19 ديسمبر 2012

الحسينى اعد للأحتفال بالشهيد عفت فلحق به .. فبمن سيلحق القاتل ؟


بقلم : على القماش
منذ اسابيع قليلة وقبيل الاحتفال بذكرى احداث محمد محمود اصر الحسينى ابوضيف ان يشارك عدداً من الشباب بمبنى نقابة الصحفيين عمل لافتة كبيرة من القماش تحمل صورة للمرحوم الشهيد الشيخ عماد عفت
وحث عدد من المتواجدين بالمبنى على سرعة انهاء الحسينى ورفاقه للوحة او عملها خارج مبنى النقابة بسبب رائحة الالوان "البوية" المستخدمة فى تصميم اللوحات وتأثيرها على حساسية الصدر والتنفس ، الا انه رد بأبتسامته المعهوده والمطمئنة: مانا زيكم بتحمل لكن لما تشوفوا اللوحة وجمالها هتقولوا كله يهون وتحسوا إن الرائحة مسك
وبعد دقائق حمل ابوضيف اللوحة التى تحمل صورة الشهيد عفت واخذ يرفرف بها فى فرحة وزهو ، وهو ماحول بالفعل تأثير رائحة البويات الى اجمل رائحة ، وارتسمت البسمة على وجوه كل الحضور
سألت ابو ضيف عن عمل لوحة الشهيد عماد عفت رغم ان الوقت لم يكن حان للأحتفال بذكراه ، فأجاب مبتسماً: عملناها بدرى حتى عندما يأتى الاحتفال بذكراه نكون على اتم استعداد ، وهذا ابسط صور الوفاء
لا اعرف هل العقل الباطن لدى الحسينى ابوضيف كان يحمل شعوراً دفيناً بأنه سيلحق بالشهيد عماد عفت ويرافقه فى الشهادة ويتركنا لأختبار الوفاء لهما ؟
فمن مفارقات القدر ان كلاً من الحسينى وعماد عفت لقى الشهادة بنفس الطريقة .. رصاصة غادرة على مسافة اقل من مترين فقط
واذا كان القناص الجبان استطاع الاختفاء فى حالة الشيخ عماد عفت فمن الممكن الاختفاء فى حالة وفاة الحسينى ابوضيف .. ولكن رغم حمل القاتل
للسلاح
فإننى اثق تماماً انه سوف يعيش بقية عمره يرتعد فى رعب .. وحتى لو حاول المجرم إخفاء كل اثر فأن القاتل يعرف تماماً انه سيُقتل ولو بعد حين ، ولكن سيلاقى ميتة الفئران والكلاب ، فمثل هذا احرص على الحياة ولكنه يموت موتة الجبناء .. فمن قتل نفس ظلماً وعدواناً كأنما قتل الناس جميعاً ، مصداقاً لقوله تعالى:
مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً
لقد رحل عنا الشهيد الحسينى وترك لنا كل شىء جميل بداية من اسمه والمتطابق مع الامام الحسين سيد شباب الشهداء فى الجنة .. الى التضحية والتفانى فى العمل .. والنفس الراضية .. والوفاء ، وهو مايتطلب منا عمل لوحة كبيرة وجميلة للحسينى ترفرف فى قلب كل وطنى شريف

ليست هناك تعليقات: