20 ديسمبر 2012

الخالد صدام حسين، القائد عزة أبراهيم اهلنا الكرد نسغ وفاء عراقي لم ولن ينقطع


شبكة ذي قـار
ضياء حسن
أستوقفتني فيما نشر قبل أيام من تصريح أدلى به السيد مسعود البارزاني رئيس أقليم كردستان وعبر فيه عن ترحيبه بزيارة الرفيق عزة ابراهيم الى أربيل أذا رغب بذلك.
واعتقد أن رغبة الرفيق القائد في زيارة اي جزء من أرض الوطن تحكمها ضرورات نضالية وطنية لم تؤخره من القيام بزيارات لمناطق عديدة في جنوب الوطن ووسطه ليلتقي نخبة من أهله العراقيين ويتداول معهم في الشأن العراقي المصيري، وهو مرحب به منهم أينما حل وفي أي جزء من أرضنا الوطنية وفي أي وقت يراه مناسبا.
ومعروفة ردود فعل سلطة المنطقة الخضراء المهزوزة أزاء هذه الزيارات التي شملت أيضا مناطق شعبية وفلاحية بينها زيارة مرقدي الأمامين أبي الجوادين موسى الكاظم سلام الله عليه في مدينة الكاضمية وأبي حنيفة النعمان رضي الله عنه في شقيقتها مدينة الأعظمية حيث ادى الصلاة في مسجديهما الكريمين وفي نهاية الزياتين التقى عددا من أبنائهما وبحث معهم قضايا تشكل الشغل الشاغل للمواطنين في مواجهة التحديات الكبيرة التي تحيط بهم وصولا الى تقريب ساعة الخلاص النهائي من الأحتلال وذيوله.
فالعراق بلده، فالكرد أهل وترحيب السيد رئيس الأقليم بالمناضل عزة ابراهيم تؤشر حقيقة الأعتزاز بالدور الذي لعبه القائد الى جانب رفاقه في قيادة الحزب والدولة لبلورة القرارات التي أنبثق عنها بيان 11 اذار الخالد، ومشركاته الفاعلة في الحوارات التي سبقته وجميع الأتصالات واللقاءات التي تلت صدور البيان وما تمخض عنه من قرارات على المستويين الحزبي والرسمي والتي بشرت أهلنا العراقيين بميلاد تجربة الحكم الذاتي في حقبة تولي الأب القائد الراحل أحمد حسن البكر رحمه الله المسؤولية الأولى في قيادة الحزب والدولة وكان الراحل الشهيد صدام حسين نائبا له.
ولعب الرفيق المناضل عزة أيراهيم دورا متميزا عندما تولى الشهيد الراحل صدام حسين رحمه الله المسؤولية الأولى في قيادة الحزب والدولة وكان الرفيق عزة نائبا له على مستوى الحزب والدولة كما كان الرفيق طارق عزيز فك الله أسره بصحبته في رفقة الرئيس الراحل وهو يصوغ المزيد من الألتفاتات الراعية لأهلنا الكرد والأستجابة لدواعي تطوير تلك التجربة الخالدة وتفعيل تمتع شعبنا الكردي بحقوقه القومية والسياسية والثقافية. وهو أنجاز تأريخي وجد ليبقى ويحمى، من البعثيين قبل غيرهم ولأنه في عرفهم قرار أقرته مؤتمرات حزبية على المستوى القطري والقومي وخصوصا المؤتمر القومي السادس عام 1963 ويمثل أستجابة لحق أنساني لأهلنا الكرد في أطار الوطن الواحد، لم يتمتع بمثله أكراد تركيا أو أكراد أيران ولا أكراد سورية، لا قبل أقرار العراق بقيادة البعث لحقوق الكرد دستوريا ولا بعدها وحتى الآن ولا بجزء منها ولو بحدود دنيا مما تحقق لأهلنا الأكراد في حضن العراق الواحد المحصن بمحبة عراقية معمقة.
وأقول من عبقها ومن خلالها تتجسد امامنا معاني ودلالات ان تكون أبواب العراقيين -كما أكدت ذلك سابقا- مفتوحة مرحبة بأن يطل عليها المناضل القائد عزة أبراهيم وصحبه المناضلون الذين لم يبارحوا أرضها الزكية على الرغم مما أحاطهم من ظروف غير أعتيادية، لكنهم تكيفوا مع صعابها حتي توفرت لهم ظروف مواتية للأنطلاق بالعمل المقاوم لا لاحتواء الفعل العدواني حسب بل لمطاردة المعتدين وتحقيق هدفين مهمين تمثلا :
1- بمطاردة قوات الأحتلال التي أضطرت في خطوة اولى الى الأنزؤاء في قواعد نائية ومترسنة الأ أن ضربات المقاومة لاحقت دورياتهم كما لم ترحم عناصرهم وهم في قواعدهم مما أضطر قيادتهم الى سحابهم فعلا في عملية سريعة مستدركين ما كان ينتظرهم من مشهد مر بهم في سايغون المدينة الفيتنامية التي نصيوا فيها حكومة عملية سرعان ما فروا وعملاؤهم من سفارتهم مذعورين لينتهي المشهد بسقوط من سقط منهم في حين أهتم الثوار الفيتناميون بوضع خاتمة للمشهد بأنزال العلم الأميركي من سارية السفارة الأميركية ليحل محله علم التوحد الفيتنامي في الوطن الواحد.
2- بأنزواء القوة البديلة مع أركان سفارتهم وعملائهم في مجلس الوزراء والنواب وغيرهم في الأجهزة الأمنية والعسكرية حشرا في حامية الموت الخضراء ينتظ ون ساعة الرحيل وهي آتية لا ريب في ذلك؟؟
أما ما أستوقفني في تفاصيل الخبر وفي المقدمة منه ما قاله السيد البارزاني وهو يعلق على ما روجه نائب من أتباع المالكي -سامي العسكري- عن مغادرة الرفيق عزة ابراهيم لمطار أربيل وهذا نصه (( أقولها بصراحة أنا شخصيا مستعد للأجتماع مع الدوري وأستضافته في أربيل أو في أي منطقة في الأقليم حسب رغبته )) مؤكداً (( أن الأخ عزة الدوري مرحب به في أربيل في أي وقت رغب )) وهو ما وجدت صرورة التوقف عنده والتعليق عليه من وجهة نظر خاصة ومتولدة من معايشة مبكرة معززة بقراءات عن تأريخ أنتفاضات أهلنا الكرد ضد الهيمنة العثمانية وهم يناهضون حكم الخلفاء الأتراك في السليمانية منذ زمن القائد الكردي محمود الحفيد ومن ثم أنتفاضاتهم ضد الوجود الأنكليزي الذي خلف الأتراك بعد أنتهاء الحرب العالمية الثانية وكلفوا بالوصاية على العراق بالرغم عن أهله!!
واستمرت تلك الأنتفاضات لتشمل منطقة برزان وتولى قيادتها الزعيم الكردي أحمد البارزاني ثم أنتقلت القيادة الى أخيه الشيخ مصطفى البارزاني ومن ثم تركه العراق والعودة اليه بعد قيام ثورة 14 تموز المجيدة وما سادها من أختلاطات في الجبهة الداخلية العراقية أستمرت في الشد والأرخاء حتى قيام ثورة 17 تموز 1968.
ومع أطلاتها بدأ البحث المعمق لبناء العراق على قاهدة ترسيخ الثوابت الوطنية بدءا بتعزيز التوحد الوطني في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه تحقيق النهوض العراقي على جميع الصعد وفي المقدمة منها بناء الأقتدار الدفاعي المستند لتحرير العراق سياسيا وأقتصاديا وبناء علاقاته خارجية غير منحازة لأي طرف دولي غير الأنحياز لقوى التحرر العربي والأنساني.
وأعتقد أن ما تحقق للكرد وهم أهل وطن في ظل الثورة أكد صدق قيادة الحزب وأيمانها الراسخ بأطلاق بيان الحادي عشر من أذار ومن ثم العمل على ترجمته الى مبادئ دستورية وقرارات تنفيذية ملموسة مرفقة بعناية حانية من قيادة الحزب وقاعدته التي ضمت بين صفوفها مناضلين بعثيين من الكرد والتركمان وحتى قبل قيام الثورة، لأن دستور الحزب ونظامه الداخلي لم يمنعا أنضمام أبناء الأقليات الى صفوف.
فالمهمات الوطنبة التي نهض بها البعث لم تمنع غير العرب من الأصطفاف الى جانبه متى أقتنعوا بأهليته لتحقيق ما تصبو أليه الجماهير العراقية من أماني وتطلعات.
ولا أراني أذيع سرا، أذا أكدت بأن البعث ضم في عضويته عددا من الأنصار والرفاق من الكرد منذ الخمسينات من القرن الماضي وكانت لهم بصمات في نضال الحزب على الساحة الوطنية.
واستنادا لمتابعتي لتسلسل الأحداث على الساحة العراقية قبل قيام ثورة تموز الأولى وتشكيل جبهة الأتحاد الوطني التي أنضجت الظروف المحيطة بأنطلاقتها ووفرت الحشد الداعم لها في الشارع العراقي وما ماتبعها من أحداث وصولا الى فترة تحقيق المنجزات وحتى فترة وقوع العدوان التدميري للعراق عام 2003 أضافة الى ما تحقق لي قبلها من زيارات بصفتي الرسمية كمدير للأعلام في وزارة الأسكان والتعمير شملت عموم المنطقة حيث عايشت صروح التطور وهي تشيد في الشمال الذي شهد تصاعدا في البناء في ظل الوطن الموحد أسوة بباقي مناطق القطر وكذلك ما خرجت بها من أنطباعات عبر متابعات واحاديث شخصية مع عدد من الشباب الكردي المتحمس لقضية أهله ومع شخصيات سياسية وصحفية جمعتني وأياهم أيام النضال السلبي قبل وبعد ثورة 14 تموز وتجربة أعادة بناء العمل النقابي الصحفي ومشاركاتنا في الأنشطة الوطنية والعربية والدولية.
وأقول صراحة أن الهم العراقي كان جامعنا ومهما أختلفنا في تحديد الأولويات الا أن الظرف الوطني واللحظة النضالية المتحدية كانت كفيلة بان تجمعنا على المشتركات بشكل تلقائي. وهذا ما أتاح لي فرص التعرف من خلالها على الكثير من الحقائق المتصلة بما يفكر به أخوتنا الكرد بعيدا عن الظروف التي كانت تطرأ بين القيادة الوطنية وبين رئاسة الأقليم وخصوصا في فترة المفاوضات الأخيرة التي أستهدفت تطوير تجربة الحكم الذاتي وأنفردت بتسجيل حديث مهم مع السيد مسعود البارزاني رئيس الأقليم في دار تقع في أطراف سهل ديانا وأستغرق أكثر من ساعة تضمن الكثير من القضايا المتصلة بالعلاقات بين الجانبين وما توصلت اليه المفاوضات بينهما بشأن تطوير تجربة الحكم الذاتي بعد مغادرة رئيس وأعضاء الوفد الكردي المفاوض بغداد في أثر التوصل الى أتفاق أرتأى الجانب الكردي أن يعود وفده الى شقلاوة لأجراء التشاور مع الأحزاب الكردية الأخرى قبل التوقيع على الأتفاق بصيغته النهائية والذي لم يوقع في تصوري بسبب ضغوط مورست ممن لم يكن يرغبون ان يسود الوئام الجبهة الداخلية لمآرب عدوانية خارجية لم تكن خافية على قيادة الحزب والثورة.
وقد لاحظت أن البارزاني قد حرص على ان يوصل للعراقيين جميعا معلمومة عبر حديثه معي وهو يؤكد لي (( ان مطالب الكرد كانت تلقى من الرئيس القائد أهتماما كبيرا وكان يتابع المفاوضات أولا بأول )) ، وأنه ووفده -وأقصد بذلك السيد البارزاني- كانوا يلجأون للقائد كلما واجهوا أختلافا في وجهات النظر مع الوفد الرسمي حول نقطة معينة من النقاط المطروحة على بساط النقاش.
وكان الرئيس القائد رحمه الله بحنوه وحسه الأنساني ينحاز لمطالب أهله الكرد ويوصي بالأستجابة لها ما دام المطروح لا يتقاطع مع هدف تطوير التجربة في ظل الوطن الواحد.
هكذا أفهم وأفسر قول السيد البرزاني اليوم (( الأنصاف يدعونا الى القول أن قادة النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس الراحل صدام حسين إذا قالوا صدقوا وإذا وعدوا لن يخلفوا، ولم يلجأوا الى التكتم والتخفي كما يفعل اليوم حكام بغداد، الذين أثبتوا معنا نحن الاكراد ومع غيرنا أنهم أصحاب ألف وجه ووجه )).
وعلى وفق أستيعاب هذه الحقيقة أقدر معاني ما عناه السيد رئيس الأقليم وهو يعلن ترحيبه بزيارة الرفيق القائد عزة أبراهيم الى أربيل.
وفي ذلك تأكيد على أعتزاز أهلنا الكرد بمواقف البعث المبدأية في التعامل الأنساني مع حقوقهم القومية وهم جزء لايتجزأ من العائلة العراقية الواحدة مصانة مطالبها العادلة بأختلاف أطيفاهم، وقد عاشوا متوحدين في كنف أرض واحدة ونظام وطني ورعاه قائد موحد نذر نفسه لشعبه الموحد ليشيع الأمن والأمان والأستقرار بين أبنائه وليوفر لهم لقمة العيش الرغيدة في ألظروف الصعبة والأكثر حلكة وأستشهد أبن العراقيين الراحل صدام حسين وهو واثق مطمئن بان رعيلا من رجال البعث يتقدمهم المجاهد عزة أبراهيم سيواصلون المشوار وهم أكثر أصرارا على رفع بيرق نصر العراقيين ليشرأب الى سماء المجد من جديد ويعود فيء العراق ليفرش ظلة الندي على العراقيين من اعالي قمم الشمال العراقي الشماء الى حافات مياه الخليج العربي وهي تستقبل تدفق مياه شط العرب حاملا عطر مياه الرافدين العراقيين الخالدين.

ليست هناك تعليقات: