17 يوليو 2012

أردوغان يزيل آخر مسحة مكياج عن وجهه : سوريا "ولاية عثمانية" ونحن أحفاد السلاجقة وبقيّة الدولة العليّة!؟



محمد نور الدين

 أطلق رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أكثر التعابير وضوحاً في تفسير سياسته تجاه سوريا والمنطقة، انطلاقاً من «نزعة عثمانية» حاول قادة «حزب العدالة والتنمية» على امتداد السنتين الأخيرتين إنكارها، لكنها كانت تفلت، من وقت إلى آخر، زلات على ألسنتهم، إلى أن جاء رئيس الحكومة أمس الأول ليردّ على انتقادات رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليتشدار اوغلو حول أسباب انشغاله بالمسألة السورية.
وقال اردوغان «يسألوننا عن أسباب انشغالنا بسوريا. الجواب بسيط للغاية، لأننا بلد تأسس على بقية الدولة العلية العثمانية. نحن أحفاد السلاجقة. نحن أحفاد العثمانيين. نحن على امتداد التاريخ أحفاد أجدادنا الذين ناضلوا من أجل الحق والسلام والسعادة والأخوة".وأضاف رئيس الوزراء التركي خلال زيارته منطقة اسكيشهر إن «حزب العدالة والتنمية هو حزب يحمل في جذوره العميقة روح السلاجقة والعثمانيين».
وانتقد اردوغان موقف كيليتشدار اوغلو من مجزرة حماه، قائلا انه «إذا كان عنده شيء يقوله فليتفضل به، وليأت رئيس حزب الشعب الجمهوري ويدافع عن رفيق دربه (الرئيس بشار الأسد). إن زعيم المعارضة يتكلم منذ أسابيع ليس بلسان تركيا بل بلسان النظام السوري الظالم».
وأضاف اردوغان إن كيليتشدار اوغلو «لم يقف إلى جانب طيارينا الشهيدين اللذين أسقطت طائرتهما في عدوان، بل يقف إلى جانب المعتدين والمحرّضين».
وانتقد اردوغان الذين يفسرون سياسة أتاتورك الخارجية، وشعارها «سلام في الوطن سلام في العالم»، بأنها انكفاء. وقال «عندما يقتل الناس لا يمكن أن تقول سلام في العالم. حسناً إن السلام في الوطن شيء جميل، لكن عندما يقتل القبارصة اليونانيون إخوتنا في العرق في قبرص فهل سنقول سلام في الوطن؟ لماذا ذهبنا الى هناك؟ لماذا افتخرتَ (لزعيم المعارضة) لسنوات ببولنت اجاويد (الذي قاد عملية غزو قبرص مع نجم الدين اربكان)؟ عندما يكون من هو في مقابلك يريد السلام، نحن مع السلام، لكن أن تريد السلام ويواجهك من في المقابل بلكمة من قبضته، فهل سأقول له إضربني على خد لأعطيك أيضا الآخر؟».
وأضاف اردوغان «اليوم قتل في سوريا حواللا 20 ألفا. ودعونا كل العالم إلى التحرك، من منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكلهم أشادوا بالموقف التركي، لكن المعارضة لا ترى ذلك، بل همها أن يخسر حزب العدالة والتنمية».
واحتلت عبارات النقد الشديد للرئيس السوري بشار الأسد حيزاً واسعاً من خطاب اردوغان الذي ألقاه في مؤتمر لفرع «حزب العدالة والتنمية» في منطقة قوجالي في بحر مرمرة.
وقال اردوغان إن «الكلمات انتهت مع النظام السوري»، معتبراً أن الدكتاتوريين ارتكبوا المجازر من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى العقيد الليبي الراحل معمر القذافي إلى الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ووصفهم بالجبناء أمام العدو، والتجرؤ على شعبهم. وأضاف إن «النظام السوري لم يطلق طلقة مدفعية واحدة على الذين يحتلون أرضه، ولم يطلق قذيفة على من انتهك أجواءه وأرضه ومياهه. لكنه تجرأ على الاعتداء على طائرة كانت في الأجواء الدولية. عاجلاً أم آجلاً أمثال هؤلاء الظالمين سيرحلون وسيحاسبهم الشعب». وكرر إن «بشار على خطى أبيه».
ولم يفت أردوغان أن يدافع عن أتراك اليونان وتركمان العراق بالقول إنه «لو تحركت تركيا في الوقت المناسب لما تعرضوا لمجازر». وقال إن «تركيا الصماء والخرساء انتهت، واليوم لن ندير الظهر لأحد ولجيراننا. وتركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية ستواصل الوقوف إلى جانب الأخوة السوريين في معركتهم من أجل الديموقراطية والحرية والاستقلال». وأضاف إن «تركيا ستواصل استقبال اللاجئين السوريين مهما بلغ عددهم. وستواصل لفت الرأي العام الدولي إلى ما يجري في سوريا من مجازر، ولن نسمح بأن تنسى كما حصل بعد مجازر حماه في العام 1982".

"السفير

ليست هناك تعليقات: