03 أبريل 2013

عن ظاهرة الاراجوزات فى الاعلام .. المهرجون الجدد بقلم/ فراج إسماعيل


أسبوعيًا على مدى ساعة يظهر المهرج الجديد والكوميدي القديم أحمد آدم متراقصًا يهز الوسط جهة اليمين وجهة اليسار ساخرًا من الرئيس مرسي بطريقة لا تمت إلى فن الكاريكاتور السياسي بصلة، ولكنها شبيهة بمصاطب الأضحاك الخارج عن الأصول التي تتساوى مع المسجلات لدى بوليس الآداب.
على شاشة قناة الحياة التي يملكها رجل الأعمال السيد البدوي رئيس أعرق حزب ليبرالي في مصر – الوفد – يقدم آدم هزلًا هابطًا ضد رئيس الجمهورية في برنامج من أوله إلى آخره محشو بنكات سقيمة لا تضحك أحدًا على عادة تَكَلف صاحب شخصية القرموطي التي لم يقدم عملًا ناجحًا غيرها، فكل أعماله الأخرى قبل الثورة لم تستقر في الأذهان وتبخرت من عقول مشاهديها قبل أن تطلع عليهم الشمس.
أحمد آدم لم يستطع أن يفرض نفسه على قائمة ممثلي الكوميديا الناجحين، فلجأ إلى هذا البرنامج الهزلي قبل ثورة يناير، لكنه لم ينجح أيضًا، فالنكات التي يفتعلها أو تؤلف له ثقيلة الدم، كما أن قماشته الكوميدية تفشل في انتزاع الضحك مهما استعان بالمكملات كالتراقص وضرب الطبلة وضحكته المفتعلة.
لا شيء عنده أكثر من شخصية القرموطي، ولذلك استعان بها منتج فيلم هابط عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
لأن شتم وسب مرسي بكل الأوصاف البذيئة أصبح موضة الشجاعة هذه الأيام، أعاد رجل الأعمال السيد البدوي اكتشاف آدم في التهريج السياسي لينافس به المهرج الآخر باسم يوسف الذي جلبه أولًا رجل الأعمال المتهرب من الضرائب نجيب ساويرس، ثم هبط على ناصية محمد الأمين صاحب قناة cbc وجريدة الوطن، وشراكته لرجل أعمال النظام المخلوع منصور عامر في بعض المشروعات مثل بورتو مارينا جعل كثيرين يسمونها "قناة الفلول".
برامج الكوميديا السياسية متعارف عليها في الغرب وتنتقد الحكومات والمسئولين كتلك التي تنال من أوباما في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها سخرية جادة غير مهينة للشخصيات ولا تحط من كرامتها، وتؤدي دورًا معارضًا غاية في الأهمية في الدول الديمقراطية.
لا تقدم نكات مبتذلة مهينة لاستجداء الضحك الرخيص، ولو كان هذا هو الأسلوب المفضل لدى رجال أعمال المال السياسي عندنا، فمن الممكن أيضًا التهريج على رئيس حزب الوفد، وتحويل تعرضه للضرب من الخلف إلى مشهد كوميدي ساخر لا تكتب فيه نكات وعروضًا ضاحكة فقط بل مواويل تتردد في الأفراح البلدي كشفيقة ومتولي وحسنين ومحمدين والزناتي خليفة!
ومن المضحك – هذه المرة بجد وليس افتعالًا – أن يكتمل مثلث المهرجين الجدد على القنوات الخاصة الفضائية بالراقصة سما المصري التي قرأت على مواقع التواصل الاجتماعي أنها زوجة لرئيس حزب كبير في جبهة الإنقاذ!

ليست هناك تعليقات: