18 أغسطس 2012

هل تقع الحرب قبل الانتخابات الأميركية في تشرين الأول المقبل؟



تصاعد التهديدات الإسرائيلية لإيران والاتهامات الأميركية لحزب الله:
هل تقع الحرب قبل الانتخابات الأميركية في تشرين الأول المقبل؟

قاسم قصير
شهدت الأيام الماضية تصاعداً في توجيه الاتهامات الاميركية لحزب الله تحت عناوين مختلفة، فقد حذر الاميركيون الدول الأوروبية من احتمال قيام الحزب «بعمليات أمنية» في أوروبا خلال الأسابيع المقبلة، كما طالب المسؤولون الاميركيون الاتحاد الأوروبي بوضع «حزب الله» على «لائحة الإرهاب» في الاتحاد. لكن الأوروبيين رفضوا التجاوب مع المطلب الأميركي، وقد عمدت وزارة الخزانة الأميركية الى فرض عقوبات مالية على الحزب بعد اتهامه بدعم النظام السوري وتقديم خدمات لوجيستية وتدريبية للجيش السوري النظامي.
وفي موازاة ذلك، تصاعدت وتيرة التهديدات الاسرائيلية للجمهورية الاسلامية الايرانية، ونشرت العديد من التقارير الاعلامية التي تشير الى ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتن ياهو يتجه الى اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية لايران في شهر تشرين الأول المقبل، أي قبل اجراء الانتخابات الأميركية الرئاسية. وتزامنت هذه التقارير مع نشر الصحف الاسرائيلية تقريراً اميركياً استخباراتياً يؤكد «ان ايران اصبحت قادرة على صنع قنبلة نووية»، وان المسؤولين الاميركيين ابلغوا المسؤولين الاسرائيليين انهم سيقفون الى جانب الكيان الصهيوني في حال شن حرب عسكرية لتدمير المنشآت النووية الايرانية.
وبالمقابل استمرت التحضيرات الايرانية ولدى «حزب الله» لمواجهة أية حرب مقبلة، رغم ان المسؤولين الايرانيين وبعض أوساط «حزب الله» يؤكدون «ان أية حرب مقبلة ستكون مدمّرة للجميع وسيكون لها نتائج كارثية على الكيان الصهيوني وكل دولة المنطقة».
فما هي حقيقة الاستعدادات الاسرائيلية لشنّ حرب على ايران و«حزب الله» بدعم أميركي؟ وكيف تستعد ايران و«حزب الله» لمواجهة هذه الحرب؟
الاستعدادات الإسرائيلية والأميركية
 بداية ما هي طبيعة الاستعدادات الاسرائيلية لاحتمال شن حرب على ايران وامكانية امتدادها الى لبنان ومناطق أخرى؟
المتتبع لمواقف المسؤولين الاسرائيليين وللتقارير التي تنشرها مختلف وسائل الاعلام الاسرائيلية يلحظ بوضوح ان هذه الاستعدادات مستمرة وان التنسيق الأميركي - الاسرائيلي يزداد، وان الاميركيين أبدوا دعمهم لأي عمل عسكري قد يقوم به الجيش الاسرائيلي لتدمير المنشآت النووية الايرانية في حال حصوله قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية في شهر تشرين الأول المقبل.
وقد نشرت بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية تقارير عن بدء اعداد الملاجئ وتنظيفها وتوزيع الكمامات الواقية للأسلحة الكيماوية والغازات السامة، كما عمد الجيش الاسرائيلي لنشر منظومة «القبة الحديدية» في بعض مناطق شمالي فلسطين وقرب الحدود اللبنانية.
أما على صعيد المواقف الاسرائيلية التي تؤكد استمرار الاستعداد لشن حرب عسكرية على ايران، فالبارز فيها موقف رئيس الحكومة بنيامين نتن ياهو الذي اعلن «انه لن يسمح بحصول ايران على قنبلة نووية، وان أي مسؤول عسكري يعارض توجيه الضربة إلى إيران عليه ان يذهب الى المنزل وانه سيكون مسؤولاً عن نتائج الحرب اذا حصلت».
والملاحظ ان الصحف الاسرائيلية بدأت تنشر تقارير تقلل من حجم الخسائر الاسرائيلية في حال وقوع الحرب. اما على الصعيد الاميركي فقد تزايدت الحرب ضد «حزب الله» وتوجيه اتهامات متنوعة ضده.
استعدادات إيران وحزب الله
 وبمقابل الاستعدادات الاسرائيلية لضرب ايران والاتهامات الاميركية لحزب الله، كيف تنظر الأوساط الايرانية وأوساط «حزب الله» لما يجري؟ وهل القرار بالحرب اصبح حتمياً؟
مصادر ايرانية مطلعة قالت «ان الجمهورية الاسلامية الايرانية مستعدة لمواجهة أية حرب قد يشنها الكيان الصهيوني وان الاسرائيليين والاميركيين سيدفعون ثمناً كبيراً لأية ضربة توجه الى المنشآت النووية الايرانية، وان هذه الحرب لن تقتصر على جبهة واحدة، بل ستشمل جهات عدة، ولذا فإن على الاسرائيليين والاميركيين ان يفكروا كثيراً قبل شنّ مثل هذه الحرب، وايران تواصل الاستعدادات لأية مواجهة عسكرية مع انها لا ترجح حصولها لأن الخسائر البشرية والاقتصادية والعسكرية ستكون كبيرة وستطال العديد من دول العالم، وخصوصاً أن أميركا وأوروبا تواجهان اليوم أزمات اقتصادية كبرى».
أما على صعيد «حزب الله»، فإن أوساط الحزب «تستبعد حصول الحرب الاسرائيلية والأميركية في الشهرين المقبلين، لأن مثل هذه الحرب ستؤدي الى تغيير وجهة الأحداث في المنطقة وخصوصاً على صعيد ما يجري في سوريا، كما ان نتائج الحرب غير مضمونة للاميركيين والاسرائيلين ولذلك فهم سيفكرون كثيراً قبل اتخاذ أي قرار».
لكن رغم استبعاد مسؤولي الحزب لاحتمال حصول حرب كبرى في المنطقة أو توجيه الكيان الصهيوني لضربة عسكرية ضد ايران بدعم أميركا، فإن المراقب للأوضاع في المناطق التي يتواجد فيها «حزب الله» يلحظ ان الاستعدادات مستمرة لمواجهة أية حرب مقبلة.
كما يتحدث المسؤولون في «حزب الله» وفي مقدمهم أمينه العام السيد حسن نصر الله «عن زيادة القدرات الصاروخية وعن وجود أنواع جديدة من الأسلحة ستفاجئ الكيان الصهيوني كما فاجأته خلال حرب تموز 2006».
اذن، الاستعدادات متواصلة من الجميع لاحتمال حصول الحرب قبل شهر تشرين الأول المقبل، لكن ذلك لا يعني ان قرار الحرب اصبح محسوماً ونهائياً، فهناك عدة اسابيع تفصلنا عن شهر تشرين الأول، وخلال هذه الفترة قد تحصل تطورات سياسية أو عسكرية، سواء على صعيد الملف السوري أو امكانية الوصول الى تسوية للملف النووي من خلال المفاوضات الدولية مع ايران، لكن علينا الاستعدادات لكل الاحتمالات. أما على الصعيد العسكري، فإن العسكريين يؤكدون «ان المطلوب الاستعداد لأسوأ الاحتمالات لكي لا نفاجأ بشيء».

ليست هناك تعليقات: