18 نوفمبر 2009

العروبة والاسلام وجهان لعملة واحدة

albaas.maktoobblog.com
رغم الضربات السافرة التى تعرضت لها الأمة العربية ولا زالت تتعرض لها على يد قوى الامبريالية فى الخارج وأزلامها فى الداخل منذ عدة قرون مضت مرورا باتفاقات سايكس بيكو والحربين العالميتين وخلالهما وعد بلفور المشئوم الذى تسبب فى ظهور الكيان الصهيوني الاستيطاني الإجرامى عام 1948 على أنقاض اجزاء من الدولة السورية الكبرى انتهاء بغزو العراق ومحاولة إبادة شعبه من خلال حربين أمميتين ظالمتين شنت ضده عبر 13 عاما من الحصار والتجويع انتهت بسقوطه عام 2003 ومصرع أكثر من المليوني شهيد(راجع
http://www.countercurrents.org/polya210309.htm) من خيرة أبناء الأمة العربية ممن تربوا تربية قومية صحيحة وواعدة وكذلك محاولة تفتيت السودان والعبث باستقراره ووحدته وهو ما يحدث الآن فى اليمن والصومال ولبنان ومحاصرة ليبيا إلا انه رغم كل ذلك تزايدت الحاجة الشعبية لهذه الوحدة القومية ومقاومة كل الأفكار التي تروج لتحويلها إلى فكرة شعوبية ضيقة مدفوعة بقيم انتهازية نخبوية على حساب رغبة الجماهير العربية وحاجتها الماسة للوحدة والقوة.
ولعل السبب وراء صمود القومية العربية إزاء الصعوبات التى واجهتها أن تلك القومية تتوافر فيها مقومات ما كانت لأى قومية غيرها تملك هذا التعداد السكانى فضلا على انتشارها على رقعة جغرافية تمتد من المحيط الاطلسى حتى الخليج العربى والتى تمثلت فى وحدة اللغة والدم والجنس والثقافة والجغرافية والمصير الواحد والإرث السياسي والتاريخى بل والديني مما جعلها مثار حسد من قبل أمم لم تتوافر فيها مثل تلك الخصائص بذات الصورة من النضارة والخصوبة
ولقد لمس الشعب العربى ما حباه له الخالق من روابط فى أزمنة تقوم فيها قوميات أخرى تفتقد لمعظم تلك الخصائص الواجب توافرها فى القومية الناضجة باصطناع وتأصيل روابط بين أفرادها فى محاولة لخلق مبررات الوحدة بين دولهم ولذلك ثمن الشعب العربى هبة الله له وراح يناضل من أجلها لا سيما بعدما شاهد القارة الأوربية التى تعرقل بشكل مستمر مشروعه القومي تسعى لاستنساخ قومية لها عبر إنشاء الاتحاد الأوربى وغيرها رغم تنوعها جنسيا ولغويا ودينيا وتاريخيا
ان الامبريالية العالمية فى ثوبها الجديد وعبر مسلكها الثقافي الذى يحمل رداءات العولمة والتحرر والديمقراطية وهو بعيد كل البعد عن أي مثالية أو حسن نية يسعى وبشكل دءوب لفصل القومية العربية عن محيطها ومرجعها الثقافي المتمثل فى الإسلام محاولة للوقيعة بين المتلازمتين وإظهارهما بمظهر المتناقضتين المتصادمتين رغم ان الإسلام يعد المرجعية الأولى للثقافة العربية بل انه يشكل فيها ذروة السنام فضلا عن ان هذا الدين الذى استطاع ان يسود العالم فى فترة وجيزة يعد استفتاء بشكل قاطع على عالمية الثقافة العربية وعلى ان العروبة والإسلام وجهان لعمله واحدة
فقد أبقى الإسلام على معظم العادات والأعراف العربية القديمة كالكرم والشهامة والجود والإخلاص والوفاء والصدق والعدل والصبر والوفاء وإغاثة الملهوف ونجدة المستغيث ورفض الظلم والاعتزاز بالأهل وردهم فى حال التجاوز واحترام الكبير وتوقيره والرحمة بالصغير واحترام الجار وصيانة حقوقه بينما قام بتهذيب ومحو العادات السيئة منها مما يعنى اعترافا ربانيا بأفضلية الثقافة العربية على ما عداها من ثقافات أخرى ولذلك اختارها لتحمل هذه الرسالة العظيمة.
ولبيان فضل العرب نشير الى ما تواترت الأحاديث النبوية الشريفة به فقد أمر صلوات الله عليه (أحبوا العرب لثلاث لأننى عربى والقرآن عربى وكلام أهل الجنة عربى ) وكذلك( تعلموا العربية وعلموها الناس فإنها لسان الله الناطق) وامتداح النبي لأصله الشريف حين قال( أنا النبى لا كذب انا ابن عبد المطلب) وكذلك حينما عاد ليضرب لنا المثل عن قيمة التسامح العربى حينما قال (لا فرق بين عربى واعجمى الا بالتقوى).
ان الإسلام بوصفه دينا عالميا لا يتصادم مطلقا مع وحدة القومية العربية وذلك لأن القومية العربية تعد هى اللبنة الأولى لهذا الدين العظيم وفى سيادته وانتشاره وفاء بها وامتداح لها وكذلك فان القومية العربية لا يمكنها ان تعيق المشروع الإسلامى العالمي ما لم تكن تدعمه متى تيسرت له ظروف الوحدة الإسلامية الجامعة واظنها لا يمكن ان تتحقق دون تحقق الوحدة العربية اولا لينطلق منها الاسلام كما انطلق فى المرة الاولى

تابع نشر هذا الموضوع فى
موقع التيار القومى التقدمى
www.annida.org

شبكة الرافدين
http://www.alrafdean.com/node/108610
جريدة البديل
http://albadell.net/details.asp?id=3102&catid=3
نبض الوعى العربى
http://www.arabianawareness.com/news.php?action=view&id=1296
موقع كتاب من اجل الحرية
http://iwffo.org/today/1188-2009-06-17-21-02-43.html
اصوات الشمال
http://www.aswat-elchamal.com/ar/
موقع الفكر القومى العربى
http://www.alfikralarabi.org/modules.php?name=News&file=article&sid=5150
موقع حزب الكادر العراقى
http://www.alkader.net/juni/seedameen_090620.htm
مقالات اشتراكية
http://elhanafim.maktoobblog.com/category/%D8%A3%D8%AF%D9%84%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%

ليست هناك تعليقات: