03 فبراير 2013

الأناضول: الحكومة المصرية تتجه إلى تجريم إخفاء الوجه وإشعال الإطارات




تتجه الحكومة المصرية إلى تجريم إخفاء الوجه وإشعال الإطارات التى انتشرت خلال موجة الإحتجاجات الأخيرة، وشهدت أعمال شغب وعنف.
وقال المستشار محمود أبو شوشة، المتحدث الرسمى لوزارة العدل، إن قانون التظاهر الذى تعده وزارة العدل، حاليًا، يجرّم قناع مجموعة "البلاك بلوك" ووسائلهم الاحتجاجية والذى انتشرت فى المظاهرات الأخيرة التى اندلعت فى مصر منذ أكثر من أسبوع.
وفى تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، أوضح أبو شوشة أن المادة السادسة عشرة من القانون نصّت على عدم ارتداء الأقنعة أو الأغطية التى تخفى الوجه، كما نصت المادة الرابعة عشر منه على تجريم إشعال الإطارات أو الأخشاب أو أى مواد تسبب الاشتعال.
وانتشرت مجموعات "البلاك بلوك" التى ترتدى أقنعة سوداء وتقوم بإشعال الإطارات خلال المظاهرات منذ إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، وتحمّلها بعض القوى السياسية، خاصة المؤيدة للرئيس محمد مرسى المسئولية عن الأعمال التخريبية التى صاحبت الاحتجاجات.
وأعلنت هذه الجماعة مسئوليتها عن بعض أعمال العنف التى وقعت، ومن بينها حرق مقار جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الحاكم، وبعض المنشآت الخاصة، فى إطار ما تقول إنه ردًا على سياسات النظام الحاكم.
وحول اللبس الذى يمكن أن تحدثه هذه المواد، فى ظل إخفاء البعض لوجهه لأسباب أخرى مثل الوقاية من قنابل الغاز أو ارتداء النقاب بالنسبة للسيدات، قال أبو شوشة: "استخدام الشرطة لقنابل الغاز يعنى أن هناك فعلاً غير قانونى يرتكب، وعليه فإن إخفاء الوجه فى هذه الحالة غير قانونى".
وأضاف: "التفرقة بين من يخفى وجهه حتى يهرب من المحاسبة، ومن يخفيه لأسباب أخرى، ليس صعبًا".
ولم يكشف أبو شوشة متى سيتم عرض القانون على البرلمان وخاصة أن وسائل الإعلام المصرية كشفت مطلع الشهر الجارى عن قانون للتظاهر اعتبرته يحمل مواد مثيرة للجدل وخاصة بإعطاء الشرطة الحق فى منع الاجتماعات.
وكان الخبير الأمنى اللواء السابق بالشرطة المصرية مجدى البسيونى طالب، فى تصريحات سابقة لمراسل الأناضول، بإصدار تشريع يحظر ارتداء قناع البلاك بلوك، وإعطاء الحق لرجل الأمن فى القبض على أى شخص يرتديه، حتى ولو لم يرتكب أى جريمة، تماما كما يفعل مع أى شخص لا يحمل بطاقة هوية.
وقال البسيونى: "أغلب الظن أن سلاح هؤلاء الشباب يكمن فى كونهم مجهولين، فهم فى الغالب لا يحملون بطاقات هوية بحيث يسهل التعرف عليهم إذا وقعوا فى قبضة الأمن، ومن ناحية أخرى فهم يتخفون خلف القناع، وبالتالى يصعب تصويرهم خلال الأحداث".
وكانت فكرة "البلاك بلوك"، التى تؤمن بالعنف، ظهرت فى ألمانيا عام 1980 ردًا على قمع الشرطة لمتظاهرين يساريين، وظهروا بعد ذلك فى مظاهرات شهدتها أمريكا عام 1991 اعتراضًا على حرب الخليج الثانية، وفى لندن عام 2011 اعتراضًا على خطة التقشف التى أقرّتها الحكومة.

ليست هناك تعليقات: