاغا ضدي للنائب العام؛ فأنا أسبك؛ وأتهمك بأمر شنيع.
انتظرنا ردا من الرئيس مبارك باعتباره رجلال عسكريا؛ لا يقبل أن يتهم رجل اختاره ليشكل عقل الشعب ووجدانه؛ بأنه شاذ؛ فضلا عن أن الصورة الذهنية التي روجوها في أذهاننا أن الرئيس العسكري لا بد وأن يكون رجل ضبط وربط؛ ولا يمكن أن يختار معه شاذ؛ أو يسمح لصحفي بذلك.
ثم صدر العدد الثالث من صحيفة الشعب؛ وإذا بمجدي حسين؛ ينشر مقالا بعنوان بارز يطالب فيه النائب العام بإحالة فاروق حسني للطب الشرعي؛ وطبعا النائب العام ودن من طين وودن من عجين؛ تماما مثل مبارك وفاروق.
لم يكف مجدي حسين؛ بل نشر موضوعات تالية أطلق فيها على وزارة الثقافة ( دويلة الإلحاد) في قلب القاهرة؛ وأنا مهمتها نشر الإلحاد والفسق والفجور بين أفراد الشعب.
تمادى مجدي حسين؛ فيما نشره من مقالات؛ حتى فجر فضيحة رواية وليمة لأعشاب البحر؛ لمؤلف شيوعي؛ سب فيها الذات الإلهية والقرآن والرسول؛ صلى الله عليه وسلم؛ والكعبة؛ وأعاد فاروق حسني نشرها على حساب وزارة الثقافة أي من مال الشعب؛ من مال صاحب الكشك الذي أجبرته الحكومة على دفع الضرائب؛ أو على نفقة أرملة تفلح في الأرض لتربية أيتامها؛ وتجبي الحكومة منها الضرائب؛ لتنفق على رواية تسب الإسلام والمسيحية.
انفجرت الدنيا؛ واندلعت المظاهرات؛ وانتظرنا أن يهدأ مبارك الجو؛ بإقالة فاروق حسني؛ فإذا به يهدأ الجو بغلق صحيفة الشعب من خلال افتعال نزاع على رئاسة حزب العمل الذي كان يصدرها.
وبقي فاروق حسني وزيرا؛ بينما صار مجدي حسين عاطلا تارة؛ ومتظاهرا تارة ثانية؛ ومعتصما تارة ثالثة؛ وسجينا أخيرا كما اعتدنا دائما؛ حتى قامت ثورة يناير فتحررت صحيفة الشعب وعادت للصدور؛ بينما ضمن فاروق حسني تقاعدا هنيئا بفضل القضاء الذي لم يلاحقه؛ وبفضل المثقفين الذين اعتبروه الوزير الفنان؛ فلم يهاجمه أحد؛ فهو راعي الثقافة؛ كما قالوا لنا.

ليست هناك تعليقات: