25 مارس 2012

مترجم صدام حسين الخاص : الشهيد كان انسانا بمعنى الكلمة .. يمتاز بالعدل والصراحة والايمان


 بعد عقدين من عمله في القصور والمواقع الرئاسية في العراق والتصاقه بالرئيس صدام حسين في اجتماعاته ولقاءاته مع ضيوف العراق الأجانب التقت "القدس العربي" مترجم صدام حسين الخاص في غرفته في أحد فنادق الدوحة، حيث يقيم حاليا وفي الحوار الذي نقدمه يتحدث سامان عبدالمجيد عن ذكريات عمله كمترجم خاص يتحدث هنا بصفة حرفية كمترجم حيث كان يقوم بدور الوسيط اللغوي بين صدام وزواره الأجانب. ويشير عبدالمجيد إلي ما يقول عنه الجانب الإنساني والصورة المختلفة عن صدام حسين في الإعلام الغربي، والدكتاتور، ويقول إنه كان يؤمن بتعدد الآراء كما يتحدث عن ظروف سقوط بغداد وكيف أن قادة صدام خانوه، وينفي سامان وهو الكردي أن يكون صدام حسين طائفيا، ويؤكد أن علاقته بصدام كانت رسمية فلم يحدث أن حضر اجتماعات القيادة العراقية أو اجتماعات صدام مع وفود عربية وإسلامية إلا نادرا ولم يدر حديث خاص بينه وبين صدام وكان الأخير يستقبل مترجمه دائما بدفء ويسأله عن حاله وأحواله وعندما ينهي مهمة الترجمة كان يودعه بقوله شكرا لك لقد أتعبناك معنا كثيرا ويكررها اكثر من مرة.. وهذا هو نص الحديث الهام الذي نشرته جريدة القدس العربي.
د. سامان عبدالمجيد من هو؟
أنا من عائلة كردية تنحدر أصولها من محافظة السليمانية شمال شرق العراق، نلت شهادة البكالوريوس في الأدب الانجليزي من جامعة بغداد عام1968 ثم دبلوم عال في اللغة الفرنسية من الجامعة المستنصرية عام 1974، عام 1982 نلت شهادة الدبلوم العالي للدراسات العليا المتخصصة في الترجمة الفورية من جامعة السوربون الجديدة في باريس عام 1982، في عام 1997 نلت شهادة الدكتوراه في الترجمة من الجامعة المستنصرية ببغداد.
هل كنت بعثيا عندما تم اختيارك للبعثة؟
كنت بعثيا صوريا مثلي مثل ملايين العراقيين الذين انضموا بشكل صوري لحزب البعث لأسباب وظيفية، لكن زملائي لم يكونوا جميعهم بعثيين، ولم يطلب منهم اطلاقا الانضمام إلي حزب البعث كشرط لضمان البعثة.
كيف شعرت وأنت أمام صدام حسين للمرة الأولي؟
شعرت برهبة من الموقف، ولكن استقبال الرئيس لي بالتحية بطريقة بسيطة دون تكلف ووجود مترجم اللغة الانجليزية المرحوم مازن الزهاوي ومساعدته لي في توضيح الموقف والبروتوكول المتبع سهل علي الأمور كثيرا وما أن مرت اللحظات الأولي حتي اندمجت بالعمل وسار كل شيء علي ما يرام.
هل دار بينك وبين الرئيس صدام حسين في ذلك اليوم أي حديث؟
كلا.. ولم يحدث بيني وبينه أي حديث خاص، أعني أن اختلي به حتي النهاية، لكنه كان يستقبلني دائما بدفء ويسألني عن حالي وأحوالي وعندما أنهي مهمة الترجمة كان يودعني بقوله شكرا لك لقد أتعبناك معنا كثيرا ويكرره اكثر من مرة.
متي أصبحت المترجم الخاص للرئيس صدام حسين رسميا؟
بقيت حتي عام 1990 مترجم الرئيس عند الطلب، ولكن بعد دخول الجيش العراقي إلي الكويت وتقاطر الوفود من كافة المستويات والانواع علي بغداد صدر أمر بنقلي نهائيا من وزارة الإعلام إلي مكتب السكرتير الصحفي لرئيس جمهورية العراق، كان السبب وراء نقلي هو عمل خلاصة يومية حول ما تكتبه الصحف الفرنسية حول موضوع دخول العراق إلي الكويت وتقديمها إلي الرئيس صدام حسين الذي كان حريصا أشد الحرص علي الاطلاع علي كل ما تكتبه الصحف الغربية حول العراق وقد نقل بعدي بيومين أحد زملائي لقيامه بنفس المهمة ولكن مع الصحف الناطقة بالانجليزية.
هل شعرت بأن كونك غير عربي (كردي) كان له أي تأثير علي عملية اختيارك للعمل مع الرئيس؟
كلا علي الاطلاق،. فمنذ دخولي الحياة العملية حتي أصبحت مترجما للرئيس لم اشعر في يوم من الأيام بأن قوميتي الكردية هي نقطة الضعف بالنسبة لي، لا بل لم أشعر بذلك طوال حياتي خصوصا أن اسمي كردي إلا أنني لم أشعر بأي يوم من الأيام بأن ذلك قد أثر سلبا بأي شكل من الاشكال لا في المدرسة ولا في الحياة الاجتماعية ولا في الجامعة كنت أشعر وأعامل علي أني عراقي مثلي مثل أي عراقي آخر ، ويعزز ذلك القول بإنني طوال خدمتي في القصر الجمهوري لم يفتشني أحد أثناء دخولي وخروجي علي الرئيس صدام حسين، يظن الكثير من الناس أن كل من يدخل علي صدام حسين يخضع إلي تفتيش دقيق، ولكن ذلك غير صحيح كان بإمكاني في كل مرة فيها ادخل قاعة يتواجد فيها صدام حسين وأنا أتأبط سلاحا.
لم أغسل يدي بالمحلول الكيماوي
هذا يعني أنك لم تغسل يديك يوما بالمحلول الكيماوي الشهير الذي يقولون بأن كل من يصافح صدام حسين عليه أن يعقم يديه بمحلول خاص؟
أبدا لم يحدث ذلك.
تعني هذا المحلول ليس له وجود؟
يا أحمد لقد أصدرت كتابا يتضمن سيرتي الذاتية وفيه وفي مقابلتي هذه معك وفي أي لقاء مستقبلي أشدد علي أنني أقول شهادتي أمام الله والتاريخ، ولن أنقل علي لساني سوي ما رأت عيناي وسمعت أذناي، قد يأتي شخص في يوم من الأيام ويقول إن هناك معقما كيماويا علي كل من يدخل علي صدام حسين، قد يكون صادقا وقد يكون كاذبا ولكن الأكيد بالنسبة لي هو انني لم أغسل يوما يدي بسائل من هذا القبيل.
كيف كان يعاملك الرئيس صدام حسين أعني شخصيا؟
في الحقيقة كان صدام حسين الإنسان وهذا شيء اطلعت عليه بنفسي شخصا في منتهي الرقة معي ومع الآخرين، علي مدي الخمس عشرة سنة التي عملت فيها معه لم أره منزعجا ويوجه كلاما غاضبا لأحد إلا نادرا جدا جدا، مرة واحدة وبخ أمامي رئيس دائرة المراسم قائلا: هل يجب علي أن أعلمكم كل شيء؟ هل نحن في مدرسة؟ كان هذا أقصي توبيخ اسمعه منه تجاه أحد. أما معي شخصيا فلم يوجه لي في يوم من الايام حتي ولا لوما، كان يستقبلني كما اسلفت بتحية طيبة ويودعني بعبارات مهذبة مثل أرجو ألا نكون قد اتعبناك، أرجو ألا نكون قد أطلنا عليك. كان ذا خلق عال، شاءت الظروف أن اجتمع معه وآخرين علي مائدة الطعام اكثر من مرة، وقد كان يصر علي أن يملأ صحني بنفسه. كان ذلك يسبب لي حرجا كبيرا وكنت أتوسل إليه ألا يفعل ذلك وأن مقامه عال عندي ويجب علي أنا أن أخدمه، لكنه كان يصر علي أن يملأ طبقي بكل ما موجود علي المائدة.
نظرا لوجودك مع صدام حسين في مفاوضات علي أقصي درجات السرية، كيف تصف لنا طريقة صدام حسين في الحوار؟ هل كان متعنتا كما يشاع عنه؟
استطيع القول إنه في جميع اللقاءات والمحادثات التي حضرتها معه سواء كمترجم أم سكرتيرصحفي لم يكن صدام حسين شخصا متعنتا.
كيف كان يعامل المسئولين العراقيين؟ هل كان يناقشهم أم يصدر أوامر نهائية بشكل دكتاتوري متعسف ما هي الصورة التي يرسمها عنه الكثيرون؟
كلا أبدا، كان يؤمن دائما بالشوري والاستماع إلي رأي الآخرين.
كيف لك أن تعرف ذلك رغم إنك لم تحضر اجتماعاته مع عراقيين علي اعتبار أنها لا تحتاج لوجود مترجم؟
كان عماد عملي هو في مكتب السكرتير الصحافي الذي يحضر مع الرئيس اجتماعاته اليومية مع المسئولين. من هنا استقيت معلوماتي وانطباعاتي حول طريقة تعامل الرئيس صدام مع المسئولين والوزراء العراقيين. كان يبدأ الموضوع بتلاوة حيثياته ثم يقول للموجودين أسمع رأيكم في هذا الموضوع. لم يكن يضع الامر بصيغة قررنا الآتي ابدا، كان دائما يقول هذا الموضوع مطروح للنقاش، وأود أن اسمع وجهة نظركم. حاول صدام حسين أن يكون ديمقراطيا ولكني اقولها للحقيقة والتاريخ إن الآخرين لم يساعدوه.
هل كانوا علي حق في مواقفهم الموارية أم لا!
هذا ما اجبت عنه بالتفصيل في كتابي الذي صدر في اواخر اكتوبر الماضي.
صدام والطائفية
هل كان صدام حسين طائفيا؟
كلا علي الاطلاق. تحليلي الشخصي بأن صدام حسين كان يريد أن يكون قائدا عظيما لعراق عظيم. وبالتالي كان فكره وتطلعاته أوسع من أن تضيق عند مسألة الطائفية. كان المحك عند الرئيس صدام حسين هو الولاء،
 هل هذا الشخص أو ذاك يدين لنا بالولاء أم لا؟
حقيقة ان هذا كلام يتداول في الوقت الحاضر لتبني عليه اشياء معينة.
رئيس متدين
هل كان الرئيس صدام شخصا متدينا؟
منذ بداية عملي معه عام 1987 لمست في كلامه وتصرفاته شيئا من التقوي وكانت كلمة الله لا تنزل عن لسانه هذا ما أراده الله وإن شاء الله وعبارات مشابهة كان يرددها بشكل دائم. في السنين الاخيرة ازداد التصاقه بالدين اكثر فأكثر، واصبح يقرن كلامه بآيات قرآنية بشكل دائم، وهذا واضح حتي في خطاباته الرسمية. واذكر انه رد علي الصحافي دان راذر من قناة 'سي . بي . أس' الأمريكية بأننا قد فعلنا كل ما في وسعنا لتجنب الحرب وافقنا علي عودة المفتشين إلي العراق ووافقنا علي تحليق طائرات التجسس (يو 2) ووافقنا علي كل شئ، فإذا وقعت الحرب فستكون تلك مشيئة الله ولا راد لقضائه. من جهة اخري نري الطابع الديني واضحا عليه في بعض القرارا ت مثل منع الخمارات والنوادي الليلية قبل الحرب بأشهر أصدر قرارا بأن كل مسئول عراقي يشاهد وهو يلعب القمار يفصل من منصبه ويعاقب بالحبس. نستطيع أن نلمس من هذه التصرفات اتجاها دينيا.
كوني عراقيا ايضا كنت اسمع من الناس أن صدام حسين يحب شرب الويسكي ولا يتناول إلا افخر الماركات؟ علي حد علمي كان تناول الخمور عنده شيئا ممقوتا وغير وارد اطلاقا ولم اشاهده في حياتي يتناول خمرا. كان يقيم الصلاة في مواعيدها؟
نعم وحتي في وجود ضيوف اجانب كان يعتذر منهم عندما يحين وقت الصلاة ويذهب إلي غرفة اخري ويعود بعد عشر دقائق ينتقد الكثير من العراقيين منح صدام حسين كثيرا من الدول العربية ودول العالم الثالث معونات مالية، ويقولون إن ذلك ساهم في إفلاس العراق وتبديد ثرواته، فهل اطلعت انت علي شئ من هذا القبيل في لقاءات الرئيس مع الضيوف العرب والاجانب؟
نعم كان يساعد الدول الفقيرة، فعندما استقبل مثلا الرئيس التشادي حسين حبري عام 1987، كانت المفاوضات حول تعاون اقتصادي بين العراق وتشاد، واذا نظرنا إلي وضع العراق كبلد نفطي ثري وتشاد البلد الفقير سنجد أن التعاون الاقتصادي ما هو إلا كلمة دبلوماسية لمنح المساعدات والمعونات المادية.
هل كان يمنح المعونات بشكل تطوعي أم تلبية لطلب مباشر من قبل قادة الدول الفقيرة؟
كان يمنحها تطوعا، اريد القول هنا بأن صدام حسين رجل يؤمن بشدة بمبدأ التكافل الاجتماعي، وقد طبق ذلك في العراق ايضا في سنين الحصار علي العراق. كان يؤمن بشدة بأن علي كل دولة اسلامية غنية ان تساعد الدولة الافقر، وقد دعا في قمة عمان إلي انشاء صندوق رسمي لمساعدة الدول العربية والاسلامية الفقيرة، واقترح ألا يكون دفع الاموال إلي هذا الصندوق بشكل مزاجي، وأن يتم الاتفاق علي المبلغ الواجب دفعه من كل دولة إلي الصندوق.
هل تعتقد بأن حياة الضنك والعوز التي مر بها صدام حسين في طفولته قد أثرت في شخصيته بحيث أصبح يحس بمعاناة وعوز الآخرين؟
في الحقيقة كان صدام حسين يري نفسه رجلا ذا مكانة كبيرة. كان يتصرف مثل رب أسرة عليه أن يوفر احتياجات ابنائه بأي شكل. اذكر في احدي السنين أنه تم الاتفاق علي منح مساعدات لدول الطوق، وقال يومها قال ملك الاردن الراحل حسين بن طلال لصدام حسين انه لا يريد من العراق مساعدات في الوقت الحاضر نظرا لانشغاله بالحرب مع ايران، فرد عليه صدام بعبارة كان يكررها باستمرار العراق مركب كبير محمل بالخير لو اخذ منه المرء مكيالين او ثلاثة فإن ذلك لن يؤثر به. من هذا المنطلق كان يكرم كل من يطرق بابه، أعود مثلا إلي زيارة حبري فقد اعطي صدام حسين لحبري مبلغا نقديا كمعونة شخصية، وكان يحرص علي ان كل من يطرق بابه يجب أن يعود مجبور الخاطر.
كنت المترجم الذي جلس بين الرئيس صدام حسين والامين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان، كيف بدا صدام حسين؟ كيف كانت نبرات صوته وعباراته وتصرفاته؟ هل كان منفتحا علي الوصول إلي حل سلمي أم كان متعنتا ويتصرف علي اساس أن الضربة قادمة لا محالة؟
لم يكن متعنتا بل كان رافضا لما قدم كوفي عنان من اجله، وهو فتح المواقع الرئاسية للتفتيش. هل قدم تبريرا لرفضه؟
كانت اسباب الرفض معلنة علي الملأ، كان صدام حسين يري أنه من غير المعقول أن يضع المرء مصنعا للأسلحة الكيماوية، في قصر رئاسي، ثم إن هي مسألة سيادة. من الواضح أن كوفي عنان كان قد درس عادات العرب جيدا قبل مجيئه الي العراق، لذلك دخل مدخل العارف بالأمور. كان مؤدبا إلي ابعد الحدود، وكان يتحدث بمنطق او بما معناه بأنه لم يأت ليفهم صدام حسين ماهو الصح وماهو الخطأ بل هدف زيارته هو تجنيب البشرية والعراقيين ويلات الحرب. اتبع طريقة اقناع ذكية علي اساس انه جاء ودافعه الحرص علي السلام وليس لأن أمريكا تريد فعل شئ معين وان علي العراق تطبيقه، اضافة إلي تقديمه طلبه بطرح مقنع، طالما أن المجتمع الدولي يريد شيئا من العراق (تفتيش القصور الرئاسية) فبغض النظر عن كون المطلب شرعيا أم لا، فإن الامين العام للأمم المتحدة يلتمس من العراق الموافقة.
ماذا كانت اجابة صدام حسين عن هذه التفصيلة بالذات تجنيب العراقيين الحرب؟
كانت لديه قناعة بأنه مهما فعل العراق ومهما قدم العراق فهناك اصرار علي ضربه، وان الولايات المتحدة تسعي لايجاد مبررات لضرب العراق. لذلك كان يقول إنه حتي لو اتي المفتشون فلن يحمي ذلك العراق، لا بل كان يقول إنه لا يستبعد أن يضع المفتشون عنصرا كيمياويا معينا ويدعون بأنهم وجدوه في العراق، ويتخذونه ذريعة لضرب العراق. لذلك كان جوابه الأساسي لعنان بأنه لا جدوي من الموافقة، ولو عرفنا بأن الموافقة ستحل الأمور لوافقنا، وقد تحدث إلي كوفي عنان كثيرا محاولا إقناعه بالعمل علي تغيير السياسة الأمريكية تجاه العراق، واستشهد بالتاريخ كثيرا كما هي عادته دائما مذكرا ضيفه بأن العراق بلد عظيم ذو تاريخ مجيد لا يجوز ان يعامل بهذه الطريقة، وكان يصر علي ان العراق هو من علم البشرية القراءة والكتابة وان حمورابي هو من وضع القانون في العالم، كان يركز علي ان الحضارة بدأت من العراق وانه أرض الأنبياء نوح وإبراهيم عليهما السلام وعليه يجب ان يعلم الجميع ان العراق بلد غير عادي لا يمكن ان يذل أو يهان، ابدي عنان موافقته واعجابه بكل ما قاله الرئيس، ثم طلب ان يكون الاجتماع سريا فانصرف الوزراء الحاضرون وبقيت أنا والرئيس وعنان فقط توقعت أن يكون لدي عنان شيء جديد يريد قوله علي انفراد ولكنه لم يزد علي موافقته علي كل ما قاله الرئيس ثم عاد وأكد أنه لا يريد سوي حقن الدماء، لكن ما ميز الجلسة السرية هو أن عنان بدا يتحدث بصفة شخصية أكثر من كونه الأمين العام للأمم المتحدة، قال للرئيس إنه يحب الشعب العراقي ويريد ان يجنبه ويلات الحرب، وانه يلتمس من الرئيس الموافقة علي مطالب المجتمع الدولي، لم يستخدم أبدا لغة القانون أو أن هناك أمرا علي العراق تنفيذه وإلا! إلا أنه قال للرئيس أكثر من مرة ياسيادة الرئيس أنت رجل قانون وتعلم بأنه عندما يصدر قرار للأمم المتحدة فهو واجب التنفيذ علي اعتبار أن صدام حسين يحمل دبلوما في القانون لكن الرئيس رد عليه بشيء من التهكم أرجو ألا يتكرر موضوع رجل القانون فأنا لم أمارس المحاماة قط.
صدق ما قاله العسكريون
نأتي إلي الحرب الأخيرة .. متي التقيت الرئيس صدام حسين آخر مرة؟
في 25 فبراير 2003م عندما ترجمت له مقابلته مع الصحفي الأمريكي دان راذر من قناة 'سي.بي.اس' الأمريكية .. بالنسبة لموضوع اللقاء فقد بث وفي وسائل الإعلام.
كيف كان الرئيس صدام حسين ينظر إلي مبادرات أشخاص مثل وزير الدفاع الفرنسي شوفينمان الذي استقال من منصبه عام 1990 احتجاجا علي الطريقة التي شنت بها الحرب علي العراق، ومبادرات أشخاص مثل جورج غالاوي ولويس فرخان؟ ما هي انطباعاته عن المسيرات المليونية في أوربا وأمريكا ضد الحرب؟
كانت تلقي في نفسه سرورا كثيرا، كان يعتقد بأن هذه اثباتات دامغة علي ان العراق علي حق والجانب الآخر علي باطل.
هل تم اعتقالك من قبل قوات الاحتلال؟
كلا .. في الحقيقة لقد أقلقني هذا الأمر قبل خروجي من العراق، ليس لأني متهم بشيء فأنا رجل مترجم وليس لي منصب قيادي، ولكن خفت ان يستدعيني الأمريكيون لمعرفة تفاصيل عن اجتماعات ولقاءات الرئيس صدام حسين، ولكن الحمد لله لم يحدث شيء من هذا.
اخيرا كيف تصف سقوط بغداد واحتلال العراق؟
زالزال هز كياني .. أرجو من الله أن يفرج عن بلدنا هذه الغمة

ليست هناك تعليقات: