26 نوفمبر 2012

تعليقا علي استشهاد احد شباب الاخوان... بقلم مصطفى الحدة



عندما تم الاعتداء علي الحريري والفخراني وتم اتهام شباب الاخوان بذلك قامت الدنيا ولم تقعد وانتشرت مانشيتات الصحف المأجورة الممولة والتي لها اجندات خاصة وقالت ميليشيات الاخوان وبلطجية الاخوان تعتدي علي المتظاهرين والقوى الثورية , ولكن عندما تم الاعتداء علي مقرات الاخوان ومقرات الحرية والعدالة بالحرق في معظم المحافظات وتم علي اثرها استشهاد " اسلام فتحي مسعود" الذي يبلغ من العمر 15 عاماً أثناء تواجده امام المقر للدفاع عنه هو وشباب الاخوان وشباب الحرية والعدالة , لم تقم الدنيا ولم تقعد ولم تذكر مانشيتات الصحف المأجورة الممولة عن الواقعة سوى    " اول قتيل منذ اندلاع الحرب بين الجماعة وشباباها من جهة وبين القوى الثورية من جهة اخري" , اي قوى ثورية يتحدثون عنها , القوى التي تظاهرت بأنها سلمية والحقيقة ليست كذلك بل تخريبية افسادية , والغريب ان هؤلاء الذين يدعون انهم ثوريون ويتحدثون ليل نها رعن الثورة ويتاجرون بدم الشهداء في لقاءاتهم وبرامجهم الاعلامية هم أول من خرجوا علي قرارات ثورية تصب في مصلحة الثورة والثوار والشهداء وذويهم , بغض النظر عن كون القرارات فيها شيء من التحصين إلا انه لم يكن امام الرئيس سوى ذلك حتى يقتص من المفسدين وحتي لا تحدث فوضى في البلاد وتحل كل مؤسسات الدولة التي تم انتخابها بنزاهة شديدة بواسطة شعب مصر الأبي , وتهدر اموال المصريين من اجل مصالح شخصية وفردية , إذاً من مع الثورة والثوار ومن ضدهم ؟؟؟
 ونلاحظ انه مع كل قرار يصدر لصالح الثورة تحدث فتنة وتفتعل الازمات ويظهر كل علي حقيقته , فنجد من يتحدث بالامس عن الحقوق و الحريات نجده اليوم ينتهكها كما حدث في المسودة الاولي للدستور ووجدنا أحد الشخصيات المعروفة طلبت الغاء مادتين تتحدث عن الحقوق الخاصة بالمرأة في  الدستور حتى لا يكتب في الدستور كلمة " لاتخالف احكام الشريعة الاسلامية " , ووجدنا بعضهم طالب باضافة مادة تتحدث عن سيناء وافتعل ازمة في الدستور وبعد الموافقة عليها طلب الغاؤها فجأة , وفي الاخر كلاهما انسحب من الجمعية , ونجد كذلك أحدهم تحدث عن حقوق الشهداء وقال ان المحاكمات التي تمت لرموز النظام السابق وبرأتهم جميعا تؤكد اجهاض الثورة وعندما قام الرئيس مرسي باصدار قرار باعادة محاكمة رموز النظام السابق وجدناه يقول ان القرار اجهاض للثورة المصرية , أي كلام هذا , وطالب الاخر باقالة النائب العام مرات عديدة وقال في 2010 أنه من الفاسدين ويجب محاكمته واقالته , وعندما وجد الرئيس ان هذا مطلب شعبي منذ القدم واصدر قرارا يتضمن اقالة النائب العام وتعيين آخر , وجدنا هذا الشخص المعروف الذي تنافس علي الكرسي الرئاسي يقف مع النائب الفاسد ويقول انه من اعظم النواب وانه مخلص لعمله وأخذ يمدح فيه , واعترض علي قرار الرئيس , أليس هذا نفاق , ويحتاج لتأني وتفكر فيما يحدث في البلاد من افتعال للأزمات حتى يسقط رئيس منتخب لأول مرة منذ عشرات السنين , ويعتبر ذلك أيضاً التفافا علي الثورة والثوار واستخفاف بعقول الثوار وأسر الشهداء, والعجيب ان معظم الاعلام المسموم الخبيث يساعد علي تلك الحرب ويؤججها في محاولة منه لاعادة النظام البائد من جديد ليعيثوا في الأرض الفساد .
وبالتالي فإني اقول لهم ان شعب مصر الذي خرج بالمئات بل بالالاف بل بالملايين ليعطي صوته لرئيس منتخب وللمشروع الاسلامي , هو شعب واعي ويدرك ما يحدث حوله ويعلم من مع الثورة ومن ضدها , ولا احد يستطيع ان يستخف بعقله مرة ثانية , والغريب ان القوى التي تطلق علي نفسها ثورية وهي ليست كذلك اتحدت مع رموز النظام السابق في آونة لم تحدث من قبل وذلك من اجل اسقاط رئيس منتخب , ومن اجل احداث فوضى في البلاد قد تؤدي الي حرب اهلية بين الشرطة والشعب وبين الشعب والجيش وبين الشعب والرئاسة وبين الجيش والرئاسة وهكذا الي ان تدخل البلاد في دوامة وفوضىى عدونا يريدها منذ القدم.
ولذلك يجب علي الاعلام الحقيقي المخلص لوطنه والقوى الثورية الحقيقية أن يعملوا من اجل تهدأت مشاعر المصريين وليس تأجيج فتيل الازمة بينهم وان يوجهوهم لما فيه مصلحة البلاد لا ليضلوهم , وعليهم ان يظهروا حقيقة الدور الذي يقوم به الرئيس ومن معه للخروج من النفق المظلم التي تكاد أن تقع فيه البلاد .
وأخيراً يجب علي الشعب المصري ان يقف وراء رئيسه الذي انتخبه وخرج بالملايين لتأييده حتى اصبح اول رئيس شرعي للبلاد منتخب من الشعب , ويجب علي الشعب ايضا ان يصبر علي الرئيس حتي تنتهي ولايته علي الاقل , فلقد صبرنا علي النظام الفاسد عشرات السنين , فلما لا نصبر علي النهضة 4سنوات علي الاقل ,علماً بان الهدم والتخريب اسرع من البناء والتعمير , ولذلك علينا الصبر " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ".
حمى الله مصرنا من كل سوء
m_alhadda@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: