16 نوفمبر 2012

محمد سيف الدولة يكتب عن : زيارة الى غزة تحت العدوان




هى المرة الاولى التى اتمكن فيها من زيارة فلسطين حيث ذهبت اليوم ضمن وفد رسمى مصرى، وكان من توفيق الله ان كان دورى هو زيارة اهالى الشهداء
فتوجهت الى سرادق عزاء البطل الشهيد القائد احمد الجعبرى الذى اقيم بجوار منزله فى احد احياء غزة الفقيرة
وهناك قابلت اولاده ، شباب صلب حزين غاضب راسه مرفوعة الى السماء فخرا بانتسابه الى هذا القائد البطل
وتحدثت الى شقيقه الذى اخبرنى انهم خمسة اشقاء ، استشهد منهم ثلاثة ، آخرهم احمد الجعبرى ابو محمد
اما هو فلقد فقد ساقه اليمنى واحد عينيه واجزاء متفرقة من اعضاءه الداخلية فى اعتداءات صهيونية سابقة ، ورغم ذلك فهو يتمنى الشهادة ليلحق باخوته .
ثم انتقلت الى سرادق عزاء سائقه الذى استشهد معه فى ذات العدوان ، والذى ينتمى الى عائلة ميسورة الحال ، ولكنه رغم ذلك قبل ان يعمل سائقا لسيارة الجعبرى من منطلق المقاومة والجهاد ، ليكرمه الله بالاستشهاد معه .
وقابلت والده ، شيخا مسنا كريما ذو وجه جميل ابيض وعيون خضراء دامعة فى اعتزاز ولحية بيضاء طويلة وكثيفة ، ارتميت فى حضنه الدافىء ليخبرنى بصوت هامس و شامخ ان هذا هو الشهيد الثانى من ابناءه
وقبل ان اغادر تناولت شربات الشهيد فى السرادق
لقد تأملت فى وجوه كل من قابلتهم ، فرايت فيها خليط ثمين من العزة والكرامة و العزيمة و الاصرار
واخبرنى الشباب ان متغيرات ايجابية كثيرة قد حدثت منذ عدوان الرصاص المصبوب فى 2008/2009 على راسها بالطبع قيام الثورة المصرية التى اسقطت نظام مبارك الذى تواطأ مع الذى استمر 22 يوما واسفر عن سقوط 1500 شهيد و5000 مصاب .
والمتغير الثانى ان امكانياتهم القتالية قد تطورت تطورا كبيرا ، فاليوم هم قادرين على ايقاع خسائر بشرية ومادية حقيقية فى صفوف العدو .
لقد ذهبت الى هناك وفى ذهنى صورة شعب محاصر يواجه موازين قوى مختلة لا قبل له بها
وعدت بصورة مغايرة تماما
فلقد وجدت شعبا شديد المراس ، يقاوم ويقاتل ويحقق انتصارات حقيقية على الارض
ان اولئك الذين قابلتهم هناك فى غزة يحملون من السمات والخصائص ، افضل ما يمكن ان يكون عليه الانسان ، وافضل ما انتجته الامة من قيم .

ليست هناك تعليقات: