30 مايو 2012

الحرية لاسرانا الابطال والعار للصامتين على معاناتهم - صلاح المختار




شبكة البصرة
 صلاح المختار
مرة اخرى تثار قضية معاناة اسرانا في سجون الاحتلال الامريكي–الايراني، فبعد تسع سنوات عل اسرهم وتعرضهم لكافة انواع التعذيب والقتل البطئ نجد ان ماساتهم مازالت قائمة ومنظمات حقوق الانسان تتعامل مع الناس وفقا لمعايير مزدوجة، فهناك بشر يستحقون الدفاع عنهم وهناك اخرون من البشر لا يستحقون الدفاع عنهم وايقاف معاناتهم!
كشفت السيدة نوال ابراهيم الحسن مأساة شقيقها الدكتور المناضل الاسير سبعاوي ابراهيم الحسن والتي تمثل ماسي كل الاسرى، وذكرت في نداء انساني يثير الالم كما يثير الدهشة، يثير الالم لانه يكرر التذكير بان النظام الحاكم في بغداد وبعد ان تسلم الاسرى من قوات الغزو الامريكية اهمل ما يستحقون من رعاية طبية كان الاحتلال الامريكي يوفرها لهم، فترك الفحص الطبي الدوري لرجال تجاوزوا سن الخمسين ويحتاجون لرعاية طبية تقدم في كل سجون الدول التي تدعي احترام حقوق الانسان، لكن حكومة المالكي ترفض ذلك وتتبع خطة قتل الاسرى ببطء من خلال عدم تقديم الدواء لهم او تقديمه بجرعات قليلة لا تكفي حتى لايقاف المرض ليوم واحد، وهكذا تتدهور الحالة الصحية للاسرى ويموتون من جراء انعدام الرعاية الصحية التي يضمنها كل قانون وضعي وكل تعاليم دينية.
لقد استشهد الكثير من الرفاق وفي مقدمتهم الشهداء محمد حمزة وصباح مرزة وسعدون حمادي واخرهم كان الشهيد حكمت العزاوي نتيجة تعمد منع الدواء عنهم واحيانا دس السم لهم ليموتوا ببطء، وتلك طريقة حكام ايران في تصفية خصوصمهم ومعارضيهم مثلما هي طريقة امريكا.
كما ان الرسالة تثير الدهشة لانه اذا كان طبيعيا ان تصمت وزارة الخارجية الامريكية في تقريرها السنوي حول حقوق الانسان عن مأساة الاسرى العراقيين وتهتم فقط بمن يتعرض لاضطهاد لا يصل لواحد بالمائة مما يتعرض له اسرى العراق فان تجاهل منظمات حقوق الانسان العالمية التي تشن حملات ضخمة هذه الايام ضد انظمة معينة لكنها تتجاهل مأساة الاسرى العراقيين وكأنهم غير موجودين!!!
ان التمييز بين البشر يظهر الان قويا في مواقف منظمات حقوق الانسان فهناك بشر يستحقون الدفاع عنهم بينما هناك بشر يجب ان يموتوا قهرا او جوعا او حرمانا من الدواء، او تحت سياط الجلادين! اسرانا ليس لهم من مدافع عنهم من بين منظمات حقوق الانسان وهذا الموقف دليل اخر على ان هذه المنظمات لم تؤسس للدفاع عن حقوق الانسان وانما لتحقيق اهداف لا صلة بحقوق الانسان ولكن عبر التحريض ضد انظمة بعينها تحت شعار حقوق الانسان.
انه زمن العار وكشف البراقع وسقوط الاقنعة، ففي عنفوان الابادة الجماعية للكثير من الشعوب وفي مقدمتها الشعب العراقي نرى زيف الشعارات وازدواجية المعايير وقد اصبحتا سمة من سمات (عصر امريكا). ان الاجيال الحالية والقادمة سوف تلعن هذه المنظمات وتحاسبها على ممارستها لمؤامرة الصمت على الابادة المنظمة والبطيئة لاسرانا.

الحرية لاسرانا وهم يقفون وقفة عز وشرف دفاعا عن العراق وامتهم وشرفهم وفي مقدمتهم عميد اسرى العراق الرفيق طارق عزيز ورفاقه كلهم وبالاخص الدكتور المناضل سبعاوي ابراهيم الحسن الذي يتعرض الان للموت البطئ بسبب اصابته بالسرطان وحرمانه من العلاج مما ادى الى انتشاره حتى وصل ساقه.


تابع المزيد من المقالات عن نفس القضية:
https://mail.google.com/mail/?shva=1#inbox/1379cb99b65e0aa6

ليست هناك تعليقات: