14 يناير 2013

رئيس الاتحاد الأوروبي: المسيحيون في مصر يتمتعون بوضع مميز

المصريون
أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر تسودها روح التسامح، مشيرًا إلى النص الذي تضمنه الدستور الجديد الذي تم إقراره الشهر الماضي والذي يسمح لغير المسلمين من الأقباط واليهود بالتحاكم إلى شرائعهم؛ مما يدل على روح السماحة والمودة والألفة التي جمعت بين مختلف طوائف الشعب.

في الوقت الذي قال فيه هيرمان فان رومبي، رئيس الاتحاد الأوروبي، خلال استقبال الطيب والوفد المرافق له، الاثنين، "إننا نتفهم المخاوف الغربية من وضع الأقليات المسيحية في بعض الدول العربية، ولكنني أعتقد أن الوضع مختلف في مصر؛ لأن للمسيحيين مكانة كبيرة في طبيعة الشعب المصري المعروف بتآلفه ووحدته وقوة نسيجه الوطني الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي في مختلف نواحي الحياة".
وقال الطيب، إن ثورة 25 يناير كانت ناجحة وموفقة، وربما تشكل نموذجًا نادرًا بين كل الثورات الأخرى في تاريخ المنطقة، بل حتى على المستوى العالمي من حيث سلميتها. وأضاف متوجهًا لرئيس الاتحاد الأوروبي: إذا أردت أن تعرف الطبيعة الفريدة للشعب المصري وقوة نسيجه الواحد فانظر إلى ثورته التي تكاتف فيها جميع المصريين مسلميهم ومسيحييهم، فكانوا على قلب رجل واحد يُسطِّرون روائع الوحدة الوطنية الراسخة عبر التاريخ والأجيال، وخير شاهد على ذلك ما شاهده العالم كله من صورة مميزة لروح الوحدة الوطنية؛ فوجدنا المسيحيين والمسلمين يُشكِّلون معًا لجانًا شعبية لحراسة بيوتهم وممتلكاتهم وأماكن عبادتهم، هذه الطبيعة المميزة للشعب المصري هي التي نُعوِّل عليها كثيرًا في مواجهة التحديات التي تعقب الثورات، بل اسأل التاريخ المصري سوف يخبرك أنه لم يحدث مواجهة طائفية بين المسلمين والمسيحيين عبر تاريخه.
وقال شيخ الأزهر، إنه لا رجوع عن مسيرة الحرية والديمقراطية التي يشهدها الوطن، ولكننا نتمنى أن تكون تلك الديمقراطية نابعة من روح وطنية أصيلة تعبر عن آمال وطموحات الشعب المصري في تحقيق تنميته ونهضته، وليست مستوردة أو مقلدة لديمقراطيات خارجية لا تعبر عن عراقة هذا الشعب الأصيل.
ورحب بالتعاون بين الأزهر الشريف والاتحاد الأوروبي لمقاومة ظاهرة الشعور المتنامي ضد الإسلام والمسلمين في أوروبا (الإسلاموفوبيا)؛ حتى يعم الأمن والسلام ربوع العالم.
من جانبه، قال رئيس الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد الأوروبي يثمن مواقف الأزهر الوطنية في الحوار الوطني، ورعايته الدائمة لمبدأ المواطنة، ويتابع حالة الحراك السياسي التي تشهدها مصر، وخصوصًا بعد إقرار الدستور الذي أعطى حريات واسعة غير مسبوقة في تاريخ الشعب المصري، وهذه بداية للوصول إلى الطريق الديمقراطي الصحيح.
وأضاف: أعتقد أن الوصول لروح الديمقراطية الحقيقية يحتاج لمشوار طويل وإرادة صلبة للتغلُّب على العقبات التي ستُواجهه؛ مما يتطلب إجراء حوار مجتمعي، وحتى يصل المجتمع إلى ذلك لا بدَّ من أرضية مشتركة تجمع بين جميع الفرقاء؛ لأن الدستور ليس مجرد وثيقة مكتوبة ولكنه تعبير عن مصير الشعب ومستقبله.

ليست هناك تعليقات: